أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - غسان المفلح - إلى هدى أبو عسلي مع الاعتذار لكل نساء سوريا














المزيد.....

إلى هدى أبو عسلي مع الاعتذار لكل نساء سوريا


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1322 - 2005 / 9 / 19 - 10:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لي صديق من درعا أقصد حوراني بلغة أهل الشام وكان شيوعيا أحب في زمن سوري مضى فتاة مسيحية , ولم تتجرأ على مفاتحة أهلها في هذا الموضوع لأنه مسلم !!, سوى أختها لكونها صديقتها أيضا تفاجأت أختها وقالت لها : باللغة العامية [ شيوعي فهمنا ومسلم سني ماشي الحال بس حوراني !!! هي مستحيلة ] وهذا القول الذي جاء من أختها على سبيل النكتة , وللنكتة هنا في مناسبة الذبح هذه لأبسط حق أقرته الشرائع البشرية والإنسانية مرارة العلقم والسبي المهندس على تعاليم مغلقة لا
يعرف فيها إلا الله !! الذي أخترعها من لدنه .. وإمام هذا الهول الذي شاهدت مثله وأنا مراهق في أزقة مخيم اليرموك ..شاهدت دما لفتاة أيضا كانت قد تزوجت خارج طائفتها , وأمها وهنا يكمن سر الإلهي للمأساة...! أم تلطخ يدها بدماء ابنتها التي جندل رأسها أخوها وغسل العار الذي ألحقته بالعائلة والطائفة جراء زواجها من رجل من خارج الطائفة , وبعد أن تلطخ يدها بهذه الدماء تطبعها على جدار منزلها وتزغرد .. وتزغرد لإبنها الذي غسل العار ...
والاعتذار من نساء سوريا لأن الرجل السوري لم يستطع حماية هدى هذا أولا وثانيا لأن الرجل السوري ذبحها وثالثا لأن الرجل السوري لازال قادرا على القتل تحت مسميات ورموز لا يعلم بها إلا الله .. وسبب الاعتذار الأهم أن الرجل السوري غير قادرا على حماية غير هدى !!! هذا إذا لم يذبح غيرها !! وهذا ما يحيلنا إلى مفهوم : الرجل بالمعنى التجريدي للكلمة .. من هو الرجل السوري ؟ على النساء الإجابة عن هذا السؤال قبل الرجل التاريخي .. الموجود في الواقع السوري ؟
إن الذي ذبح هو مطلق رجل مطلق ثقافة محمية من قبل سلطات متكثرة مكشوفة ومخبوءة , سرية أو علنية أو مهادنه مع هذه الثقافة بحجة جرائم الشرف .. لا يوجد في العالم المعاصر قانون يبنى : على هذه المفردة .. لمعياريتيها الإنسانية المتخلفة في سوريا .. العلمانية !! والقراءة تكريم لدم هدى المسفوح .. يجب أن تنبش بالقيمة الرمزية في هذا النسق الثقافي والعقيدي الذي يجيز الذبح .. إن القتل هنا ليس تعويضا عن خرق
هدى للتابو بل هو استمرار وإشارة .. لعدم اختلاط الدماء الإنسانية مع بعضها في تيمة تلمودية ..قديمة قدم .. كل الأديان والأحبار
في اختيار الأيقونة التي تديم أن الله اختار هذا الشعب عن دون شعوب الأرض , ويجب الحفاظ على نقاء السلالة .. شيئا من الآرية
في عباءة عربية .. يرميها شيخ على حفيد سياسي كي تبقى الزعامة ..... مستمرة إلى الأبد حيث لا أبد خارج صنوف هذا الانتخاب
الإلهي لكل مجموعة دينية أو طائفية على حدة .. سواء اتحدنا تحت مسميات أخرى .. دولة مثلا .. أم لم نتحد .. فالإتحاد قشرة للملمة الظاهر في آتون حرب هي أصلا لم تتوقف . ولهذه الحرب أضحياتها .. وتكر سبحة المسميات في اختزال المسمى ودلالته الفعلية : دم الكائن الإنساني .. حق الحياة .. لم تعد ثقافة تجادل حول حق الحياة إلا إذا كانت مسمياتها تعتبر الكائن الإنساني طية في ثنايا نصها سواء كان معلنا أم غير معلن .. إنه النص الذي يجيز الدم للحفاظ على نقاء الصنف .. والصنف هنا ليس مواطن إنه
.. أضحية أولا ثم تأتي بقية مسمياته ثانيا .. رجل امرأة .. خروف ..الخ ومهمة أي نسق ديني هو الحفاظ على الرمز دون شوائب
وليست أيضا بعض الأنساق الثقافية بعيدة عن هذا الأمر .. وفي حالتنا التي لا توصف على عكس ما يقول محمود درويش في الحالة التي توصف .. تشرد وذبح وهوية مبنية على الطية : الإنسان مطويا في : الرمز .. والرمز هنا أضحية لمسمى :
إنه الدم النقي ياسادة ..
لهذا فالذابح : الشخص لا يجب تحميله المسؤولية لأنه طية مطويا في مساحات الرمز التي ليس لها حدود .. مهما حاول أن يهرب
في هذه المساحة الرجل الذي قتلها برئ ياسادة ... لأنه أصلا لا يستطيع أن يمشي بالشارع أو يضع العقال والكوفية ويجد من يرمي عليه السلام .. أعتذر في نهاية هذا الاحتجاج على نفسي .. وأعتذر من هدى أبو عسلي ومن نساء سوريا كلهن لأنني :
رجل جبان لا يستطيع المضي في الكتابة عن هذا الأمر أكثر من ذلك وإلا فالعاقبة ....
أنا الرجل التاريخي السوري الذي لا يستطيع الكتابة عن شيء ما في ثقافة أهل وطنه هو رجل جبان وعليه أن يعتذر ...
غسان المفلح ...

ــ خاص نساء سوريا ــ



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الكردية في سوريا بين الواقع والطموح
- ميليس والانهيار الأخلاقي
- الخروج السوري من لبنان والدستور العراقي والانتخابات المصرية
- صمت مريب وخدعة قديمة تتجدد أبو ديب طي النسيان
- الوعي بين السلطة والتاريخ
- إلى العرب والكرد والسنة تحديدا في العراق
- الهوية السورية دعوة للعيش إلى أبو ديب في سجنه
- سوريا بعد ميليس هل هي الفاعل أم أحد الضحايا؟
- أمريكا ليست فوق التاريخ
- يوسف عبدلكي بين سمكة وحذاء نسائي تقف جمجمته حائرة
- بين السياسة وحقوق الإنسان وجهة نظر
- السيد الرئيس بشار الأسد
- رد على الطاهر إبراهيم نغمة تتجدد عند كل اختلاف
- الديمقراطية في سوريا
- الليبرالية خارج النص رد
- رسالة من مواطن سوري إلى حزب الإخوان المسلمين في سوريا.
- المرأة والحداثة .في أفق الماركسية.
- الدستور العراقي والحقيقة السورية.
- الفدرالية العراقية وشرق المتوسط من جديد.
- العلمانية مرة أخرى


المزيد.....




- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - غسان المفلح - إلى هدى أبو عسلي مع الاعتذار لكل نساء سوريا