أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - ألأفاعي لا تبتسم (قصة سُريالية)














المزيد.....

ألأفاعي لا تبتسم (قصة سُريالية)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4786 - 2015 / 4 / 24 - 16:41
المحور: الادب والفن
    


ألأفاعي لا تبتسم (قصة سُريالية)
د.غالب المسعودي
كان ألحد ألفاصل لنهاية الجدل, هو إصرارها على إستخدام قالب الشمع وتقدمه كحلوى لغريمي, إني أعرف جيداً إنه لايفرق بين البوضة والشمع, لكن هذا رأيها ,إ حترمته ,لم أطلب منها الرحيل , إلا أنها آثرت أن تقف في بداية الزقاق ,في بيوتنا الشرقية غرفة صغيرة تستخدم لحفظ المؤونة, يوجد بداخلها موقد وأحينا تنور, إتكأت على كيس الفحم بجوار كيس ألحطب, مددت رجلي على الارض ,لم أكن أنتعل شيئا , تعباً من حدة النقاش, أسلمت نفسي إلى نوم عميق كأنه الموت, بين الحلم وأللا حلم ,وجدتها فاغرةً فاها, أفعى كوبرا الملك كما يسموها, تبتسم لي, تمد لسانها المشقوق تلاعبه في الهواء تمسح جبهتي بلعابها الناعم, كنت متعباً جداً من النقاش, أصابع الفحم وشوك سعف ألحطب ,مستمرة في لعبتها الموجعة كانها مسامير حادة ,يحركها سجان إختص بالتعذيب قبل أن يطلق القاضي حكمه بألأعدام, لم أصدق أن الكوبرا تبتسم لي ,أخذني ألرعب حد اللعنة, ما طمأنني, لم أشاهد أي أنياب بين فكيها, في بيوتنا الشرقية لاتوجد أفاعي كوبرا ,من أين جاءت.....؟ بين الفينة والفينة تنعقص كخصلة شعر غجرية , من سقف المخزن تنزل بسرعة هائلة تمسح جبهتي وترتد الى السقف, لسعات مسامير الحطب تنقب في ظهري ,أسلمت روحي الى حلمي وغفوت, كان جارنا يشتغل قرب أحد ألأضرحة كعامل غسيل سيارات, يحتسي ألخمر كثيراً, حينما يعود إلى داره التي بجوارنا, أسمع صراخ زوجته(هم كَول ما إشتغلت), تعلو أهازيج الشتم والنواح على المصير الذي وقعت به مع هذا السكير, ألافعى لازالت تبتسم, من خوفي صرخت بها ما بك ......؟أخرجت لسانها المشقوق, أومأت به إلى اليمين ,أ درت رأسي بأتجاه إيماءتها, إذا بعقرب هائلة الحجم تحدق بنا, تهز ذيلها بعنف ,أ ردت أن أميز فمها عينيها لم أستطع, كنت أعتقد أن العقارب تعض وتنفث سمها, لكن ألافعى أشارت إلى ذيلها, ولأول مرة أعرف أن ألأفاعي تتكلم ,قالت لي خذ مشط الفحم وأقرص ذيلها, مشط الفحم بين يدي لكني لم أستطع ألامساك به ,أ صابني شلل مفاجيء ,غفوت في نوم عميق للمرة الثالثة, أسلمت روحي لقدري وحلمت, أطرق على باب صدئة مصنوعة من الخشب, الخشب لا يصدأ, قطرات من بلل ألأنتظار, تسقط فوق رأسي ,الزقاق فارغ إلا من عتبة بلا باب, في الزاوية شناشيل مشرئبة, معلق عليها خرق خضراء لماعة , أقفال دون مفاتيح ,ذكرتني بجارنا, عندما يأتي الى بيته يعتمر شيئاً أخضر على رأسه ,كنت أراقبه من ثقب الباب ,عندما ينزعه كان يضغط بقوة على رأسه, ثم يستل زجاجة صغيرة مرسوم على واجهتها إمرأة تحمل كاساً, لا أعرف محتوياتها ,لكن يبدو أنها مهمة لعمله وهو يغسل زجاج السيارات ,أ فعاي ظلت تراقبني وأنا في حلمي الثالث, خلسة نظرت إلى يميني, وجدت العقرب قد هلكت, من أهلكها لاأدري, إنتقلت إلى حلمي الثاني ,حدقت بي ألافعى, نظراتُها تحمل كل علامات إستفهام العالم , قد مرّ زمنٌ مذ فارقتها الى حلمي ,وجدتها مكفهرة الوجه نمت لها أنياب, الشررُ يتطاير من عينيها ,إ ختفت ألأبتسامة من محياها ,أ خرجت مخالبها التنينيةُ صرخت بأعلى صوتها, أفزعني الصوت, شقّ طبلة أذني, تناثر زجاج متطاير على قميصي, ساحة البيت إمتلئت بالتراب, شظايا طابوق ,أ صابع ,قطع لحم بشري, حرائق إندلعت, دخان أسود في زقاقنا ,بقايا أقفاص دجاج ,ريش أجنحة ,قطع طماطم ,أ وراق الخس ذكرتني بالسرخس, جارتنا زوجة السكير عباءتها ملطخة بالدماء, أطفال قُطّعت أوصالهم ,هرعت من حلمي, إنسلخت كعصفور بلا ريش من بيضة ألقبو, أصوات سيارات ألأسعاف بدت لي كموسيقى تراثية, تكّشف النهار ألآن ,صحوت لكني أبكي ,أ رددُ مع سليمة مراد منقبة محنة بلادي كل شيء منك مقبول , أنا الذي(ذبيت روحي بوسط النار) https://www.youtube.com/watch?v=6V2VCNzFZdo



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألناجية(قصة سُريالية) إلى روح جيفارا في ألابدية...
- خبايا روح..............!
- درسٌ في ألحب وألغناء
- إلى رَجائي......
- أربعة مقاطع إلى جنيتي....!
- ألضفادع تتبخترُ في ألماء ألآسن(قصة سُريالية)
- في ألمرآة أتأمُل ظلي (قصة سُريالية)
- ألقمرُ عالياً في السماء (قصة سُريالية)
- ألعنكبوت(قصة سُريالية)
- أنهارُ بابل (قصة سُريالية)
- كيف يموتُ طائرُ ألحب(قصة سُريالية)
- طائري الأثير(قصة سُريالية)
- أشباحٌ وأشباح(قصة سُريالية)
- حلمٌ سُريالي(قصة سُريالية)
- تحول إسطوري (قصة سٌريالية)
- سَفر (قصة سُريالية)
- ألآلهة لن تموء (قصة سوريالية)
- عزف منفرد(قصة سوريالية)
- ثمالة كأس وبقايا سيكَار(قصة سوريالية)
- إحالات...وإحتمالات


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - ألأفاعي لا تبتسم (قصة سُريالية)