رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ

بولس اسحق

الحوار المتمدن-العدد: 4831 - 2015 / 6 / 8 - 08:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تحياتي للجميع ..الذي دعاني لكتابة مقالتي هذه وبقدر كافي من التفصيل هي مقالة الاستاذ مصطفى عميش تحت عنوان( قرار وقف ارسال الانبياء) في 2015 / 6 / 6
هل يملك المسلمين والعرب شيئا يمكنهم ان يتفاخروا به امام الامم ، ام انهم فشلوا وتخلفوا في جميع الميادين وعليه فلم يعد يملكون الا رهان التفاخر والزهو بان رسولهم كان اميا( وعجبي ..الامم تتفاخر بعلمائها وامة محمد تتفاخر بامية رسولها) وان محمدا هو آخر رسول ارسله الله للانس و الجن اجمعين!! وان الاسلام هو اخر الرسالات السماوية التي يراها الله ملائمة لكل البشر والجن، لكل الازمنة القادمة و لكل البيئات الاجتماعية والمستويات الثقافية، ولكل المشاكل التي ستواجه البشر والجن حتى قيام الساعة. واخر ما يختمون به اقوالهم.. قال تعالى..كنتم خير امة اخرجت للناس والحمد لله على نعمة الإسلام..!
وسافترض فرضا لا اقبله الا وهو ان الاسلام فعلا هو آخر رسالة و بالتالي ارقي ما يستطيع الاله العادل الحكيم تقديمه لاسعاد البشر، وبما انه لن يستطيع تقديم افضل من هذا فلا حاجة لتغيير الرسالة الا وهي الاسلام !!
ايهما اقرب للعدل و الحكمة : ارسال رسول مؤيد لنفس الرسالة ، ام ترك البشر يتخبطون لمعرفة الحقيقة؟
فأي انسان يمتلك ذرة من التفكير سيقول:
ما هو المانع المقنع الذي يراه العادل الحكيم في ارسال شخصية توضح الاعجاز القرآني و ما استغلق على المسلمين فهمه من القرآن بدلا من ان يتنازعوا في فهم الايات و يرمي كل طرف الطرف الاخر بان القرآن لا يعلم تأويله الا الله و ان تفسير المفسرين قد يخطئ و يصيب لانهم بشر والبشرغير معصوم؟
طبعا وجد محمد تبريرا منطقيا جدا لاهل زمانه في كونه اخر الرسل لانه في آخر الزمان( اي ان نهاية البشريه على الابواب وله عدة احاديث في هذا الباب) ولا يوجد داع لوجود رسول آخر لأن الزمان حتى قيام الساعة قد اقترب و لا يتسع لمن يليه!!
حدثنا سويد بن سعيد وأحمد بن ثابت الجحدري قالا حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول صبحكم مساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى ويقول أما بعد فإن خير الأمور كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وكان يقول من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فعلي وإلي * ( صحيح ) _ الارواء 608 وأخرجه مسلم باب اجتناب البدع والجدل .
محمد بشر مثلنا يوحى اليه ما المانع ان يوحى لغيره لاكمال نفس الرسالة؟ ماهي الاشياء التي ميزت محمد بحيث لا يمكن تكرارها لكي يكون خاتما للرسل للانس و الجن ؟ ألم يكن ضالا فهدى؟؟؟
ام سيقال ان الله ارسل رسلا في ازمنة سابقة و اختص لغات بعينها لنقل ما يريد للبشر ثم قرر التوقف فجأة زمانا و مكانا عن تكرار نفس الشئ الذي ارتضاه لبعض خلقه ومنعه من الآخر!!كل هذا ونقول آمنا بالله!!ولكن هذا الادعاء يناقض ما جاء في الكتاب الذي يدعون ان الله هو الذي ارسله (واشك بذلك مليون بالمئة) لاخر رسول له على الارض منذ 1450 عام.حيث نجد في هذا الكتاب ما يناقض المنطق ويناقض ما جاء فيه من ان محمد هو الرسول الاخير والخاتم الامين!!
وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى ( 133 ) ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى ( 134 ) قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى ( 135) /طه.
اي ان الله لا يمكن ان يعذبنا ويخزينا لاننا لم نؤمن به عن طريق الرسل السابقين واعجازاتهم فهي ليست حجة علينا لاننا لم نعايشهم ولم نكن موجودين زمن وجودهم..ولذلك ارسل لهم رسولا ليكون عليهم حجة اذا لم يؤمنوا به(ارجع الى اي تفسير لهذه الايه،وكلها تؤدي الى نفس المضمون).
اذن من حق الكفرة من باقي الاديان ومن غير اديان وحسب منطق القران ان نتساءل نفس التساؤل ونعترض نفس الاعتراض الذي وافق عليه القرآن!!
حيث اعتبر القرآن ان ارسال الرسول هو الحجة الوحيدة المقبولة حتي اذا توافرت الادلة و البينات من رسل سابقين !! حيث اعطى القرآن العذر ووضحه وبين ان دور الرسول "هو اقامة الحجة"
ولم يقبل البينة او اثار المعجزة علي السابقين كحجة للايمان به، ولذلك ارسل لهم رسول كحجة عليهم!!
نحن الان في نفس الموقف لا يوجد رسول وعليه لسنا مطالبين بالايمان بسبب معجزة ظهرت لغيرنا وان القرآن قد أعجز او لم يعجز فصحاء العرب ان يأتوا بمثله، استنادا الى ما ادعاه القران ( وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى ( 133 ) ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى ( 134 ) قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى ( 135)(طه)
فهل اذا طالبت بتطبيق هذه الاية و عدم الاكتفاء ببينة ما في الصحف الاولى أكون متجنيا ؟ وانا في انتظار رسول من الله كي لا أضل وأخزى وهذا من حقي على الله بحسب ما جاء بالاية السالفة!!
فهل القران كتاب الهي وفيه ما فيه من تناقض وتضارب وخير دليل هو الاية السابقة التي اشرنا اليها والتي تتضارب مع ادعاء ان رسول الاسلام هو خاتم المرسلين!!وحسب منطوق الاية وتفاسيرها فانه وجب على الله ان يرسل كل عشرين او ثلاثين سنه على اكثر تقدير رسولا جديدا!!ربما تسالني كيف ولماذا؟؟...ولايضاح ذلك : لنفرض انتم وانا عشنا في زمن احد الانبياء وبعد كذا سنه مات هذا النبي ، وبعد موته اصبح لي ولكم اولاد واحفاد ولدوا بعد موت هذا النبي، وعليه وحسب الايه السابقة ولانهم لم يروا النبي واعجازاته، فمن حقهم استنادا للايه وللابتعاد عن الكفر وتجنبا للعذاب والخزي من قبل الله ،مطالبة الله بنبي جديد ليكون عليهم حجة..وهكذا دواليك كل عشرة او عشرين سنة!!!!
وعلى الاغلب ان اية خاتم الانبياء والمرسلين جائت بعد نجاح اكذوبتة في النبوة فطمع محمد بالمزيد من العظمة بان تكون لة الكلمة الاخيرة والحاسمة. وان لا احد بعدة يستحق الشرف الذي نالة من اللة!! وبالرغم من هذا الادعاء علينا ان لا نبخس في حقه والخدمة العظيمه الجليله التي قدمها للبشرية دون ادراك ووعي منه بادعائه ان خاتم المرسلين!!فلو نظرنا الى الناحية الايجابية للمسألة, فبادعاء محمد انة خاتم الانبياء والمرسلين، فانه بذلك قد قطع الطريق على مزيد من دعاة الجهل والفساد والارهاب على شاكلته الى يوم الدين بادعاء النبوة!!
ولكن بالرغم من ادعائة انه الخاتم ،لكنه مع ذلك أوضح في بعض أحاديثه انه في رأس كل مائة سنة ، سيبعث الله رجلا يجدد الدين و يوضح ما لم يفهموه!! وبالرغم من مرور كل هذه القرون من السنين،لم نحظئ باي مجدد ، ولا نري الا زيادة في الدعاة الاسلاميين والمشعوذين، مما يخلق اختلافا كثيرا، فالكل يفسر حسب هواه و يدعي ان تفسيره هو الأكثر منطقيا!!
ان ترك المسلمين هكذا بدون مجدد يعد ظلما لأن دين محمد شتت اتباعه كثيرا .. فباتوا لا يعرفون من هو الامام الذي يجب ان يتبعوه .. و غير ذلك من الامور الكثيرة..فهذا ينكر وهذا يؤيد وهذا لا يعترف وهذا.....وهذا!!! وكل هذا بسبب مقوله قالها رسول الاسلام عندما كان يتامل بالكواكب والنجوم في ليلة مقمرة من ليالي رمضان في احدى بلاد العربان ،ويستذكر في مخيلته قصة الحب المحزنه بين أساف ونائلة ونهايتهما المأساوية وكم قدم لهما من ذبائح واضاحي، فتفتق ذهنه وقال("" فقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي. وفي بعض الروايات: هي الجماعة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم"").ومن خلال الشروط التي يجب ان تنطبق على الفرقة الناجية حسب شروط رسول الاسلام فليس امامنا الا الاعتراف الكامل والشامل وبدون مراوغة او منازعة ومهاترات كلامية فارغة ..ان الفرقة الناجية وبلا منافس هي ""داعش""لتطبيقها الشروط التي وضعها رسول الاسلام في حديثه اعلاه!!!
ولا اعلم هل محمد لم يعرف ان بسبب حديثه هذا ان دينه سيفقد وحدانيته وانه سيشتت الناس الى ملل ونحل!!ام انه كان متعمدا ويدرك ما يقول اعتمادا على اوامر الذي اوحى له بالغرانيق العلا وان شفاعتهن لترتجى..؟؟؟؟
فبالتالي ، خسر كل من اتبعه و كل من ظن انه النبي الأخير..لان كل واحد منهم يصفة بما يخالف وصف الاخر..ولذلك بات لدينا 73 نوعا من الاسلام وكل يدعي احقيته!!!! .. و خسر هو ايضا ثقة الأتباع له لأنه أمرهم بتكذيب كل من يأتي بعده و لم يجدوا من يجمعهم علي أمر واحد ورأي واحد في الدين ...فالكل متناحرين ويكفر ويذبح احدهم الاخر.
وكيف للمسلمين الذين يملكون عقولهم..واكرر الذين يملكون عقولهم فقط والباقي المختلفين من البشر الاقتناع بان رسول الاسلام هو خاتم المرسلين!!!ولنفرض انهم تراجعوا عن مطالبة الله بارسال نبي ليكون حجة عليهم، واقتنعوا بانه خاتم المرسلين!!اليسوا في هذه الحاله بحاجة الى ما يثبت انه خاتم المرسلين وذلك بالاستدلال على المعجزات والخوارق التي قام بها اسوة بمن سبقه من الانبياء والرسل بصفته اشرفهم والحبيب الاوحد والمصطفى والكل سيطلب شفاعته ولا شفيع غيره حسب ادعائه؟؟؟ ولكنهم بعد فرضهم هذا واقتناعهم بانه آخر المرسلين يصتدمون ولا يستدلون من سيرته على اي معجزة مثل الرسل(الذين هم اصلا اقل مرتبه منه عند الهه) الذين سبقوه ليصدقوا على الاقل..على الاقل بانه كان مجرد رسول ويستحق ان يكتب اسمه في خانة الانبياء والرسل (فما بالك انه يدعي بانه خاتم المرسلين وان الكون والبشرية خلقا من اجله)!! ويستمر البحث وبعد كل هذا العناء في البحث والتنقيب يكتشفون ان معجزته الوحيدة كانت.... توحيد اللصوص و قطاع الطرق في جيش واحد يهدف الى سحق كل شيء امامه واذلال من بقى حيا واولهم المسلم الذي امتلك عقله وفهم اصول اللعبة!!..تحياتي.

#بولس_اسحق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل