أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - رضا لاغة - العمل النقابي و سلطة الوساطة: قوة كلمة أم قوة نضال؟















المزيد.....

العمل النقابي و سلطة الوساطة: قوة كلمة أم قوة نضال؟


رضا لاغة

الحوار المتمدن-العدد: 4786 - 2015 / 4 / 24 - 12:27
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


أن ما يحرك همتي لطرح موضوع التفاوض دافعين أساسيين :أولا الثقة المتزايدة التي ما فتئت تتنامى في الحقل النقابي على امتداد حكم بن علي . و الثاني الرغبة الملحة في الفهم و التقييم . و قد يخشى بعض الإخوة عند قراءة هذه الدوافع أن يكون الباعث من وراء ذلك هو سحب الثقة من مفهوم المفاوضة الاجتماعية و الحال أن مقصدنا لا ينكر التفاوض في ذاته إذ يظل مسلكية لها ما يبررها في ظروف مخصوصة ووفق معايير مضبوطة . و حتى لا نسقط في العدمية يمكن الاعتراف بعدة مكاسب عينية تحققت في المشوار التفاوضي ؛ هذا إذا أضفنا معطى جوهري يحدد التفاوض " كشكل من أشكال تنظيم العلاقات المهنية التي تهدف إلى تحقيق التوازن الذي يخدم مصلحة الأجراء و المؤسسة ببعدها الاقتصادي و الاجتماعي و باعتباره حقا من الحقوق التي تكرّس الحريات النقابية " .
و الآن يمكننا أن نفهم أن ما قصدنا إليه هو التصدي لفرضية الخلاص النهائي عبر التفاوض، كما أن الوضع البدئي للتفاوض يستلزم تعالقا بين مقياس النضالية و الشرط الديمقراطي . إن تجاهل هذين الحدين في كل مجهود تفاوضي هو وأد للتفاوض ذاته .
نحن إذن نود استكمال الحديث الذي بدأناه سابقا عن أزمة غياب الشرط الديمقراطي الذي أجّج في اعتقادنا فتيل الثورة . و لكن لنثبت أيضا أن التفاوض كمسلكية عمل جماعية حين يكون مبتذلا يمكن أن يتمخض عن كومة من القش لا تسمن و لا تغني من جوع . و كلما حدث ذلك استحال إلى ضرب من التمجيد الذي يوقعنا في فخ التبرير و المجاملة و التعصب و الشرود عن الخط النضالي .
إذا تذكرنا ما نصصنا عليه حول أهمية التدبر المفهومي ففي إمكاننا تقديم تعريف مستحدث للتفاوض إذ لا يعقل أن نبحث عن مشروعية التفاوض دون الوعي بالدلالة التي يحيل إليها . فما التفاوض؟
يمثل التفاوض في حقل الممارسة النقابية المعاصرة سلطة اجتماعية معقلنة أي مندمجة في الهياكل القطاعية للاتحاد العام التونسي للشغل . و هي تؤدي دورا عينيا مهما ضمن أطراف فاعلـــة فــي المجتمع ( وكلاء الدولة بحسب تخصص الوزارات أو المؤسسات الخاصة ...) . و لو أردنا مزيدا من الدقة لقلنا أن التفاوض يفترض وجود مجموعة منظمة قادرة على الفعل المتماثل . ههنا يمكننا أن نفسر مبرر حضور السلطة ضمن كل مجهود تفاوضي . لنصغي إلى بورديو كيف يفكك مفهوم السلطة التي يحرزها المفاوض :" ليست سلطة الكلام إلا السلطة الموكولة لمن فوّض له أمر التكلم بلسان جهة معينة " . و لا غرابة لو قلنا كلما وجد الوسيط أي المفاوض كلما كان ذلك دافعا لإنتاج السلطة . ألم يقل ريجيس دوبريه " إن السلطة تؤثر من خلال الوسيط " .
و لكن لا يفوتنا أن نستحضر الحد الثاني لموازنة التفاوض و أعني بذلك الأهداف المرجوّة منه . وحتى لا يكون حديثنا انتقائيا لنتفق أن كل تفاوض هو نضال من أجل تحقيق مكسب ما يعزز لدينا الشعور بالحرية. ومع ذلك قد نصطدم بإحراج نظري حول ما إذا كانت الحرية إفلات من قهر السلطة. قد يكون من السهل علينا أن نبرهن أن التفاوض مقترن بالسلطة و لكن قد يحدث أيضا أن نشكك في طبيعتها كأن يقول أحد النقابيين متحديا : كلا إنها لا تخدمنا بل هي وبال على مصالحنا .
أنا هنا لا أعرض تخمينا و إنما أسترشد بما أنجز من اتفاقات تفاوضية خلفت وراءها سجال داخل الوسط النقابي ، من ذلك مثلا اتفاقية 17 أكتوبر المبرمة بين النقابة العامة للتعليم الثانوي سنة 2005 و سلطة الإشراف و ما انجر عن ذلك من تطاحن و تخوين و صل حد الانقسام لا فقط بين هياكل القطاع و إنما داخل المكتب نفسه . أليست شكوك كهذه قرينة تربك المعنى الذي نسبناه للتفاوض بوصفه قدرة على الفعل المتماثل ؟
إن هذا التضارب يجرنا إلى القول أن الـــــــــتفاوض ليس درســـــا نظريا يلقّن و إنما يلــــوح في حقل الممارســــــة .و تبعا لذلك فقيمته ليست ثابتة و إنما تتحدد بمدى فاعليته ؛ أي أن نظرتنا للتفاوض تختلف دلاليا بحسب المضامين و الآليات و النتائج التي يؤول إليها . و أقصد بالآليات المقاييس الواقعية المتصلة بالشرط الديمقراطي وثورية ونضالية النتائج .
نحن الآن على شفى مبتدئ تأصيل الحديث عن التفاوض وفق الإستخلاصات التالية :
أـ أن يكون التفاوض ديمقراطيا ، غير أن ذلك قد يبدو تعميميا وهو يستلزم منا الإحكام و الدقة . المقصود بديمقراطية التفاوض هو ألا يتواطأ المفاوض نفسه ضد الخيار الديمقراطي و يحدث ذلك كلما أبى أن يعترف بسلطة الهياكل . إن هذا التطاول يترتب عنه لا محالة قلب مسار التفاوض .
بـ ـ أن يكون التفاوض واقعيا بمعنى عدم إقحام المفارق أي المثالي في لغة التفاوض ومضامينه . وهو ما يولد تبديدا للطاقات و استنزافا للجهود فضلا عما يمكن أن يؤول إليه من تشكيك في ذمة المفاوض بسبب عقم النتائج و لا ديمقراطية التمشي .
جـ ـ أن يكون التفاوض نضاليا و ثوريا وهو الإستراتيجية الغائبة في سلوك البيروقراطية النقابية. إن اعتماد هذا الشرط ليس لأسباب عملية فحسب و إنما نظرية كذلك باعتبار أننا انطلقنا من مسلمة مفادها أن بواعث التفاوض هي تعزيز الوعي بالحرية ، و لا حرية دون نضال . و النضال في صميمه شعار لا يقوى على حمله إلا الثوار.
قد يتساءل البعض لم يجب أن تكون نتائج التفاوض نضالية و ثورية؟ و الإجابة الفورية هو أننا كقواعد نقابية لا نرضى بالفتات . ومن منا راض على المفاوضات الاجتماعية و حيثيات الشيك الذي أمضي على بياض لزيادة الأجور كل ثلاث سنوات دون اعتبار لارتفاع الأسعار و الأداء الضريبي في زمن بن علي.إننا نرى أن التفاوض لا يجب أن يعزل على عامل التعبئة أي الحوار الديمقراطي الأفقي مع العمال . وهو ذات الخطأ الذي أصاب أداء المركزية النقابية أثناء الثورة اعتقادا منها أنه بوسعها التفاوض حول استحقاقات الثورة دون الرجوع إلى الهياكل الوسطى و القواعد . إن من أوكد المبررات التي تفسر ضآلة التفاوض هو تلك القطيعة بين القاعدة و القمة فتولد المكاسب مخيّبة للآمال و محبطة للضمائر .
يقودنا هذا النقد إلى مسلمة تستحق الكدّ مرة أخرى مفادها أن الحرية قوة نضال وإن كانت بحاجة إلى قوة الكلمة. أما أن يحتمي التفاوض بسلطة الكلمة فيحصل بالتوازي زوال الحاجة إلى النضال فذاك شأن مرفوض ؛ فنكبتنا أن تعرف الحرية مثلما فهمها قوم موسى تبريرا لتقاعسهم حين قالوا لنبيهم في الكتاب العزيز ، بسم الله الرحمان الرحيم :"...فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون "
و لأننا نود الحصول على نتيجة حاسمة في التفاعل مع أبجديات التفاوض سنفصّل القول في مدلول الحرية و ما إذا كانت قوة كلمة أم قوة نضال .
لا ريب أن كل منا يحاور ذاته بحثا عن كمال ما ، إلا أن الحرية تعيقه بسبب تلك الهوة الفاصلة بين ما يريد وما هو عليه ، بين حرية تسكن الشعور و الوجدان و حرية تلوح في حقل الممارسة . ينادي الإنسان بالحرية و يدعوها للوجود و لكن ظهورها لا يدرك كتمن و إنما كمخاطرة أو مجازفة أو رهان . إنها تنشأ عن طريق النضال لأنه هو ما يهدينا في أفق الفعل .
المصطلح المفتاح إذن هو النضال كشرط للحرية و ضمانة لها وهو ما يفتقده الإتحاد لا بوصفه منظمة عمالية وطنية عريقة وإنما في مستوى سلطة التسيير التي كبلت ديناميته . و لأن الحرية مقدرة على التطور و جوهرها يستثير الذات على قهر الظروف من أجل مزيد من الحــــرية فإن التــذبذب في الأداء و المواقف من المتغير السياسي الآني للثورة يرجح كون القيادة النقابية لعبت دور الكابح الذي يلهث وراء إسكات هذا الزخم الثوري و النضالي ، لأن النضال لا يقبل مصادرة الآراء. و لكن الأهم من ذلك يتنصّل من كل المطلقات بما في ذلك الولاء للسلطة القائمة . و هذا ما يتجاوز مقدرة القيادة التي سكبت براءتها في بداية الثورة و انبرت تتواثب على إيقاعها بعواطف جيّاشة من المكر و المخاتلة .يحضرني في هذا الصدد قول ريجيس دوبريه : "ليس عبثا أن تفضح الجماعة نفسها بالطريقة التي يتحادث بها أفرادها " .
تنطلق رؤيتنا إذن من قراءة تترحل داخل مبحث الحرية لكسر الحلقة التي تتجلى فيها الحرية كقدرة تعبيرية كلامية مما يوقعنا إزاء نزعة فكروية تكون فيها كمشهد فرجة يحاك أمام نظائرنا . و غنيّ عن البيان أنه ليس لدينا النيّة أن نستسلم لإعادة إنتاج إيديولوجيا يكون فيها الراغب للحرية شريد في أصقاع المعرفة . صحيح أن الاعتقاد في الحرية كقوة كلمة يصنع نفوسا متطهّرة من الاستعباد غير أنها لا تحمل سوى هواجس تشكّل مجرد أمنيات مبتورة عما يتوجّب إحرازه على الأرض .لأننا نؤمن ببساطة أن التجريد الذي يفصل عن اللازمة العملية لا يلـبث أن يتحـــول إلى مجرد إســـــقاط خــيالي ثماره الإخفاق و الفشل .
هنا نجد أنفسنا تحت طائلة خواء الحرية أو اغتنائها ، و لأننا اخترنا النضال دونما إكراه فإن إنجاب النضال من الكلمة وحدها هو مناقض لطبيعته بوصفه ممارسة . و لكن المشكل هو أن كل ممارسة تتشكل عبر سلطة الوساطة التي وضعت في ذمة المفاوض . يقول ريجيس دوبريه : "لا يمكن أن تكون علاقة كل بذاته علاقة مباشرة ، فهي تمر بشخص وسيط يكون نقطتها " . في ضوء هذا المعطى لنطوق الصعوبة استنادا لنفس المرجع " فليس هناك من نفوذ جيد لأنه لا وجود للنفوذ إلا بتفويض " .بهذا يعتبر المفاوض وسيطا اختير لإنجاز مهمة هي أشبه ما يكون برحلة عجائبية قد تمتد نقطة الوصول فيها من إخفاق محبط إلى انتصار مفرح .
دعونا نفسر عوامل الإخفاق لغياب التعبئة العمالية و عدم مسايرة المفاوض للنسق التوليدي للتفاوض. ونعني بذلك غياب خطط نضالية تضمن الفعل المتماثل للقواعد من قبيل حشد الرأي العام ، تنظيم وقفات احتجاجية أو اعتصامات أو إضرابات... لأنه بقدر ما ينعزل المفاوض عن القاعدة بقدر ما يتضخم أناه الفردي فتتضاءل عكسيا قدرته على التأثير أمام الطرف المقابل . و حتى الانتصارات المفرحة فعادة ما ترد لنضالية العمال و الجماهير ،لأنها قادرة على خلق شروط استثنائية للتفاوض تبنى في الغالب على أساس موازين القوى .
و أحب أن أذكر أنني لا أقصد تقريع صورة المفاوض و لا تأثيم الكلمة و إنما تخريب غرورها على نحو ما رأينا من تصريحات لأعضاء في المركزية النقابية . و الرأي الراجح أنه لا مستقبل للتفاوض متى غابت خطة العمل التي تنظم الفعل المتماثل للعمال و ربما سيفاجأ البعض حين قلنا إن المفاوض هو أضعف من أن يقوم بهذا الدور وحده لأننا نعتقد أن التفاوض الناجح يقتضي جملة من المقومات نجملها كالآتي :
+ إن خلق ظروف الحرية مقدمة حتمية لنيلها .
+ إن الطابع الفوقي للتفاوض لا يعزل القاعدة العمالية فحسب بل إن الأخطر من ذلك مناسبة لتسرب الشخصانية و صراع الإرادات و ما يعنيه ذلك من شق لوحدة الصف النقابي .
+ المرونة في التفاوض ليست مدعاة للتفريط فيما هو مبدئي .
+ إن التفاوض علم وهو ما يفترض تأهيل المفاوض لاكتساب الخبرات التي تجعل منه مفاوضا بارعا .
+ تقييم المسار التفاوضي و رسم خارطة طريق مبنية على البيانات و الإحصائيات الدقيقة و التمثيل الديمقراطي .
إن كون التفاوض هو المسلك الوحيد للاتحاد حيال سياسة قمعية تحدد مراكز اتخاذ القرار بتعصب طائش جعلت الاتحاد من خلال قيادته عاجزا عن تنفيذ و عوده وتامين المساندة لأبناء الشعب حتى أنني أعتقد أنه لم يعد هناك اليوم من يجزم بشرعية استمرار هذه القيادة حين شبت الثورة لأنها انزلقت تاريخيا نحو مزيد إخضاع المنظمة بحسب ما تختار السلطة . أليس معيبا أن يناشد من كان أمينا للمنظمة الملعون بن على لرئاسة جديدة؟
و مجمل القول إن الاتحاد العام التونسي للشغل قد كف خلال الأعوام الماضية ( قبل مؤتمر طبرقة ) عن الوجود كمركز للدفع الثوري . و بعيدا عن التحيز إن الجماهير النقابية كانت متسامحة جدا حين دعا المكتب التنفيذي الموسع المنعقد يوم 15 جانفي 2011 إلى القبول بحكومة الغنوشي الأولى التي ضمــــت 11 وزيرا تجمـــّعيا . و ورد في البند الثالث من البيان ما يلي: " ضرورة الالتزام بتطبيق الدستور و احترام فصوله المتعلقة بآليات الخروج من الأزمة و بتشكيل حكومة ائتلاف وطني". و بدأ مسلسل تراجعات المركزية النقابية التي ظلت في كل مرة تحيّن خطابها بحسب إرادة النقابيين الذين رابطوا في القصبة 1 حتى أطاحوا بحكومة الغنوشي الأولى في 27 جانفي ثم في القصبة 2 وإسقاط حكومة الغنوشي 2 يوم 7 مارس2011 . ونحن نعيش هذه الأحداث كنا ننعم بشرف الانتماء للمنظمة إلا أن ذلك لا يعني التواني عن فضح الأداء السيئ للمركزية التي انتفى وجودها أصلا بل إن بقاءها أمسى مثيرا للسخرية . و حتى إن سلمنا بوجود مصادر عداء للمنظمة من عموم الناس فلأنها الأقدر أن تجر النظام إلى نهايته في الوقت الذي تلعب فيه القيادة النقابية ادوار غير مأمونة لتدجين الثورة . ففي غمرة اندحار نظام بن علي ظلت البيروقراطية النقابية تسبح بمثلها الديمقراطية في شكل هيئات إدارية شبحية تتفادى التجمعات المليونية الذي يتطلّب حضورها شحنة هائلة من الثورية .و لا نحتاج للقول هنا انه رغم الحماس اللامتناهي و سخاء الأداء للهياكل النقابية الوسطى فهي لم تستجب لدافع الانتقام و لم تلتقط حجرا لتقذفه على القيادة النقابية. إنه مشهد غرامي للمنظمة يستحق الملاحظة .
ولست أريد في مثل هذه الأحوال سوى مصارعة أولئك الذين يخلطون بين صفة القيادة و كيان عملاقي هو الاتحاد العام التونسي للشغل . صحيح لقد كانت صدمة عنيفة على النقابيين أن تقدم المركزية النقابية حلولا تأكل ثمرة الخير في الثورة ؛ لأننا كنا ندرك أن الثورة مولود جديد طافح بالأمل، و قبل أن نشرع في كتابة تاريخها ، علينا أن نتخلص من أسوء ما يضايقها ؛ و أشدهم خطرا من ينظر إلى الخلف متخيلا نفسه موجودا في حفلة خيالية راقصة . لقد كانوا يتوهمون أن الثورة لا مستقبل لها مع الخصم الجنرال بن علي وكانوا يعتقدون أن الثورة خيار متطرف مآله الفشل . و بلغت الشائعات أن هناك من تواطأ في المركزية النقابية مع بن علي و أعدّ قائمات في مثيري الشغب من النقابيين .
لم يكن سهلا على النقابيين أن يلوح الموت ويتمسّكون بروح ثورية فياضة في ذروة الهجمة الشرسة على الاتحاد. إن هذا السلوك الثوري هو إلهام نقابي صحيح يخرج من أعماق ممن كانت ستسحق جماجمهم لو نحر بريق الثورة . نعم إن المركزية النقابية هي عبارة عن ستائر عتيقة معلّقة على حائط الاتحاد. ولكن الاتحاديون هم من سينزعها في اللحظات التي يدركون فيها ذلك و بأسلوب فيه كفاح ووفاق .
قد يرتدي إنسان ما أجمل المبادئ حتى أنه يمكنه أن يقول: أنا تقدمي أو مناضل أو عبقري ...و قد يلوح هذا التباهي كثرثرة ما دامت تشبيهاته تتعارض مع المنجز من أفعاله . وقد لاحظتم الموسيقى المباركة التي صرنا نستمع إليها وهي تتدفق من القنوات الفضائية...من أفواه حكماء نقابيين في المركزية النقابية يعتقد السامع أنهم أهل الحل و العقد أما نحن فكنا نعلم أن لوحاتهم مبتذلة و منهوكة لأنها لا تعرف ميكانيزمات صيرورة المنظمة رغم التدابير الوقائية لكبح جماحها .
المراجع:
1 ــ ورد هذا التعريف في التقرير الأدبي لمؤتمر الإتحاد العام التونسي للشغل بالمنستير،ص8 .
2 ـــ الرمز والسلطة، بورديو ،ترجمة عبد السلام بن عبد العالي، ص 60 .
3 ـ نفس المرجع
4 ــ الآية 24 من سورة المائدة.
5 ــ نقد العقل السياسي، ريجيس دوبريه، ترجمة عفيف دمشقية، ص 270
6 ـــ نفس المرجع ، ص 270
7 ــ نفس المرجع ، ص 274 .



#رضا_لاغة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل النقابي و التحزب: تسامح أم تنافس؟
- القوى الناصرية : مستلزمات البناء و مهام عاجلة
- حرب اليمن و الغموض الإستراتيجي
- التقاطعية و جسر الهويّات
- شقوة مخبّأة في قفا خربشة جريئة
- هابرماس و اجتراح مكانة لسوسيولوجيا ذات معنى
- يمنيّ حانق أنا
- الإرهاب و استدرارالطاعة بين - إدارة التوحّش - أو الهيمنة و - ...
- من قانون الدول إلى قانون الشعوب، جون رولز نموذجا
- هجوم باردو بين المنطق و اللامنطق
- الاغتيال السياسي : تنظيم داخل التنظيم
- أضواء ساطعة حول الإغتيال السياسي: الرفيق شكري بلعيد و الأخ م ...
- قتل بإستيطيقا غامظة
- حيز يقطن فيه الأمل : تبيئة للفضاء العمومي الهابرماسي
- إلي أيقونة القلب: فلسطين
- احتمالات معاكسة لليقين و اللايقين
- تفجير الحداثة من الداخل : نقد لها أم تضحية بالحداثة؟
- هو ذا طريقنا
- الحداثة المعطوبة بعيون هابرماسية و الدور الملهم للإرث الديني ...
- يشرعن و يقمعون ، و المرأة تبلغ نهاية مصيرها العادل


المزيد.....




- زيادة الأجور تتصدر مطالب المغاربة قبيل عيد العمّال والنقابات ...
- حماس تدعو عمال العالم لأسبوع تضامن مع الشعب الفلسطيني
- “وزارة المالية 100 ألف دينار مصرف الرافدين“ موعد صرف رواتب ا ...
- جددها الان من هنا.. اليكم رابط تجديد منحة البطالة في الجزائر ...
- “880.000 دينار فوري مصرف الرافدين“ وزارة المالية العراقية تُ ...
- WFTU Declaration on Mayday 2024
- بيان اتحاد النقابات العالمي بمناسبة الأول من أيار 2024
- فرنسا: طلاب يغلقون مداخل جامعة سيانس بو في باريس دعما للفلسط ...
- قانون -استعادة الطبيعة- في أوروبا مهدد بالفشل والعلماء يحذرو ...
- راتبك بالزيادة الجديدة 200%..وزارة المالية تعلن سلم رواتب ال ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - رضا لاغة - العمل النقابي و سلطة الوساطة: قوة كلمة أم قوة نضال؟