أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - فاجعة العري و لذته














المزيد.....

فاجعة العري و لذته


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4808 - 2015 / 5 / 16 - 15:46
المحور: المجتمع المدني
    


لا يوجد جسد سلعة. الجسد الإنساني روح أي كينونة. الأنثى الجميلة التي تراها في مجلات الموديلات. أليست إرادة قررت امتهان هذا العمل أي تصوير جسدها مقابل مال. هل أن أي أنثى جميلة تـقوم بذلك؟ طبعا لا. إذن فهنا توجد إرادة و الإرادة إنسانية. انها تعشق جمالها و لكنه في نفس الوقت ليس جمالها فقط و انما هو جمال انساني عام. هناك احساس دائم بالكلية.
أي عمل يقوم به الإنسان هو نتيجة رغبة داخـلية و كل عمل فيه مقابل مالي فآي وجاهة في نعت هذا الجسد بالسلعة؟ أنت تـشتغل مدرس فلسفة و بمنطق السلعة فانـك تبيع الكلمات و الأفكار بالمال فهل يمكنك وصف تلك الأفكار و الكلمات بالسلعة أيضا؟ إذا جاز الأمر فما أتعـس أن تـتحـول الكلمات إلى سلعة؟ السياسي الذي يرشح نـفسه للانتخابات ألا يعـرض نفسه كسلعة يـريد بـيعها في سوق الانتخابات؟ ما الفرق بينه و بين من تسميها الجسد السلعة؟ أردت أن أقول أن استعمال مفهوم السلعة يمتد إلى جل الأعمال التي يقوم بها الإنسان و ليس ممثلة البورنو فـقط مثلا.. و التي هي بدورها تعشق ممارسة الجنس فنيا و تعشق رؤية نفسها بعد ذلك و هي تمارس الجنس اضافة الى المال طبعا.. فكلمة السلعة للاستهلاك الاخلاقوي الاحتـقاري العـلمانوي فقط بينما كل عمل انساني هو رغبة و افادة للذات و للاخرين..
لكن إذا اقرينا بان كل عمل يستلزم أجرا ماليا من ناحية، و كل عمل هو نتاج رغبة داخلية فان المفهوم يتغير.. و لكن دوما في كل ما يتعلق بالمرأة و الجسد الأنـثوي نـذهب مباشرة إلى كلمة "العاهرة" التي نعبر عنها بعـدة كلمات أخرى. إذا كان الأمر كذلك فلنـقـل مع "نابليون" أن "كل امرأة عاهرة باستـثـناء أمي لأني احترمها". إذن هي مسالة عـقـدة ذكورية من المرأة و ليست حـقيقة. منشأ هذه العـقـدة هو ألم الفطام عن ثـدي الأم المتواري في ظلمة كـواليس النـفس الذكورية. الـفطام و ما يعـنيه من كره للانفصال و ألم نتاجه و لكن ما قبل ذلك هو ألم مغادرة الرحم، لذلك يعشق الإنسان الأرض و موطنه أي مسقط رأسه، و هذا هو سر تماهي المرأة مع الأرض، و هذا العشق الدفين في الأعماق هو الذي يحبب له الموت و ليس الرغبة في العالم الآخر. لكن ما قبل الرحم أو في عمق العمق بما أن الوجود في الرحم غير مميز و محـدد. أي العـدمية في العمق. تلك العـدمية يـرفـضها الوعي بما انه وعي و بما انه أنا مشدود إلى نـفسه قهرا و عنوة يـدفع إلى الخوف من الجسد و الجسد العاري أساسا لأنه عنوان الجنس البشري أي الكل و في ذلك نفي للانا.. هذا هو مرد دفع الجسد العاري و هي إرادة كـذب على النـفـس و إحاطة بها من هول شساعة الوجود و لانهائيته.
هذا الأمر كان ضروريا في العصور السابقة أما اليوم في عصر الكرة الأرضية التي تـدور، و التي نراها في التـلفـزيون أمامنا تـدور، و في عصر غـزو العالم لك و أنت ممدد على أريكة في بـيـتـك، و في عصر سرعة اختراق المسافات، و سرعة و كثافة الأخبار الوافدة من جهات العالم.. اليوم حيث العيش في الانهائية بالضرورة يحتم على الوعي أن يكسر جميع البيـوت الواهنة التي كان يغلف بها وجوده و عالمه، لان هذا الأمر لا يعني إلا شيئا واحدا و هو أن تكون موضوعا يستعمله الإنسان المعاصر الذي يفكر باللانهائية و النسبـية و المالك للعالم بحكم تملكه الوعي بنـفسه و العالم الجديدين.. هذا هو محـك الصراع الحقيقي، أي مواجهة أنـفـسنا و جل ما نعـتبره حقـائـقـنا و مفاهيمنا و مقـدساتنا..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الأصنمة و الحرية
- مأزق اليسار
- المشهد السياسي الغائم في تونس
- المتسربل بالموضوعية
- المثقف البائس
- إخوان الكذب في حضرة السخرية الجليلة
- حلبة التنافس السياسي في تونس اليوم
- من مآثر المفكر - يوسف صديق-
- إبداعات الدم
- الداعشية ديدان جثثنا
- صنم -بورقيبة- أم تمثاله ؟
- لوثة العبادة أم نقاؤها ؟
- الإنخطاف بالأنثى و الخطف
- جدار الدكتاتورية و مستنقع الأخوان
- مطرقة التعري على الرأس العربي المنافق
- الإرهاب و أزمة الانتماء
- دائرة الوهم في العالم العربي
- من انت؟
- الكائن و الإيروتيك
- عالم عربي يحتضر


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - فاجعة العري و لذته