أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مالوم ابو رغيف - جدلية البناء التحتي والبناء الفوقي والدين















المزيد.....

جدلية البناء التحتي والبناء الفوقي والدين


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4864 - 2015 / 7 / 12 - 17:02
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الفكرة الرئيسية التي استند عليها ماركس في نقده لفلسفة هيجل المثالية والتي تعتبر بحق نقطة الانطلاق في بناءه النظري، هي تلك التي تقول بأن ليس ما يهبط من السماء يحدد ما على الارض، بل العكس هو الصحيح، ان ما يصعد من الارض يحدد ما في السماء.
ذلك يعني بان افكار الناس ومعتقداتهم وتصوراتهم وايدلوجياتهم هي نتاج الواقع المعاش وانعكاسا له ومتوافقه مع درجات تطوره.
لكن ما الذي يحدد هذا الواقع ويعيره سمته وملامحه الخاصة والرئيسية تلك التي تميزه عن غيرة مما سبقه من المراحل التاريخية المختلفة ؟
انها علاقات الانتاج او مثل ما يشار لها بـعض الاحيان بـ شكل ملكية وسائل الانتاج، فهي تشكل البناء التحتي او القاعدة التي تستند عليها الانظمة الاقتصادية السياسية، وهي التي تحكم اتجاهات وشكل التطور، وهي، والحديث دائما عن علاقات الانتاج، تحدد شكل ونوعية البنية الفوقية التي تنشئها الطبقة المتسيدة لتبرير وحماية وصيانة البناء التحتي او شكل علاقات الانتاج ، ونقصد بالنبية الفوقية المنظومات القانونية والحقوقية والسياسيىة لنظام اقتصادي سياسي معين.
لقد اشار ماركس الى هذه الحقيقة بقوله
(في الانتاج الاجتماعي لحياتهم، يدخل الناس في علاقات محددة وضرورية، مستقلة عن اراداتهم، هي علاقات الانتاج، التي تتوافق مع مرحلة معينة من تطور قواهم الإنتاجية المادية.
مجمل علاقات الإنتاج يشكل الهيكل الاقتصادي للمجتمع، والأساس الحقيقي الذي يقوم عليه بناء فوقي حقوقي وسياسي، تتناسب معه أشكال معينة من الوعي الاجتماعي.)
ان ماركس يشير هنا الى علاقات الانتاج كمفهوم اعمق من النظرة السطحية القاصرة التي تختزلها فقط بما يتعلق بالبنية الاقتصادية، في حين ان البنية الاقتصادية ليس الا جزء واحد من علاقات الانتاج ، اذ انها، اي علاقات الانتاج، تمثل كلية العلاقات التاريحية الاجتماعية، انها تمثل اشكال تطور وسائل الانتاج.
يقول ماركس
ان كينونة(لب) التشكيلة الاقتصادية لمجتمع ما هي ابعد من ان تكون مجرد شكل من أشكال الإنتاج المادي الصناعي والتداول المالي. فمن احد اشكال الانتاج المادي المعينة ينتج: بنية اجتماعية معينة، اولا، وثانيا علاقات معينية بين الناس وبين الطبيعة. ( ومن هذين العلاقتين) يتم تحديد النظام السياسي والرؤية الفكرية على حد سواء. اي يتحدد نوع الإنتاج الفكري ايضا .
ذلك يعني ايضا ان مهمة البناء الفوقي تتركز في انتاج انواع من الوعي الاجتماعي يُحرص على ان لا تشذ او لا تتناسب مع طبيعة شكل ملكية وسائل الانتاج. وهذا ما يعبر عنه ماركس بقوله:ـ
The ideas of the ruling class are in every epoch the ruling ideas, i.e. the class which is the ruling material force of society, is at the same time its ruling intellectual force. The class which has the means of material production at its disposal has control at the same time over the means of mental production.
ذلك يعني بان الافكار المتسيدة، هي افكار الطبقة الحاكمة المتسيدة.، فالطبقة التي تمثل القوة المادية الحاكمة في المجتمع، هي في الوقت نفسه القوة الفكرية المسيطرة .
كما ان الطبقة التي تمتلك وتكون وسائل الإنتاج المادي تحت تصرفها ، تسيطر في الوقت نفسه على وسائل الإنتاج الذهني.
ينبغي ان نشير هنا الى ان الترجمة العربية لعبت دورا غير جيد في توهيم الفكر العربي، فقد ترجمت الافكار المتسيدة الى الافكار السائدة، وبين التعبيرين فرق شاسع ، ليس في المعنى فقط انما في الدلالة. فالافكار السائدة يفهم منها سعة الانتشار اكثر مما يفهم منها السيادة، مع ان الفكرة الماركسية الاساسية تشير الى التسيّد، والتسيّد في مفهومه العام يدل على القسر والفرض، ذلك يعني ان افكار الطبقات الحاكمة هي افكار مفروضة بقوة القانون وبقوة السياسة.
لكن ينبغي الاشارة الى ان من الخطأ اعتبار مصطلح البنية الفوقية على انه يقتصر على انظمة مؤسسات وجهاز الدولة. فجهاز الدولة هو احد اجزاء البنية الفوقية وان كان جزء مهما جدا. اذ ان مصطلح البنية الفوقية عند ماركس يشمل أكثر من مجرد مؤسسات الدولة السياسية والقانونية، ذلك ان تصورات الناس السياسية والدينية والاخلاقية والفلسفية هي جزء من البناء الفوقي ايضا.
ويمكن القول بنوعين للبناء الفوقي، البناء الفوقي الروحي او الذهني، وهومنظومة الدين والاخلاق والتصورات والعلاقات الاجتماعية، والبناء الفوقي السياسي والحقوقي. لكن كلا النوعين هما نتاج للبناء التحتي الاقتصادي في مجتمع معين. لكن العلاقة بين البنائين، التحتي والفوقي علاقة ديالكتيكية، تأثير وتأثر، فتشريع القوانين او ادخال تكنلوجية متطورة او اختراعات جديدة تؤثر بالضرورة على البناء التحتي الذي بدورة يقوم بانتاج بناء فوقي اجتماعي يتناسب مع التغيرات الحاصلة عليه.
ويمكن لنا تقسيم البناء التحتي الى قسمين ايضا
أـ القاعدة الاجتماعية للانتاج :ــ علاقات الهيمنة وعلاقات التبعية بين الناس والبضائع+ علاقات التملك بين الانتاج والتوزيع.
ب ـ القاعدة الاقتصادية للانتاج:ـ قوى الانتاج وهي العمال+ العلم والتكنلوجيا+ وسائل الانتاج :ـ ادوات وآلات + المعامل والمصانع+ مواد العمل مثل المواد الخام وغيرها
اما البناء الفوقي فيتألف من :ــ الدين والقانون والحقوق+ السياسة+ الفلسفة والتربية والمدرسة+ الفن+ الدولة
نشير ايضا الى ان الطبقة الحاكمة او المتسيدة تعمد الى تبرير الاستغلال والسيطرة حقوقيا بواسطة التشريعات القانونية، وتبرره روحيا وقدسيا باستخدام الدين ورجاله لهذا الغرض.
في الغرب فقد الدين كثير من تأثيراته الفاعلة على الناس وقل دوره بشكل كبير جدا في المجتمع، فهو لم يعد ملاذا للفقراء والمساكين ولا عونا في حل المشاكل النفسية ولا انصاف المظلومين، الدين في الغرب فقد دوره المهم في النباء الفوقي لتشكيلة الاقتصادية الرأسمالية، بينما تحتل النظريات التربوية والفلسفية والفنية دور الريادة في البنية الفوقية للانظمة الاقتصادية السياسية الرأسمالية.
لكن في الشرق، حيث التخلف الحضاري الثقافي وتسيد الموروث والمقدسات، يلعب الدين الدور الاهم والاخبث في تبرير الاستغلال والاستغفال. لذلك تركز السلطات والحكومات على الاهتمام به ونشره بين الناس واعتباره احد المكونات الرئيسية للهوية الوطنية.
حتى لو لعب الدين دور المعارضة لنظام حكم معين، فانه ليس الا بشير لدولة استغلالية قسرية فاسدة.
واذا كان الدين يلعب دور المعارضة، فانه يشكل اساس مستقبلي لدولة استغلالية فاسدة



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفي الاله
- الدور السلبي للاسلام على العرب
- العراق: لماذا لم تنجح الحكومة في حل الازمة الطائفية؟
- ايران والقضية الفلسطينية
- ذهنية تقسيم العراق
- العراق: القتال ضد مجهول
- الطائفية السعودية وخطأ التصورات الايرانية
- ملاحظات عابرة حول الحرب على اليمن
- لماذا تلتزم المرجعيات الاسلامية الصمت حيال تحطيم اثار حضارة ...
- الضجة الاسلامية حول اعدام الطيار الكساسبة
- الحتمية الماركسية وخلفية الفهم الاسلامي الساذج
- الاسلام بصفته احتجاج سلبي
- الماركسية ادراك وليس اجترار مدرسي
- خدعة الوحدة الوطنية
- بين نائبيتين: فيان دخيل وميسون الدملوجي
- هل تختلف شريعة الدواعش عن الشريعة الاسلامية؟
- بعد تحاصص المناصب هل يتحاصصون الجغرافية؟
- من اقليم السنة الى اقليم الدواعش
- الوهابية والصراع بين السنة وبين الشيعة في العراق
- في العراق: اهي حروب الطوائف ام حروب طائفية؟


المزيد.....




- غزة: السابع من أكتوبر في المنظور التاريخي
- بحجة “اللاساميّة” تترافق إبادة شعب فلسطين مع محاولة إبادة قض ...
- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...
- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...
- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-


المزيد.....

- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مالوم ابو رغيف - جدلية البناء التحتي والبناء الفوقي والدين