أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - موسى الشديدي - الجنسانية في علم النفس















المزيد.....

الجنسانية في علم النفس


موسى الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 4667 - 2014 / 12 / 20 - 12:40
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


خرج علينا سيجمونت فرويد والد علم النفس سنه 1920 ليحدد مراحل تطور الطفل في سنواته الخمس الاولى تقريبا على خمس مراحل: المرحلة الفمية , الشرجية , القضيبية , الكمون والتناسلية هدف كل مرحلة هو اشباع الطاقة النفسية الغريزية بشكل سليم فيتم النجاح وينتقل الطفل بسلام الى المرحلة التي تليها ان لم يحدث الاشباع بشكل سليم ستتم ما سماه فرويد بعملية التثبيت fixation 1 اي ان نمط اشباع الطاقة النفسية سيقى حبيس نمط هذه المرحلة في المستقبل .
في المرحلة الثالثة تحديدا وهي التي يدور فيها صراع الميول الجنسية تحديدا يظهر ما اسماه فرويد بعقدة اوديب يكون الطفل الذكر بين سن الثالثة الى السادسة تقريبا قد تولد لديه مشاعر بالتملك اتجاه والدته وينظر الى والده كمنافس له في حب الام او عقدة الكترا في حالة الطفلة الانثى ويحدث لديها العكس حيث انها تشعر باحاسيس التملك اتجاه والدها وتشعر بالمنافسة اتجاه والدتها 2
وهنا يبدأ الاحساس بالذنب والخوف بالتكون فانهم يفكرون ان "الوالد اذا اكتشف انني اريد ان احب امي بنفس الطريقة التي يحبها الاب بها فانه قد ينتقم مني ويهاجمني "
يحدث الاشباع في هذه المرحلة عن طريق التوحد identification وهي العملية التي يصير فيها الطفل شبيها بالوالد من نفس الجنس مثل النمر الذي يهاجم فردا من افراد الانواع الاخرى وليس من افراد نوعه يفكر الطفل بانه اذا ما اصبح شبيها بوالده فان والده سوف لن يهاجمه وايضا اذا ما اصبح مثل والده فانه سيتبنى خصائصه الذكورية التي يبدو انها تعجب الوالدة .
ان لم يتم التوحد سيفشل الطفل في حل العقدة الاوديبية وسيحدث له تثبيت في هذه المرحلة والتثبيت في هذه المرحلة ياخذ نمطين النمط الاول عندما يصبح في سن الرشد مكرسا حياته في ممارسة الجنس مع الاناث دون توقف طلبا لاشباع الشبق الذي انكر عليه كطفل اما النمط الثاني فهو المبني على فكرة فشل اخذ الخصائص الذكرية من الوالد وربما الانجذاب عاطفيا ناحية الرجال . 3
في ابريل 9 1935 كتب فرويد رد على رسالة كانت قد وصلته من امرأة امريكية ابنها مثلي جنسيا :
" افهم من الرسالة ان ابنك مثلي الجنس , بالطبع المثلية ليست ميزة، ولكنها أمر لا ينبغي الخجل منه، ولا هو رذيلة أو أمر يقلل من شأن الإنسان. لا يمكن أن نعتبر الجنسية المثلية مرض، ولكننا نعتبرها شكلاً من أشكال النشاط الجنسي يحدث بسبب توقف في النمو الجنسي. الكثير من الأشخاص المحترمين في العالم القديم والحديث على حد سواء كانوا من المثليين مثل أفلاطون ومايكل أنجلو وليوناردو دافنشي وغيرهم. إنه من الظلم الكبير أن نضطهد المثلييين فاضطهاد المثليين جريمة وقساوة شديدة أيضا اما بخصوص طلبك المساعدة مني بتحويل ابنك من مثلي الى غيري فاني اقول بان الامر هذا نجح في اعداد قليلة جدا جدا من الاشخاص وان الاغلبية الساحقة لا يمكن تغيير ميولهم الجنسية المثلية اطلاقا وما يمكن للتحليل النفسي تقديمه لابنك هو في حالة ان لم يكن متصالح مع نفسه وغير سعيد فسيكون محور التحليل النفسي جعله في حالة توازن مع نفسه ومساعدته على تقبل ميوله ." 4
هنا يظهر لنا فرويد وكانه يبدو واثقا بان الميول الجنسية لا يمكن تغييرها-في الاغلبية الساحقة من الحالات - على الاطلاق.
ظهر ميشيل استورم سنه1982 وافترض بان الافراد الذين وصلوا الى النضج الجنسي مبكرا يوجهون دفعاتهم الجنسية الجديدة نحو الاشخاص المتاحين لهم والقريبين منهم (نفس الجنس) اما الناس الذين يبلغون النضج في وقته او يتاخرون عنه يتركون الرفقاء من نفس الجنس لحساب التفاعل مع افراد من الجنس الاخر 5
اصدرت الاكادمية الامريكية في طب الاطفال وجمعية الارشاد الامريكية وجمعية طب النفس الامريكية ورابطة علم النفس الامريكية والجمعية الوطنية للاخصاء الاجتماعيين وهذا ما يمثل اكثر من 480000 من العاملين في مجال الصحة العقلية بيانها الرسمي بان المثلية الجنسية ليست مرض ولا يمكن تغييرها .
حتى ظهر العالم الامريكي المهتم بالسلوك الجنسي للانسان ألفريد كنزي سنه ( 1948( بوضع نظرية جديدة حول الميول الجنسية البشرية بشكلها المبسط هي :
"لايوجد ميول جنسية مطلقة في الطبيعه البشرية فلا يوجد مثلي الجنس بشكل مطلق ولا يوجد غيري الجنس بشكل مطلق ومنفصل بل الميول الجنسية المثلية والغيرية ممتزجة مع بعضها البعض بشكل عجيب فلا يوجد في الطبيعه البشرية ما هو منفصل ومطلق , هنالك فقط اشخاص بين الغيرية والمثلية بشكل نسبي فيميلون الى جنسهم والى الجنس الاخر مع اختلاف النسبة "
فقد يكون هنالك ذكور ينجذبون الى الاناث بنسبة 90% وينجذبون الى الذكور 10 % سيعتبرون انفسهم غيريين بالرغم من ان المثلية تشكل 10% من ميلهم الجنسي وقد يكون هنالك ذكور ينجذبون الى الذكور بنسبة 70% وينجذبون الى الاناث بنسبة 30% سيعرتبرون انفسهم مثليين بالرغم من ان الغيرية تشكل 30% من ميلهم الجنسي . 6
ما ذكره كنزي للتو عن تمازج الجنسانية يذكرني بما اورده احد اصدقاء سيجمونت فرويد واهم علماء المدرسة التحليلية كارل يونغ حيث ظهر علينا في سنه 1959 بمفهومين جديدين الاول هو الانيما Anima هو المفهوم الذي يمثل المرأة داخل الرجل وقد تخيل يونغ هذا النمط من زاوية الجينات بمعنى ان الجنس يتحدد بسيادة جينات الرجل او المرأة ولكن الاقلية من الجينات التي تنتمي الى الجنس الاخر لا تختفي ببساطة فالرجل حينئذ يكون لديه شكل انثوي لا شعوري اما الثاني الانيموس Animus فهو المناظر لمفهوم الانيما اي الرجل في داخل المراة 7
ويذكرني ايضا بما قاله فرويد سنه 1920 في كتابه ثلاث مقالات حول الجنس في اننا بطريقة او باخرى جميعا مزدوجي الميل الجنسي- اي نميل الى الذكور والاناث جميعا- وبشكل فطري 8
وجد البروفيسور Chankyu Park من معهد كوريا المتقدم للعلوم والتكنولوجيا في دايجون، كوريا الجنوبية، و فريق البحث التابع له أن تعطيل الجين FucM في الفئرات الاناث يؤدي الى ابتعادهن عن الفئران الذكور وتحول ميلهن الجنسي نحو الفئرات الاناث فقط اي تحولهم من غيريات الى مثليات تماما نتيجة لتعطيل ذلك الجين الذي يؤثر على مستويات هرمون الاستروجين التي يتعرض لها الدماغ . 9
وقد اكتشف فريق في جامعة إلينوي – شيكاغو بقيادة الباحث ديفيد فيذرستون عثر على جين في ذباب الفاكهة اسمه GB احداث طفرة في ذلك الجين كان يؤدي الى تحويل الذباب الذكور الى مثنيي الجنس يميلون نحو ممارسة الجنس مع الاناث والذكور على حد سواء 10
هذا منح احتمال كبير ان الميول الجنسية لدى الكائنات الحية في الحقيقة تعتمد بشكل كبير على الجينات التي يحملها الحمض النووي اكثر من اي شيء اخر بمعنى اخر الكائن الحي يولد بميول جنسية مثلية مثنية او غيرية اعتمادا - بشكل اساسي- على جيناته .
تعرض الرحم للهرمون الذكري يمكن ان يكون العامل المسبب لذلك فاذا كانت هنالك فارة حاملة لعدد من الاجنة ومن ضمنهم انثى محاطة باثنين من الاجنة الذكور فان هذه الفارة عندما تضع اطفالها فان الفأرة الانثى التي كانت محاطة بالذكور تظهر بعض الخصائص السلوكية التي تميز الفئران الذكور . 11
والدراسة العصبية لما تحت المهاد البصري وهو جزء من المخ الذي يعرف بان له وظائف جنسية قد كشفت عن احتلافات بين الذكور المثليين والذكور الغيريين في هذه المنطقة وقد وجد (لي فاي) 1991 فروقا في بنية ما تحت المهاد البصري عند كل من الغيريين والمثليين . 12
هنلك اعمال اخرى تدل على ان النساء المثليات او ثنائيات الميل الجنسي يكن بين النساء الغيريات من ناحية والرجال من ناحية اخرى في حجم استجابة الاذن الوسطى لرنات سمعية معينة . 13
لم يعد من الناحية الرسمة يصنف السلوك المثلي الجنسي كسلوك مرضي وان الاغلبية الساحقة من الاخصائيين النفسيين الاكلينيكيين والاطباء النفسيين الان يعتبرون مثلي الجنس من الذكور والاناث اناس اسوياء مثلهم مثل غيرهم من الجماعات الاخرى وكل ما يمكن ان يقال في هذا الصدد هو عن السبب في التوجه الجنسي الذي يظهروه مبكرا في حياتهم وفي حالة مثلي الجنس من الذكور فهنالك امكانية ان يكون هنالك –ولو جزئيا على الاقل- درجة من التحتيم الجيني الوراثي . 14
......................................
1- freud 1977
2- freud, 1910
3- نظريات الشخصية .الارتقاء.النمو.التنوع ص71
4- Freud 1992, pp. 423–424
5- نظريات الشخصية .الارتقاء.النمو.التنوع ص258
6- Kinsey, et al. (1948). pp. 639, 656)
7- Jung,1959,a284
8- http://en.wikipedia.org/wiki/Innate_bisexuality
9- http://www.telegraph.co.uk/science/science-news/7877774/Female-mice-can-be-turned-lesbian-by-deleting-gene.html
10- http://www.sciencedaily.com/releases/2007/12/071210094541.htm
11- vanderbergh.2003
12- نظريات الشخصية الارتقاء النمو التنوع ص 259
13- holden,1998
14- نظريات الشخصية الارتقاء النمو التنوع ص 98



#موسى_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن القران
- من حرق القران ؟
- صندوق الاستعباد
- كيف تصنع جزارا ؟
- النقود حرام
- مؤسسة الطلاق
- كسوة الكعبة ام كسوة الانسان ؟
- دولة الله
- شيوخ الميكي ماوس
- حجابك عفافك
- ديموقراطستان
- حرب السلام
- هل السحاق حرام ؟
- الحرام المزيف
- يهوذا الختان
- سيكلوجية الختان
- هل السحاق حلال ؟
- انتكاسة فطرية
- حياء مريض
- نكاح قانوني


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - موسى الشديدي - الجنسانية في علم النفس