أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - لعبة الأسماء الماكرة














المزيد.....

لعبة الأسماء الماكرة


عبدالله مهتدي

الحوار المتمدن-العدد: 4789 - 2015 / 4 / 27 - 23:39
المحور: الادب والفن
    



لعبة الأسماء الماكرة


وأنا أقرأ قصيدة العزيزة حليمة زين العابدين،"مرثية العم عامر"،ذكرتني بشيء لم أتبينه حينها،مأخوذا بالدفق الشعري الجميل الكامن في طيات القصيدة.بعدها ستصلني رواية"الحلم لي"للأخت حليمة،بطريقة لا تخلو من حس أخوي راقي ورفيع،ومن نبل دافئ أثر في كثيرا.
انهمكت الليل في قراءة عاشقة للرواية،وأنا مأخوذ بلهفة حارقة لسماع أصوات حليمة زين العابدين المتعددة،كي أدخل عوالم حكيها الذي يجعلك تعيش خدرا جميلا دون أن تفقد العلاقة بما يجري،حكي-والأخت حليمة تستعمل كلمة سرد-مثقل بالشجن والحلم،مفتون بالغوايات،متألق في لغته الصاحية ،الشاعرية،المستفزة والمستنفرة للحواس كي تقرأ علامات الصمت مثلما تقرأ الكلمة المترنحة وهي تحمل أكثر من معنى.
ثم أوقفني اسم"عامر"، كان هو ذاك الشيء الذي أحسسته سابقا وأنا أقرأ القصيدة، ولم أتبينه،مثلما أوقفتني تيمة "الحلم".
أخيرا تذكرت،في مرحلة تجربتي الجمعوية المتواضعة بدار الشباب بوشنتوف،كنت قد كتبت نصا مسرحيا بعنوان"مرثية الجسد الحالم"،وهو نص بسيط كانت شخصيته المحورية تسمى "عامر"،هذا الإنسان الحالم في عالم يضجرمن الحلم ويخاف، في زمن كان صعبا فيه أن تحلم،دون أن يرتجف جسدك،وترتعش روحك، "عامر"هذا سيعيش صراعا بين العطاء والنكران،بين التضحية والنسيان،بين البدل والجحود،يومها قمنا صحبة أخي محمد حياء منير بالتدريب على النص مستعملين مقر"الاتحاد الوطني للقوات الشعبية"الفارغ،وهو المقر الذي كان متواجدا فوق مقهى" الجزائر"بساحة السراغنة،والمعروف بالأحداث التاريخية الكبرى،إلا أن ظروفا حالت دون إتمام هذا المشروع المسرحي.لم أسأل نفسي حينذاك لماذا اخترت اسم "عامر" رغم أنه لم يكن اسما متداولا.
أما اليوم ،وأنا ألتقي "عامر" حليمة زين العابدين،هذا الذي تبدأ الرواية شيئا فشيئا بنحث عوالمه الخاصة،وجدت نفسي أمام سؤال كان يجب أن أطرحه منذ "مرثية الجسد الحالم"،عن اسم "عامر"،وأطرحه اليوم بصيغة الآتي:كيف يختار المبدعون أسماء شخصياتهم في أعمالهم الإبداعية،سواء كانت في عمل كبير مثل "الحلم لي" ،أو في عمل متواضع ك"مرثية الجسد الحالم"؟
أعرف أن هناك مبدعون يمارسون عملية احتيال جميلة، في اختيار أسماء شخصيات أعمالهم الإبداعية، وأن اختيار الأسماء من الأسرار الصغيرة /الكبيرة في كل عمل إبداعي، لكن أعرف أيضا أن هناك أسماء تختار نفسها، أو تختارها الصد ف الماكرة.شكرا العزيزة حليمة، ذاكرة الاسم، وعبق الرواية، جعلاني أعود إلى "الزمن الجميل"، ربما مثلما أعدتك ب"عن البوح الذي يملك أجنحة طائرة ويمنحنا الحق في الحلم"إلى نفس ذاك الزمن، حيث الأجنحة ترفرف عاليا في سماء الروح.
(هذه مقاطع من ما تبقى من مسرحية"مرثية الجسد الحالم"، التي ضاعت مثلما ضاعت أشياء كثيرة. :

الرجل :–انهض يا عامر، انهض،......وليحملك الوقت على كف سؤاله،لاتقل سلام ،فالسلام بلا ثمن.

(عامر يرفع رأسه باحثا عن مصدر الصوت،يرى الرجل فيتبع تنقلاته على الخشبة بعينيه.)
الرجل :- تعترف الآن أنك أحببت،تعترف أنك احترفت العزف على أوتار الحلم،وتعلمت القفز على نبض القلب والكلمات،إذن،اكتب ، اكتب ما تبقى منك على صفحة الوجع الساكن فيك،واحمل نصفك المائي فوق مشرحة الجرح......حسنا لا عليك ،اقرأ إذن في حلمك كما يقرأ في الكف الجريحة،
(................................)
الرجل :- هل تنكر أن حلمك كان بحجم الشمس،بسعة الأفق،موج هادر يملأ زمنك شغبا وعشقا؟
عامر :-حلمي أنا !؟ حلمي كان بحجم زهرة، عيناها كوجه القمر، كان يأتيها كل صباح، بأخبار المدن المتعبة، طائر مائي يدعى نورس الغسق، ثم يحكي لها الحكايات ويمضي،
الرجل : –وما تقول عن الصمت ؟
عامر :-الصمت !؟
الرجل :-نعم، الصمت؟
عامر : -الصمت لغتي المستعارة،حنيني إلى التيه،سفر يعبر بي نحو دواخلي المتوجعة،الصمت منفاي
الرجل :-أيعقل أن يكون الصمت منفى !؟
عامر :-الصمت منفاي الذي لا منفى سواه.
(.......................................)
الرجل :-وجرحك؟
عامر :-جرحي عرق ودم وذاكرة.
الرجل :-والناس؟
عامر :-الناس طبقات وأجناس وطبائع، الناس في كل مكان وزمان هم الناس، الناس بالناس، والناس مع الناس، والناس ضد الناس، الناس جسدي الذي لا يموت، ذاكرتي التي لا يقتلها الصمت.
الرجل : -وأحبابك الذين أدرت معهم دفة الزمن الرمادي؟
عامر :-قاسمتهم كل شيء، إلا الجرح، أحسست أنه لي وحدي...فكرت..لو تشركهم إياه يا عامر، وجدتهم بلا ذاكرة.
الرجل :-والآن؟
عامر :الآن، أعيش داخل الذاكرة، لأني أنا الذاكرة.
الآن، أعيش داخل الصمت، لأني أنا الصمت.
الآن، أعيش داخل الحلم، لآني أنا الحلم.
الرجل :-الذاكرة......الصمت.....الحلم........،أخيرا تعترف.
(...........................................)
عامر.........تساقط نزيفي عبر الجسد والذاكرة،ضاع بين ثنايا الوجع النازح من حفريات التيه،سقط جسدي بين حواشي المدينة بعد أن أدمن الفاجعة،فتشت حينها عن أسمائي بين نتوءات الصمت،....مشيت بين شوارع المدينة أبحث عن أشكالها الأولى، أفتش عن سماء أخرى أزفها للبحر...
(...................................................................)
الدار البيضاء 10/10/1990



#عبدالله_مهتدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس الحواس
- حكاية بغل
- ضحك الكلام
- تمضي الى وجع رممته الريح
- أتذكر ..يا أبي!
- لعلك الآن تسكنك وحشة الأمكنة
- حين..ستهجر الفراشات الزقاق
- سوريات
- لست حاطب ماء
- عن البوح الذي يملك أجنحة طائرة ويمنحنا الحق في الحلم
- قصتان
- سأختار طريقا أسهل
- شجر الحديقة
- حديقة المعنى
- شوق
- أعطاب -أمريكا-في مرآة بوكوفسكي
- مرثية الى صفرو
- لايليق بالقصيدة أن تكون مسكنا للقتلة
- سيرة غياب
- زغاريد لتيه


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - لعبة الأسماء الماكرة