أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح1














المزيد.....

من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 00:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح1

العالم الفكري اليوم أصبح خارج نطاق السيطرة الفكرية المتابعة والمتتبعة للحركة الجوهرية للفكر والمعرفة ولتشهد سيل من ولادات النظريات والأفكار والدراسات بالتسارع الذي لا يمكن للفلسفة من تدارك أمرها واللحاق بها في توثيق ودراسة وفرز وتصنيف هذا الدفق الفكري الأخذ بالانفلات من ربقتها ,لذا صار من المحتم أيضا أن نبني مفهوم أخر لنوع أخر من الفلسفة يفهم هذا التحول وخارج أطر المدرسة القديمة وتداعيات منطقها المعتمد على مقولات وأسس فكر وفن صاغت السلفية الفكرية أسسه وتبنت منهجه دون أن تضع في الاعتبار حركة الزمن هذا.
من سمات عالم الفكر الفلسفي اليوم هو غياب المفاهيم الكلية للمواضيع العامة وتنوع ثر في مصادر التفكير الفلسفي وامتداد جوهري لقضايا جديدة لم تألفها الفلسفة القديمة وإن كانت تعرفها لكن الواقع يشير إلى أن هذه المواضيع الملتصقة بالإنسان أكثر أهمية من دراسة المنهج القديم وأعمق في أثرها الوجودي في حياة وسيرورة الوجود ,فلم تعد الفلسفة اليوم تهتم بالوجودية والعقلانية والسفسطة ومقولات أفلاطون ومثالية كذا ومادية كذا , الفلسفة اليوم الهم الأوحد لها مواجهة الانهيار العظيم في القيم الإنسانية الأساسية التي ولدت في أجواء عالم يترنح تحت ضربات الأنا الفتاكة المتشرعنة تحت عنوان الكونية المطلقة الساعية للسيطرة على عقل الإنسان قبل وجودة ,صراع الإنسان مع التكنولوجيا فائقة التحسس.
السؤال هنا هل تدرك الفلسفة القديمة هذا المأزق وتنتقل من موقعها الأكاديمي نحو واقع بدأ يحاصر الإنسان ويشعره بالاستلاب الذي تمارسه التقنية الحديثة وتدخلها السافر جدا في أدق مراحل التفكير وإن كان في بعض هذه الجوانب امتيازات لم يكن يحلم بها الإنسان ككائن منتج للمعرفة ومستهلك لها ؟. السؤال الأخر ما هو المتوقع من دور الفلسفة في ألتعاط مع وظيفة مهمة من وظائفها وهو قيادة الفكر في مرحلة الأزمة ؟.
الذي يدع أن الفلسفة قادرة على أن تنتج حلول متناسبة وجادة وقادرة على ملء الفراغ بين الواقع وبينها ,نقول له أن الانهيارات المتتالية لمفاهيمها ونظرياتها المتتالية تؤكد عجزها عن ذلك وبواقعية شديدة , ظهور العلمنة والحداثة وما بعد الحداثة وعالم النانوية المتفاقمة ليست نظريات فلسفية تشرح لنا الحلول بقدر ما هي صور لنزعات فلسفية تظهر لتجد في الساحة الفكرية نقيضها قد ولد ليوحي بنزعة مناقضة وقد تكون هذه أسبق من وعي الفلسفة الراهنة بها مما يشكل تخلف لها قد لا يشفع لها أن تكون جديرة بالتعاطي والحلول في نحل المنظم والمنظر لجوانب النزعة وتحويلها إلى منهج فكري جاد.
أما الاتجاه الأخر الذي لا يرى في الفلسفة إلا المحل الأمثل لدراسة الظاهرة الفكرية أو ما نسميها النزعات وإيجاد الحلول النظرية كمقدمة يطرحا للحوار والجدل الفكري ليستشف منها الحلول ,فيرى أن هناك أمل ووقت كاف لدراستها ومن ثم تقديم الحلول المناسبة ,وقد فات على هذا الفريق أن التسارع الرهيب لم يعد معه ممكنا السير في هذا الواقع وهذه الرؤية اللا واقعية التي يشهد لها هذا الفيض من الدفق الغير منضبط تحت قانون أو شكل موحد والمتراكم والمتتالي المفزع بأشكاله وصوره التي صارت سمه من سمات عصر الفضاء المفتوح والمتحرر من قواعد الشكل والإطار الكلاسيكي للمعرفة وتوالد الأفكار .
العصور الفلسفية التقليدية إلى ما قبل العصر الراهن كان للفلسفة دور في الصياغات التمهيدية وطرح الرؤى الاستباقية والتبشير بالعصر القادم وما يتمخض عنه من ولادات فكرية تجد أسسها في صيغة الفكر والفلسفة السائدة ,فهي كانت لا تتعدى النقيض ونقيض النقيض وأحيانا تتلمس أفق متعال قليل عن روح الفلسفة المضطردة في المجتمع .
كثيرا من الفلاسفة والمفكرين كانوا قد تنبؤا بالقادم الفلسفي وما يتمخض عنه ومنه من خلال قراءة الواقع وليس تنبؤ يعتمد الحدس والخيال الفكري المنقطع عن جذور المرحلة واعتمادا على قياسات فكرية نمطية جادة ,أما المشكلة الفلسفية اليوم هي عدم قدرة الفلسفة أن تمارس نفس هذا الدور القيادي والمستكشف إلا من خلال العموميات دون أن تطرح رؤية تساور وتساو بين الواقع المتقلب المتسارع وبين قواعدها الصارمة.
المشكلة أذن في الفلسفة وليس بالواقع ,هنا نشهد تخلف فلسفي أو لنقل عجز الفلسفة أن تتحرك بنفس الإطار الذي يتحرك به الفكر الإنساني مما ولد شعورا فكريا لدى غالبية طبقة المفكرين والمهتمين بالشأن الفلسفي أن هناك أزمة وأزمة حادة تتمحور حول النقاط التالية :.
•هناك ميل حقيقي لتشبث الفلسفة كدراسة وكفن بالقواعد السلفية والمقولات التي تحاول من خلالها أن تعيد القراءة للواقع ,وهذا ما يشكل نوع من التناقض بين حداثة المنتج الفكرية بمعنى كون الفكر عصراني والمنهج يتمسك بالماضوية أو بالرؤية والقراءة الماضوية معتمدا على التمسك بالمقولات القديمة ,وعجزها عن استنباط قواعد ومقولات أكثر تطورية والأكثر قدرة على فهم إشكالية الزمن الحديث والذي لم يعد هو ذاك الوصف الذي درسه الفلاسفة التقليديون ,الزمن مفردة فلسفية واحدة من مفردات تتعرى اليوم لتطالب بفهم أخر فهم يتوافق مع تقاليد ومستجدات العصر هذا.
•لم تعد الفلسفة حكرا على نمطية منهجية واحدة تتساوق مع مفردة التخصص في الدراسة والبحث ,بل نرى اليوم أن فكرة العلوم الشخصية وفحواها كلما تعمقت بالتخصص أفرزت علوم أخرى وبالتالي فالتخصص يعتمد أصلا على فكرة التجزئة ,وهذا الحال منطبق على الفلسفة كتخصص ,هذه النظرة لم تعد ممكنة ولا مقبولة في ظل أعادة التجميع والتركيب وإن كانت لا بد أن تحتفظ بمنهجها المميز لكن أن نصنع حدود وفواصل ما بين الفكر عموما والفلسفة خصوصا لا بجدي نفعا ولا ينتج لنا رؤية فلسفية تكاملية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح2
- وجدانيات ..... أخرى
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- هل العقل قادر على ممارسة القيادة الوجودية
- أزمة فكر أم أزمة تفكير ؟.
- القراءة بوصفها هدف
- الإنسان والبصمة الأولى
- بين مفهومي الجنة والنار أو الخير والشر
- مذكرات إنسان في أخر الطريق
- ما نريد من الله ؟. ح1
- أنتصار العقل الإنساني
- مستقبل رأس المال ح2
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ح1 .......قصة فصيرة
- مستقبل رأس المال
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح2
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح1
- فاكهة ممنوعة
- القاعدة الحيوية القابلة لمبدأ التثمير
- الحاجات والمطالب الضرورية وبالتدرج الواقعي


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح1