أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الراحل علي عتيقة..العقلانية المتناهية














المزيد.....

الراحل علي عتيقة..العقلانية المتناهية


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4820 - 2015 / 5 / 28 - 02:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بالأمس وبمعية العلامة الأمير الحسن بن طلال ، إستذكرنا وجمع غفير من الشخصيات الأرنية والعربية والليبية مناقب الراحل العروبي الليبي د.علي عتيقة ، الذي إنتقل إلى رحمة الله تعالى ، بقلب سليم ،في مثل هذه الأيام من العام الماضي .
كان الجمع غفيرا والكلمات مؤثرة وباكية ،لأن الرجل لم يكن كمثله أحد في إنتمائه العروبي الخالص البعيد عن التشنج والمثالية والإنحراق اليساري حتى الدمار ، بل كان مثلا يحتذى في الإلتزام بالمباديء ولكن على طريقته المثلى.
لهذا الرجل قصة تروى ، وحكاية تسطر بأحرف من برونز وألماس ، فهو مثال العمل الدؤوب والمثابرة ، وقبل ذلك التصميم والعزم على تحقيق الهدف ، وهو بحق مدرسة يجب أن يتم تدريس مبادئها في المدارس والجامعات العربية ، بدلا من الكثير من الحشو الذي يدرسه أبناؤنا ولا فائدة منه.
قصة فقيدنا الراحل جسدا والباقي فينا روحا وثابة ، بدات منذ العام 1951 حين تمكن من السفر إلى أمريكا في دورة تدريبية عن الزراعة ، وقيل في ليبيا أن هناك صبيا لا يعرف من الإنجليزية الشيء الكثير وحظه من التعليم لم يزد عن الصف الثالث الأساسي ، سافر إلى أمريكا ضمن دورة تدريبية .
الأهم من ذلك أن فقيدنا واجه صعوبات جمة في امريكا بسبب اللغة ، وأنه بإعترافه في كتابه بعنوان " بين الإرادة والأمل "، أنه لم يكن يفهم كلمة واحدة مما يقال في ورشات العمل والمحاضرات ، وقد إستغرب المسؤول الأمريكي من وجوده ، ومع ذلك إستمر ودرس في الجامعات الأمريكية حتى نال شهادة الدكتورة ، وبعدها عاد إلى بلده ليبيا متعلما بعد أن غادرها شبه امي، ويذكر في كتابه أيضا أنهم نصحوه في الجامعة أن يصرف النظر عن الدراسة ، لكن هيهات لمن كان مثل فقيدنا أن يستسلم للظروف .
بدأ فقيدنا بعد عودته مظفرا من أمريكا عام 1959 يتقلد المناصب العليا وكان أول خطوة إرتقائية له عمله مديرا لدائرة البحوث الإقتصادية في بنك ليبيا المركزي ، ثم وكيلا فوزير تخطيط وعضوا في مجلس البترول الأعلى ، وبعد مهزلة القذافي التي أطلق عليها ثورة الفاتح التي أطلقتها أمريكا آنذاك، وجد فقيدنا نفسه بلا عمل لأنه لم ينضم لخندق السحيجة الذين خدعتهم التطورات ، ولكن الوقت لم يطل إذ إتصلت به شركة التأمين الليبية ، التي عمل على تطويرها ، لكن التأميم إضطره للجلوس في البيت.
لم تطل هذه الفترة إذ إختير رحمه الله لإدارة منظمة الأوابيك التي تضم الدول العربية المصدرة للبترول ، وبعده عمل مع منظمة الأمم المتحدة منسقا مقيما للبرنامج الإنمائي في عمّان ، وأقام فيها حتى رحيله عنا قبل عام ، إشتهر بإخلاصه للأردن الذي وجد فيه الحضن الدافيء .
علاقتي بالراحل كانت في البداية علاقة إعلامي برجل مفكر له تجارب دولية ، ولا أنكر أنني كنت انظر إليه كيميني نظرا لفهمي لليمين ، ورؤيتي له ، ومع ذلك كنت ألتقيه بين الحين والآخر في بيته الذي سيبقى عامرا بحس أرملته الوفية سلوى الدجاني ، لإجراء مقابلة صحفية معه ، ولكنني وبعد أن أجبرت على التقاعد بعد أن إشتكى علي مركز ضغط يهودي في واشنطن إسمه "معهد بحوث ودراسات الشرق الأوسط الإعلامية - ميمري "قبل ثلاث سنوات ، صرت ألتقيه كثيرا وأغلب المرات بناء على طلبه ، وكان يدور بيننا حوار موسع حول بعض ما أكتبه ، وأعترف انه كان يصحح لي بعض المفاهيم ، وكنت أقبل ذلك راضيا ، خاصة بعد أن إكتشفته من جديد ،ووجدت أنه رجل عروبي عقلاني خالص ، نقي من الشوائب القومية التي تلوث الكثيرين وأوصلتنا إلى ما نحن فيه وعليه.
وكنت في تلك الأثناء قد تعرفت من خلاله في أحد المؤتمرات الدولية على نجله د.أحمد ووجدت فيه شابا يعربيا مثل أبيه .
رحم الله فقيدنا وأسكنه فسيح جنانه



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى عيد الإستقلال المنسف ..مبعث كرامة وليس ملء معدة
- داعش في العراق ..لعبة القط والفأر
- داعش ..حزب الله وحماس النهايات المحتومة
- سيل من الذكريات ..الراحل الصديق علي علّان
- اللاجئون السوريون ..المكون الرئيسي الثالث في الأردن
- أبعد من الوقاحة
- التلمودي كيسنجر ..يهوه الجديد
- كسر الصمت
- أولاند الساحر
- متلازمة البوط
- الخوارج الجدد داعش ..بديل شركة المرتزقة الأمريكية البلاك ووت ...
- أمريكا تورط السعودية في اليمن ومع إيران
- الإخوان المسلمون في الأردن ..الفرز الإقليمي
- اليمن تدفع ثمن أخطائها وأخطاء الآخرين
- في ندوة للمركز العربي بالدوحة : باحثون يؤكدون أن العمليات ال ...
- العربية لحماية الطبيعة ..الأردن وفلسطين النماء والإنتماء
- عاصفة الحزم..الستارة لما تسدل بعد
- إطمئنوا ..الأمور تسير حسب المخطط المرسوم
- الإعلام الأردني ..لا عزاء للسحيجة
- داعش يكشف صهيونيته في مخيم اليرموك


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الراحل علي عتيقة..العقلانية المتناهية