أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - مسرحية عندما قتلنا ثائرنا














المزيد.....

مسرحية عندما قتلنا ثائرنا


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 4777 - 2015 / 4 / 14 - 11:08
المحور: الادب والفن
    


المكان مفتوح وقت الغروب بين ممر اشجار يسمع صوت الرياح وهى تضرب فى اغضان الشجر ربما تشاهد عيناى بومه تحدقان فى الظلام فى ذلك الرجل عريض المنكبين بملابسه المهترئه وهو يدخل ممكسا بالاشجار يفتح صدره للهواء يطفىء بها هياجه
يراقب عيناى البومه وهى تنظر له من بعيد من فوق الشجرة العالية فاتحا فاه للهواء يتمتم :لما تنظرين لى هكذا ؟..يلوح بيده :هيا تحركى عنى بعيدا ...تحركى ...
لما انت عنيدة هكذا ؟الم تسمعى ..لا لست انا من تركه ..الا تفهمين هو قال ان هذا سيحدث لقد قرر ان يكون هوبديلا عنا فى ذلك التمرد .....قلت لك استديرى ولا تنظرين لى بهذا الحقد...هو من اختار التمرد وانا كنت معه ..كنت استمع اليه وكنت شريدا بلا ماوى وجدته مثلى لا يهتم بمسكن ...كلانا لم يحب ان يكون له بيتتا واحب ذلك التشرد ....انا لم اعرف لى اهل وهو كره اهله ...كلانا لم يكن لديه ما للغد ولم يحب الغد ......
يظهر اخر من الناحية الاخرى مثله ويحمل نفس ملامحه ...راس البومه يلف مع القادم الجديد ....لا يستطيع راسها مراقبه الاثنين تدور حول نفسها انها تدور من منهما الاول من منهما الثانى ....
صرخ الاول :انه انت كيف...كيف هربت
رد الثانى بهدوء منهك: لما هربت الم نكن صديقين
رد الاول فىسرعة لم نتفق على الموت ..اتفقنا ان نعيش هكذا مثلما وجدنا فى الشارع ولكنك احببت اكثر من هذا ...انك ....انك ..ثم خفض صوته :متمرد
رد الثانى :فيما اخطئت قلت ان للجميع الحق فى ان يكون مثلنا .....
ولكنهم ليسوا مثلنا .....
بلى ليس عليهم الانتظار فى تلك الصفوف التى صنعوهم لهم والاصغاء ..ليس عليهم ان يتركوهم يحددون مصائرهم ....
مصائر من قلت لنا نحن مجرد متشردين مالنا وما يفعله اصحاب القبعات السوداء ....انظر انظر هناك من بعيد ماذا فعلوا لم يكتفوا بانهم امسكوا بك بل صنعوا منك صفوف جديد وقالوا ان قلت قوانين جديدة ....
رد :يوما سيصغون
قال الاول مستهزئا:الا تفهم ..لقد هزئوا منك ومن فكرت قلت لهم لا اخرجوا مثلنا طوفوا لا يهم ان قالوا متشرديين لا تجعلوا لكم حراس ....من منا يحتاج الى بيت وانظر انظر حولك يريدون قتلنا وصنعوا صفوف ...واجلسوا عليها طوابيرهم ....قلت لهم اخرجوا فدخلوا بكلمات دخل قرارتهم من جديد ....صرخ ما فائدتنا الان هيا قل....
رد الثانى بأسى :اين الناس اين من كانوا معا
رد الاول رحلوا هل ترى احدا فى ذلك الظلام...ليتنى ما تبعتك ...ولكن اى تمرد هذا الذى يموت بتلك السرعة ...ماذا الا يعيش تمردا ابدا....ماذا لو سمعوا...ماذا لو سمعوا...انظر هناك ..انظر جيدا لقد شيدوا البيوت التى كرهت اعادوها ووضعوا اسمك بداخلها ....ماذا تنتظر هيا قل لهم ...ولكن لاتقل لى انا شىء انا هنا لم يعد احدا يسمع صوتى ..لم يعد احدا يصغى الجميع يصرخ ..يصرخ..لقد هربت من ذلك الصراخ اذناى لم تعد تحتمل ....كل ما رفضته اعادوه ..كل ما فعلنا ذهب ادراج الريح .....
كان الثانى يحاول الاصغاء ان كان صدى صوته لا يزال يتردد فى مكانه لكنه اختفى تمام ولم يعد يظهر ...استدار وتطلع الى الاول ورد بحزن :ربما لا يمكننى ان الومك ...هؤلاء لا يتمردون ابدا انهم يحبون الطابور ويقدسون البيوت التى صنعوها ....اتعلم لم يعد مهما اسم من عليها ...لم يعد انا احببت البحر وطفت بجواره وشممت رائحة لن يعرفوها ابدا ....تطلع الى السماء راقب الشجر من حوله وردد :كل هذا لن يفهموه ابدا ......لن يفهموه ما حيوا .....
تراجع الاول حتى اختفى عن الانظار ..وسقط الثانى جوار شجرته وكانها تحتضنه بينما راس البومه لا يزال يدور .....






#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - مسرحية عندما قتلنا ثائرنا