أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمود جلبوط - العالم قرية صغيرة














المزيد.....

العالم قرية صغيرة


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1332 - 2005 / 9 / 29 - 11:21
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بالتوافق مع ثورة الاتصالات الكبيرة التي حدثت في السنوات العشر الاخيرة كتب الكثير عن تأثير هذه الثورة على العالم وتحويلها له إلى قرية صغيرة أصبح من الصعوبة بمكان عزل ما يحدث في أي بقعة من العالم عن البقع الأخرى المنتشرة في الكرة الأرضية والتي تقاسمتها التجمعات البشرية و سعت ثورة الاتصالات هذه, كما ادعى كثير من المنظرين المتفائلين , إلى توحيد هذه التجمعات و التقريب فيما بينهم وصهرها في حدود قرية صغيرة ولربما استطاعت هذه الثورة إزالة الفوارق بينهم ثقافية كانت أم دينية أم إجتماعية . وعلى هذا الاساس سنتفاءل مع الكثير من الذين كتبوا حول هذا وسنفترض أن العالم قرية صغيرة سكانها ألف نسمة وسنحاول قدر الإمكان توزيع النسب الحالية المختلفة التراكيب والتنوع على سكان هذه القرية بالقياس إلى سكان العالم والتوزيع السائد فيه فستكون النسبة السكانية في هذه القرية حسب التوزيع السائد الآن في العالم كالتالي: حصة آسيا من هذه الكثافة السكانية هي 570 , وأوربا 210 , و أفريقيا 80 , وكل الامريكات ( الشمالية و الجنوبية و اللاتينية ) 140 نسمة .
وسيكون عدد الأشخاص الذين يسيطرون على نسبة 60% من ثروة هذه القرية هو 60 شخصا فقط من سكان هذه القرية ومعظمهم من أمريكا الشمالية, وسيكون 800 من سكان هذه القرية يسكنون بيوتا غير صالحة للسكن الآدمي حسب المعايير الإنسانية المتفق عليها, 700 من السكان أمّيين , و500 تحت خط الفقر , وسيولد في كل يوم 10 مواليد جديدة وسينفق تقريبا 9 والنسبة العظمى من هذه المواليد والوفيات من الفقراء, 10 فقط من سكان هذه القرية يملكون كمبيوتر , و10 فقط يتمون دراستهم الجامعية.
وإذا تابعنا إفتراضنا لهذه القرية الصغيرة فستتفهم وتقبل وتوافق معنا وعليه ستشكر الله :
1_ إذا ما استيقظت اليوم صحيح الجسم والنفس,سليما معافى من الأمراض, ستشعر أنك كنت ذو حظوة أن تربيت وترعرعت أفضل من الملايين من البشر سكان هذه القرية العالمية والذين لن يعيشوا لأكثر من أسبوع مقبل من كتابة هذه السطور.
2_ أنك غير مهدد بخطر الموت في كل يوم ودقيقة لتصبح ضحية مجزرة ما , أو سيارة مفخخة ما , أوحزام ناسف لإرهابي في حافلة للركاب أم قطار, أو قصف طيران أمريكي أو إسرائيلي أو نظام قمعي مجرم .
3_ أن لا تكون أحد نزلاء الزنزانات في أقبية أنظمة شرق متوسطنا أو نزيل غوانتنامو أو أمانة لأمريكا عند أحد الجلادين , أو أي بقعة من القرية العالمية تعاني هناك سكرات الموت تحت التعذيب.
4_ أن لا تكون أحد سكان المناطق المهددة بالمجاعة فيتهددك خطر الموت جوعا, واعلم أن حالك أفضل بكثير من حال 500 مليون من سكان الأحياء الفقيرة من قريتنا العالمية .
5_ عندما يكون بإمكانك الذهاب إلى أماكن عبادتك أو مكتبك أو زيارة أحبتك ,دون خوف يتهددك من قمع أو انفجار قنبلة تودي بحياتك أمام دار عبادتك عندما تهم للذهاب إلى أطفالك بعد أن أنهيت صلاتك لربك , أو أن تختطف , أو تسجن وتعذب حتى الموت بسبب هويتك الدينية أو الفكرية وسيكون حالك أفضل من حال 3 مليارات من سكان قريتنا العالمية.
6_ أن يكون برادك مليء بالمأكولات عندما تفتحه لتختار من بينها وجبتك المفضلة , أن تكون خزانة ملابسك عامرة بأنواع مختلفة من الألوان والطراز , أن تحتذي حذائا يقيك حر الصيف وبرد الشتاء , أن يكون لديك سقفا يحمي رأسك أنت وعائلتك ومكانا يتسع لنومك وأولادك , وستكون حالك بهذا أفضل من حال ثلاثة أرباع سكان قريتنا العالمية.
7_ عندما تستطيع أن توفر نقودا في البنك تكون تحت تصرفك أو فائضا منها في محفظة نقودك تقي بها نفسك الحاجة أو الاستيدان إن غدر الزمان فستكون أنت من الأكثر تميزا بين سكان قريتنا وستنتمي بهذا إلى نسبة 8% من سكان القرية العالمية.
أن تكون قد ترعرعت في كنف والديك طفلا حتى كبرت لم تضطر لفقد أحدهما لسبب ما وجمع بين والديك حياة مشتركة مستمرة , فسيكون لديك حياة نادرة في خضم الحياة الاسرية المأزومة التي تسود قريتنا العالمية.

وأخيرا عندما ستتمكن من قراءة سطورنا هذه فستكون محظوظا لأمرين: أنك استطعت قراءتها ولم يمنعك رقيب ولا حسيب , وأنك تمكنت من قراءتها لأنك لست أميا ولست منتميا إلى أكثر من مليارين أمي لا يستطيع القراءة أو الكتابة في هذه القرية العالمية.



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصلحة الشعب الفلسطيني
- غزة … المنعطف المجهول
- شعر..لصديقة من الوطن
- أحداث غزة واتفاق القاهرة …
- اللاجئون الفلسطينيون وحق العودة …
- رأي في العمل السياسي
- مشاركة من يساري ديموقراطي يسكن مجاورا للعراق استجابة لنداء ا ...
- قصة قصيرة................موعد
- لنجد أشيائا مشتركة نقوم بعملها مع أولادنا لنا ولهم
- لماذا يردني أهلي أن أبدو جيدا أمام الآخرين
- لماذا لا يتركون أهلي فرصة لمبادراتي...؟؟
- هل نصغي بما يكفي لأطفالنا ؟؟
- ما أشبه المشهد السوري بالمشهد العراقي
- قصة قصيرة جدا...
- شعر....وبالذاكرة نقاوم
- من ذاكرة معتقل سابق 21
- زمن العولمة........زمن الكوليرا
- رسالة إلى صديق..
- حول مصافحة الأسد الابن مع رئيس الكيان الصهيوني
- قصة قصيرة - شعور الغربة والوحدة


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمود جلبوط - العالم قرية صغيرة