أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - أليزيا مفترسي الأفكار














المزيد.....

أليزيا مفترسي الأفكار


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 13:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



تقوم أية فكرة في أي مجال كان على مقوّماتها المادية مهما كانت ألوانها ومفاهيمها، مما يجعل الأمور العملية في يد الكسب، الذي يحتوي المعاني كافة في دائرة التناسق، الذي ينشأ ما بين العمل ذاته والتعامل معه، وفق الأطر الموجودة في حواشي الدوائر الإنسانية كلها.
يكون من المعقول أن يستيقظ الفرد الإنساني يوميا ليخوض في يومه بلا تردد، وكأن العالم الذي يسير وفقه هو ما يمكنه من صناعة كل معطياته فرديا، ربما هو وهم، وربما هو حلم، لكن ما بينهما يقع الإنسان، أو يقع البشر، فيكون على كل الأفراد التقيّد بما لهم من تعطيلات والتوافق معها، لما يكون من الناحية العملية تقديرا لما هو متضمن في العلاقة المشتغلة على قوامها الفكري عند كل لحظة تصرّف في مفاعيلها التطبيقية، وهو ما يساعد الفرد على تسيير الأعمال بما لها من تعقيدات في الميادين كلها، فتسقط كل تداعياتها على النفسية الإنسانية، ليكون من الجاهز الأخذ بفكرة الأصل الأوّل على أنها من تدبير الأساس المرادف للفعل الإنساني في استقلاليته عن التسيير الجماعي لكافة أطراف الروح المتجلية، في طاقات التعاليم الشخصية لكل عينة من العينات البشرية.
لا يمكن للفرد الإنساني أن يعيش في معزل عن أية فكرة، الأخذ بالفكر هو الحالة الطبيعية للفرد الإنساني مهما كان مصدر هذه الفكرة ومنبعها وتأثيرها ومدى تأثرها، إذ الاشتغال عليها أو التطعيم بها هو من مسارد التصفية الروحية المكثفة، لكنّ البشر على اختلافهم لا يتمكنون من الـ: (coneord) كونه من أفاعل العمليات النفسية التي تنتج الروح الخاصة فعلا.
من المفيد جدا أن يرى الفرد الإنساني ذاته تتحدث بلا أحكام عن روحه في جوفه، بلا حسابات المجتمع والثقافة، بلا علاقات المصالح والسياسة، فلا زجر الصرامة الفينومينولوجية ولا الترهيب الديني هو ممسك بخيوط الأرواح ذاتيا، كون أنّ المسالك العاطفية كلها هي مصادر الحياة التي تسيّر حياتها بتفاصيلها وأبعادها.
لقد انتحر روميو على صفائح العذوبة إن عندما علم بأنّ الفكرة التي تحرّكه هي من مصدر صحراوي خالص، من مصدر جاف، وبالتالي على التعليب المعرفي-الفلسفي أن يكون أكثر اتقانا عندما تحاول الإنسانية التعبير عن مفاهيمها بشكل أكثر تمويه لها، لا يمكن أن تعود الإنسانية إلى تقرير من هو روميو؟ لكنها لن تتمكن من تجاهل روميو الذي نشأ في الداخل البشري لأوّل مرة بأصالة لا نظير لها، ولا امتداد إليها.
لم يعد اليوم الحجاب المعرفي-الفلسفي استنكاريا محضا وهو يساند الأفعال الإنسانية في كل صورها، فلا يصبح الإنسان على هيئته وهو بدون ورقة بشريته مستحضرا، بل إنّ التقريب المقارن ما بينه وبين العلاقات الإنسانية هي التي تحدد مدى تعلّق المقادير ببعضها، فلا تصبح في كافة الأحكام من اشتراك سوى عملات الانتاج-استهلاك، لكنها ليست اقتصادية خالصة؛ فهي قائمة على عناصر روحية صرفة.
لا تهم الحالة النفسية عند الغالبية الكبرى من البشر، كونهم تعلّقوا بالطائفة الثالثة في حياتهم (المادة)، وهي مجموعة بشر يحافظون على انتسابهم إلى بؤسهم العذب واللذيذ الذي يرهقهم بلا رحمة، لكن يبقى من الضروري التأكيد على أنّ العالَم الذي يسيّره الترقيع سيأتي يوم مهما كان بعيدا، ويمزق كل الرقع لتظهر الروح بكافة تجلياتها المهترئة؛ صناعة المادة من فكرة أصلية وأصيلة هي عملية فعّالة جدا، لكن أن يصبح الفرد الإنساني مجرّد بيدق بين أنياب أفكار لا تأثير لها سوى التأثّر بما ليس لها أو في صالحها، فهو طريق إلى الهلاك الروحي بطريقة درامية مروّعة.
لقد سارت الأفراح بجانب الإنسان في كل أطوار حياته، إنها لغة تترجم مدى توفّر الإنسان على طاقة بإمكانها تخليصه مما هو فيه، وعلى أساس مثل هذا يكون من الضروري أن يعود الفرد الإنساني إلى الاستمتاع بلحظاته الروحية كلما أحسّ بالضغط، فإنه وُلِدَ ليكون فرحا.

ملاحظة:
العنوان مقتبس من محاضرة لمالك بن نبي باللسان الفرنسي في الجزائر العاصمة بتاريخ: 24/02/1964م، ونشرت كاملة بجريدة "الشعب" في فيفري سنة 1964م؛ بعنوان: مشكلة المفهومية (De L’idéologie).



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرق بين الأحمر والأسمر
- كلامي فرحة من أجل الحياة
- كلما سمعتُ كلمة مثقف تحسستُ مسدسي
- بربريّ أنا
- فلاسفة بوظيفة هرمون التستوستيرون
- عمادة التفكير
- دفاعا عن التحضر
- الديموقرا-فكرية
- غوانتنامو الفلسفة الجزائرية
- لماذا أفكر؟
- حرج مشروع
- خذ دولارا واترك الميدان
- مأتم العيد
- الايروسية والفردوسية 2
- الايروسية والفردوسية 1
- أَخْشَى عَلَيْكِ مِنْ كَلِمَاتِي
- فلسفة كالخاس الجزائري 12
- فلسفة كالخاس الجزائري 11
- فلسفة كالخاس الجزائري 10
- فلسفة كالخاس الجزائري 9


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - أليزيا مفترسي الأفكار