أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - التغييرات الإدارية الاملة و سيلة الإصلاح الممكنة














المزيد.....

التغييرات الإدارية الاملة و سيلة الإصلاح الممكنة


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4724 - 2015 / 2 / 18 - 20:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن الفرح بإسقاط نظام صدام حسين، وليد لحظته كما يعرف الجميع؛ بل انبثقت برهة الابتهاج بعد سنين عجاف عاشها العراقيون في ظل اقسى حكم دكتاتوري عرفه التاريخ، ولولا الاخفاق الذي تسبب فيه السياسيون طيلة السنوات الاثنتي عشرة التي اعقبت ذلك الحدث التاريخي، الاخفاق الذي شمل كل شيء؛ لكنا الآن في اشد حالات السعادة والسلام و الاستقرار.
كان العامل الرئيس في ذلك الفشل الذي لم نزل ندفع نتائجه الكارثية حتى الآن، هو الاداء الفاشل لمعظم السياسيين والمسؤولين، الذين تبوأوا مناصب تنفيذية عليا، أو اولئك الذين كانوا في حلقات ادنى، الذين اختيروا على وفق النظام الطائفي والاثني الذي رُسم لمدة ما بعد صدام، في ظل تسابق محموم للذين تسنموا تلك المناصب على نيل المغانم والمكاسب، واستقطاب حاشيات من الاقارب بحجة الحماية من الارهاب؛ ولقد ادى ذلك الى تكوين مجموعات ضغط في الوزارات والمؤسسات، نتج عنها بقاء كثير من المسؤولين غير الاكفاء في مناصبهم ذاتها برغم انهم لم يقدموا شيئا للناس.
و ليس من المنطقي ان يبقى المسؤولون ذاتهم، بالرغم من الاخفاق الذي يقر به الجميع، بمن فيهم المسؤولون في المناصب نفسهم! وتلك من اغرب المفارقات.
ثمة بعض اوجه الشبه للوضع لدينا، بما حدث في روسيا عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، ولكن الروس تداركوا امرهم في عشر سنوات، في حين لم نزل نحن نعاني، اذ بالرغم من ان سياسة الغرب، رحبت بانتهاء الاتحاد السوفييتي كدولة، فان المؤرخين والمحللين يتفقون الآن على ان حكم "يلتسين" الذي اعقب انهيار الاتحاد السوفييتي كان "تسلطياً وان الفوضى الفعلية التي كانت تسود في عهده لم تكن بمنزلة الديمقراطية"، ويشيرون الى ان "لطبقة الوسطى في ظل حكم يلتسين خلال العشر سنوات كانت كسيحة وقليلة العدد وكانت تعاني مع أصحاب الأعمال الحرة الصغيرة والمتوسطة من ضغط تحالف الاوليغارشية وكبار الموظفين من الأعلى وعصابات المافيا من الأسفل وان الأساس الاجتماعي الرئيس للديمقراطية لم يكن متواجداً"؛ ويرون ان "نجاح الرئيس الروسي بوتين هو الجهود التي بذلها لنقل الرأسمالية البيروقراطية المتوحشة الى الطريق المتمدن، اذ ان سياسته اوقفت زعزعة أركان الدولة الروسية ويجري عمل دؤوب في مجال الإصلاح الاداري، وأقرت وأعدت للإقرار قوانين جديدة تقلل الى الحد الأدنى استغلال المنصب سواء من جانب المسؤولين أو اقاربهم، وأشرف على النهاية تقريبا العهد الذي لم تك تدفع فيه الرواتب ومعاشات التقاعد لأشهر عدة، الذي كان سمة مميزة للمدة التي سبقت بوتين".
لقد تولد لدينا في العراق وضع مشابه لما آل اليه وضع الدولة والناس في روسيا في اعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي؛ والمؤلم ان الحكومات السابقة عملت على تكريسه ولاسيما في عهد الحكومة التي سبقت الحكومة الحالية، وقد تمخض عن سياساتها غير المدروسة والمصلحية انهيارات في المشاريع، وضياع اموال هائلة من المبالغ المخصصة لتلك المشاريع؛ وهرب كثير من تلك الاموال ومن سرقها الى خارج البلاد، وقد كان الشعب يعرف ان ثمة اموالاً تسرق و مسؤولين يهربون، ولكنه لم يستطع ان يفعل شيئا للاحتجاج ضد الوضع تمهيداً لإصلاحه، وايقاف مسلسل الانهيار، بسبب الصبغة الطائفية التي وسمت عمليات التصويت والاحداث منذ 2003 كما ان معظم السياسيين و مديري الدوائر شغلوا انفسهم بحيازة اكبر كمية من الاموال في المدة التي يبقون فيها في مناصبهم، غير معنيين بتلبية مطالب الناس وتحسين اوضاعهم؛ فانهارت الخدمات، ولم تجر اعادة اعمار البنى التحتية، وانتشر الفساد، وتواصل الارهاب، الى الحد الذي تمخض عن خروج مساحات اراض شاسعة عن سيطرة الدولة.
ان خطوات ايجابية فعلتها الحكومة الحالية بإجراء بعض التغييرات في المناصب العسكرية والادارية، ونأمل ان تكون تلك التغييرات شاملة، اذ ليس من المعقول ان يبقى مسؤول فاشل في موقعه لأربع او ثمان سنوات او اكثر، وبعضهم يقوم بالسخرية من الناس بصورة قاسية، مثل ذاك الذي تحدث عن الشعب "الدايح" او هذا الذي قال عن نظافة وجمال دبي مقارنة بقمامة وخرائب بغداد التي تسبب هو فيها، انها "زرق ورق"، وحسنا فعلت الحكومة والتفتت مؤخراً الى ضرورة التخلص من هؤلاء الذين فرط بعضهم بأراض شاسعة، وسلم كميات كبيرة من الاسلحة المتطورة الى ايدي الارهاب، او هؤلاء الذين تركوا التجمعات السكانية نهباً للأزبال والجرذان.
وبرغم ان الوضع العراقي به حاجة كبيرة الى تغيير جذري يضع الامور في نصابها، بعد ان اهتز ذلك النصاب بعمق، فان العمل بالممكن قد ينقذ ما تبقى من الوضع الذي اشرف منذ عهد الحكومة السابقة على الانهيار، وان ذلك يستوجب المسارعة الى تنفيذ عملية اصلاح شاملة، لا تكتفي بتغيير المسؤولين المقصرين والفاسدين، بل تقديمهم الى المحاكمة وفضحهم واختيار المديرين على اساس الكفاءة وليس الولاء الحزبي او الطائفي او المناطقي او العشائري، وهنا يكون من الخطأ القول ان على المسؤول ان يبقى في منصبه لدورة واحدة "اربع سنوات في العادة" فهذا ليس مقياساً، بل يجب ان يكون المقياس هو النزاهة والنجاح في ادارة المنصب وخدمة الناس؛ واذا حقق المسؤول ذلك فليبقى مدى الحياة في منصبه، وبعدم تحقق ذلك يجب ان نجري عملية تغيرات دائمة في المناصب، وبخاصة ان رئيس الوزراء الحالي قال انه سيتخذ نهجاً مغايراً لمن سبقه، وقد رأينا ذلك في استجابته لمشكلات الناس ومطالبهم، مثلما حدث اثر احتجاجات النهروان وفيما يتعلق برواتب شركات التمويل الذاتي، وقضايا أخر.
ان الوضع في العراق يقف امام مفصل حاسم في تاريخه، وان أي اداء فاشل آخر سيأتي على البقية الباقية من البناء الذي شرعنا فيه، وبعد ذلك لن يكون لنا عذر.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعياد الحب المجهضة في مناخات القسوة و الكراهية
- أي نظام اجتماعي نبنيه بعملية تربوية عليلة؟
- حقوق الإنسان في قبضة وزيرها
- مربعات الحرائق وتساقط الاعمدة
- شد احزمة بطون الفقراء وارخائها للأغنياء
- شد بطون الفقراء وارخائها للأغنياء
- هل لدى العراقيين رأي عام حقيقي؟
- النفط الذي هرِمَ والزراعة التي أجدبت
- تونس تنتشل -الربيع العربي- من كبوته
- أبواب النواب مغلقة حتى حين
- مواسم القتل الجماعي.. ضحايا أبرياء و مبررات غير عقلانية
- السلم الاجتماعي هدف الديمقراطية و أساسها
- تحسين العلاقات مع الدول الأخرى مكسب للإنسان العراقي
- عن الموازنة مرة أخرى
- إشكالية المواطنة و عوامل جذب «التوطين»
- سوريالية الزمن العراقي الحزين
- لجان مجلس النواب المتكاثرة قرينة الإخفاق
- متوالية الموت العراقي.. هل من نهاية؟
- الوزراء الجدد ..العبرة فقط في النتائج
- وزارة العبادي.. مخاض عسير وتنافس ضار


المزيد.....




- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - التغييرات الإدارية الاملة و سيلة الإصلاح الممكنة