أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - لا صابئة في دهلران














المزيد.....

لا صابئة في دهلران


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4813 - 2015 / 5 / 21 - 14:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا صابئة في دهلران

نسيم المعلم المندائي في مدرستنا نظرته وصوته مثل النسيم قي هدوءه وعذوبته وأكثر رقة حتى مع ارتطام نسمة الصباح البارد بأطراف القصب قبل أن تبدأ الشمس هنا لترينا صباحا مشعاً بالحياة .
نسيم الأنسان الأول في حياتي الذي أرى خجله في خديه وليس في عينيه عندما يحمران ببراءة صمته وابتسامته المختفية في اعماق روحه ، ولأنه مواليد 1957 تمت دعوته الى خدمة الاحتياط في أول يوم من ايام الحرب العراقية ــ الإيرانية .
ودعنا نسيم وقد سكنهُ حزن رهبة الحرب حيث لم يتعود المندائيون خوض أي حرب منذ حزنهم على قطع رأس نبيهم يوحنا المعمدان ( يحيى ) والى اليوم وهم يجنحون الى السلم وينأون عن أي منطقة عاصفة ومضطربة لهذا أثروا عزلة المكان منذ أزمنتهم الأولى حيث يقال أن مواطنهم سفوح جبل دهلران الايراني ومنطقة الطيب الحدودية بين ميسان وإقليم عيلام.
ولا أدري أن كان هو أول مندائي يلتحق بحرب لا ناقة لها ولا جمل ، وربما يكون من أول عشرة من ابناء هذه الطائفة المسالمة من قادهم قدر الحرب ليكونوا في الجبهات جنودا وليس صاغة ذهب وفضة أو معلمين أو أطباء أسنان أو علماء فلك.
احتفلنا بتوديع نسيم ، شجعه بعضا وبكى البعض أما هو فقد غادر خجله بشيء من حماس من يرتضي بقدره ، ثم ركب الشختورة وهو يتمنى أن يعود ثانية الى مدرسته وتعليم الصغار الرياضيات التي كان بارعا في توصيل حلول مسائلها الى تلاميذ الصف الرابع والخامس حد الذي كنت امازحه وأسأله دوما :أن كان فيثاغورس مندائيا ؟
فيرد بذات المزاح : كلا هو شروكي من أهل قرية أم شعثه .
ذهب نسيم الى جبهات الحرب ، وسمعنا انه التحق كجندي مشاة في قاطع مهران ، فأرتحنا لأنها كانت أقل الجبهات هدوءا في بداية الحرب ، وكنا ننتظر رسالة منه ، وكلما اذهب الى المدينة أزور بيتهم وأسأل عنه فيرد اهله :انه لم يجيء مجازا منذ اسابيع ولكن مراسيله تصل اليهم بيد الجنود وأخبرني ابوه وكان معلماً متقاعدا و نسيم هو ولده الوحيد على ثلاث بنات : انهم نقلوه الى جبهة قريبة من جبل دهلران .
قلت ياعم : هناك كان موطنكم الأول كما تقول بعض تواريخكم .
قال :نعم يا ولدي اعرف ولكننا في ازلنا الاول كنا اقرب الى الطيب من دهلران ولكن قيلَ ان نزوحنا الى اهوار العراق كان من مناطق بين دهلران وسهل الطيب؟
طالت غيبة نسيم ، وقلقنا نحن ووجدت ابيه في حالة يرثا لها فلقد مر اكثر من اربعين يوماً دون ان يأتي ولده مجازا . فتبرعت أنا بالذهاب الى جبهة مهران لأسأل عنه بعد ان عرفت أنه يخدم في اللواء الرابع مشاة التابع للفرقة الثانية مشاة التي كنت قد خدمت فيها اثناء خدمة الاحتياط في حرب الشمال.
ذهبت اتتبع عنوانه ، وسمح لي بذلك عن طريق ضابط من منطقتنا في مقر الفرقة أن اصل الخطوط الامامية واصعد في سيارة الارزاق التي نقلتني الى السرية التي يكون فيها نسيم وهناك على سفوح ربيئة امام دهلران وجدت نسيم في ذات خجله ونسائمه عدا ما رسمت عليه الحرب من جهد ورهبة وقد وضعوه لرقته و( فقاريته ) في مقر الفوج الكائن في مخازن دائرة التشجير والغابات التابعة لإقليم عيلام.
عرفت منه ان الاجازات تأخرت بسبب الخوف من هجوم ايراني مقابل يعتقد انه يأتي من الجهة الاخرى لدهلران .
سألته :وكيف تقضي وقتك يا نسيم.؟
ابتسم وقال :ابحث عن اثر لأجدادي المندائيين هنا .
قلت :وهل وجدتهم ؟
قال : كلا ، وسأقول لمن يريد أن يدرس تأريخ ديانتنا ، لا صابئة في دهلران.....!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنوب حسين عبد اللطيف
- البعير يستجير بجاموسة
- الجسد المغطى بالقيمر
- دِيكُ المُشرفُ التَربويُ
- ثلاثة يهتزون بحب ورعشةٍ
- حبة الباراسيتول وحفيد أوتونوبشتم
- عربة فضاء ( دَكْ ) النجف
- قبر عقيل علي
- مشاتي بلاد شغاتي
- صحون القيمر الطائرة
- حقول الرز وحقول الألغام
- أيوب الرابع
- فاتن وحمامة الألاج
- معدان الحلم الماركسي
- فنتازيات محسن الخفاجي
- الرفش يأكل القش
- السندباد المعيدي..!
- خواطر أحلام وهبي
- زوربا وابراج الضغط العالي
- المعيدية مارلين مونرو


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - لا صابئة في دهلران