أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صبري المقدسي - إمهاتهم شتى ودينهم واحد















المزيد.....



إمهاتهم شتى ودينهم واحد


صبري المقدسي

الحوار المتمدن-العدد: 4735 - 2015 / 3 / 1 - 10:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إمهاتهم شتى ودينهم واحد

العقائد الدينية
تطوّرت الهندوسية من تقاليد الفيدا القديمة التي تتضمن (الدهارما ـ السلوك) والواجبات الشخصية و(السامساراـ الولادة الجديدة)، وتعاليم(الكارما) الأفعال الخيّرة وتعاليم(الموشكا) التي هي تعاليم الخلاص الروحية. وأصبحت هذه التعاليم والقيّم الروحية، المهد الذي نبعت منه العقائد والأديان الآسيوية التي كان تركيزها على الأخلاقيات الفردية، وذلك لخلق مجتمع إنساني مثالي. وبما أن الله براهما هو الذي خلق الطبقات الاجتماعية منذ اليوم الأول من الخلق، لذلك يجب أن يبقى هذا التقسيم أبديا، فهو من صنع الله ولا يمكن تغييره أو ازالته، إذ لا يمكن أن يرتفع شخص من قسم طبقي أسفل الي قسم طبقي أعلى. ولا يجوز الزواج بين هذه الطبقات، إلا انه من الممكن أن يتزوج الرجل من الطبقة الأعلى من الفتاة في الطبقة الأدنى وليس العكس.
يتفق معظم المفكرون الهندوس، أن الروح أو النفس البشرية (آتمان) هي أبدية لاتموت مثل الروح الآلهية. وبحسب المدارس الروحية المتأثرة برؤية (أدفيتا) فإنها لا تميّز بين الروح الآلهية والروح الإنسانية، وجوهر الروح في كل فرد تماثل جوهر الروح في الله (براهما). وأما بحسب أوبانيشاد ودفيتا وتقاليد فيشنافا، فإن النفس أو الروح (أتمان) لا تتماثل روح الله ولكنها أي الروح تحتاج الى الجهاد في ممارسة المحبة الألهية والتضحية اليومية وبالاعتماد على النعمة الإلهية التي لا يُمكن بدونها الخلاص والوحدة مع روح الله (براهما).
بعض العقائد الدينية في الهندوسية:
• تؤمن الهندوسية بالله الخالق المطلق، وهو الباعث للحياة والمُسيّطر على الكون مع الأله فشنو الحافظ للخلق والأله شيفا المُدمّر الذي هو الأله السلبي والمخرّب الذي سوف يقضي على الكون والحياة يوما ما في المستقبل. والأله براهمان الذي خلقه فشنو كي يتخصص بالخلق، وكذلك بوجود عدد كبير من الآلهة (ديفاس وديفيس) الآلهة الذكور والآلهة الأناث، التي تمثل الله الواحد المطلق والتي تعدّ صورا له وتجسيدا لأعماله.
• يؤمن الهندوس بممارسة طقوسهم في الهياكل والمعابد الدينية، وبزيارة النهر المقدس(الكانج) حيث تعيش الآلهة، والحج الى النهر لغرض التطهير والغسل من الخطايا والآثام والتقرّب من هذه الآلهة. وغالبا ما يُلقى بالرماد المتبقي من جثث الموتى في هذا النهر، فهو أقدس المقدسات في ديانتهم.
• يؤمن الهندوس بعدد كبير من الآلهة التي يدينون بها ويؤلهونها، وبعضها أقرب في طبيعتها إلى الملائكة والشياطين والجن في الديانات التوحيدية. وهم يؤلهون الأجرام السماوية مثل الشمس والقمر والنجوم والحيوانات مثل القردة والأفاعي التي لها قدسيّة خاصة.
• تؤمن الهندوسية، أن الحقيقة الوجودية المطلقة هي واحدة مع صورها العديدة الثنائية والثلاثية وتفرعاتها وتجسّداتها العديدة في المرونة الروحية المثالية، التي قد تبدو للبعض تخبطا لاهوتيا وتناقضا في مفهوم الوحدانية الآلهية والتعددية في الله الواحد.
• تؤمن الهندوسية، أن الله براهمان هو(هي) الحقيقة المطلقة، الذي يوجد داخل كل كائن حيّ. وهو المبدأ الأول للكون وللنفس البشرية. والحياة نفسها هي رحلة من البحث عن(براهمان) عبر التناسخات العديدة، وذلك للتخلص من الجهل الروحي المحيط بكل شخص والأتحاد به في نهاية المطاف.
• تؤمن الهندوسية، أن العالم ليس خالدا ولا يدوم الى الأبد، إذ سيأتي يوم ينهار فيه كل شىء وذلك بسبب أعمال الإله شيفا المُخرّب ولكن بمساعدة الأله فشنو يتحوّل العالم الى عصر آخر من التكوين المستمر بدلا من الفناء النهائي.
• تؤمن الهندوسية أن للحيوانات مكانة خاصة، فهي لا ترى فارقا بين الإنسان والحيوان، لأن لكل منهما روح، ويمكن للروح أن تنتقل بينهما بموجب مبدأ التناسخ التي تؤمن به الهندوسية. فالبقرة مثلا تقدس تقديسا لا مثيل له من بين كل الحيوانات، إذ تتمتع بحرية مطلقة في التنقل في الطرقات، ولها ايضا تماثيل في البيوت والمعابد. ولا يمكن ذبحها ويمنع أكل لحمها أو استغلال جلدها في الصناعات. ويجب دفنها بإحترام شديد بعد موتها. وتقدس الهندوسية كذلك، الفيل(جانيش) وهو ابن الأله شيفا، الذي تتجسّد فيه الطبيعة الحيوانية للإنسان. وهو رمز القوة والحكمة والحظ للمؤمنين به.
• تحرق الأجسام بعد الموت لأن ذلك يُعطي المجال للروح لكي تتخلص من الجسد والوصول بأسرع طريقة الى التجسّد الأعلى.
• تؤمن الهندوسية بنظام الطبقات، حيث تدّعي كتبها المقدسة أن البراهمان الذي خلق الكون والسماء والأرض والأشياء كلها، هو الذي خلق طبقات المجتمع الأربع: البراهما وهي الطبقة البيضاء المتكونة من(الكهنة وعلماء الديانة والمعلمين والمثقفين وحافظي المعرفة والحكمة) والكشاتريا وهي الطبقة الحمراء المتكونة من(الحكام والجنود وحماة المجتمع والمتعلمين والقائمين على ادارة شؤونه وأمنه) والفيشي وهي الطبقة الصفراء المتكونة من (المزارعين والتجار والمسؤولين عن تأمين الرخاء والاستقرار المعيشي) والشودرا وهي الطبقة السوداء المتكوّنة من(المنبوذين وأهل الحرف اليدوية والخدم وهي أدنى طبقات المجتمع وحفاري القبور، أشبه ما يكونون بالعبيد).
• تؤمن الهندوسية بعدد لا حصر له من التجسّدات والظهورات الآلهية منذ الخليقة والى اليوم وسوف تستمر هذه التجسّدات والظهورات الآلهية الى اليوم الأخير من الوجود.
• يُعطي الشرع الهندوسي المكانة اللائقة للوالدين لما لهما من دور في تربية الأولاد وكذلك الاحترام الكبير لمن هم أكبر سنا أو علما أو درجة مع التقدير للأقرباء ولرجال الدين. ويُعد هذا الإحترام نوع من العبادة التي تقرّ به الهندوسية وتقدسه في تعاليمها وشرائعها.
• السعي المهمّ في الحياة الروحية للهندوسي هو الوصول الى السعادة القصوّى والوحدة مع الله(براهمان)، لذلك يُحاول الهندوسي المؤمن أن يتحمل الإساءة من الآخر قدر المستطاع من دون أن يرد بمثلها وذلك للتضحية من أجل السلام الداخلي.
• تؤيد الهندوسية نظاما أخلاقيا جيّدا بين أتباعها يتمسك بكثير من القيّم والفضائل ويلتقي في الكثير من النواحي مع الأديان التوحيدية الابراهيمية، مثل تحريم القمار وكلّ أشكال الرهانات، ومعاقبة من يُمارس ذلك، واعتباره مكسبا غير مشروعا، مع تحريم الكذب والنفاق والتدنيس والتزوير والتنجيم والارتزاق منه، وتحريم الرشوة والمكر وسلوك طريق الخبث والغش، وتحريم الخمر وكل أنواع المُسكرّات.
• تؤيد الهندوسية الدفاع عن حقوق الحيوانات ولكنها لا تملك الطرق الواجب إتباعها أو السلوك الذي يجب استعماله في حمايتها ورعايتها.
• لا يوجد تعاليم خاصة في الهندوسية عن الحكم بالموت ضد المذنبين والمجرمين، لكنها تعارض القتل والعنف والإنتقام. وتندّد بالحرب وقتل الأبرياء وتعذيب الأسرى وإستبداد الشعوب.
• لا تمنع الهندوسية تبرع الأعضاء والأنسجة البشرية ولا تحرّم استعمال حبوب منع الحمل والسيطرة على النسل. ولا تشجع الإنتحار ومساعدة المرضى بالموت البطىء حتى للذين يُعانون من الآلآ م المزمنة.
• لايوجد مفهوم الجنة والجحيم في الهندوسية كما هو في الأديان التوحيدية، وليس الوصول الى السماء بالضرورة الهدف النهائي لديهم. والشىء الوحيد الذي يُعدّ أبديا في عقائدها هو الله والنفس (آتمان)، ولهذا نجدهم يجهدون بكل الطرق للوصول الى الله والأتحاد به.
العقائد الزرادشتية
بدأت الزرادشتية ديانة عالمية تبشيرية، إذ كانت تحاول أن تخاطب الآخر بطريقة حوارية منطقية جميلة. وكان زرادشت يُدرّب المبشريين لكي يُرسلهم الى العالم الخارجي لإقناع الملوك والقبائل والأشخاص في قبول عقيدته. وكانوا يُعلنون للناس قائلين:((إسمعوا بشكل جيّد وفكروا بعقل نيّر كل واحد منكم من الرجال والنساء، ثم قرروا لأنفسكم)). وكانت الزرادشتية تسلك المسلك المثالي في إقناع الناس منطقيّا وتمارس الحرية في إعتناق الدين من دون جبر ولا إكراه. وهي لم تدعوا الى عبادة النار، كما هو شائع عنها، ولم تتخذ من النار إلها. ولكنها رأت فيه رمزا لقوّة الله الذي لا يمكن أن يراه أحدا. وكانت تصرّ على الإحتفاظ بشعلة النار الموقدة منذ أيام نبيّها، وتحاول ابقاء نارها مشتعلة كصورة حيّة من صور الله الواحد الأحد. وتدور مفاهيمها العقائدية حول مفهوم الوحدانية بالصيغة الثنوية. وتحاول أن تؤكد بأن الثنوية في الله، لا تلغي وحدانيته، لأن مفهوم الثنوية الزرادشتي لا يقف في تعارض مع وحدانية الله، بل يقدم أكثر التفسيرات منطقية لوجود الشرّ في العالم.
تعدّ العقائد الأخلاقية الزرادشتية من أجمل وأنضج التعاليم في ذلك الوقت، والتي كانت تدور حول المجتمع والعدالة الاجتماعية ومساعدة الآخر وتقديم النُصح والمشورة وعدم مقاومة الشر بالشر والدعوة الى السلم والرحمة بين الناس. وكان شعارها منذ اليوم الأول من نشوءها: الفكر الحسن والقول الصالح والفعل الخيّر. ولايُمكن أن يعرف المرء ما هو جيّد إلا من خلال العوّن الإلهي والالهام الروحي في الضمير(بحسب تعاليم آفستا). فالأفكار الجيّدة تؤدي بالمرء الى استعمال الكلمات الحسنة، وهذه تؤدي به الى الأفعال الجيدة والخيّرة والحسنة. يحسب زرادوشت تعاليمه، تجديدا للعقائد القديمة وتحسينها على أحسن ما يكون بعيدا عن عبادات الأصنام والتماثيل التي تقرّب الإنسان من الشرك والشر والخطيئة.
هناك أصول دينية في الزرادشتبة لابد منها في الديانة، وهي بمثابة الأركان الستة للإيمان الزرادشتي: 1ـ التوحيد. 2 ـ الإيمان بنبّوة زرادشت. 3 ـ العمل الحسن والقول الجيّد والنية الصالحة. 4 ـ الروح. 5 ـ الثواب والعقاب. 6ـ المعاد والقيامة.
بعض العقائد المهّمة للزرادشتية:
• تفرض الزرادشتية على أتباعها شهادة الايمان أو عهد الايمان كما جاء في الآفيستا:((أقرّ أني عبد الأله الواحد" أهورامزدا"، وأني أعتنق دين زرادشت، كافر بالشيطان. وأقرّ أني سألتزم التفكير في الخير والكلام الطيّب والعمل الصالح)). وتعلم الزرادشتية في كتابها المقدس بأن زرادشت نبيّ أرسله الإله (أهورامزدا) بشيراً بالخير وهادياً ونذيراً، وبأنه نبيّ آخر الزمان، وهو يقول:((أيها الناس، إنني رسول الله إليكم، لهدايتكم، بعثني الإله في آخر الزمان، أراد أن يُرسلني اليكم لأبشركم بالخير والحق والرحمة، بشيراً ونذيراً، ولهذا يدفعني الله في حماسة إلى تأدية الرسالة والتضحية من أجلها)).
• تدعو الزرادشتية الى عبادة الله الواحد، الخالق الأعظم (أهورامزدا)، الذي هو الخير المطلق والحكيم المُدّبر، خالق كل شيء جميل وحسن في الكون. وتدعو كذلك الى الابتعاد عن خالق الشر(أهريمان)، المسؤول الأول عن الشرّ والظلمة في العالم والذي تحيط به القوى الخبيثة والشريرة. فالعالم إذا تحكمه قوّتان، القوة الأولى التي تتحكم بالخير ولا تستطيع فعل الشر اسمها أهورامزدا وهي التي تتحكم بالنور وكل الأفعال الخيّرة وتدرك المستقبل وتتوقع الغلبة على قوى الشر. والقوة الثانية، التي لا تستطيع فعل الخير وتتحكم في الظلمة، ولا علم لها بالماضي ولا بالمستقبل وهي القوة الشريرة.
• تعتقد الزرادشتية، أنه على الانسان أن يتبع الخير وأن يكثر من الأعمال الصالحة، النابعة من الأفكار الجيّدة والأقوال الحسنة وذلك في ممارسة الصدق الذي هو السبيل الوحيد في التقرّب من الإله الواحد الحق. وبالطهارة في الأعمال والأفكار والتراحم بين الناس والمجتمعات بل حتى مع الحيوانات. والابتعاد عن الشر وعدم الأخذ بالثأر. وتؤكد على الإبتعاد عن السلب والنهب والتخريب والتدمير.
• تعتقد الزرادشتية بالمجاهدة المعنوية والحرب الروحية وتدعو الى السلم والمحبة ومبدأ التراحم ونبذ الحرب وعدم ازهاق الأرواح البريئة جراء الجشع والطمع.
• تعتقد الزرادشتية، بأن الله(أهورا مازدا) هو الذي خلق الإنسان وسلمه المسؤولية شريطة أن يتبع القواعد الأخلاقية. وبأنه يُعاقب بعد موته على كل التجاوزات والخطايا التي يرتكبها في حياته: فإذا كانت أعماله وأفكاره وأقواله حسنة وخيّرة، فإنه يستحق الانتقال الى الجنة في السماء حيث السعادة الأبدية، وأما إذا كانت أفكاره شريرة وهو غارق في الشرور والخطايا والمظالم المختلفة فإنه يذهب الى الجحيم حيث العذاب الأبدي، وهذا ما يُسمى بيوم الدينونة الفوري بعد الموت مباشرة. وأما يوم الدينونة العام، فيكون عند نهاية النظام الحالي الذي يعيشه الإنسان في الكون، حيث يخضع كل فرد الى المحاكمة الفورية الأخيرة على أعماله.
• تؤمن الزرادشتية أن روح الميّت تجلس فوق رأسه ثلاثة أيام وهي تفكر في أفعالها السابقة لتزن خيرها وشرها الى أن تحضر الملائكة عند الروح فإذا كانت صالحة فهي تقودها الى النعيم، وإذا كانت شريرة فتحضر الشياطين عندها لتقودها الى العقاب.
• تؤمن الزرادشتية بوجود ثلاث منازل للإنسان في الآخرة وهي الجنة: وهي منزل السعداء الخيّرون الذين أطاعوا أهورامزدا وعملوا بالفكر الطيب والقول الجيد والعمل الحسن وتسمى بالفارسية(بهشت). والثانية هي النار: وهي منزل الأشقياء الذين وقعوا في شرك أهريمان وشباك شياطينه. والثالثة هي (هامستكان)، وهي المكان بين الجنة والجحيم وهي بمثابة المطهر الذي تكفر فيه النفس عن خطاياها وذنوبها السابقة.
• تؤمن الزرادشتية بأن العلاقة بين الله والانسان هي علاقة أخلاقية بالدرجة الاولى وبأن الانسان هو شريك لله في المشروع الكوني الرامي الى مكافحة الشرّ واستعادة الحياة النظيفة والحسنة المليئة نورا وبهاءً، وتقع هذه المسؤولية بالدرجة الاولى على عاتق الانسان.
• تعتقد الزرادشتية ان النار هي رمز من رموز قوّة الله (أهورامزدا)، ولهذا يجب تقديسها وإبقاءها مشتعلة، وليس عبادتها كما يفعل بعض الزرادشتيون.
• تشجع الزرادشتية على تقويّة الأواصر الأسرية، وتحاول أن تؤكد على الرباط العائلي عن طريق الزواج الذي يتقدس بوجود المرأة الصالحة والأولاد السعداء الصالحين وكذلك بوجود عدد كبير من الماشية الذي هو رمز البركة الإلهية.
• تؤمن الزرادشتية بأن زرادشت هو خاتم الانبياء وهو رسول آخر الزمان، لا تزال بذرته الخصبة حيّة في البحيرة المقدسة، وإذا ما حان الوقت ونزلت عذراء طاهرة الى البحيرة للإغتسال فتتعلق البذرة الخصبة بها وتحمل المخلص، الذي سوف يولد ميلادا إعجازيا، ويكون إنسانا حقيقيا كاملا، يأتي ليُخلص البشر من الشرّ والخطيئة.
• تعتقد الزرادشتية بالوضوء قبل الصلوات الفرضية الخمسة كل يوم سواء بإستعمال الماء أو الرمل في حالة عدم وجود الماء. وذلك بغسل الوجه والأيدي قبل الصلوات الطقسيّة لتنقية الجسّد والتطهّر قبل التقرّب من أهورامزدا.
• تؤمن الزرادشتية بالفضائل التي يجب على كل زرادشتي أن يلتزم بها في تعامله اليومي مع الآخرين ومن هذه الفضائل: التقوى والشرف والأمانة والفضائل الاخرى التي تنبثق منها وهي عدم الكذب والوفاء بالعهد وحفظ كلمة الشرف واجتناب الاحتكاك بالموتى.
• تسمح الزرادشتية بالجهاد وتمجّده في سبيل نشر الإيمان والدفاع عن الوطن والجماعة. ولم تستعمل الزرادشتية القوّة في نشر الدين عمليّا، إلا مرة واحدة. إلا أنها تدعو الى الحرب ضد الشرّ وقواه المختلفة التي يدعونها القوة الخبيثة.
• تحترم الزرادشتية كل الأعراق والأجناس والأديان وكل الكائنات الحيّة، وتدين كذلك الظلم والذين يرتكبون الآثام، وكل التجاوزات على حقوق الآخرين.
• تؤمن الزرادشتية بالطبيعة وتحترمها، لذلك نجد أن الإحتفالات الدينية تحدّد على هذه الأسس الطبيعية للتغيرات المناخية مثل عيد رأس السنة الذي يقع في بداية الربيع، وعيد الماء الذي يقع في الصيف، وعيد النار في وسط الشتاء.
كانت هذه بعض العقائد المهمّة للديانة الزرادشتية التي غايتها الأولى والأخيرة هي خلق مجتمع عادل ومتسامح وبعيد عن الشر. وتختصر الأخلاقيات الزرادشتية في ستة وصايا تقوم عليها الديانة وهي: 1 ـ طهارة الفكر والكلمة والعمل. 2 ـ النظافة والإبتعاد عن النجاسات. 3 ـ ممارسة الرحمة والإحسانات المختلفة. 4 ـ الرفق بالحيوانات النافعة والأليفة. 5 ـ القيام بالأفعال الخيّرة والنافعة. 6 ـ نشر التعليم بين الناس من دون تمييز.
وتجدر بالاشارة، أن الزرادشتية تعاني اليوم من مشكلة تناقص عدد أتباعها لأنها لا تقبل الإهتداءات الجديدة ولا الزواجات المختلطة. وعلى المُنتمي إليها أن يكون من الجنس الفارسي. فلكي تكون زردشتيا جيّدا فيجب أن تكون فارسيا جيدا، ولا يمكن الزواج من خارج الديانة بالنسبة للجنسين. ومما يدعو للأسف الشديد أن نرى ديانة عالمية تبشيرية في أساسها وعقيدتها ونشوءها تتحول في مرور الزمن الى ديانة قوميّة عنصرية مما أثر على تعاليمها وفقدت سحرها ووهجها الروحي العظيم، وهي لا تزال تملك الفرصة في إحياء عقائدها ومناهجها والخروج من انطوائها وتقوقعها.


العقائد اليهودية
تتضمن الشريعة الموسوية قوانين وتشريعات أخلاقية وتربوية وروحية واجتماعية مع سلسلة من العقوبات والفرائض العبادية، وهي تهدف الى تنظيم الحياة الدينية للشعب. وتعود في شكلها الحالي الى القرن 9 ـ 8 ق.م، وتتوجه الى شعب تجاوز حيّاة البداوة الى حيّاة الزراعة والتجارة والحياة المدنية.
تعدّ الوصايا العشر في الشرع اليهودي جزءاً من العهد الذي قطعه الله مع شعبه، والتي تتخذ كامل معانيها من صميم العهد الذي صنعه الله مع موسى ومع شعب اسرائيل، إذ يكشف الله عن ذاته وعن مجده لأول مرة في التاريخ البشري في صحراء سيناء بعد حوالي ثلاثة أشهر من ترك الشعب أرض مصر. إذ يُعطي الله لموسى الكلمات العشر، منقوشة على لوحيّ الحجارة، والتي سميّت بتابوت العهد. وكان الشعب يحمل هذه الألواح معه في صندوق خاص رمزاً لحضور الله بين شعبه، ثم تطوّرت الفكرة بعد إستقرار الشعب في الأرض الموعودة، الى بناء الهيكل في اورشليم كي يوضع التابوت فيه.
وكان العهد حدثا تاريخيا جوهريا بالنسبة الى الشعب ونعمة مجانية من الله، عليه أن يقبل به ويُطيعه إختياريا وينتمي اليه انتماء خاصا. وأن يكون حارسا وأمينا له، فإن خالفه فإنه يخرج من نطاق البركة(النعمة) ويُطرد من الفردوس(آدم الانسان الأول = شعب اسرائيل).
والشريعة أو الناموس، هي أنواع من الفرائض الدينية التي ترافقها المكافأة أو العقاب. وتنقسم الى الزامية تأمر المؤمن، وغير الزامية، قابلة للنقاش والبحث. ومن أنواعها: الشرائع العبادية والأسرية والاجتماعية والطقسيّة.
وتبدو هذه الشرائع قريبة في شكلها وفرائضها من الشرائع السومرية والأكدية والآشورية ولا سيّما الشرائع البابلية من عهد(حامورابي). كونها صيغت في الفترة التي كانت تحكم بابل على فلسطين في الألف الثاني قبل الميلاد. وكان من الطبيعي أن تؤثر هذه الشرائع على الشعوب التي تحكمها ومنها الشعب الاسرائيلي، الذي استعملها وأستفاد من بنودها في الحياة اليومية.
بعض العقائد والشرائع اليهودية:
• يشير اليهود إلى الشريعة بكلمة(توراة)، وهي تعني القوانين أو التشريعات الخارجية تحديدا، لتنظيم حياة الشعب الخلقية والتربوية. وكذلك الى التشريعات القانونية والمُعاملات المدنية والاقتصادية والقضائية، إضافة الى التوصيّات العبادية والطقسيّة وطريقة ممارستها وكيفية إقامتها(خروج 20/2ـ 17، تثنية 5/ 6ـ 21). والى الوصايا الالزامية التي كان على الشعب أن يُقدسها ويضعها كعصائب بين عينيه ويُطبقها في حياته، فهي بمثابة عهد بينه وبين الله. ويفرّق اليهود بين (الشريعة المكتوبة)، وهي الواردة في أسفار موسى الخمسة من طرف، وبين (الشريعة الشفوية)، التي هي الشروحات والتفسيرات لحاخامات اليهود، التي سجلت في التلمود وغيره من الكتب من طرف ثان.
• أوصى الله آدم بالمحافظة على العهد، ولكن مُخالفته للوصية الاولى هي التي أدّت الى طرده من الفردوس في قصة الخطيئة في البستان أو الفردوس (تكوين 2/16ـ 17 ). ولم يترك الله آدم من دون وصية، إذ يُذكر بها قايين(تك 4/ 7). ويحدث الطوفان بعد العصيان على الوصية (6/5)، ومن ثم يُعطي الله وصايا عالمية أممية لنوح (9/ 3ـ 6)، والتي كانت بمثابة الشريعة القانونية والأخلاقية الاولى للأنسان الذي لم يقدر الإحتفاظ بها.
• الطاعة للوالدين هي من العقائد المهمّة والجوهرية في اسرائيل ويجب أن تستمر حتى بعد موتهما وأن توفر لهما ما يلزمهما من الماديّات ورعايتهما عندما يعجزان عن العناية بنفسيّهما.
• تجنب الغضب والحقد والحسد والخطايا الاخرى مثل الزنا والسرقة والقتل واشتهاء مقتنى الآخرين وغيرها من الوصايا الالهية التي تخدم الانسان وتحاول أن تنظم أمور الحياة للمؤمنين.
• تحريم أكل الدم والمشاركة في الذبائح الوثنية كونها من الممارسات الوثنية للشعوب المحيطة بهم والمشاركة بها تجعلهم ينسون العهد مع الله الواحد الأحد.
• تحريم أكل بعض الحيوانات والطيور بسبب إستخدامها في العبادات الوثنية وضررها بالصحة وذلك لتذكير شعب اسرائيل دائما بأنه شعب مُكرّس لله الواحد وبأنه مختلف عن الشعوب الاخرى.
• إعطاء أول وأفضل ما يكسب الفرد المؤمن لله، لأنه يجب أن يكون الأول في حياة المؤمنين. وبإعطاء المؤمنين العشور لله بإنتظام كي يكون(الله) على قائمة الأولويات.
• مساعدة الفقراء والمساكين من العشور للحيلولة دون وقوع الفقر والمجاعة ولغرض إقتسام الخيرات مع الآخرين واجتذابهم للإيمان الحق بالله.
• إطلاق العبيد أحرارا بعد ست سنوات من خروجهم من مصر مع تزويدهم بمؤونة الطعام الى أن يجدوا عملا أو طريقة اخرى يُحافضوا بها على كرامتهم الانسانية.
• منع تقديم الأبناء ذبائح كما كان يفعل الوثنيون وتحريم السحرّ والشعوذة والاتصال بعالم الأرواح لمعرفة المستقبل، كونها من أعمال الشيطان. والأفضل إستبدالها بعبادة الله الحق.
• مراعاة الشريعة اليهودية، للفقراء والمساكين والتشجيع على معاملتهم انسانيا والتأكيد على منحهم الفرصة لتحسين أوضاعهم. ومنع ظلم الغرباء لأن (اليهود) أنفسهم كانوا غرباء في مصر.
• تحريم الشريعة العمل في يوم السبت ولو لطبخ الطعام، كي يكون السبت مُخصّصا لله فقط، ولكي يبتعد الانسان المؤمن عن المسؤوليّات اليومية التي تشغله عن التفكير بالله.
• تحريم الحيوانات المُجترّة ومنع الطيور الجوارح مع السماح في أكل نوع من السمك الذي له الحراشف والزعانف فقط. ومنع طبخ حيوان بدمه أو طبخ حيوان بلبن أمه. وأما بالنسبة الى الخمر فالشرع اليهودي يسمح بشربه.





العقائد المسيحية الكاثوليكية
تنطلق الكنيسة الكاثوليكية في تعاليمها الأخلاقية من مبدأ الكرامة الانسانية ومن الأخلاقيات الأنجيلية التي هي القاعدة الأساسية في تعاليمها، لأن ما يُهدّد كرامة الانسان، يُهدّد في الحقيقة الكنيسة والأنجيل نفسه. وتسعى الكنيسة دائما الى الرفع من قيمة الانسان وتندّد بكل ما يُرتكب من جرائم وانتهاكات بأسم الرحمة والعلم والحرية والديمقراطية. لأن الناس كلهم خلقوا على صورة الله ومثاله وبأنهم جزء من تدبير الله وملكوته وبأن الانسان مُخلص ومُفتدى بيسوع المسيح. لذلك كرامته محفوظة ومُصانة ولن تكون بأي حال من الأحوال نتيجة كفاءة أو إنجاز إنساني.
بعض المواقف الأساسية للكنيسة الكاثوليكية:
• تؤمن الكاثوليكية، أن الله لم يتكلم فحسب بل تجسّد في شخص بشري هو يسوع المسيح، الذي يعمل في الكنيسة من خلال أبناءها الذين هم مدعوّون كي يؤمنوا ويفهموا ويُفهموا الآخرين ويُبشروا بالكلمة الحيّة أينما كانوا.
• تؤمن الكاثوليكية، أن المسيح هو المُعتمد الوحيد والحق لخلاص الانسانية وهو وسيط الخلاص وسراطه، والحاضر لأجل البشر في جسده الذي هو الكنيسة، التي أنشأها كي تكون آداة ضرورية للخلاص (المجمع الفاتيكاني الثاني).
• تؤمن الكاثوليكية، أن المسيحية هي دين الخلاص. وعلى الانسان المسيحي بحسب هذا المفهوم اللاهوتي أن يتوقف عند أقدام الصليب كي يخلص من الخطيئة التي هي ديّن لا يُمكن للمرء بقوّته وقدرته الذاتية أن يوفيه إلا من خلال الفداء على الصليب الذي كان وبحق التغطئة الكافية لديون البشرية جمعاء: ((فلا خلاص بأحد غيره لأنه ما من اسم تحت السماء أطلق على أحد من الناس ننال به الخلاص)) أعمال الرسل 4/12.
• تؤمن الكاثوليكية، أن الحياة الأبدية ترتكز على الاشتراك في حياة الله ذاته بإتحاد الآب والإبن والروح القدس. والانسان مدعوّ الى اتحاد كهذا بيسوع المسيح. والقيامة هي تعبير عن الحياة التي تنتصر على الموت وتلغي حدوده:((أنا القيامة والحياة، من آمن بي وإن مات فسيحيا وكل من يحيا ويؤمن بي لن يموت للأبد)) انجيل يوحنا 11/21.
• تؤمن الكاثوليكية أن الله هو مُحب للبشر وعادل عدالة لا متناهية، مع التأكيد على كونه رحيم غفور يفتح صدره للخطأة ويعفو ويُخلص البشر الخاطئين. وهو يُدين من لايتوب ويرفض الخلاص والويل لمن يقع في يد الله الحيّ الذي لا يُريد موت الخاطىء الى أن يتوب ويحيا حياة صالحة.
• تؤمن الكاثوليكية، أن الأحياء في هذا العالم والذين انتقلوا على رجاء القيامة هم دائما جسد واحد (شركة القديسين) فالموت لا يفصم عري الوحدة بين المسيح وجسده الذي هو الكنيسة. لأن الأموات الذين تمثلهم الصور والإيقونات هم أيضا لهم دورهم في التسبيح والتمجيد.
• تؤمن الكاثوليكية، أن منزلة العذراء مريم تفوق منزلة الملائكة، لأن الإتحاد تمّ فيها بين الله والإنسان، وأن الكلمة الإلهية(ابن الله) قد اتخذ جسده من مريم، وهي أصبحت بسبب هذا الحبل الإلهي، هيكلا حيّا للأله الذي لاتجسر طغمات الملائكة أن تنظر إليه. ومجدها إذا مُستمد من ذلك الذي أعطته للعالم وأصبحت هي أمه (أم الله) وأم لكل الذين يؤمنون به.
• تؤمن الكاثوليكية، بالحوار مع المسيحيين الآخرين وكنائسهم بروح جديدة من التفاهم والحوار من دون تسميّتهم التسمية القديمة الجارحة(الأخوة المُنفصلين). وبإنشاء العلاقات القوية مع مجمع الكنائس العالمي الذي أسس في سنة 1948 في امستردام ويضم حاليا 300 كنيسة موزعة على 105 قطرا في العالم وهو يمثل 600 ـ 700 مليون مسيحي من الارثوذكسيين والبروتستانتيين. والإنفتاح كذلك مع الاديان الأخرى ومع كل ذوي الارادة الصالحة.
• تبدي الكاثوليكية إحتراما فائقا للحرية الانسانية وهي تعلم في عقائدها استنادا على النصوص المقدسة بأن الناس جميعا ذو عقل وارادة حرّة ومن ثمّ ذو مسؤولية شخصية، فبدافع طبيعتهم وكرامتهم عليهم أن يطلبوا الحقيقة ولاسيّما تلك التي تتعلق بالدين وهم ملزمون، إذا وجدوا الحقيقة أن يعتنقوها(بيان المجمع الفاتيكاني الثاني" في الحرية الدينية ").
• تعترف الكاثوليكية بالواجبات المترتبة عليها تجاه الأديان وتقاربها ووحدة الانسانية، كما جاء في الوثيقة الفاتيكانية للمجمع الفاتيكاني الثاني:((جميع الشعوب يؤلفون اسرة واحدة: فهم جميعهم من أصل واحد إذ أسكن الله الجنس البشري كله على وجه هذه الأرض، ولهم جميعهم غاية قصوى واحدة، وهي الله الذي يبسط على الجميع كنف عنايته، وآيات لطفه، ومقاصده الخلاصية، الى أن يجتمع مختاروه في المدينة المقدسة التي يُضيئها مجد الله، وفي نوره تسلك الشعوب جميعا)).
• تؤمن الكاثوليكية، أن إتحاد الجنسين يتم بالزواج الذي هو صلة عميقة وإرتباط نهائي وهما يُكملان أحدهما للآخر وهما جزءان من جسد واحد مشيرا الى أن أحدهما لا يكتمل دون الآخر.
• تحرّم الكاثوليكية، تنظيم الولادات ووسائل منع الحمل بالوسائل الاصطناعية وعدم التسرّع في قبول كل شىء جديد (رسالة الحياة الجديدة ـ البابا بولس السادس).
• تحرّم الكاثوليكية، الإجهاض المتعمّد، فالاجهاض هو جريمة القتل المتعّمد، إذ لايمكن أن تقبله الكنيسة أو تؤيده بأي شكل من الأشكال، ولأن الحياة الانسانية تنشأ فور تلقيح البويضة، وهي ليست ملك الأب والأم، بل هي حياة كائن بشري جديد ينمو لذاته، فلا يمكن ممارسة الإجهاض كهدف أو وسيلة، لأن الإجهاض هو في الحقيقة تمرّد على الله، الذي هو خالق الحياة وحاميها. كما جاء في رسالة يوحنا بولس الثاني ـ انجيل الحياة:(حياة الأنسان مقدسة لأنها تفترض منذ البدء عمل الله الخلاّق وتظل أبدا في علاقة خاصة مع الخالق، هدفها الوحيد. فالله هو سيّد الحياة من بدايتها حتى نهايتها). وكما يؤكد التعليم المسيحي الجديد في الفقرة 2318: (للولد الحقّ في الحياة منذ الحبل به. والاجهاض المباشر، أي المقصود كغاية أو وسيلة هو "ممارسة خبيثة" تتعارض بوجه خطير والشريعة الطبيعية، والكنيسة تقاصص بعقوبة الحرم القانونية هذا الاجرام الى الحياة البشرية).
• تحرّم الكنيسة الكاثوليكية، استخدام الأجنة والنطف على أنها مواد بيولوجية، وتحرّم استعمالها كمصدر للأعضاء والأنسجة للزرع، لأن قتل الكائنات البريئة لمنفعة الآخرين، هو شىء مرفوض على الاطلاق:(بما أنه من الواجب معاملة الجنين كشخص منذ الحبل به، فلا بد من الدفاع عن سلامته، ومن الإعتناء به وشفائه، مثل كل كائن بشري آخر) التعليم المسيحي 2323 .
• تحرّم كل أنواع القتل الرحيم أو كل أنواع الاهمال الذي يؤدي الى الموت بحجة الدفاع عن الحياة.
• الدفاع عن حقوق الفقراء والمظلومين، وإلا ما الفائدة من حضور القداس يوميّا إذا ما أهملنا المسكين الذي أحبه الله((أريد رحمة لا ذبيحة)).
• الدفاع عن حقوق الشعوب المغلوبة على أمرها ضد المعتدي والمغتصب، دفاعا سلميّا حواريا من دون الوصول الى درجة الترهيب والقتل.
• الدفاع عن حقوق الأديان والمرأة والأطفال والسياسيين والاعلاميين والمفكرين ضد القوانين الفاشيّة التي تُرهب الانسان وتقمعه وتمنعه من التواصل الفكري والحضاري.
• الدفاع عن الحياة والكرامة البشرية ومعارضة الأبحاث العلمية على الخلايا الجذعية للأجنة البشرية والاستنساخ البشري كونها ممارسات تتعارض والمبادىء الأخلاقية ولايمكن قبولها على الاطلاق.
• الدفاع عن الانسان وعن كرامته وقيمته في المجتمع ضد كل ما يحط ّمنه ومن أصالته، وتَخليصه من واقع جَعله آلة مسيَّرة لا رَونق لها ولا حياة. زد على ذلك أنه لا يجوز حتى للانسان ذاته أن يقصد إذلال نفسه أو أن يَحُط من كرامته، لأن الأمر يتعلق بواجبات الانسان نحو الله، عليه تأديتها وهي ليست حقوقا يتصرف بها كما يشاء.
• الدفاع عن الفقراء والمعوّزين ماديّا والمهمّشين والمظلومين في المجتمع من خلال التضامن الحيّ معهم. وعلى الحكومات والمؤسسات الاجتماعية تحجيم مثل هذه الإجراءات التعسفية والظالمة وذلك للخير العام والمنفعة الانسانية العادلة.

















العقائد الإسلامية
يأتي تعريف (العقيدة) في الاسلام من الجانب اللغوي الى الفعل (عقد) وهو العهد واليمين ومكانه القلب والعقل والضمير والتصديق بها والثبوت عليها. وأما من الجانب الاصطلاحي: فالتصديق بالعقيدة والاطمئنان اليها يقينا بالبرهنة والاستدلالات العقلية والحسيّة والطبيعية من دون ريب هو التعريف الأقرب لها. وتسمى العقائد الاسلامية الشريعة التي تخاطب جميع الناس وهي في نظر العلماء المسلمين نزلت بلسان عربي مُبين كي يفهمها الناس جميعا بإختلاف طبقاتهم ودرجات فهمهم وقابلية إدراكهم.
وتوجد مفاهيم فقهية وعقائد ايمانيّة، تساعد المسلمين في التقرّب الى الله والى بعضهم البعض مثل أغلب الديانات في العالم. وفيه أيضا موجبات العقيدة، التي تفرض الإيمان بالله وبرسله وملائكته. والايمان بأن محمدا رسول الله، هو خاتم الرسل والأنبياء. والقبول بالأنبياء الذين سبقوه وبكتبهم المقدسة وبالجنة والنار.
من هذه المفاهيم والعقائد:
• الايمان بالله في الاسلام هو الايمان المطلق في التوحيد، الذي لا أول له ولا آخر. وليس كمثله شىء، محيط بكل شىء، يُحيّ ويُميت وكل شىء هالك إلا وجهه الكريم السرمديّ، الذي لا يحدّه الماضي والحاضر والمستقبل.
• الايمان بالله هو التسليم المُطلق والثقة الكاملة به، لا يحتاج الى دليل أو إثبات لوجوده لأنه فوق الأدلة. وفي هذا النوع من الإيمان تختلف درجات المؤمنين قوّة وضعّفا بحسب قابليّات المؤمنين الفكرية وبحسب تجاوبهم معه.
• تشمل العقيدة القرآنية على كل مجال من المجالات الحياتية لأدارة الدولة والمجتمع. وتشمل أنواع العقوبات ضد المخالفين للقانون والمجرمين والقتلى والسكارى والمعتدّين والسارقين والزواني. وتشمل أيضا على قوانين الميراث والزواج. والتفاصيل الاخرى حول الصوم والزكاة والحج والممارسات اليومية لهذه العقائد والشرائع.
• يُقدرعدد الأنبياء في القرآن الكريم بخمسة وعشرين نبيا ورسولا ومن هؤلاء الأنبياء، آدم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى. وهم معصومون من الخطأ، مرتبتهم أعلى من مرتبة الملائكة. فهؤلاء ثماني عشر وهناك سبعة رسل ذكروا في آيات اخر وهم: آدم وهود وصالح وشعيب وادريس وذوالكفل والنبي محمد(ص). والايمان بجميع هؤلاء الرسل والانبياء واجب على كل مسلم ومسلمة.
• يؤمن الاسلام بظهور الملائكة للأنبياء بهيئة البشر، وهم ينقلون للبشر الرسالة السماوية. ويوضح القرآن بعض خصائصهم، فهم لا يأكلون ولايشربون(بحسب القرآن) ولا توجد بينهم الفروقات الجنسيّة. والملاك جبريل هو رئيسهم والمُتحدّث بإسم الله. وأما عزرائيل فهو ملاك الموت، الذي يستلم الأنفس البشرية. وإسرافيل، الملاك المسؤول عن القيامة بعد الموت. وسرافيم، الملاك الذي يُسبّح الله ويحسب على الناس خطاياهم. وعدد كبير من الملائكة والمخلوقات الروحيّة التي تملأ الفضاء.
• يؤمن الاسلام بوجود القوى الشريرة بقيادة رئيس الشياطين (ابليس) الذي كان قريبا من الله يوما ولكنه سقط بسبب عدم بيعته لآدم، وكذلك يؤمن الاسلام بوجود الجّن التي هي مخلوقات ناريّة تستطيع أن تأكل وتشرب وتموت وهي من العوالم الغيبيّة، إذ ورد ذكرهم في القرآن الكريم ولهم قدرات خارقة وهم مأمورون بالعبادة لله:((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأنسَ إلا لِيَعْبُدُونِ)) الذاريات 56. ومنهم المؤمنون والكافرون، ويُحاسبهم الله على أعمالهم.
• يُعلم الاسلام بأن الديانة هي واحدة منذ آدم والى اليوم وقد بشرّ الأنبياء المرسلون من قبل الله بالرسالة نفسها للبشرية، ولا فرق بينهم، فهم إخوة وأمهاتهم شتى ودينهم واحد:((سُنة من أرسلنا قبلك من رسلنا، ولا تجد لسُنتنا تحويلا)).
• يُصوّر القرآن اليهودية والمسيحية على أنها الديانات الابراهيمية وأتباع اليهودية والمسيحية هم من أهل الكتاب، ويُفرّق في تعامله بينهم وبين الوثنيين.
• يؤمن الاسلام بالانسان وبأنه مخلوق على صورة الخالق ولكنه لا يعرف الخطيئة الموروثة وهو يرتفع في المقام الى القمة (قمة الخليقة)، الى مقام الملائكة. ويهبط في المقام، الى مقام الشياطين (أسفل السافلين). فالانسان الأول، لا تدينه خطيئته أبدا ولا تدين أبناءه:((وعصى آدم فغوى، ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى)) سورة طه. أو في الآية من سورة التين:((لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، ثم رددّناه أسفل سافلين، إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات)) سورة التين. فالشرّ إذا هو مشكلة شعورية في جوهرها.
• يُعلم القرآن الكريم عن القضاء والقدر ويسمي هذه الحقيقة (بالقدرية). فالله عليم بكل شىء ويُتابع الأمور الدقيقة التي هي نابعة من إرادته ولا يخفى عليه شىء:((إنا كل شي خلقناه بقدر)). فكذلك الحوادث التي تصيبنا فإنها تعدّ ضرورية الوجود، وهي تتحقق لأنها جزء من نظام الخلقة وفقا للقضاء الآلهي المُعيّن والمرسوم لها من قبل الله. وتؤكد كذلك الاحاديث النبوية هذا الامر كما جاء في صحيح مسلم في قوله:(... ونؤمن بالقدر خيره وشره).
• يُحرّم الاسلام الخمر وهو من أشد الجرائم في نظر الشريعة:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِر وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ الله وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ)) المائدة 90 ،91. ويُحرّم بيعها والمُتاجرة بها، ولكنه يُجيز على المسلم أن يشرب منها ما يأمن به من الموت عطشا إذا كان في الصحراء القاحلة. ويُحرّم الميسرة ولحم الخنزير والدم ولحم الميّت، ويُجيز أيضا أكل اللحم الحرام فقط كي ينقذ الانسان نفسه وعائلته من الموت جوعا في حالة المجاعة الشديدة.
• يُحرّم الاسلام الربا أو الزيادة في الفائدة النسبية المضاعفة تحريما شديدا كونها تنافي الشريعة في معناها وصورتها:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) آل عمران 130.
• لا إيمان بدون الأعمال الصالحة. فالإيمان والأعمال الصالحة شرط أساسي للفوز بالجنة:((الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة)) 2/82. ولهم من عند الله مغفرة وأجر كبير وكل أنواع الملذات من حور عين الى مآكل دائمة لا تنتهي وظلال وارفة وأنهار عذبة وغرف ومنازل وفرش مرفوعة وأسرّة مصفوفة وزراري مبثوثة.
• على كل مسلم أن تكون له أعمال البر المختلفة كي يكون مسلما صالحا ومنها الإحسان الى ذوي القربى واليتامى وأبناء السبيل والسائلين وإطعام المساكين، لأن الله مع المُحسنين. ومن يعمل حسنة في هذه الدنيا يزيد الله له فيها أو يُضاعفها حسنا، لأن الله يعلم ما تعمل من خير ولا يخفى عليه شىء ويُعطيك أجره. أما الذين ضلوا السبيل، فسيطرحهم في النار الموقدة ويكون حسابهم عسيرا وينبذهم نبذا أبديا، وحينئذ لا تغنيهم أموالهم ومناصبهم وعروشهم.



#صبري_المقدسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطيات العربية قادمة آجلا أم عاجلا!!
- هل ستنجح المجتمعات الإسلامية في التوفيق بين الديمقراطية والإ ...
- إلى متى ليل العرب ينجلي يا أيها الشاعر العظيم؟!!
- الثقافة وديناميكية التجدد
- الموسوعة المسيحية: النشوء والتكوين
- الدرب الجديد
- المستحيل يتعشش فقط في عقول من يؤمنون به
- البروتستنتية من الوجهة النظر الكاثوليكية
- الهرطقات عبر العصور
- فهم حركة العصر الجديد
- حوار الاديان: دواء شافِ للإنسانية المُعَذَبة
- السياسة والإرهاب
- الدين والعلم بين الصراع والمصالحة
- الحرب والسلام
- المرأة في الدين والتشريعات المدنية
- الأخلاق
- الصوفية طريق لممارسة الحب الالهي الأصيل
- دور الاسطورة في حفظ الكلمة المقدسة
- هل نحن وحدنا في الكون الواسع واللامحدود
- روسيا تعود من جديد


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صبري المقدسي - إمهاتهم شتى ودينهم واحد