أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الماجناكارتا والاسلام!؟














المزيد.....

الماجناكارتا والاسلام!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 4839 - 2015 / 6 / 16 - 08:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحتفل البريطانيون هذه الايام وخصوصا ً رجال القانون والقضاء والفكر السياسي بمرور 800 عام تقريبا ً على صدور وثيقة (الماجنا كارتا) أو الميثاق الأعظم وهي الوثيقة الدستورية التي كانت قد أسست لمفهوم وتقليد الحد من سلطات الملوك وقيام عصر الملكيات الدستورية غير المطلقة والتي كانت منطلقا ً لنشوء وظهور النظم الديموقراطية الحديثة ومواثيق حقوق الانسان في سلسلة من التطور التاريخي التدريجي الذي استغرق قرونا مديدة وتجارب عديدة ، وفي اعتقادي أن الاسلام من حيث (المبادئ العامة) التي جاء بها فيما يتعلق بالحكم والسلطة سبق أوروبا بقرون في اقرار مبدأ الحد من سلطة الحاكم حيث اشترط التزام (الحاكم/الخليفة) باحكام الشريعة ورضى الأمة وحقوق الناس والعباد ورفع شعار (لا طاعة في معصية الخالق !) ولاشك أن الظلم وجور الملوك هو من أكبر المعاصي ولكن للاسف الشديد ، وكما هو الحال في الكثير من المبادئ الاسلامية الأخرى ، لم يتم تفعيلها بشكل صحيح ولا الاهتمام بها فكرا ً وفقها ً بالقدر الكافي لإنشاء (فقه سياسي) اسلامي يرسخ سيادة الأمة وحقوق الافراد والعباد في مواجهة السلطة العامة في ظل سيادة الشريعة والتأكيد على أن الأمة هي مصدر الولايات العامة والسلطات الحاكمة ، فهذه المبادئ الاسلامية تؤكد أن الله تعالى نفسه ، وإن كان هو مصدر التشريع الأساسي ، الا أنه ليس هو مصدر السلطنة والملك والامامة بشكل مباشر من الناحية الشرعية التقنينية حتى وان كان هو مصدر كل شي من الناحية القدرية الكونية ، وهذا المفهوم الاسلامي هو ضد نظريات الحق الالهي التي تقوم على أنه من قضى الله قدرا ً أن يحكم ويملك شعبا ً فإن على الأمة الاستسلام له لأن هذا يدخل في مفهوم الرضى بالقضاء والقدر(!!!) وهو ما كان سائدا ً في أوروبا في القرون الوسطى والعصور المظلمة تحت مسمى النظرية القدرية و(الحق الالهي) ، هذه النظرية الجبرية التي وجدت لها موطأ قدم في فكر وعقول ونفوس المسلمين فاصبحوا يعتقدون أن من يحكمهم انما يحكمهم برضا الله وقدره مستندين على القول الدارج ((كما تكونوا يولى عليكم!))((الخيرة فيما اختاره الله !)) فيخلطون بين حكم الله الشرعي الذي هو مناط رضاه بحكم الله القدري الذي هو مناط الابتلاء !!.. كذلك الحال في المعتقد الشيعي الاساسي (نظرية الامام الولي/الوصي) حيث أن الامام الحاكم عندهم يأتي بوصية من الله مباشرة ! ، كذلك الحال في (نظرية التغلب) كما فرضها فقه الأمر الواقع عند أهل السنة ...الخ ... وهكذا وبدل أن يتم تطوير تلك المبادئ الاسلامية الجميلة والنبيلة التي تنير للعقول طريق العدالة والرشاد في الحكم والادارة وتصريف أمور الدولة وتضيئ للشعوب درب العزة و الحرية والسيادة والوقاية من الوقوع في ((العبودية السياسية)) للملوك والسلاطين ، تلك المبادئ الاسلامية العامة التي تؤكد على الحد من سلطات الملوك والحكام وتعتبرهم في حكم الموظفين المستخلفين والوكلاء والخدم الاجراء لدى الأمة صاحبة السلطة العامة ، بدلا ً عن ذلك ، انقلبت الآية وأصبحت الأمة في حكم الخادم الأجير لدى هؤلاء الملوك والحكام والجبابرة يسوقونها حيث يريدون سوق البعير! ، وهكذا انتشر هذا الخلل في الفهم السياسي فعم الاستبداد والذل وطم ، وأفرخ الاستبداد ثعابين الفساد والنفاق وسوء الاخلاق وقصور الهمة في جمهور الأمة اذ أن الفساد هو الابن الشرعي للاستبداد ، فتخلفت الشعوب الاسلامية وأصبحت كما لو أنها قطيع أغنام في يد الملوك والحكام!.. ولا حول ولا قوة الا بالله ! .
سليم الرقعي
كاتب ليبي يقيم في بريطانيا



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهرة الربيع والرأس المقطوع !؟
- داعش منا وإلينا وفينا وعلينا !؟
- الزواج والعشق والحرية !؟
- رأي في اصناف الشعر العربي !؟
- قهقهة ٌ ودماء !؟
- قصة أبطال بلا قصة 2 !؟
- قصة أبطال بلا قصة !؟
- لماذا المسلمون في ذلة وشقاء والغربيون في عزة وهناء!؟
- المرأة والعين السرية !؟
- الديموقراطية حكم الشعب أم حكم النخب !؟
- نظرية المؤامرة .. مؤامرة !؟
- في اليوم العالمي للغة العربية !؟
- الاخوان والنزعة السلطوية الشمولية (التوليتارية)!؟
- الاخوان والطموح القطري والمشروع الامريكي !؟
- أفول نجم جماعات الاسلام السياسي !؟
- خطر رجال الدين على الدين أكثر من خطر السلاطين !
- حقائق حول الهوية الوطنية الليبية (المركبة) !؟
- هل الجزيرة كانت مع ثورات الشارع العربي بالفعل !؟
- أحلم بوطن أساسه العدل و.. الاحترام !؟
- ليبيا ومسألة الهوية الوطنية والقومية!؟


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الماجناكارتا والاسلام!؟