أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - بوادر عملية الكماشة في سوريا














المزيد.....

بوادر عملية الكماشة في سوريا


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4853 - 2015 / 7 / 1 - 02:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العمليات الكبرى لعملية الحسم العسكري في سوريا ، بدأت تظهر للعيان شيئا فشيئا ، وتتسارع إحداثياتها مثل كرة الثلج التي تتدحرج بإتجاه السفح من قمة الجبل ، وآخر هذه التجليات ، إعلان تركيا عزمها التدخل في الشمال السوري حفاظا على أمنها القومي ، وصونا لمصالحها كما ورد في البلاغ التركي، وقد أصدر الرئيس أردوغان أوامره للجيش وسلاح الجو أن يكون الجميع على أهبة الإستعداد.
جاءت هذه العلامات الكبرى من الرئاسة ومجلس الأمن القومي التركي ، وأن هناك خطتان للتدخل هما "أ" وتقضي بتأسيس منطقة آمنة في مدينة جرابلس في ريف حلب ، وهذا يعني التخل المباشر عبر كوباني بهدف الحد من خطورة داعش ، لكن الهدف الأقوى هو وقف تقدم أكراد سوريا ، ومنعهم من تأسيس إقليم خاص بهم في سوريا على الحدود التركية ، ومنع تمدد هذا الحلم إلى أكراد تركيا.
وتتضمن الخطة "ب" دعم كتائب الثوار بالغطاء المدفعي ، وأن التدخل سيبدأ ب 18 ألف جندي ، وقد سرب الإسرائيليون تقارير تفيد بوجود خطة تركية سعودية للتدخل في سوريا ، وإستخدام الأردن ممرا للقوات السعودية على رأس وحدات من جيش مجلس التعاون الخليجي.
أما ما سبق الإجراء التركي ، فقد ظهر في الأردن حيث مناورات الأسد المتاهب التي ضمت جيوشا تنتمي لدول معنية بالوضع في سوريا ، وفي مقدمتها أمريكا التي تمسك بخيط العرائس ، وتحرك الجميع كما تشاء ، وقيل آنذاك أن هذه المناورات ستسفر عن تدخل عسكري بري في سوريا إنطلاقا من الأردن بطبيعة الحال.
هذه التكهنات ليست من نتاج خيال البعض ، أو هي تجسيد لرغبة جهة ما لها مصلحة ، بل هي خطة مطروحة محكمة منذ نحو ثلاث سنوات ، موضوعة من قبل المعنيين بأمر الحسم في سوريا ، ولكن التنفيذ تأخر بسبب تردد الأردن الرسمي في الإستجابة للضغوط المفروضة عليه إقليميا ودوليا.
تقول الخطة –بعيدا عن التسريبات الإسرائيلية الأخيرة - أن الجيش التركي سيدخل شمال سوريا ، فيما ستدخل القوات الدولية ومن ضمنها قوات من الجيش الأردني جنوب سوريا ، ويبدأ الطرفان بالتقدم والتضييق على قوات النظام السوري المترنح وحلفائه لدفعهم إلى منطقة اللاذقية حيث إقليم الدولة العلوية التي نص عليها مشروع الشرق الأوسط الوسيع أو الكبير أو الجديد لا فرق، وهذه هي نظرية الكماشة التي تطبق على صيدها في نهاية المطاف.
هذه القصة ، تقودنا إلى أمور على جانب كبير من الأهمية ، ومن أبرزها الضغط الكبير الذي يمارسه القريب والبعيد على الأردن ، لتكون أراضيه ممرا للقوات المناط بها التدخل في سوريا ، إضافة إلى مشاركة جيشه المشهود له ، في العملية المرتقبة ، التي بدأت تبرز ملامحها شيئا فشيئا .
هذه الضغوط نالت من إستقرار الأردن ، ذلك أن الضغط الإقتصادي لا يقل خطورة عن الضغوط الأخرى ، إذ نرى أن الجميع ينتقمون من الأردن لعدم إستجابته للضغوط ، ولذلك وجد الأردن نفسه بين مطرقة الضغوط وسندانة الوضع الإقتصادي المرتبك ، إلى درجة ان البعض الغني طلب من صندوق النقد الدولي ، زيادة مساعداته للأردن مع أنه وبجرة قلم أخوية يستطيع سداد ديون الأردن ، وإنعاشه إقتصاديا ومكافاته على الخدمات شبه المجانية التي يقدمها ، ويعد الأردن بحق حامي حدود كافة جيرانها وحارسها من الأذى وما أكثره.
ليس سرا القول أن القريبين والبعيدين يعملون على توريط الأردن ، وهذا ما يضطره للإنزلاق في قضايا كان يجب ألا يقترب منها ، في حال وجود أخوة عربية حقة ، ولكن الله كتب علينا أن يكون خيرنا لغيرنا ، ومع ذلك نجد الأردن الرسمي يبادر بتقديم الخدمات يمنة ويسرة وبدون ثمن وإن حصل على مقابل فالفتات.
هناك علامات كبرى على توريط الأردن في ما لا تحمد عقباه ، فالتصعيد الذي نراه منذ شهر شياط الماضي ، يدل فعلا على قرب تنفيذ عملية الكماشة في سوريا ، وأولى هذه العلامات التصعيدية إستشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة وبالطريقة المعروفة .
كما أن إشارات التصعيد تتوالى إشارة بعد أخرى ، وكلها تحمل ألوانا فاقعة تنبيء عن الإنفجار الوشيك ، ومنها مجريات الأمور على الحدود الأردنية – السورية وقد راح ضحيتها شاب جامعي أردني ، كما أن النظام السوري وعلى ما يبدو يسهم في هذا التصعيد حيث الهجوم السوري إعلاميا على الأردن ، وقيامه بإستفزاز رهيب للأردن تمثل بإنسحاب قوات النظام من المناطق الحدودية أمام الخوارج الجدد داعش ، وهذه إشارة لها معنى .
ما أود قوله هو أن صانع القرار في الأردن يستطيع تغيير أصول اللعبة ، وأن يخرج من دائرة الخدمات المجانية ، فالشعب الأردني معه ، ولا يمكن لجهة ما تمرير ما تريد بدون الموافقة الرسمية الأردنية ، بمعنى أنه يكفي خوض معارك ليست معاركنا في الأصل ، والسؤال المحرج هو :ما ذا سيكون عليه الموقف الدولي في حال أصر الأردن على التوجه غربا دفاعا عن الكرامة والمقدسات؟



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موجة إرهاب صهيوني ستعم العالم
- رمتني بدائها وإنسلت
- جنسيتان للمستدمر الإسرائيلي
- الأردن يتورط
- إشهار ومناقشة كتاب -النفط والهيمنة- لكمال القيسي في منتدى ال ...
- بوش الثالث
- ما لم نكن أحرارا فلن يحترمنا أحد
- التفاهمات الأمريكية – الإسرائيلية تحسم جدل : من يحكم من؟
- مقاطعة إسرائيل ..كرة ثلج تتدحرج ..ولكن..
- بيان ختامي حول إطار العمل بشأن الأمن الغذائي والتغذية في الأ ...
- قراءة في الفكر الإرهابي الداعشي... فن إدارة التوحش والعنف ال ...
- داعش ..الطريق إلى مشروع الشرق الأوسط الكبير
- إقتربت الحرب
- المحراث الأمريكي يحط في السعودية
- الشيخ نايف الغانم صرخات الشعب العراقي لم تصل لأسماع إخوتنا ا ...
- رواية (كيلاّ) لأسعد العزّوني ونبوءة الانهيار الدّاخلي للكيان ...
- بيان حول مفاوضات العمل بشأن الأمن الغذائي والتغذية في الأزما ...
- الراحل علي عتيقة..العقلانية المتناهية
- إلى عيد الإستقلال المنسف ..مبعث كرامة وليس ملء معدة
- داعش في العراق ..لعبة القط والفأر


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - بوادر عملية الكماشة في سوريا