أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالغني زيدان - -الاسلاموفوبيا و اللاسامية-















المزيد.....

-الاسلاموفوبيا و اللاسامية-


عبدالغني زيدان

الحوار المتمدن-العدد: 4722 - 2015 / 2 / 16 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن إسرائيل مرة أخرى تثبت تقدمها في اساليب اللعب لمصلحة انشاء دولة اسرائيل وفق مفاهيم ايديولوجية ذات قدرة تسويقية عالية عالميا ومنطقية بالنسبة للوعي العالمي وقبل ذلك " يجب ان لا ننسى انه لايوجد باسرائيل دستور او ترسيم حدود اي ان عملية الانشاء لا زالت مستمرة" لن ندخل في التاريخ كثيرا فالموضوع ما هو الا ابراز لنقاط القوة والتحول التي تنتهجها اسرائيل ومفكريها فاليوم نرى ان اسرائيل قد وجدت ضالتها في عملية التحريض للهجرة لاسرائيل
ومرة اخرى تتواطأ الدول الغربية في مساعدة اسرائيل مع استغباء الحكومات العربية " وموافقة منظومة المتصهينين العرب "فالجميع يعلم واسرائيل انه اصبح من الصعب جدا ابراز اللاسامية وادواتها ولغة الخطاب التي تدور في فلكها لاجبار او استرضاء اليهود الأوروبيين للهجرة لاسرائيل فاللاسامية فيها الكثير من نقاط القصور ولربما لم تظهر هذه النقاط وتعوق العملية "لإنشاء الدولة"بسبب الفترة الزمنية التي عاشت فيها تلك المقولة"ولكن في ايامنا هذه التي نعيش فيها زمن المرحلة العليا من الليبرالية وهدم الخصوصيات القومية أصبحت اللاسامية عبئا على دولة الاحتلال ورأينا ايضا كيف ان "الوكالة اليهودية" قد تراجع دورها رغم انها لا تزال تحتضن الجيل القديم من قادة إسرائيل او إن صح التعبير الجيل الاخير لمؤسسي دولة اسرائيل لم تفتر همتهم ولم يقللوا من اهمية اليهود الذين لا يزالون يرفضون الهجرة لاسرائيل "فهم يشكلون اربعة اضعاف دولة الاحتلال " ولكن ما اعتادوا وبرعوا به قديما"اللاسامية وادواتها " لم تعد تجدي نفعا بالشكل الذي يريدون والان وبشكل متسارع اوصلوا الخطاب الغربي " للاسلاموفوبيا" لمستوى يسمح لهم للعب على هذا المفهوم من اجل تهجير اليهود نحو اسرائيل فاصبح المفهوم بادواته واضحا في المبادئ الحزبية للغرب وتوجهات الحكومات المستقبلية مما أعطى دولة إسرائيل "الوكالة اليهودية" لتدخل من الأبواب وبقوة اكبر بسبب ان شرعيتها القانونية والأخلاقية والاجتماعية القومية اتجاه يهود الغرب أصبحت أقوى بحكم أن الاسلاموفوبيا يشكل خطر على اليهود بشكل واضح وعداء المسلمين لليهود له دلائل دامغة عدا عن أن أوروبا منذ الاعتراف بدولة إسرائيل والمساعدة على انشائها قد اعطت الصهاينة حق تقرير مصير اليهود اينما وجدوا وتواطأت مع الأدوات اللاسامية في تهجيرهم رغم عدم انسانية الطريقة والوسيلة وايضا في ضل الواقع العربي وصعود الاسلاميين فاوروبا معنية بتقوية اسرائيل من الداخل وتهجير اليهود اليها وهذا يتجلى في الكثير من الاعترافات الامريكية والاوروبية حتى انها اصبحت مصالح ميتافيزيقية لدرجة ان رجال الكنيسة اوضحوها علانية ان اسرائيل واسطة روحية ...
ولكن لو تاملنا في كلا المفهومين لوجدنا ان مفهوم الاسلاموفوبيا نقاط قصوره قليلة جدا امام اللاسامية خصوصا في الوقت الراهن فالاسلاموفوبيا يخفى الفكر الصهيوني وهذا يعطي قدرة اكبر على اختراق اليهود من غير الصهاينة في ضل ان لغة الخطاب الغربي الليبرالي يشكو من الاسلاموفوبيا فالعقلية اليهودية من غير صهيون مهيئة للاستماع واعتناق الدعاية الاسرائيلية حسب هذا الخطاب ومما يساعد ايضا هو وجود جماعات اسلامية او فكر اسلامي شمولي يدعوا الى معاداة اليهود والغرب على حد سواء وايضا عمليات تفجير هنا وهنالك تؤكد وجود التطرف الاسلامي "الممنهج" اي ان هنالك ادوات تشابه الادوات اللاسامية من توجيه عمليات قمعية اتجاه اليهود واستعداء الأمم والأحزاب لهم لإجبارهم بداعي الخوف عليهم على الهجرة لإسرائيل كما حدث مع يهود المانيا وتحالف الصهيونية مع النازية لتحقيق اللاسامية وأيضا ما حدث مع اليهود العرب في العراق والمغرب وغيرها من الدول الاخرى ولكن تتم هذه الامور "في فضاء الاسلاموفوبيا"من دون رجالات الصهيونية فما ترجوه الصهيونية هو فقط ان يسمح للجماعات الاسلامية المتطرفة بالصعود والهبوط لمستوى الزخم"البرجماتي الصهيوني" المطلوب ، وحالة داعش ليست بالبعيدة "فقد اصبحت النموذج المادي المحسوس للاسلاموفوبيا"
ومما يعطي دولة اسرائيل الدعاية للهجرة بداعي الاسلاموفوبيا هو الكشف عن نقاط الضعف الغربي على معالجة اسلمة اوروبا فالان معظم الدراسات تشير الى ان الاسلام في اوروبا في صعود والاقبال على الاسلام في ازدياد " نشير هنا لملاحظة ان عملية نشر الاسلام هي هداية ربانية "ووصول عقلاني في مسار البحث عن الحقيقة" وغير ممنهجة من قبل الدول الاسلامية فكيف لو وصل للحكم في الدول العربية الاسلاميين وتبنوا مدارس قوية لنشر الاسلام" وايضا العامل الاهم هو ضلامية الامبريالية وعدم مقدرة العلمانية على الاجابة على الاسئلة المصيرية للانسان التي باتت ملحة جدا في ضل استخدام مفاهيم نهاية الزمان وشعارات ما بعد.........
فأوروبا غير قادرة على معالجة وضعها في مسألة اسلمة الغرب فكيف بالإنسان اليهودي الذي يقف على خط المواجهة مع الاسلاموفوبيا مع ذكر أن إسرائيل هي الوحيدة التي لديها من الأساليب النازية والفاشية لمواجهة الإسلام
فيمكن القول أن نقاط القوة لاستخدام الاسلاموفوبيا أكثر كفاءة من الأدوات اللاسامية وخصوصا أن المستقبل لإسرائيل وتعزيزها بهجرة يهود أوروبا هو الاسلاموفوبيا
وأيضا جذور المفهومين بالنسبة للوعي الغربي موغل في التاريخ فالكنيسة مارست اشد أنواع تشويه صورة الإسلام وأيضا السباق الليبرالي في الإعلام الغربي للإساءة لرسولنا الكريم "محمد صلى الله عليه وسلم " ما هو إلا تعبيرا عن الوعي العميق لدى الإنسان الغربي ليس فقط إساءة للرسول عليه السلام إنما هو استكمالا للوعي الثوري المعادي للدين وهدم كل مقدس فيبدو أن الإنسان الغربي يعيش عقدة "فوبيا المقدس" قبل كل شيء آخر فالحرية بالنسبة له لن تتحقق أو تكون في ضل أي "مقدس".
ويمكن القول أن من تناسى وتعمد عدم الاكتراث للتواريخ بشكل صحيح في الكتاب المقدس وخصوصا العهد القديم وجعله مقدسا في وعي الإنسان الغربي فبالتأكيد لن يلقي اهتماما لتاريخ كلا المفهومين بقدر ما سيقوم بالتركيز على تأصيل المفاهيم تاريخيا لزيادة كثافة الإيمان بها لتصبح من المسلمات في الوعي الغربي والعالمي
فضلا عن أننا لن ننسى أن عملية التكييف للمفاهيم من الناحية النظرية بالغ الصعوبة ألا أن الممارسات التي أتت من خلال جماعات التطرف الإسلامي وقوى الاستبداد قد ساعدت على ترسيخ المفاهيم لدى الإنسان الغربي والعالمي بنماذج وعمليات واقعية أصابت غالبية عواصم الدول الأوروبية
ويمكن القول أن هنالك اتفاقا واعيا أو غير واعي بين أوروبا وإسرائيل هو أن أوروبا لن تسمح لليهود أو لإسرائيل بان تجبرها على أن تدفع تكاليف باهظة أخلاقيا وماديا بداعي "الاسلاموفوبيا اللاسامية لليهود" وأيضا إسرائيل قد تجاوزت هذه النقطة البرجماتية وليست بحاجة إليها إلا أن أوروبا لا زالت تخشى "الصهيونية المرابية " في ضل ازدياد السخط على جرائم إسرائيل
إذن فإسرائيل فقط مهتمة بجزئية تهجير اليهود إليها بأيدي ليست أوروبية وليست صهيونية وبرؤية براعة اختراعها ليست عقلية صهيونية إنما هي "بذرة وجذور قوى الاستبداد وجماعات التطرف " ولكن الثمرة ستقطفها إسرائيل والقوى الغربية
ومن خلال نشرات الأخبار الآنية نرى أن إسرائيل جاهزة لتوصيف أي عملية إرهابية في أوروبا ونرى الشخصيات العالمية الموالية لليبرالية وإسرائيل يسارعون في تحليلها وفق مفهوم "الاسلاموفوبيا" ومستقبل اليهود في أوروبا وأميركا والتركيز على عدم مقدرة أوروبا على مواجهة "مسألة اسلمة القارة العجوز"



#عبدالغني_زيدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نار الكساسبة و نار البوعزيزي
- الهولكوست - الهتلري والداعشي -
- من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته
- مسار حقوق المراة والمساواة
- تناقض وتناغم1
- اعادة صياغة ابجدية الانسان العربي
- رحلة الى الدخل
- هل تصنع السلطة من المثقف ديكتاتورا
- الانتلجنسيا
- الديمقراطية والبيروقراطية
- الواقع وتحقيق الذات
- يا عمال العالم اتحدو .....
- عبارة اعرابي..
- العقل العربي كان ولا زال وسيبقى حر!!
- تساؤلات حول المرأة
- مبدأ ايزنهاور
- جدلية العلاقة بين العقل المنظور والواقع المعقول(جدلية الفكر ...
- قصائد العمق (مظفر النواب)
- اضاءة مباشر في الحداثة ( العلمانية العدمية)
- اما ان للقوميين ان يستفيقوا


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالغني زيدان - -الاسلاموفوبيا و اللاسامية-