أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عباس علي العلي - العراق والأقتصاد والمستقبل














المزيد.....

العراق والأقتصاد والمستقبل


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4781 - 2015 / 4 / 18 - 13:19
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في ظل التأريخ ومتطلبات الجغرافية كان العراق بين "جنة" من يتأمل له الخير في أن يكون واحدا من أقوى الأقتصاديات الإقليمية إن لم تكن العالمية بسبب ما يملك من موارد أقتصادية أساسية رخص الطاقة توفر الأيدي العاملة الماهرة والبسيطة توفر قاعدة أنتاجية ومواد أولية كبيرة ,توسطة في منطقة أسواق جاذبة رابحة وأخير إمكانيات كبيرة جدا تمثل في قدرة على التحرك الإقليمي والدولي دون مشاكل حقيقية , هذه "الجنة" من وجهة نظر متفائلة .
"نار" العراق التي تحرق كل ذلك وتبخر هذه الأحلام أيضا تتمثل في الجغرافية والتأريخ ,العراق البلد الذي يسكنه التأريخ ولا يغادره بكل ما فيه من سوداوية وفوضى وتراكم يعيق أي حركة أستثمارية لوجوده مصاحبا لجغرافية لعينة تتنازع عليها وفيها أحقاد وصراعات وتناقض مر بين مكوناتها الإقليمية والبشرية على مشتركات يمكن أن توظف للجانب الأخر الوجه الجميل للتنوع ,وهذا ما لم يكن أبدا بصالح قيام نظام أقتصادي شبيه بسنغافورة أو هونغ كونغ أو حتى النرويج التي تشبه العراق بأنها منتج بترولي.
العراق أيضا محكوم بوضع سياسي مأزوم إقليميا ومسكون بالتاريخ وإرتداداته التي لا تنتهي ومحاط بأيديلوجيات حضارية وأفكار عنصرية لا ترى في أي أستقرار سياسي في المنطقة على أنه مكسب للجميع بل ترى فيه مصدر خطر لوجود هذه السياسات والأيديولوجيات مما يتحتم عليها أن تسلك طرق التخريب ونشر الفوضى وتعميق حالات الإنقسام والتناحر بين شعوب ومكونات الإقليم لتضمن لها مدى أبعد في البقاء ويسمح لها بالتدخل في أي مكان تستشعر منه الخطر .
الواقع الإقليمي والدولي عموما له كثير الأثر في رسم السياسات الأقتصادية وتحديد أتجاهات الواقع فيه وليس للحكومات والأنظمة السياسية تلك الأهمية التي توازيها في دول خارج الإقليم العراقي المحيط ,معظم الإدارات السياسية ترى أن وجودها مرتبط بالحركة السياسية العالمية وما هي إلا نتاج له ووجودها متوقف على رضا هذه القوى ,وبالتالي الرضوح والأعتماد على التوجهات المركزية يمنعها أن تسير في قضية وطنية خالصة لمصلحة شعوبها وهذا الأمر أيضا ينطبق كمصداق على الواقع العراقي .
غياب الديمقراطية وحقوق الإنسان والتمسك بمفهوم الحكومة المسيرة المتدخله في كل مفاصل الحياة والمتحكمة بالمنهج ووضع الرؤى والأفكار ,والأهتمام والإنغماس بالصراعات الإقليمية والنزاعات على إرث الماضي وخطأ الجغرافيا كلها عوامل تسلب الإدارة العراقية وكذلك المنطقة من حرية التقرير المسئول والنهوض الوطني وملامسة الواقع الذي فيه المصلحة الأجتماعية ومن ثم النهوض والأرتقاء ليس فقط بالقطاع الأقتصادي فحسب بل بكل الواقع الوجودي المفترض أن يغادر واقعه البائس هذا من أكثر من نصف قرن على الأقل .
كما أن السياسات الدولية ومصالح الدول الكبرى ومصالح الشركات متعددة الجنسيات وقوانين البنك وصندوق النقد الدولين المصادرتين من قبل الدول الرأسمالية وضعف العمل الجماعي من دول المنطقة عوامل ساهمت ووجهت الأقتصاد الوطني ضمن مفهوم الأقتصاد الأحادي الذي يسير متعكزا ومستندا على أقتصاديات عملاقة تسيره وتضغط عليه وفق مصالحها الخاصة هي ,وضعف العما الجماعي المشترك الإقليمي أو النوعي وعدم توحيد السياسات التعاونية والمشاركة في بناء خارطة طريق إقليمية ودولية للنهوض بالواقع الإقليمي ومكافحة الهجرة وخاصة تلك المتعلقة بالعقول وأصحاب التعليم العالي والنادر .
كل ذلك لم يفسح المجال أمام تفاهمات سياسية إقليمية تخفف من وطأة الصراعات والتنازعات الدولية والإقليمية على شعوب المنطقة وتوظيف رؤوس الأموال الوطنية مع بناء قاعدة أستثمارية وطنية ضامنة ومكفولة والفصل بين السياسة والأقتصاد في العلاقات الدولية كلها أجراءات ضرورية ومهمة قبل المطالبة بتحرير إرادة القطاع الصناعي في العراق أو في دول المنطقة لبناء مجتمع قادر على أن ينهض ويبساير بقية المجتمعات العالمية الحديثة أو ما يسمى بالنمور الأقتصادية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح7 , الوعي والبناء الأ ...
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح8 , نظرية المجتمع
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح5 , الإنسان الأجتماعي
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح6 ,الوعي التكويني
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح4 , بناء الوعي
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح3 , الإنسان الخالق وا ...
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح1
- المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح2 , الإنسان أولا
- الشرطي عريف 16ج1
- الشرطي عريف 16 ج2
- الحكومة القادمة ... حكومة الجيب
- داعش الفكرة وداعش الصورة
- الشخصية الأجتماعية ج1
- الشخصية الأجتماعية ج2
- الشرطي عريف 15 ج1
- الشرطي عريف 15 ج2
- تأريخية المجتمع العراقي (ج1) دراسة في علم الأجتماع النفسي
- تأريخية المجتمع العراقي (ج2) دراسة في علم الأجتماع النفسي
- أمنيات بين الأحياء والأموات
- الشرطي عريف 14 ج1


المزيد.....




- ميشوستين رئيسا للحكومة.. اقتصاد روسيا يتحدى عقوبات الغرب
- مسؤولة بالفيدرالي: التفكير في خفض الفائدة سابق لأوانه
- -ستوكس 600- يغلق عند مستوى قياسي ويسجل ارتفاعا أسبوعيا
- وزير النفط العراقي: جولات جديدة للتراخيص في 30 حقلا للنفط
- أسعار عقود القمح تتجه لتحقيق أعلى تسوية منذ أغسطس 2023
- بهذه القيمة.. ماكدونالدز تطرح وجبات مُخفضة لجذب منخفضي الدخل ...
- ثقة المستهلكين الأميركيين تنخفض إلى أدنى مستوى في 6 أشهر
- أنشيلوتي: فينيسيوس قريب من الكرة الذهبية
- الأسبوع يغلق على ارتفاع الذهب والنفط مع تصاعد الحرب في غزة
- اقتصاد بريطانيا يعود للنمو.. هل هي نهاية الركود؟


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عباس علي العلي - العراق والأقتصاد والمستقبل