أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - موسى الشديدي - البرستيج وتفعيل الذات














المزيد.....

البرستيج وتفعيل الذات


موسى الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 4760 - 2015 / 3 / 27 - 17:23
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


قبل ان نبدأ بالحديث عن العلاقة بين تفعيل الذات والبرستيج يجب ان نحدد اولا معنى مفهوم تفعيل الذات ببساطة ان الانسان المفعل لذاته هو انسان يقدر خبراته ذات المعنى تقديرا كاملا مغمور في الحكمة مجامل لكنه لا يهتم بما يقوله الناس عنه وبدلا من ذلك يهتم بما يظن في نفسه ليس مربوط بثقافته انه يوحد نفسه مع بني البشر اينما كانوا انه مواطن عالمي واثره يبقى حتى بعد ان يغادر لديه تقبل للذات وللاخرين وللطبيعه لديه شيء خارج ذاته ينبغي ان يؤديه كرسالة ليس فضولي وليس لديه حاجة الى الخصوصية لانه يشعر بالامان وعدم الشعور بالتهديد لديه ميل اجتماعي فلسفي ولديه روح دعابة غير عدائية لديه مقدرات ابداعية ومقاومة للقوالب الثقافية دون ادى شك شخص كهذا سيكون ضد العدوان والعنف ولا يهدف اطلاقا الى السيطرة على الاخرين . 1
قرأت مرة مقالة رائعه جدا للدكتور واين دير تتحدث عن موضوع تفعيل الذات بشكل جذاب للغاية في تلك المقالة يسترجع احدى ذكرايته " التي لاتنسى" اثناء دراسته لشهادة الدكتوراه في الستينات في صف علم النفس الارشادي الذي كان يدرسه احد اشهر اساتذة الجامعه كان هنالك احد عشر طالب مع واين في الامتحان كان سؤاله بسيط للغاية :
دخل شخص مفعل لذاته الى حفل عشاء الجميع يرتدي الزي الرسمي وهو يرتدي بنطلون جينز وتي شيرت و حذاء رياضي و قبعه بيزبول , ماذا يفعل ؟ معك ثلاثين دقيقة لتدوين اجابتك .
كتب كل شخص اجابته الطويلة خلال النصف ساعه تلك طلب الدكتور بعدها ان يقرأ كل شخص اجابته بصوت مرتفع كل الاجوبة كانت تتمحور حول انه يجب ان يتغاضى عن نظرات الناس الغريبة وان لا يقدم اي اعذار وان يتصرف وكان شيء لم يكن ويستمتع بوقته بعد ان انتهينا قال الدكتور : انا اسف لقد فشلتم في الامتحان جميعا وكتب ثلاث كلمات
"لن ينتبه لهم " 2
يبدو بحسب الادبيات النفسية التي تحدثت عن تفعيل الذات بان هنالك شبه اجماع حول ارتباط اهتمام الانسان بمظهره الخارجي بنوع من انخفاض التفعيل الذاتي حيث ان قائمة الاسماء التي انتقاها ماسلو من ابطال التاريخ الانساني المفعلين لذاتهم الكائنات النورانية التي باركت هذه الارض بالمشي عليها مثل البرت اينشتاين خليل جبران مارتن لوثر كينج غاندي والام تريزا في الحقيقة لم يكن لهم اهتمام بمظهرهم اطلاقا فتحقيق الذات كان اكبر بكثير من المظاهر ورحلة الحياة اكبر بكثير من نوع الثياب التي ترتديها او سعرها !
سنة 1996 ظهر لنا كل من كاسر وريان بدراسة تثبت وجود علاقة عكسية بين تفعيل الذات والحاجة الى الاحترام الاجتماعي وكلما كانت اهمية التطلع الى النجاح الاقتصادي منخفضة قلت جاذبية المظهر وقل الاعتراف الاجتماعي وزاد تفعيل الذات . 3
في الحقيقة يبدو بان نتائج الدراسة كشفت لنا ارتباطات خطيرة بالفعل اغلب الاشخاص المهتمين بالنقود وجمعها وتقييم الناس وفق ما يملكون من نقود او طبقاتهم الاقتصادية غالبا ما يهتمون بشكلهم بطريقة مبالغ فيها بعض الشيء وغالبا ما يكونون حساسين جدا للانتقادات المجتمع وبالتأكيد هذا يتناقض تماما مع تفعيل الذات .
جمع المال والاهتمام بالمظهر والسعي وراء الاحترام الاجتماعي يمكن ان نعتبرها سلوك تعويضي لنوع من انواع النقص الموجود لدى الاشخاص غير المفعلين لذواتهم انها مرتبطة بعدم الاحساس بالامان والشعور بالتهديد والقلق فالمال والاهتمام بالمظهر والسعي الى كسب الاحترام الاجتماعي كلها طرق لتجنب الخطر لخفض مستوى الخوف والقلق الداخلي الناتج عن عدم وجود انسجام مع الذات وتناغم داخلي .
1 بيم ب. الين , نظريات الشخصية الارتقاء النمو التنوع , ص411
2 http://www.drwaynedyer.com/blog/keeping-up-appearances/
3 بيم ب. الين , نظريات الشخصية الارتقاء النمو التنوع , 417



#موسى_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنس الاله
- رشوة
- هلوسات اسمها التاريخ
- تفسير القران
- ميلاد المسيح
- الجنسانية في علم النفس
- زمن القران
- من حرق القران ؟
- صندوق الاستعباد
- كيف تصنع جزارا ؟
- النقود حرام
- مؤسسة الطلاق
- كسوة الكعبة ام كسوة الانسان ؟
- دولة الله
- شيوخ الميكي ماوس
- حجابك عفافك
- ديموقراطستان
- حرب السلام
- هل السحاق حرام ؟
- الحرام المزيف


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - موسى الشديدي - البرستيج وتفعيل الذات