أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لحسن لحمادي - هيراقليطس(الحكيم الأفزي)* بعيون نيتشه :















المزيد.....

هيراقليطس(الحكيم الأفزي)* بعيون نيتشه :


لحسن لحمادي

الحوار المتمدن-العدد: 4848 - 2015 / 6 / 25 - 18:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إنه الحكيم الأفزي كما يسميه الفيلسوف المعاصر فريدركنيتشه، "فبفضل عمله التأويلي، بعث هيراقليطس وأعطاه مكانة مميزة ضمن فلاسفة المدرسة الأيونية" ، لم يترك غير "بعض الشذرات من كتاباته ظلت باقية، ومنها ندرك بسهولة لماذا لقب بلقب "الغامض"، ففي أقوله نغمة الكلمات التنبؤية، وشذرات مقتضبة رشيقة...يقول مثلا، عن دورة الحياة والموت." إن الزمن طفل يلعب النرد، والقوة الملكية إنما يتحكم فيها طفل"" .
أـ فلسفة هيراقليطس:
إن هيراقليطس" اهتم بتبرير الصيرورة فقط دون الحكم عليها، أو إصدار قضية معيارية وأخلاقية. وإذا كان أناكسيمندريس** قد قال بوجود عالمين مختلفين؛ هما العالم الفيزيائي المتكون من صفات محدودة أي من "بيرون" أو العالم المعرض للكون والفساد. والعالم الميتافيزيقي أو اللامحدود أي "الأبيرون"، لأنه لا يمتلك صفات تجعله معينا. فإن هيراقليطسقد خالفه بصورة كاملة، لأنه أقر بوجود عالم واحد فقط وهو عالم الصيرورة" ، أما فيما يخص الجانب العلمي ف"معروف أن هيراقليطس لم تكن لديه الميول العلمية التي اتسم بها الأيونيون السابقون له، فإن جذور تفكيره النظري كانت ترجع إلى تعاليم الأيونيين وفيتاغوراس معا. فقد سبق أن قال أنكسيمندر" أن الأضداد المتنافسة تعود إلى اللامحمدود، كيما تكفر عن تعدياتها كل على الآخر، ومن جهة أخرى، قال فيتاغوراس بفكرة الانسجام. ومن هذين العنصرين وضع هيراقليطس نظرية جديدة هي أهم كشف وإسهام في الفلسفة، وهي النظرية القائلة أن قوام العالم الحقيقي هو التآلف المتوازن بين الأضداد. فمن وراء صراع الأضداد، وفقا لمقادير محسوبة، يكمن انسجام خفي أو تناغم هو جوهر العالم" ؛ لقد أثارت فلسفة هيراقليطسنقاش طويل لدى نيتشه في كتاب نيتشه "الفلسفة في العصر المأساوي الإغريقي"، ولتهتم بها نصوص كل من ميشيل فوكو وجيل دلوز كذلك، وليؤثر على الشعراء الأوروبيين على مر الأزمان وأخص بالذكر مثل شيللرومالارميه وسواهم.
وتعد دراسة نيتشه عنه في كتاب " الفلسفة في العصر المأساوي الإغريقي" عنوانا أساسيا في المجال الفلسفي الحديث، وفي كتابه اشتكى من تهميش سيء النية لفلسفة هيراقليطس، الذي لم يكن له جمهور أو معجبون كما لدى أفلاطون وأرسطو، معيدا هامش الفلسفة اليونانية ليكون متنا؛ إنه مصير سيء النية على أي حال إذا كان يحرمنا من هيراقليطس، من شعر أنبادوقليس البديع، ومن كتابات ديمقريطس* التي كان القدماء يعتبرونها تضاهي أفلاطون وتتفوق عليه إبداعيا، هذا ما يأسف عليه نيتشه. لقد وجد في فلسفته مفاهيم تحمل طاقة هائلة لا تزال قادرة على العمل والإنتاج حتى اليوم، إن نيتشه يعتبر أن زمن الفيلسوف ليس مهما ولا يجعل منه قديما في حال كانت فلسفته لديها من المفاهيم ما لا يزال مضيئا ومنتجا ومشعا.
إنه "لتمثل مرعب ومذهل ذلك الذي يقدمه هيراقليطس حول الصيرورة الوحيدة والأبدية، حول هشاشة مجمل الواقع الذي لا يتوقف عن الفعل والصيرورة دون أن يشكل شيئا؛ إن هذا التمثيل ، في التأثير الذي يولده، يشبه انطباع الرجل الذي يفقد، مع حدوث هزة أرضية، الثقة بالأرض الصلبة إن تحويل هذا التأثير إلى عكس يتطلب دقة تخرج عن المألوف. لقد توصل هيراقليطس إلى ذلك نتيجة لمراقبته المسار الذي يميز هذه الصيرورة وهذا الزوال الذي يقبض عليه بشكل قطبي، وكصراع قوة مقسومة إلى نشاطين متميزين نوعيا ومتعارضين يتجهان نحو الالتقاء" .لقد اعتبر هيراقليطس أن صراعات الكائنات التي لا تحصى ليست سوى عدالة خالصة، ومن جهة أخرى إن الواحد هو المتعدد، وإن العلاقة المتبادلة بين المتعدد والواحد، وبين الصيرورة والوجود تشكل لعبة، بالنسبة له فإن إثبات وجود الصيرورة هما سر منا للعبة ما، يتألفان مع حد ثالث هو اللاعب أو الفنان أو الطفل، هذا شرح نيتشاوي خالص لرؤية هيراقليطس عن الصيرورة وإثبات الوجود والواحد والمتعدد. فهو تخلى عن التمييز بين عالم فيزيائي، وعالم ميتافيزيقي، بين مجال للصفات المحددة ومجال للامحدد غير القابل للتحديد. لقد نفى الموجود بشكل عام. يكتب هيراقليطس في شذراته "إنني لا أرى شيئا سوى الصيرورة، لا تنخدعوا، إنه لتأثير نظركم القاصر، ولا علاقة لذلك بجوهر الأشياء، إذا كان يتراءى لكم في مكان ما أنكم ترون أرضا صلبة على بحر الصيرورة والموجودات الزائلة، إنكم تستعملون أسماء أشياء كما لو كان لها زمن ثابت، ولكن حتى النهر الذي تنزلون فيه للمرة الثانية، ليس هو نفسه كما كان لأول مرة" .
إن هيراقليطس اعتبر بأن الفلاسفة والشعراء هم وحدهم من يمتلكون القدرة على التحكم الجيد في ملكة الكلام، على عكس عامة الناس الذين لا يهتمون إلا بالأشياء التي تسقط أمامهم في الطريق، "لأن الكلاب تنبح في وجه الذين لا تعرفهم"، كما"أن الحمير تفضل القش على الذهب" . وطبعا فإن كلام هيراقليطس ظل غامضا بالنسبة لهؤلاء العامة، لذلك سيقول عنه نيتشه: "إنه غامض بالنسبة للذين يقرؤون وهم يركضون" .
ب ـ هيراقليطس ملهما لنيتشه:
إن تصور هيراقليطس لحقيقة الوجود، أي كونه صيرورة وصراع دائم وبريء، جعل نيتشه وفي كل الشذرات التي يحاور فيها هيراقليطس" يرفع هذا الحكيم الأفزي إلى مصاف الآلهة، حيث اتخذه موضوعا لابتهالاته وقصائده، ويظهر ذلك في أحد مقطوعاته الشعرية التي عنونها ب"هيراقليطية" وفيها يقول:
"كل سعادة على الأرض،
أيها الأصحاب، في الصراع تكمن
نعم، فلكي نصبح أصدقاء
لابد من دخان البارود:
لثلاث قد التقى الأصحاب
إخوة أمام الفاقة،
سواسية أمام العدو،
أحرارا أمام الموت."
يقول نيتشه في أفول الأصنام" أستثني اسم هيراقليطس: مع كامل الاحترام الواجب له، في الوقت الذي كانت فيه بقية النسل الفلسفي ترفض شهامة الحواس لأنها تبدي التنوع والتحول، كان هو كذلك يرفض شهادتها، لكن لأنها كانت تعرض المواضيع وكأنها موهوبة، والواحدية والديمومة" ، إن نيتشه لا يتوانى في تقدير فلسفة هيراقليطس من كل بين الفلسفات، سواء في الأزمنة القديمة أو الحديثة وحتى المعاصرة، ذلك أن فلسفة الصيرورة تعتبر من أكثر الفلسفات شمولية، ويمكن في فكرة الصيرورة، لأن هذا المفهوم أو هذه الكلمة، تجمل لنا في داخلها، نظرة فلسفية لطبيعة الوجود وحقيقته نظامه، من هنا يمكن أن نستحضر عبارته الشهيرة " لا يمكن أن نسبح في النهر مرتين"، إن العالم الذي نعيش فيه هو عالم الصيرورة والتحول والتغير. هذه الفكرة نجد لها امتدادها عند هنري برجنسون في كلامه عن الديمومة.
" لقد كان هيراقليطس هو الآخر جائرا بالنسبة للحواس. فهذه لا تكذب إطلاقا. إن ما نفعله بشهادتها هو الذي يقحم فيها الافتراء، هو يبين تشويهنا لشهادة الحواس.فهذه لا تكذب إطلاقا، إن ما نفعله بشهادتها هو الذي يقحم فيها الافتراء هو سبب تشويهنا لشهادة الحواس، مادامت الحواس تكشف عن الصيرورة، عن اللا ثبات، عن التحول، فإنها لا تكذب، غير أن هيراقليطس سيضل أبدا على صواب عندما جزم بأن الكينونة وهم بلا معنى. وحده العالم الظاهر هو الموجود، وما العالم "الحقيقي" سوى كذب نضيف إليه" ، لقد أتاح من شذراته الكثيرة لتبجيل هذا الرجل، فهو قد رفعه" إلى مصاف الآلهة، حيث اتخذه موضوعا لابتهالاته وقصائده" كما رأينا في القصيدة التي عنونها باسمه، إن حضور هيراقليطس في فكر نيتشه سبقه حضور الحكيم الأفزي في فكر آخرين" عن أصحاب النظرة والبصيرة يعلمون أن هيراقليطس يتحدث إلى أفلاطون على نحو يختلف عن حديثه إلى أرسطو أو أحد أباء الكنيسة أو هيجل أو نيتشه" .
لا يمكن بعد ما سبق إلا التأكيد على مثانة العلاقة بين نيتشه وهيراقليطس، " فقد أعلن هيدغر*، قائلا: يمكن اعتبار نيتشه هو هيراقليطس القرن التاسع عشر، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن هيراقليطس ذاته ماهو إلا نيتشه العصور السابقة على أفلاطون" ، وهذا يدل على تقارب كلا الفلسفتين، وقد أورد هيدغر في كتابه عن نيتشه، أن المفاهيم الأساس عند نيتشه مثل" العود الأبدي" واستعماله لعبارة " النهر الأبدي لكل شيء" هي عبارات تحاكي اللغة الهيراقليطية فقد قال في "هكذا تكلم زرادشت"، " سوف أعلمكم افتداء النهر الأبدي، هذا النهر الذي لا يتوقف عن العودة إلى أصله والسيلان في ذاته، ولا يجب أن تتوقعوا أنتم ذاتكم في النزول إلى النهر ذاته" .
من خلال قراءاتنا الماضية سبق لنا التعرف على نوع الصلة المعرفية الفلسفية، بين نيتشهوهيرقليطس، بحيث يمكن القول باطمئنان بالغ، أن هذه الصلة لم تكن عقلية فلسفية الطابع فحسب، إنما كانت أيضا، صلة عاطفة وحب وغبطة وإعجاب منقطع النظير، من قبل نيتشهبهيرقليطس، بل إنها بعبارة جامعة، صلة وجودية تضم على نحو حميم، لا يمكن الفصل بين عنصريه، نوعي علاقة نيتشه به، أعني صلته الإنسانية النفسية الشخصية، صلة الحب والإعجاب والعاطفة والتعاطف من جهة، وصلة المعرفة التي تمثلت باستحضار نيتشه لجميع مبادئ هيراقليطس في فلسفته.
فإذا كنا قد تعرفنا خلال قراءاتنا الماضية على نوع الصلة الثاني المعرفي فإن نوع الصلة الأول وهو الأكثر خفاء يمكن الإشارة إليه بالقول، إن كلا من هيرقليطسونيتشه، كانا قد كتبا فلسفتيهما بالطريقة نفسها، أعني الطريقة الرمزية التي يشتبك فيها الشعر بالفلسفة. زد على هذا أنه كان كلاهما ارستقراطيا في مواقفه السياسية، كارهاللديمقراطية ومتجاوزالرأي العوام،غير معول عليه في أيما مسألة معرفية أو سياسية، فإذا كنا نستطيع أن نستحضر هنا شاهدا من هيرقليطس، هو قوله: "من الأجدى لأهل أفسوس أن يشنقوا أنفسهم جميعا وأن يخلوا مدينتهم لفئران الجبل، إنهم هم الذين نفوا هيرمودور، أفضل رجل بينهم، قائلين: لن يكون بيننا رجل أفضل وإلا فليكن الأكثر فعالية في مكان آخر ومع أناس آخرين". فإن شاهدنا، أو شواهدنا من نيتشه، يصعب إحصاؤها في هذا الشأن، لكثرتها، ولذا نخص بالذكر منه، فصله "ما النبيل"؟ "في كتابه ما وراء الخير والشر" والذي يقول خلاله" كل إعلان للنوع البشري، كان دائما وسيظل أبدا، نتاج مجتمع أرستقراطي ما، مجتمع يؤمن بمراتب متنوعة في التراتب والقيم بين الناس، والذي يلتمس العبودية بشكل أو بآخر. إن الإحساس الشغوف بالمسافات يولد من الاختلاف المتعذر اختزاله بين الطبقات الاجتماعية، ومن كون الفئة المهيمنة تلقي بنظرها من أعلى على رعايا وأدوات" .
إن كلا من هيراقليطسونيتشهتمثل شخصية المعلم، والرسول المنقذ للبشرية، عبر نوع دعوة نبوية رمزية، تعي على الدوام، الفارق بين صاحب الدعوة والمنتدب لاعتناقها، فلقد وضع نيتشه "نصب عينيه الكتب المقدسة عندما أبدع هذا العمل زرادشت ثم قال بأن الأجزاء الثلاثة الأولى منه أنجزت في عشرة أيام بمعنى أنها الهام خارق، وزرادشت يبشر بتعاليمه وهو في عمر المسيح ثم يرتقي الجبل ليلتقي بمريديه" . "إن هيراقليطسالأفسي قد يبرز وسط هذا الليل الروحاني الذي كان يلف مسألة الصيرورة عند انكسمندريس* ليضيء ببريق إلهي. أنا أراقب الصيرورة، يقول هيراقليطس ولا أحد تفحص بانتباه تحطم الأشياء على ذاتها ووتيرتها الأبدية. وماذا رأيت؟ أو آليات مضبوطة، حقائق يقينية معصومة، طرق العدالة المتشابهة دائما، حكم النشاذ على كل خروج على القوانين، العالم كله كمشهد لعدالة عليا ولقوى طبيعية حاضرة في كل مكان مثل شياطين تتصرف بها. إنني لم أراقب عقاب الشيء الذي صار وتحول بل راقبت تبرير الصيرورة. متى ظهر العقاب والإنكار بأشكال لا تنتهك وبقوانين موقرة بورع؟ وحيث يسود الظلم يظهر الاستنساب، الفوضى، الاختلال والتناقض، ولكن هذا العالم، حيث يسود كل من القانون وديكة ابنة زوس فقط، كيف يمكن له أن يكون نطاقا للذنب، للتفكير، للمقاضاة، ونوعا ما مكانا لمعاناة كل المعذبين؟" .
ج ـ فلسفةُ هيراقليطس فلسفةً لنيتشه:
إن فلسفة نيتشه لتعبير معاصر ومستفيض على فلسفة هيراقليطس الذي يكون من خلال ما سبق الفيلسوف الوحيد الذي نجا من مطرقة نيتشه وعنفه النقدي، فرغم نيتشه يلعن في كتابات كثيرة تأثره بفلاسفة آخرين، إلا أن مكانة هيراقليطس لا تضاهيها أي فلسفة، لقد أسس نيتشه بنيانه الفلسفي بناء على النسق الشمولي لفلسفة هيراقليطس التي تتلخص في بضع شذرات قليلة، إلا أنها كانت محور فلسفات عديدة وهذا لا يمكن إخفاءه، خصوصا وأن هيجل* أكبر هؤلاء.
زعم نيتشه أن الوجود له غاية، وغاية الوجود هي الصيرورة أو الدور السرمدي، وهو يعني بهذا أن ينفي كل ما جاءت به الأديان من القول بالنعيم الدائم والعذاب المقيم، وأن هذه الدنيا ستنتهي بدار خالدة لا تفنى أبدا. وحتى يحارب هذه الحقيقة الدينية قال بنظرية الدور السرمدي، وهي نظرية طورها هيراقليطس، وهي تقرر أن الموجودات جميعها تمر في دورات متتاليات صاعدات، تبدأ الدورة بالخلية الأولى، أو بالذرة، ثم تترقى وتتطور تصاعديا، تصل إلى أعلى ما يمكن أن تصل إليه الموجودات من ترق صاعد، ثم يفنى كل شيء تماما، لتعود دورة أخرى من جديد وعلى نفس النمط، وتتكرر نفس الظروف والأحوال والموجودات. وهكذا في دورات دائمة سرمدية لا تنتهي. وهو ما سيعبر عنه نيتشه بنظرية العود الأبدي.
ولعلنا نستطيع إيجاز الخلاف بين هيجل ونيتشه عبر القول إن " نيتشه في دراسته للفلسفة اليونانية والتاريخ القديم بصورة عامة، وقف على طرف النقيض مع العمل الذي أنجزه هيجل، سواء في نظرته وتفسيره للتاريخ عامة أو فهمه وتأويله للفلسفة اليونانية على وجه التحديد، ويظهر هذا التناقض بين المشروعين في أن نيتشه وصف وصفا تهكميا التأويل الهيجلي للتاريخ عندما قال هيجل عنه بأنه "مسيرة الله في الأرض" لأنه يمثل خطـا ورواقا للروح" ، وبعبارة أكثر دقة "إذا كان هيجل يعتقد أن الروح انطلق من حيث انعدمت الحرية عند الشرق، والظهور الجزئي للحرية عند اليونان القدامى والانتشار الكلي في ألمانيا، فإن نيتشه يرفض هذا الفهم الذي يكبر ويكتمل كلما توجه نحو الحداثة، لأن العكس هو الذي حدث تاريخيا حسب نيتشه" ، ومن هنا نرى أن العديد من مؤلفات نيتشه تهاجم العقلانية الغربية بوصفها انحرافا عن المسار الصحيح لنوع العقلانية اليونانية التي كانت متحدة مع الحسي والواقعي في تناسق وانسجام أخاذ كما سنتعرف على ذلك من خلال النماذج اللاحقة، فما هي القصة التي كتبها نيتشه عن بارمنيدس أو كما يسميه هو "النبي الجليدي".



#لحسن_لحمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التربية على القيم من خلال كتاب -قيمة القيم- للمهدي المنجرة
- كيف تصبح مفكرا؟
- عندما يكتب المفكر عن اللامفكر فيه
- القلم المغربي
- كيف يحب المفكر؟
- أين المفكر؟
- سياسة المحافظة، حفظ دون فهم
- الفلسفة في مراكش
- نزول المفكر للمجتمع
- الدين والزمان
- السياسيات المقارنة
- قراءة في كتاب -فلسفة العلم، الصلة بين الفلسفة والعلم- لمؤلفه ...
- قراءة في كتاب -فلسفة العلم، مقدمة معاصرة- لمؤلفه أليكس روزنب ...
- التراجيديا من منظور نيتشه


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - لحسن لحمادي - هيراقليطس(الحكيم الأفزي)* بعيون نيتشه :