أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - من يحمل الفكر الماركسي يمتلك الرؤيا التعددية الأممية الإنسانية















المزيد.....

من يحمل الفكر الماركسي يمتلك الرؤيا التعددية الأممية الإنسانية


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 4781 - 2015 / 4 / 18 - 10:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


المرض الأساسي والمزمن لكل قضايا الشرق الأوسط هو استمرار الاحتلال والعدوان الإسرائيلي والتنكر للحقوق العادلة للشعب الفلسطيني. ومن يرد أمنًا أو مستقبلا لإسرائيل عليه ان يضع يده على الجرح ويقضي على هذا المرض ألا وهو سياسات العدوان والاحتلال الإسرائيلي، والعمل على الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة بحدود الـ 67، وعاصمتها القدس.


من يحمل الفكر الماركسي يمتلك روح وقدرات الإصرار على استكمال مشروع الأمل له ولغيره ولشعبه وللإنسانية جمعاء، بصلابة وشجاعة وعزيمة على المضي نحو النور، نور الحقيقة، من خلال رؤيته وفهمه للحاضر ولمجتمع المستقبل مملكة الحرية على الأرض، ومكملا معرفته الفلسفية الجدلية بالممارسة والالتزام والكتابة التي تنتصر له، رغم كل الظروف الصعبة التي يمر بها في مجتمع يعاني الكثير الكثير من السلبيات والإخفاقات والتلون والنفاق والخيانات.
ومن يمتلك هذه الرؤيا إنما يبشر بعالم جديد عالم العدالة الاجتماعية، عالم لا يتضاد فيه "وعي الأنا" مع "الوعي بالآخر" وهؤلاء هم انقياء الفكر، والمناضلون ضد كل اضطهاد قومي أو طبقي وصانعو السلام، ولديهم المناعة والقوة والشموخ ضد كل كلمة سوء وتحريض. فهم أصحاب رسالة تقدمية إنسانية، فكما لا يمكن ان "تخفى مدينة واقعة على قمة جبل"، كذلك لا يمكن إلغاء دور من يحمل هذا الفكر الإنساني الأممي التقدمي، من خلال أي شعارات ذاتية كانت أو دينية أو قومجية.
لا شك بان الإنسانية تمر في مرحلة حاسمة صعبة حيث تهيمن الرأسمالية المتوحشة الأنانية العدوانية، لذلك مهم جدًا رفض هذا الواقع والنضال من اجل تغييره، والمبادرة إلى وضع مهام جديدة مرحلية واستراتيجية تطرح البديل الإنساني لكل شعوب الأرض. وفقط النظرة الماركسية الكلية الشاملة هي الكفيلة بالكشف عن حقيقة الواقع الذي نعيشه، وتكشف الأساليب والممارسات وطرق العمل الثوري من اجل تغييره، فالامبريالية العالمية خلقت مفاهيم وثقافة غربية تقوم على أساس من الشعور بالتفوق الشوفيني العنصري واستبعاد ونفي الآخر.
وهنا لا بد ان نؤكد وجود خط رابط بين أسطورة "الشعب المختار" والايديولوجية الصهيونية العنصرية وبين سياسات الامبريالية العالمية وممارساتها العدوانية عالميًا وخاصة في الشرق الأوسط.
فكل مشروع يقوم على هيمنة وسيادة شعب على شعوب أخرى هو مشروع عنصري شوفيني، وهذا يعني ان الإنسانية لم تتخلص بعد من المشروع الفاشي النازي للامبريالية العالمية في مرحلة أزماتها، بل بالعكس نجد الولايات المتحدة تستكمل هذا المشروع بوسائل أخرى، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط من خلال دعمها المطلق للفكر الصهيوني الرجعي العنصري ودعمها لسياسات إسرائيل وحروبها العدوانية وتنكرها لحقوق الشعب العربي الفلسطيني واستمرار الاحتلال والاستيطان، يكفي ان نذكر بان الولايات المتحدة فتحت مخازن أسلحتها في إسرائيل أمام المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي ارتكبت جرائم حرب خلال العدوان الأخير على غزة وقتلت المئات من الأطفال والنساء والشيوخ من سكان غزة بحجة الدفاع عن أمن إسرائيل. في حين تقوم إسرائيل بفرض حصار غير إنساني لا بل جريمة إنسانية ضد قطاع غزة، هذا الحصار المناقض والمخالف لكل القوانين والأعراف الدولية ولكل المفاهيم والمبادئ الإنسانية بالإضافة إلى استمرار بناء الجدار العازل في الضفة، وتحديد حرية تنقل الإنسان الفلسطيني، واستمرار سياسات مصادرة الأراضي وهدم البيوت في الضفة وفي القدس المحتلة.
ومن كل هذه الممارسات يأتي الرئيس الأمريكي ويصرح في الفترة الأخيرة بعد توقيع الاتفاق بين الدول 5+1 وإيران، بان الولايات المتحدة ملتزمة في الدفاع عن أمن إسرائيل.
المرض الأساسي والمزمن لكل قضايا الشرق الأوسط هو استمرار الاحتلال والعدوان الإسرائيلي والتنكر للحقوق العادلة للشعب الفلسطيني. ومن يرد أمنًا أو مستقبلا لإسرائيل عليه ان يضع يده على الجرح ويقضي على هذا المرض ألا وهو سياسات العدوان والاحتلال الإسرائيلي، والعمل على الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة بحدود الـ 67، وعاصمتها القدس.
ولو كانت للقضية الفلسطينية أولوية لدى أنظمة الاستبداد الغربي كالسعودية وقطر لفُرض الحل خلال فترة وجيزة من خلال التوقف عن تصدير النفط وسحب رؤوس الأموال العربية من الولايات المتحدة حينها لن تركع فقط إسرائيل لا بل أمريكا، لا بل أكثر من ذلك حيث قُلت لأحد رجال الدين اليهود "رابي" الذي أراد ان يعمل من اجل السلام في المنطقة، قلت له حينها ستصلي أنت أي "الرابي" الخمس ركعات في اليوم.
ولكن كما قلت قضية فلسطين ليست على جدول أولويات أنظمة الاستبداد العربي، وخاصة السعودية والتي تربطها مصالح وحلف استراتيجي مع الولايات المتحدة. وهنا يحضرني ما قاله الشاعر العراقي مظفر النواب:
القدس عروس عروبتكم؟
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب
لصرخات بكارتها؟
وسحبتم كل خناجركم، وتنافختم شرفًا
وصرختم فيها ان تسكت صونًا للعرض؟!
فما أشرفكم
أولاد القحبة هل تسكت مغتصَبة؟
أولاد القحبة
لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم
إن حظيرة خنزير اطهر من أطهركم
برأيي، الإنسانية تستطيع تجاوز المرحلة الكارثية الامبريالية الحالية، لذلك على كل ثوري ان يرفض الشعور بالإحباط، بل عليه ان يعمل بمثابرة وإصرار فكما قال ماركس: "هناك لدى البشرية شيء في الحلم لو وعته لامتلكته".
فنحن نعيش اليوم عصر زيف العبارات والشعارات والدراسات التي ترفعها طبقة رأس المال المسيطرة في المجتمع الرأسمالي، مثال على ذلك شعار "التنمية الاقتصادية" و"الديمقراطية" ففي المفهوم الغربي الامبريالي، لم تعد تعني سوى وحشية حرية السوق، وأرباح عشر شركات كبيرة لصناعة السلاح، التي تتاجر بدم الشعوب، وبعض الشركات وأصحاب رؤوس المال الذين يشترون الانتخابات في الولايات المتحدة حيث يشترك في تلك الانتخابات اقل من 50% من سكان الولايات المتحدة وهذه الانتخابات والتي تدعى ديمقراطية تسمح للوبي الصهيوني، مثل منظمة ايباك وغيرها من المنظمات الصهيونية المسيحية ومنظمات اليمين الأمريكي ان تحتل الكونغرس الأمريكي لدرجة دفعت البعض ان يقول بان أمريكا دولة مختطَفة من قبل اليمين الإسرائيلي.
وحيث أصبح رأس المال المنظم الوحيد للعلاقات الاجتماعية داخل كل دولة وعلى مستوى عالمي.
المشكلة المركزية في عالمنا المعاصر التناقض الجدلي في كون عالمنا متلاحمًا ومترابطًا حيث أصبحت الكرة الأرضية قرية صغيرة، وفي نفس الوقت عالمًا ممزقًا يعاني من الصراعات والحروب والفقر والبؤس والجوع.
عالمنا متلاحم مثلا لان أي انهيار للبورصة في لندن أو طوكيو أو نيويورك يؤدي إلى زعزعة الاقتصاد العالمي والى أزمة بطالة وأزمات اقتصادية في كل أنحاء العالم. وممزق لأنه من الناحية الاقتصادية وبموجب تقارير مؤسسات وهيئات دولية و80% من مصادر العالم يسيطر عليها ويستهلكها 20% من سكان العالم.
فالنمو الاقتصادي للعالم الامبريالي الغربي يكلف العالم بسبب الأمراض وسوء التغذية والمجاعة والبطالة والفقر ما يعادل ضحايا هيروشيما كل يومين.
فعالمنا الامبريالي المعاصر يعاني من مشكلات رئيسية مثل المجاعة والبطالة والهجرة، والحروب المحلية في مناطق مختلفة من العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، التي تعاني من الاستراتيجية العدوانية للامبريالية العالمية والصهيونية العنصرية الشوفينية، وأنظمة الاستبداد العربي وعلى رأسها السعودية التي أقامت التحالف العدواني التآمري ضد شعب اليمن، وهذا ما تفعله ضد سوريا الشعب والوطن.
هذا النظام، أي النظام السعودي الذي مارس على مدى قرن كامل التآمر والخيانة تجاه فلسطين الشعب والوطن حيث قال أول ملك لآل سعود "بأنه لا مانع لدي من إعطاء فلسطين لليهود المساكين".
أما على المستوى العالمي فثلثا الإنسانية تعاني من الفقر والجوع والبؤس والأمراض وسوء التغذية ويطرح السؤال هل يمكن القبول بهذا الواقع كقدر محتوم، وقبول هذا الواقع المأساوي والمرير والذي يولد التهميش والعنف والاصوليات بكل أشكالها، دون ان نضع الهيمنة الامبريالية العالمية موضع المساءلة والمحاسبة والكفاح الفكري والسياسي والجماهيري على مستوى الدول وعلى مستوى عالمي ضد هذه الهيمنة عالميًا، وفي المنطقة ضد الهيمنة الامبريالية الصهيونية العربية الرجعية على الشعوب العربية وكل منطقة الشرق الأوسط.



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقر وسياسات الامبريالية العالمية
- عن العنصرية وواجب الساعة
- حول أهمية دراسة الفلسفة المادية وربط النظرية بالممارسة
- التنظيم والمعرفة عناصر نجاح النضال الثوري للطبقة العاملة (2- ...
- عناصر نجاح النضال الثوري للطبقة العاملة (1-2)
- تفاقم الأزمة العامة للرأسمالية
- الموقع التاريخي للامبريالية من وجهة نظر ماركسية
- آل سعود وكارثة فلسطين (الحلقة الأخيرة)
- آل سعود وكارثة فلسطين
- كيف تقهر الكوليستيرول
- تاريخ وحاضر آل سعود والتغلغل الإسرائيلي – في السعودية والخلي ...
- حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية أو بئس المصير لإسرائيل
- نقد يهودية الدولة من وجهة نظر ماركسية (2-2)
- نقد يهودية الدولة من وجهة نظر ماركسية (1-2)
- أوقفوا الحروب
- لا إكراه في الدين
- ما يميِّز الشيوعية
- الصراع الأيديولوجي كشكل من أشكال الصراع الطبقي
- اخطبوط الإرهاب الامبريالي- الصهيوني
- مَهام نضال قوى اليسار


المزيد.....




- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - خليل اندراوس - من يحمل الفكر الماركسي يمتلك الرؤيا التعددية الأممية الإنسانية