أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - قصيدة -أحييك يا وطني- منصور الريكان














المزيد.....

قصيدة -أحييك يا وطني- منصور الريكان


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 00:34
المحور: الادب والفن
    


قصيدة "احبك يا وطني"
منصور الريكان
لقد استطاع هذا الشاعر أن يشق طريقا في أرضا صخرية، وأن يضع فيها أزهارا وورودا، منصور الريكان شاعر له أسلوب خاص في كتابة الشعر، وتمتاز قصائده بطابع الحزن الهادئ، والذي يحمل الحنين للأمس القريب، والحاضر الموجع والمؤلم، والإيمان بخلاص الشعب والوطن مما هما فيه من بؤس، فرغم حجم المأساة التي حلت بالعراق وواقع العرب المزري نجد الشاعر يحمل الثقة والقناعة بأن الخلاص لا بد أن يأتي وقريبا، فهو بهذا الطرح يكون على النقيض مع الشعراء الآخرين الذين يميلون نحو اليأس والكفر بالواقع، أو أولئك الذين يتجهون نحو الاغتراب، وأن كانوا يعيشون بيننا.
قصيدة "أحبك يا وطني" تقترب بطرحها من القصائد التي كتبها الشعراء العرب مع بداية وأثناء الاستعمار الغربي للوطن العربي، فرغم وجود الاحتلال وممارساته الإجرامية بحق المواطن والوطن، إلا أن روح التحرر والخلاص كانت حاضرة في تلك القصائد.
يبدأ الشاعر قصيدته بحديثه عن (أنا) التي تتأثر ب"هم" فيقول: "ترى من كان يغرفني ويسقيني هموميْ
يغازلني وينثر وشلة المأساة في قهرٍ بقوميْ" (فأنا) هي التي تحرك وتتحرك ب(هم) والعلاقة وتأثير متبادل بينهما، كلاهما فاعل ونشاط في الآخر، فهما يكملان بعضهما، ولا يمكن الفصل بينهما.
يجمع الشاعر ال(هم) ب (أنا) فيكون (نحن) من خلال قوله: "بلادي تستجير وصوت حادينا
يهفهف في ندى روحيْ"
يتقدم الشاعر بسلاسة من المتلقي، فيجعله يتقبل وينحاز لطرحه من خلال استخدام لفظ "بلادي، يهفهف" فالبلاد دائما تكون جامعة وموحدة، وبعدها سيكون استخدام لفظ الجمع والتوحد قد أصبح طبيعيا ومقبولا ومطلوبا، فلا يشعر القارئ بإقحامه في هموم الشاعر، فهو بعد المقطع السابق وجد عوامل/دوافع تجمعه مع الشاعر، وسيكون من الطبيعي أن يحملا ـ الشاعر والمتلقي ـ ذات الهم، "وتمسكنا وبالأفراح تحيا في خفايانا
هنا رقدت وصارت تعتلي وطناً يهيم الحب للأمس بمرسانا
ويأتي يومنا بالسوء أتعس من ندى الماضيْ
وكانت صورة الأيام معنانا" نجد معنى (أنا ونحن) قد انصهرتا معا من خلال قوله " وتمسكنا، بمرسانا، يومنا، معنانا" فهنا جمع الشاعر بين ذاته ونحن القراء فيتكلم معنا وعنا في ذات الوقت، ونحن مع ما يقول، وهنا تتحول لغة المخاطب (نحن) لكي تجعل من القارئ هو المعني بهذا الخطاب.
بهذا الأسلوب غير المباشر والانسيابي يجعلنا الشاعر نقف معه ومع أنفسنا في ذات الوقت، فلا نبتعد عما يريده لنفسه ولنا وللوطن، فنحن انصهرنا في بوتقة واحدة ولا يمكن الفصل أو تجزئة هذا المكون.
يستخدم الشاعر فعل الأمر لكي يحثنا على العمل والتقدم بالوطن إلى الأمام فيقول " تنسم أيها الغادي تحملت الأسى والمرْ
بكل منافذه تعبرْ
وترسم حلة النهرين خالد من عصور المجدْ
وأخرج من ركام الليل ترسم سحنة الذكرى بأجلالِ" لقد استعاض الشاعر عن استخدام لفظ (نحن) ب لفظ (الوطن) الجامع والموحد للكل، وكأنه يؤكد على أن الوطن هو أمنا وأملنا جميعا هو المخلص لنا، فبدونه لا يمكننا أن نتقدم نحو الأمل.
يختم الشاعر قصيدته بهذه الأبيات قائلا: " ألا فانهض ودعنا نستريحُ
ألا فانهض مجرد زوبعات لا تبيحُ
واغفر لجة الأبناء فيكٓ-;---;--
وإني في هواك أقتفيكٓ-;---;--
أحييكٓ-;---;-- ........ أحييكٓ-;--" اعتقد ذروة القصيدة تكمن في هذا المقطع، ففيه فعل الحث على النهوض، الذي يعني لنا الخلاص من الألم وانتهاء المأساة التي ألمت بنا وتقدما من حياة جديدة هانئة وسعيدة، ونجد أيضا لفظ "هواك، وأحييك" كتأكيد على تجمعنا وتوحدنا، وهناك مسألة العفو والغفران عن الأبناء الذي ضلوا الطريق، لكي يتقدمون من جديد نحو الوطن الكبير والمتسع للجميع.
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارضينا
- وداعا كاسترو
- قبيلة النقابات
- الطفولة في رواية -أنا وجمانة- محمود شقير
- النقابات والقبيلة
- المدن وطبيعة المرأة والرجل في رواية -مرافئ الوهم- ليلى الأطر ...
- الرمز والواقع في رواية -ما زال المسيح مصلوبا- حبيب هنا
- مقتل النضال الفلسطيني
- ثنائية الحدث ووحدة المكان في رواية -حجارة الألم- انور حامد
- مجموعة -مجد على بوابة الحرية- وليد الهودلي
- الإيمان والصمود في رواية -ستائر العتمة- وليد الهودلي
- الاسلام والعقل
- -همس الفضاءات- عباس دويكات
- الجنة في -غوايات شيطانية- محمود شاهين
- رواية -الوجه الآخر- عباس دويكات
- رواية -درب الفيل- كاملة
- رواية -الجبانة- شاركدي إمره
- الاغتراب في رواية -درب الفيل-
- الثوري في رواية -درب الفيل-
- الأبض والأسود في رواية -درب الفيل- سعيد حاشوش


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - قصيدة -أحييك يا وطني- منصور الريكان