أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - كي لا نجر الى حرب لا مصلحة لنا فيها














المزيد.....

كي لا نجر الى حرب لا مصلحة لنا فيها


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسببت ما يحلو للبعض ان يسميها الحرب الطائفية التي وقعت في سنوات 2006 ـ 2007 في خسارة أرواح واملاك كثير من العراقيين، بتأثير عمليات القتل المنظمة، التي كان يجري تنفيذها من قبل قوى تعتاش على التوترات والفراغات الأمنية، التي يولدها غياب جهة فاعلة تتمثل في قوة الدولة، التي افتقر اليها البلد منذ مدة طويلة؛ بسيادة حكم الحزب الواحد وهيمنة الرأي الواحد، وعدم القبول بالآخر المختلف.
وحتى لو جزمنا ان ملامح تلك الازمة وبداياتها انبثقت مع تفجير مرقدَي سامراء في شتاء عام 2006، فان نتائج التحقيقات التي يفترض ان تكون جرت لمعرفة منفذي التفجير، لم تعلن حتى الآن بصورة رسمية وواضحة الى الناس؛ نبين ذلك انطلاقاً من ان نشر نتائج تلك التحقيقات وتشخيص الجهة المنفذة او الافراد الذين قاموا بالتفجيرات ومقاصدهم من وراء ذلك، سيكون محفزاً كبيراً للجم الأفعال المماثلة فيما لو حصلت في أوقات أخرى؛ وان ذلك الامر ضروري في كل الاحوال بسبب الازمة والمشكلات التي يعيشها العراق الآن بسبب تنامي قوى الإرهاب؛ وانبثاق مخاوف البعض من ان تستغل بعض الجهات، مناحي الخلل التي تعاني منها مناطق عدة من البلد، لمحاولة اثارة الوضع من جديد بالسعي لإحداث فوضى عامة وارباك يشبه الحال الذي كانت عليه مدن العراق في أعوام 2006 ـ 2007.
ان الخطورة تكمن في مساعٍ يبذلها بعض السياسيين، المدفوعين بنظرات قاصرة تنظر الى السياسة بمنطق الفعل ورد الفعل، وليس بصفتها سلوكا يُعنى بأمور البلاد الداخلية والخارجية، فطفق البعض منهم ينشر اخباراً ويتحدث عن صراعات قائمة بين الطوائف او القوميات والمذاهب؛ وفي حقيقة الامر فان الصراعات المتواجدة على الساحة العراقية لم تزل أسبابها سياسية ترتبط في كثير من حلقاتها بمصالح حزبية وشخصية، كما ان لبعض دول الجوار تأثيراً كبيراً في مجريات الاحداث بما يخدم مصالحها واجنداتها؛ ومنها ان يظل العراق ضعيفا معتمداً على غيره في امنه وصناعته وزراعته، يرفد ذلك ويديمه عمليات توتر واعمال عنف يومية تفقد السكان أي امل بتغير حياتهم نحو الاحسن.
لقد رأينا في الأيام الماضية تصاعداً في وتيرة التفجيرات التي تقصد السكان، واستهدفت حتى المطاعم الشعبية، ولم يبخل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في الإعلان عن تبنى مسؤولية تفجير عدد من السيارات المفخخة التي ضربت بغداد في ليلة واحدة، وكالعادة فانه ادعى ان تلك الجرائم جاءت "ثأراً" للنازحين من محافظة الأنبار الذين تعرض عدد منهم للخطف والقتل، بحسب زعمه؛ وفي الحقيقة فان للتنظيم المذكور دوافع واهدافاً حقيقية لإثارة توترات بين السكان ، ليست موجودة اصلاً لأنهم معنيون بتدبير حياتهم، كما ان شظايا القنابل لا تميز بين من في الشارع على أساس دينه او قوميته او مذهبه، فضلا عن ان "داعش" قام بقتل اعداد كبيرة من سكان المناطق الخاضعة لسيطرته التي يزعم انه يدافع عن أهلها ويثأر لهم؛ وعمليات القتل الجماعي بحق أبناء عشائر في الانبار التي جرى تنفيذها في وضح النهار، مازالت طرية في الاذهان.
وبصريح العبارة نقول، ان عامة الناس في العراق غير معنية أصلا بأي صراع يتخذ ابعاداً طائفية او دينية او قومية، فلديها همومها التي تكفيها وهي تعرف انها الخاسر الأكبر في أي امر ينفذه المتطرفون ويحاولون تكريسه، بهدف تحقيق سياسات بعيدة عن تطلعات الناس التي تتركز في السعي للسلام والرخاء؛ كما ان الفرصة التي منحت للشعب لتجاوز الخلافات التي يثيرها بعض السياسيين، التي وفرها الصراع المسلح ضد قوى الإرهاب، وانبثاق روح التضامن والتآخي بين المقاتلين وسكان المناطق التي تحررت، يبدو انه يغيظ البعض الذين لا يريدون تجاوز الشعب العراقي لجراحاته وألمه؛ فانبروا يصعدون في خطابهم و نهجهم الذي يهدف الى التفرقة بدلاً من الوحدة.
ومن جانبها، فان على القوى التنفيذية في الدولة والحكومة، إضافة الى السلطتين التشريعية والقضائية ان تسارع الى تفعيل القوانين والإجراءات الكفيلة بتوحيد الناس حول اهداف مشتركة؛ ومنها نفض التراب عن قانون الحرس الوطني، وتشكيل مؤسسته بغض النظر عن التصنيفات الدينية والمذهبية والقومية و المناطقية، كما ان على الجهات التنفيذية المسارعة الى انجاز الأمور الحياتية المتعلقة بملفات النازحين والإسكان و البطالة والفقر والخدمات، وغيرها من القضايا الأساسية التي توفر اذا احسن إنفاذها قاعدة راسخة للبناء ودافعاً نفسيا كبيراً لمجابهة الإرهاب والعنف المسلح من جهة، ولجم أي مسعى يحاول البعض اثارته لإشعال نار حرب تشمل المناطق المدنية من جديد.
واجب السياسيين الآن هو التوحد إزاء المشكلات التي يعاني منها العراق، ويستلزم ذلك في جانب كبير منه التفكير بمنطق سياسي سليم، والاقرار بأن الأمور والمشكلات في العراق لن تحل الا في الداخل وبالتصرف السديد للقوى السياسية، التي يفترض انها تعرف اتجاهات الرأي العام العراقي ومتطلبات استقراره في هذه المدة، وعلى قادة الكتل والائتلافات السياسية والمنتسبين اليهم ان يضعوا المصلحة العامة في الاعتبار؛ لأنها تحتوي الهموم الحقيقية التي توحد الناس وتضع أساساً لاستقرارهم الأمني والمعيشي، وفي هذا الصدد يجب التوصل الى قرارات فورية للنأي عن الخطابات المتشنجة التي تثير الأحقاد والكراهية والتوترات، لاسيما ان كثيراً منها ينطلق من دول وأماكن أخرى غير معنية باستقرار العراق وتقدمه، اذا اردنا الفوز علينا ان نجنب الناس حروباً يخسر فيها الجميع، وان نتجه لحرب واحدة ننتصر فيها على الإرهاب والعنف.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحداث العراقية في مهب اهواء بعض الإعلاميين
- ليست الوكالة فقط ما نخشاه
- محنة الفارين الى مدن الفردوس المنشود
- تنافس على السياسة أم على تقديم الخدمات؟!
- لن ندحر الارهاب بمعادلة ناقصة
- كي لا نؤبِّن الحرس مجدداً
- عن سبايكر دائماً
- هل يفلح «المتدينون» في بناء مؤسسة الحكم
- قانون عصري للضمان كفيل بتنشيط الاقتصاد
- الانتحار واهلاك الناس بتفجيرات -العدمية المطلقة-
- الديمقراطية ومعضلة الأكثرية والأقلية في العراق
- الحنين الى الماضي.. حلكة الحاضر وضبابية الآتي
- التوافق المطلوب وطنيٌ شامل
- أين الحقيقة بشأن حمايات المسؤولين؟
- بعض اسرار تخلفنا وتقدم الآخرين
- فرصتنا لاستعادة وجدان العراق الحقيقي
- مواقف العرب المسبقة من الاحداث العراقية
- الحرب والسياسة وما بينهما
- الارهاب والفساد قطبا رحى الخراب
- تخفيض رواتب كبار المسؤولين تدبير مكمل للإصلاح الاداري


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - كي لا نجر الى حرب لا مصلحة لنا فيها