أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - الواقع المأساوي للعالم العربي وإمكانيات تغييره















المزيد.....

الواقع المأساوي للعالم العربي وإمكانيات تغييره


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 01:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال لينين: "إن المبدأ الماركسي مبدأ قادر لأنه مبدأ حقيقي، انه مبدأ متجانس يزود الناس بتصور متكامل للعالم لا يقبل أي شكل من أشكال الخرافة أو الرجعية أو الدفاع عن القهر البرجوازي".



يحتاج حزب الطبقة العاملة الثوري إلى فلسفة ثورية علمية للطبقة العاملة، وهذه الفلسفة هي الفلسفة الماركسية المادية الجدلية.
في عصرنا الحالي تجري عمليات وأساليب إعلامية ودراسات بتوجيه من طبقة رأس المال تهدف إلى تهميش لا بل إلغاء الفكر الماركسي وإبعاد هذا الفكر عن وعي وإدراك جماهير الشعب الواسعة وخاصة الطبقة العاملة.
ويسعى الإعلام الغربي والعربي الرجعي إلى ملء عقول الناس بالفكر المثالي أو المفاهيم الاسلاموية أو المسيحية الصهيونية من اجل تمزيق الشعوب إلى فئات على أساس طائفي، وتمزيق الدول إلى دويلات ضعيفة يسهل السيطرة عليها من قبل الامبريالية العالمية، ومن اجل الحفاظ على إسرائيل كدولة قوية تفرض سياساتها العدوانية على المنطقة والمتنكرة لحقوق الشعب الفلسطيني.
ولكن علينا ان نؤكد بان من يملك الفكر الماركسي المادي الجدلي يستطيع ان يحلل التطورات السياسية الحاصلة الآن في منطقة الشرق الأوسط ويستطيع ان يعمل بالممارسة من خلال الأطر السياسية اليسارية الثورية وخاصة الأحزاب الشيوعية، من اجل خلق واقع جديد يخدم مصالح شعوب المنطقة ويخدم مصالح الطبقة العاملة ويبني من اجل المستقبل الأفضل والأرقى والاسمى.
لذلك مهم جدًا ان نعمق المعرفة بالماركسية – اللينينية، وخاصة بين صفوف الطبقة العاملة وجماهير الشعب الواسعة، ويجب على كل من يحمل هذا الفكر ان يعمق تواصله ونضاله اليومي مع جماهير الشعب والطبقة العاملة، وان لا يترك الساحة لمن يحمل الفكر المثالي أو الفكر القومجي أو الديني الرجعي.
وفقط الحزب الذي يحمل الفكر الماركسي الثوري القادر وحده على إيصال الأفكار الثورية العلمية إلى الطبقة العاملة لهذا الشعب أو ذاك وعلى مستوى عالمي، من اجل النضال ضد سياسات العدوان الامبريالية والعالمية والصهيونية العنصرية ومن اجل الصراع الناجح ضد كل الايديولوجيات البرجوازية، مثل "صراع الحضارات" أو "نهاية التاريخ" أو إعادة "الخلافة" أو فرض مفاهيم "الصراع الديني" في هذا البلد أو ذاك، بهدف تهميش وإلغاء القضايا الأساسية في عصرنا الحالي وهي الصراع ضد أنظمة الاستبداد في العالم العربي والتي تتآمر على شعوبها باسم "الدين" و"الخلافة" وفي نفس الوقت تعقد المؤتمرات مع حكام إسرائيل الصهاينة كما حدث في الأردن في الفترة الأخيرة، عندما اجتمع ممثلون عن بعض الدول العربية ومسؤولون رسميون إسرائيليون لبحث الشؤون الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، ولكن في حقيقة الأمر الهدف من هذه الاجتماعات واللقاءات وضع استراتيجية عمل مشتركة تخدم مصالح الامبريالية العالمية في المنطقة، وتخدم مصالح وهيمنة إسرائيل في المنطقة، والحفاظ على الدور الرجعي والمتواطئ لدول الاستبداد العربي كالسعودية وقطر ودول الخليج بحجة تنسيق المواقف ضد إيران. وكأن إيران هي التي تحتل فلسطين والقدس والمسجد الأقصى وليس إسرائيل. وكان إيران هي التي احتلت العراق ودمرت البنية التحتية والاجتماعية وارتكبت الجرائم ضد الشعب العراقي وليست الولايات المتحدة. وإيران هي التي تتآمر على سوريا من اجل تمزيق هذه الدولة الرافضة لسياسات الهيمنة الإسرائيلية الأمريكية في المنطقة، وتحويلها إلى أربع دويلات كردية، سنية، علوية، درزية، هذا المشروع الذي طرحته كاستراتيجية للعمل مستقبلا منظمات صهيونية منذ عام 1982 وبعد ذلك العديد من المحافظين الجدد والصهيونيين المسيحيين ومنظمات صهيونية في الولايات المتحدة، وكهنة الحرب من محافظين جدد وصهاينة من منظمات مثل ايباك وليست الولايات المتحدة وإسرائيل، لذلك على الأحزاب العلمانية اليسارية وخاصة الأحزاب الشيوعية هنا وفي العالم العربي ان تضع برنامج عمل فكري سياسي يصل إلى أوسع الجماهير الشعبية الواسعة، والعمل على وحدة أو على تعميق التنسيق بين القوى العلمانية اليسارية في مواجهة التطرف الأصولي الديني، والايديولوجية العنصرية الصهيونية والنضال ضد الامبريالية العالمية على جميع المستويات المحلية والعالمية. فقط اليسار الحقيقي اليسار الماركسي اللينيني هو القادر على خوض النضال القومي – الطبقي ، الطبقي – القومي في هذا البلد أو ذاك بموضوعية جدلية تخدم العمل الثوري وتعمق المفاهيم الديمقراطية الحقيقية والنضال من اجل حرية الشعوب والعدالة الاجتماعية وتعميق الصراع والنضال ضد هيمنة رأس المال العالمي والمحلي الوسيط في هذه الدولة أو تلك، والانحياز الكامل لمطالب الشعوب وخاصة الطبقة الكادحة وجماهير الشعب الواسعة والعمل على ان تصبح هذه الجماهير القاعدة الأساسية لهذا النضال الثوري العادل والتقدمي.
وعلى قوى اليسار الاعتراف بالأخطار التي ارتكبت في هذه المرحلة التاريخية أو تلك وممارسة النقد الذاتي البناء من اجل استعادة ثقة الجماهير الشعبية الواسعة. وهنا أريد ان أؤكد على أهمية وواجب الحزب الشيوعي رفض إعدام كل تميّز أو تمايز تحت أي رداء قومجي كان أو اسلاموي أو من تقبل طرح بعض من تخلّص من الفكر العنصري الصهيوني ووضع نفسه في "خانة" اليسار ويأتي اليوم ويطالب الآخرين بترك الأحزاب الشيوعية مقابل تركه هو للفكر الرجعي العنصري الصهيوني، ويطرح السؤال كيف استطاع بورغ طرح هذه الفكرة والتي تساوي بين الصهيونية والفكر الماركسي الجدلي الثوري. إن دل هذا على شيء فيدل على الجهل المطلق بالنظرية الماركسية والتي تُنتج وتدرس المعارف من الواقع وتعمل من اجل تغييره الثوري الإنساني التقدمي ومن اجل حرية الطبقة العاملة وحرية الشعوب المضطهدة من قبل الرأسمال العالمي والصهيوني.
لذلك كيف يمكن المقارنة بين ايديولوجية عنصرية شوفينية كالصهيونية وبين الفكر الماركسي الجدلي الثوري التقدمي الإنساني الأممي.
إنها لجريمة أخلاقية وثقافية وسياسية ويجب رفضها بالمطلق وقول ذلك بشكل واضح لكل من يريد ان يهمش أو ينفي الدور الثوري للحزب الشيوعي. فالحزب الشيوعي سيبقى دائمًا العمود الفقري للقوى التقدمية والوطنية المخلصة والثورية داخل أي مجتمع هنا وفي العالم ككل.
ففي عصرنا الحالي تتحول فيه عبادة السوق الحرة إلى ديانة جديدة، والنزعات الأصولية الدينية بكل أشكالها اليهودية منها أو المسيحية أو الإسلامية، تحولت إلى مسوّغات وأدوات وممارسات من اجل السيطرة والاستغلال والقتل، وفقط الفكر الماركسي اللينيني يستطيع ان يقف في وجه هذه الطروحات السياسية الرجعية، لان الفكر المادي الجدلي التاريخي الذي تملكه النظرية الماركسية هو الثروة التي يجب ان تتسلح بها قوى اليسار وخاصة الأحزاب الشيوعية، فالماركسية هي نظرية الممارسة وتؤكد على أهمية التعلم من الممارسة. ولكي نستطيع ان نفعل ذلك علينا ان نمتلك الأدوات النظرية لذلك، علينا ان نمتلك وندرس ونعمق معرفتنا بالفكر الماركسي.
وما تقوم به الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط هو محاولة إنقاذ أنظمة الاستبداد العربي كالسعودية وقطر ودول الخليج بتجديد جزئي لبعض النُخب فأمير جديد في قطر وملك جديد في السعودية ولكن في النهاية هذه النُخب تعمق التحالف الاستراتيجي مع الامبريالية العالمية والصهيونية العالمية.
فهذه الدول العربية كالسعودية وقطر وغيرها من بلدان الخليج بالكاد نجحت في تغيير ملوكها دون ان يجري أي تغيير في أنظمتها أو سياستها الأصولية وخاصة الأصولية الوهابية السعودية، والتي تسعى إلى نشر الأصولية الوهابية في شتى دول العالم العربي.
لذلك على قوى اليسار في العالم العربي وهنا داخل إسرائيل ان تبلور رؤياها للمستقبل من خلال دراسة الواقع الحالي بفكر جدلي ثوري مادي، يسعى إلى الارتقاء بهذا الواقع نحو إحداث تغييرات ثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية تقدمية ثورية تنتقل بالشعوب العربية إلى مرحلة أكثر تطورًا وأكثر عدالة اجتماعية وديمقراطية.
لقد علّمنا ماركس وانجلز بان الطبقة العاملة دون حزبها – المستقل عن كل الأحزاب البرجوازية – لا تستطيع بالتأكيد ان تنتصر على الرأسمالية، لا تستطيع ان تقود المجتمع كله نحو إلغاء الرأسمالية والسوق الحرة وإقامة مجتمع العدالة الاجتماعية والمساواة. وعلى الحزب ان يعمل كطليعة لطبقته، كأكثر أقسام طبقته وعيا، وانه هو سلاح كسب السلطة السياسية وتدعيمها.
ولكي يستطيع الحزب ان ينجز هذا الدور فمن الواضح ان عليه امتلاك المعرفة والفهم، والبصيرة وبعبارة أخرى يجب ان يكون مسلحًا بنظرية ثورية يقيم عليها سياسته ويسترشد بها في نشاطه.
وإذا لم نتبن في عصرنا الحالي النظرة الماركسية إلى العالم وتطوراته وصراعاته وأزماته سننزلق دون قصد إلى نظرة الرأسماليين، الى مفاهيم اسلاموية رجعية أو مسيحية صهيونية مارقة، وهذا ما نشاهده لدى فئات واسعة في العالم العربي وهنا داخل إسرائيل، لذلك على الأحزاب الشيوعية في العالم العربي وهنا نشر مفاهيم الفلسفة الماركسية الثورية والدفاع عنها.
قال لينين: "إن المبدأ الماركسي مبدأ قادر لأنه مبدأ حقيقي، انه مبدأ متجانس يزود الناس بتصور متكامل للعالم لا يقبل أي شكل من أشكال الخرافة أو الرجعية أو الدفاع عن القهر البرجوازي".
فالماركسية فلسفة تسعى إلى فهم العالم من اجل تغييره. يقول ماركس: "كان كل ما قام به الفلاسفة هو تفسير العالم بطرق مختلفة، بيد ان القضية هي تغييره".
فلنحمل هذا الفكر هذا السلاح النظري ولنعمل على وضعه في أيدي الشعوب لاستخدامه من اجل تغيير واقع عالمنا العربي المأساوي لا بل العمل على تغيير العالم.
طبعًا لن يحدث هذا غدًا ولكن وضع الأساس الفكري والممارسة الثورية ستعطي ثمارها لاحقًا. قد تفشل مرة أو مرتين أو أكثر ولكن ستنتصر في النهاية.



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى ال 70 للنصر على النازية
- من يحمل الفكر الماركسي يمتلك الرؤيا التعددية الأممية الإنسان ...
- الفقر وسياسات الامبريالية العالمية
- عن العنصرية وواجب الساعة
- حول أهمية دراسة الفلسفة المادية وربط النظرية بالممارسة
- التنظيم والمعرفة عناصر نجاح النضال الثوري للطبقة العاملة (2- ...
- عناصر نجاح النضال الثوري للطبقة العاملة (1-2)
- تفاقم الأزمة العامة للرأسمالية
- الموقع التاريخي للامبريالية من وجهة نظر ماركسية
- آل سعود وكارثة فلسطين (الحلقة الأخيرة)
- آل سعود وكارثة فلسطين
- كيف تقهر الكوليستيرول
- تاريخ وحاضر آل سعود والتغلغل الإسرائيلي – في السعودية والخلي ...
- حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية أو بئس المصير لإسرائيل
- نقد يهودية الدولة من وجهة نظر ماركسية (2-2)
- نقد يهودية الدولة من وجهة نظر ماركسية (1-2)
- أوقفوا الحروب
- لا إكراه في الدين
- ما يميِّز الشيوعية
- الصراع الأيديولوجي كشكل من أشكال الصراع الطبقي


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - الواقع المأساوي للعالم العربي وإمكانيات تغييره