أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - خريف














المزيد.....

خريف


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 4795 - 2015 / 5 / 3 - 09:21
المحور: الادب والفن
    


بخطوات مهزوزة تتحرك قدماها محاولة تفادى المارة ....تقف القدم تتراجع لثوان ثم تخطو بضع خطوات اخرى فى اتجاه احدى الطاولات ..تتفادى القدم قدم نادل يتقدم بسرعة وبخفه فستدير من حوله فى اخر لحظة يسقط ما فى يد الجرسون ..تتوتر القدم وتستدير ثم تتقدم بسرعة الى مقصدها الى تلك الطاولة التى يجلس عليها شابا...ترتفع يده لفمه يدخن بتوتر ينفث فى غضب وقلق ....تجلس صاحبة القدم الخائفة من امامه ..لا يتوقف هو عن التدخين ...يضع يدى اليسرى على علبه سجائرة ويقدمها اليها الى منتصف الطاولة ...تقترب اناملها منها فى بطء تقف لثوان تلك الاصابع لتفكر تطرق بابهامها لثوان ثم تسحبها ببطء وتاخذ واحدة ....يسمع صوت كحتها ثم تنفس بعدها دخانها ببطء ....
قالت :كيف حال يدك اليوم؟
رد هدوء:
مثل يدك
قالت:ولكن خط عمرى اطول قليلا ولدى بعض الامراض المستقبلية ...ماذا عنك انت؟..
زفر:خط العمر اقصر ولكن لدى مفاجاة لن اعانى من مرض مميت واكمل بنبرة مستهجنة :لكن انت ستعانين؟
تقلصت عضلات يدها فركتهما ببعضهما بشىء من العصبيةوقالت:لن اعود الى هناك تعلم لم يكن من السهل الخروج ..لا..لا لن استسلم سابقى هنا ما حييت ....
رد بعنف ربما سيعيدوك
قالت باستفزازوانت لما لا...
ينظر لها بتحفز ربما تبقين ....
تقول لما لا تعود انت اليس لديك اولاد
رد بحنق لقد رحلوا ولن يعودوا ..
شردت ..رفعت يدها ازالت غطاء راسها المكشوف وتركته ينسال ...حركت راسها شعرها من الخلف يستدير يبحث عن مثلها وجدت الجميع كذلك ...عاد تنفس سيجارتها باستمتاع اكثر....
قال وماذا بعد؟
قالت انظر لديك واخبرنى ...

نظر الى النافذة القديمة كان الظلام يحيط به ..تاوه:لم ياتى الصباح بعد ..متى سياتى ؟..
قالت ربما بعد ساعات يعود لما تنتظره ؟...
اريد ان اقف فى الضوء....نزعت قلادتها من حول رقبتها فتحت الصورة التى بداخلها قالت :اراد بعض الشمس هو ايضا ...لثوان ابقتها ثم اغلقتها وتركتها جانبا بجوار غطاء راسها وحقيبتها ..كانت يداها اكثر هدوءا الان وفردت قدميها قليلا من تحت الطاولة فى استرخاء...قالت الى متى سنبقى ؟..
قال الاتريدين رؤية الشمس معى ؟....
قال :هل لا يزال حيا ؟...
عادت لتفرك اصابع يدها فى توتر ...كانت من خلفهم موسيقى صاخبة ترتفع وكانها مقبلة على هجوم على طاولتهما جوار النافذة ..كانت الاضاءة خافتة ..كان ينفث موليا وجهه للنافذة لكن الزجاج لم يكن يعكس وجهه كانت فقط اصابع ترتفع وبعض الادخنة بينما اكتفى الزجاج بنقل شعرها بينما احتضن وجهها بكفيها لم يكن مسموحا للزجاج بان يرى وجهيهما هكذا اتفقا سويا من قبل .....كانت الموسيقى ترتفع كما لو كانت شياطين تعبث وهى تستدير لتواجه النافذة المظلمة وبعض ملامحها تبدا فى الظهور كانت تتفرس فى ملامحها ...قال هل ترين؟...
اقتربت لترى عينها ولكنها لا تتضح ابدا تبقى واحدة فى الظلام بينما الاخرى باهتة نصف وجه باهت....تمتمت:هذا انا ؟..
قال لا ربما يعبث بك الزجاج....
قالت وهل يعبث الزجاج...صمت كان دخان سجائرة يحيط بملامحها الباهتة التى لم تظهر كاملة ....
قال:انها تاتى فى وقت الشمس فقط ..لقد وعدت هل ستاتى ..لم تجب تعرف انه لم يكن يحدثها ..هو على الاقل ينتظر اما هى فتعلم انه لن ياتى ابدا ..لن تبدل الشمس معها شىء..ازداد الموسيقى هدوءا ..القى بثقله على روحها ..ارادت بعض الصخب ارادت بعض الرقص لكنها اكتفت بان نقرت على الموسيقى بقدميها وضربت بخفه اطراف اناملها على المنضدة لم يكن يلاحظها ولم ينظر كان مشغولا بوجه الذى لا يظهر فى المراه ..ظل يردد:اين يذهب..اين يذهب؟....
بينما فركت اصابع يدها فى شعرها الذى شاركها هياجها المفاجىء..صوت طيور انتبهوا كان الضوء ضعيف ولكنه يظهر ...تحركت اصابع يديه على المنضدة بارتياب...فتح باب المطعم ...خرجت اقدامهم فى البداية كعادتها متوترة ..تحسست يدها شعرها من الخلف...كانت بظهرها بينما تسلم جسدها ببطء لاشعة الشمس لتلامسها...بينما خرجت قدمه من خلفها ووقفت تحاول الحصول على بعض الضوء...لكنه تراجع ...تردد قدمه فى الاقتراب منها فى النهاية يستدير ويرحل بينما وقفت تواجه اشعة الشمس ...كانت ترفع يديها من اماهها وتضعهما فى قرص الشمس كانت تحاول ان ترى خطوط يدها بعد ان انبعث فيهما الضوء...نسيت قلادتها والغطاء على المنضدة بينما الشمس تضىء المكان فى بطء......



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسمها روزا 4
- اسمها روزا 3
- اسمها روزا الفصل الاول
- اسمها روزا الفصل االثانى
- حينما جثا الشاعر على ركبتيه
- الساقط على تلك النقطة
- اقوى ....اضعف
- مسئول
- ذات اللون القانى
- مشروع اخير
- سكين
- امراة لاتدخل الجنة
- الكاتب
- لم اعد اريد ذكر اسمى
- المالكة
- لهاث
- حنا قصة قصيرة
- هو وهى مسرحية من فصل واحد
- السيدة والبستانية
- مسرحية عندما قتلنا ثائرنا


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - خريف