أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - خليل اندراوس - آل سعود وكارثة فلسطين















المزيد.....

آل سعود وكارثة فلسطين


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 22 - 10:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


واكب تنفيذ المخطط خطة إعلامية تقوم على تشويه صورة نموذج الرجل قريب الرسول وإظهاره بمظهر الخائن للأمة العربية والإسلامية وتجميل صورة عبد العزيز آل سعود باعتباره مخلِّص هذه الأمة من أشرارها وقد ساهم في نجاح الحملة الإعلامية سيطرة الانجليز على وسائل الإعلام وعدم توافر مثل هذه الوسائل في عالمنا العربي


عندما بدأت الحرب العالمية الأولى تلوح في الأفق، كانت المصالح العثمانية البريطانية متباينة، وكانت أهمية المنطقة العربية بالنسبة لبريطانيا تفوق أهميتها بالنسبة لتركيا لان الوطن العربي ومعابره كان البوابة إلى مستعمرات بريطانيا سواء في الهند أو في إفريقيا.
وهكذا بحثت بريطانيا عن الشخص الذي يمكن ان يقوم بدور المناهض للسلطة العثمانية من اجل إلحاق الهزيمة بتركيا من الداخل، وقد دار الخلاف بين أجهزة الاستخبارات البريطانية على الشخص الذي يمكن ان يسند إليه دور الزعيم في منطقة الشرق الأوسط.
وقد حسمت التقارير البريطانية الخلاف حول شخصين يمكن ان يقوم احدهما بهذا الدور. الشخص الأول هو الشريف حسين والثاني كان عبد العزيز آل سعود والفريق الأول كان يقوده هوجارت لورانس (لورانس العرب!). والفريق الثاني كان يقوده جون سانت فيليبي وكوكس. وانتصر رأي الفريق الأول وتم الاستقرار على إسناد دور زعامة وقيادة المنطقة للشريف حسين. وتدخلت عدة اعتبارات لنصرته كان أولها انه برأيهم من نسب الرسول ومقدرته على إعلان الجهاد وتوحيد العرب والمسلمين تحت رايته.
وعندما قامت الحرب العالمية الأولى وأعلن الشريف حسين ثورته بالاتفاق مع بريطانيا في مقابل حصول العرب على استقلالهم، حققت بريطانيا أهدافها من الثورة العربية بقيادة الشريف حسين. وعندما انتهت الحرب وجاء وقت الحساب بين الشريف حسين وبريطانيا، تراجعت بريطانيا عن تعهداتها للشريف حسين ونقضت وتنصلت من اتفاقية دمشق التي عقدتها مع الشريف حسين، وكان واضحًا هذا خاصة بعد نشر كافة تفاصيل معاهدة سايكس بيكو والتي قسمت الغنيمة أي منطقة الشرق الأوسط بين الاستعمار البريطاني والفرنسي. بالإضافة إلى التزام بريطانيا بموجب وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
وهكذا تأزمت العلاقات وساءت بين بريطانيا والشريف حسين بعد رفض بريطانيا تنفيذ وعودها له بل إنها طلبت منه قبول وضع بريطانيا في العراق ومصر وإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، مقابل الاحتفاظ له أي للشريف حسين بالحجاز.




*حقارة بريطانيا*


في كانون الثاني 1919 عقد مؤتمر الصلح بين الدول المتحاربة في فرساي وحضره الأمير فيصل نيابة عن أبيه الشريف حسين ومنذ وصوله إلى فرساي في باريس بدأت انجلترا في تجنيد الدول وممارسة الضغوط على الأمير فيصل بن الحسين لقبوله فكرة وطن قومي لليهود في فلسطين مقابل الاحتفاظ بالحجاز للشريف حسين، وكانت بريطانيا قد شرعت بالفعل في تنفيذ وعد بلفور فكان الحل لإجبار الشريف حسين على قبول سياسة الأمر الواقع، هو تهديده بعرشه رغم حاجة بريطانيا إليه باعتباره أفضل من يقوم بدور قيادة العالم العربي والإسلامي.
ولذلك من اجل فرض الأمر الواقع على الشريف حسين قامت بريطانيا بتهديده بواسطة شخصية عربية من اجل ان يصبح الصراع عربيًا خالصًا، ووقتها بدأت انجلترا البحث في أوراقها وتقارير مخابراتها عن الشخص الذي يصلح لتنفيذ هذا الدور وكان عبد العزيز آل سعود هو الأداة التي استخدمتها بريطانيا لتنفيذ هذا المخطط كمرحلة أولى لمحاولة ثني الشريف حسين عن موقفه المعارض لمعاهدة سايكس بيكو ووعد بلفور.
وقد أرسلت بريطانيا إلى الشريف حسين لورانس (الذي يطلق عليه الغرب الامبريالي اسم لورانس العرب!!) حاملا معه نص المعاهدة الجديدة بينه وبين بريطانيا والخاصة بقبول فكرة انشاء وطن قومي لليهود. إلا ان الشريف قام بإصدار بيان وزعه على الشعوب العربية جاء فيه: "عرضت الحكومة البريطانية معاهدة عدلتها بحيث ينص فيها على استقلال فلسطين وجعلت وعد بلفور في حكم انه لم يصدر وإذا لم تقبل الحكومة البريطانية هذه التعديلات فلا يمكن ان اقبل المعاهدة".
وبهذا التصريح وطرده للمبعوث البريطاني بدأت انجلترا تنفيذ أولى مراحل الضغوط على الشريف حسين لقبول شروطها بواسطة عبد العزيز آل سعود والذي أكد تقرير المخابرات البريطانية في منطقة الجزيرة العربية والذي أعده السير "ارنولد ولسون" وقال فيه: "إن تخلي الحسين عن العرش يساعد على تهدئة الموقف ويسهل تسوية قضايانا في فلسطين وسوريا والعراق حسب الخطوط التي يقبل بها الحلفاء".
وقد واكب تنفيذ المخطط خطة إعلامية تقوم على تشويه صورة نموذج الرجل قريب الرسول وإظهاره بمظهر الخائن للأمة العربية والإسلامية وتجميل صورة عبد العزيز آل سعود باعتباره مخلِّص هذه الأمة من أشرارها وقد ساهم في نجاح الحملة الإعلامية سيطرة الانجليز على وسائل الإعلام وعدم توافر مثل هذه الوسائل في عالمنا العربي.
هذه الحملة الإعلامية رافقتها حملة عسكرية قامت بها جيوش آل سعود الوهابية بقيادة خالد بن لؤي القائد الوهابي متجهة إلى معسكر قوات الشريف حسين والذي كان يشرف على هذا المعسكر الأمير "عبد الله" ابن الشريف حسين أبو الخيانات في عالمنا العربي والذي غادر المعسكر عند وصول خالد بن لؤي باتفاق مسبق مع بريطانيا مقابل توليه إمارة شرق الأردن.
وبينما كانت جيوش الشريف حسين تغط في النوم قام جنود آل سعود والوهابيون بقطع رؤوس جيش الشريف حسين بمعدات بريطانية وخطة صهيونية وضعها جون سانت فيليبي ليفقد الشريف حسين عشرة آلاف من جنوده وجيشه الذي تخشاه بريطانيا.
وهكذا نفذ عبد العزيز آل سعود أول خطط بريطانيا لإجبار الشريف حسين على قبول معاهداتها، وكانت بريطانيا ترى ان القيام بعملية محدودة ضد الشريف حسين سوف يجعله يرضخ، وهذه التوصية عملت بها بريطانيا بناء على رسالة هربرت صموئيل أول مندوب سامي بريطاني في فلسطين إلى الدوق ديفونش والذي جاء فيه: "من المحتمل ان التهديد المتزايد على الحجاز من قبل الوهابيين من آل سعود، يجعل الشريف حسين أكثر تساهلا واستعدادا لقبول الشروط التي تتلاءم ومقتضيات سياستنا في فلسطين ثم نصحه بإطالة أمد المحادثات بين بريطانيا والشريف حسين". وقد أمرت بريطانيا ابن سعود (الخنجر بيد بريطانيا)، بالتوقف عن مواصلة هجومه ناحية الحجاز لإتاحة الفرصة أمام الشريف حسين لمراجعة نفسه. وقد واكب هذا بداية تنفيذ بريطانيا لمخطط داخل فلسطين بتنظيم هجرة اليهود وإعادة توزيع الأراضي عليهم واتخاذ القرارات الاقتصادية والسياسية والعسكرية الخاصة بتكريس الأوضاع في فلسطين لصالح اليهود والحركة الصهيونية.




*فرض سايكس-بيكو*


وبينما كانت قوات آل سعود تحصد رؤوس جيش الشريف حسين كانت بريطانيا وحلفاؤها يطبقون اتفاقية سايكس بيكو وإقامة وطن قومي لليهود، ومعتمدين على عدم وجود قوات عربية تواجههم، وقامت فرنسا بإدخال سوريا كلها تحت إشرافها واحتلالها بالكامل، بينما قامت بريطانيا باحتلال العراق والتمهيد لتطبيق الانتداب الكامل على فلسطين. وقامت الثورات العربية في مصر ثورة 1919 والعراق وثارت الشعوب العربية كلها وتكبدت بريطانيا خسائر فادحة، ولكن ما قام به آل سعود بضرب الجيش العربي الوحيد المؤهل للحرب ألا وهو جيش الشريف حسين كان خير خدمة ووسيلة قدمها آل سعود لتحقيق أحلام بريطانيا والصهيونية العالمية في المنطقة.
وهكذا في اب عام 1920 وصل الوزير بيرس كوكس، الذي سبق ان وقع أول معاهدة بين بريطانيا وآل سعود، وكان هذا الرجل يراهن دائمًا على ان ابن سعود هو الشخصية التي تستطيع ان تنفذ كل أحلام بريطانيا والصهيونية في المنطقة، إلى ميناء العقير وعقد في 20 آب عام 1920 اجتماعًا مع ابن سعود وتمخض هذا الاجتماع على ان يخلف ابن سعود الشريف حسين في المنطقة في مقابل مساعدة بريطانيا في تنفيذ أحلامها، على ان تقوم بريطانيا بتخليصه من كل أعدائه ليتفرغ للقضاء على الشريف حسين المعارض لوعد بلفور ومعاهدة سايكس بيكو، لان بريطانيا كانت تعمل دائمًا على عدم الاصطدام مباشرة مع الشريف حسين لأنها ستؤدي إلى الصدام مع المسلمين والشريف حسين وأسرته التي تمثل آل بيت الرسول.
وخلال شهور قامت بريطانيا بتزويد ابن سعود بالأسلحة المتقدمة بلغة ذلك العصر وقدمت له أي لابن سعود مستشارين عسكريين من وزارة الدفاع البريطانية، وساعدته في رسم الخطط الحربية حتى تمكن من احتلال حائل وعسير معقل آل رشيد والذين انهارت على أيديهم الدولة السعودية الثانية. ومع الوقت أصبح الشريف حسين في وضع لا يحسد عليه، إذ أصبح وحيدًا ومحصورًا في إقليم ضيق ومحاصر من الجنوب والشرق والشمال، في محاولة من بريطانيا لإجبار الشريف حسين على قبول فكرة الوطن القومي لليهود في فلسطين مقابل احتفاظه بالعرش في الحجاز.
فبريطانيا كانت ترى ان الشريف حسين اذا ما قبل فكرة الوطن القومي لليهود فلن تثور الشعوب العربية والإسلامية.
لذا فقد عادت وأرسلت رجل المخابرات لورانس مرة أخرى ومعه نص المعاهدة الجديدة مع تقديم شروط اقل حدة من سابقاتها، وكلما استمرت المفاوضات بين الطرفين أي الطرف البريطاني والشريف حسين كانت تطورات الوضع في فلسطين هي المانع من الاتفاق.





//مراجع:
• آل سعود والإخوان المسلمون – حمادة إمام.
• أوهام الإسلام السياسي – عبد الوهاب المؤدب.



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تقهر الكوليستيرول
- تاريخ وحاضر آل سعود والتغلغل الإسرائيلي – في السعودية والخلي ...
- حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية أو بئس المصير لإسرائيل
- نقد يهودية الدولة من وجهة نظر ماركسية (2-2)
- نقد يهودية الدولة من وجهة نظر ماركسية (1-2)
- أوقفوا الحروب
- لا إكراه في الدين
- ما يميِّز الشيوعية
- الصراع الأيديولوجي كشكل من أشكال الصراع الطبقي
- اخطبوط الإرهاب الامبريالي- الصهيوني
- مَهام نضال قوى اليسار
- حتمية سقوط البرجوازية وانتصار البروليتاريا
- استراتيجية -الاحتواء المزدوج- الامريكية في منطقة الشرق الاوس ...
- عن عبادة الفرد
- عن النقد الماركسي للمجتمع المدني (3-3)
- عن النقد الماركسي للمجتمع المدني (2-3)
- النقد الماركسي للمجتمع المدني (1)
- الانتخابات ومَهمّات المرحلة القادمة
- بداية نهاية استراتيجية الهيمنة الامبريالية الصهيونية
- حول المنهج الميتافيزيقي والجدلي في الفلسفة


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - خليل اندراوس - آل سعود وكارثة فلسطين