أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد مضيه - بصدد ازمة اليسار















المزيد.....

بصدد ازمة اليسار


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 31 - 10:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بصدد ازمة اليسار حوار مع الباحث حذيفة مطر صلاح
1- مظاهر الأزمة

نشر الحوار المتمدن العدد 4694 –بتاريخ 19 يناير / كانون ثاني 2015 بحثا اعده الباحث حذيفة مطر صلاح عنوانه "أزمة اليسار الفلسطيني أسبابها وسبل النهوض بها". والبحث أطروحة استكمال لمتطلبات الحصول على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة القدس، أشرف على إعدادها الدكتور عوض منصور.
الباحث، كما يظهر في العرض منحاز لليسار ومؤرق بانحسار نفوذ ه؛ "أدى غياب الوحدة بين أحزاب اليسار الفلسطيني والانشقاقات التي حدثت فيما بينها وعدم وجود وحدة يسارية على أساس برنامج سياسي موحد إلى تراجعها واندثار دورها في النظام السياسي الفلسطيني"[3]. ( بعد نسخ البحث في ارشيفي ورد النص في 15 صفحة، بينما المراجع غطت الصفحات الخمس التالية).
وفي موضع آخر [13] يورد إجمالي العوامل التي ساهمت في انحسار اليسار " التباين في طرح الأفكار وعدم الوضوح والانشقاقات في صفوف اليسار نفسه وعدم تنظيم البيت الداخلي والاكتفاء بالنخبوية وعدم القدرة على الوصول إلى الشرائح الاجتماعية الكادحة وعدم ممارسة الديمقراطية بين أبناء اليسار نفسه وحتى في التنظيم الواحد".
واكد العديد من المحللين السياسيين على عدم وجود دور مؤثر لقوى اليسار في الساحة الفلسطينية منوهين إلى ان دورها يقتصر على إبداء المواقف والآراء والمقترحات تجاه أي قضية"[10]
وفي رؤية نصار ابراهيم[11] عجز وهشاشة اليسار الفلسطيني ليس لديها القدرة على التأثير في الأحداث والتصدي لها بشكل حازم".
يؤكد الباحث أنه كان لليسار حضور في الساحات الفلسطينية والعربية ، "حيث كان لها مشاركات واسعة وعظيمة على امتداد التاريخ الفلسطيني( الحديث)، وإسهامات في بث الوعي ونشر الفكر الديمقراطي التنويري، وحمل شعلة النضال والكفاح الوطني التقدمي الفلسطيني، والمشاركة في نضال وانتفاضات شعبنا البطولية ضد الاحتلال، ولأجل الاستقلال والحرية وبناء الدولة الوطنية المستقلة، وفي تحقيق الكثير من الانجازات والنجاحات عبر مسيرة النضال، وطرح المبادرات والبرامج والعمل الشعبي النضالي".
ويخلص الباحث إلى أن"جميع التنظيمات والقوى اليسارية (الجبهتان الشعبية والديمقراطية، وحزبا الشعب والاتحاد الديمقراطي "فدا"، وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، والمبادرة الوطنية الفلسطينية، وجبهة التحرير الفلسطينية، والجبهة العربية الفلسطينية) كلها تعيش أزمة بنيوية تنظيمية وفكرية وسياسية وقيادية بدرجات متفاوتة، وهذا لا يساعدها على بناء وتشكيل تيار ثالث منافس."

ويعول الباحث على اليسار دورا في " تعزيز الموقف الفلسطيني في مجابهة جبروت الاحتلال الإسرائيلي". حقا فانحسار اليسار وضعف مواقعه أسفر عن قصور في المقاومة الوطنية للاحتلال وانكشاف بوجه الاستيطان الإسرائيلي المدعوم بالامبريالية. أزمة اليسار تفاعلت أزمة وطنية وقومية، العامل الرئيس فيها ثقافي ، وذلك بالنظر لكون رسالة اليسار ثقافية تدخل تأثيرا نوعيا على الوعي العام وعلى حركة الجماهير ، ومن ثم على متانة الجبهة الداخلية وعزيمتها الكفاحية. يتجلى المنسوب الثقافي المنخفض عيانيا في ارتباك الجماهير الشعبية. وحين ترتبك الجماهير ويصعب عليها تفهم ما يجري حولها فإنها ترتمي في حضن اليمين احتياطيا للثورة المضادة.
يرى الباحث أن "مفهوم اليسار لا يمكن تعريفه بدقة تامة، وأن لا إجماع على تعريفه"[7].
حقا، فالمفهم منقول عن الثقافة الحداثية في اوروبا، ويرمز إلى ملابسات مكانية لواقعة تاريخية جرت في فرنسا؛ إلا أن له حضوره، كتوجه اجتماعي ، في المجتمعات العربية. تجلى التوجه اليساري، المستلهم من الفكر الماركسي في شعر عبد الكريم الكرمي وعبد الرحيم محمود وفي فكر نجاتي صدقي والعديد من الكتاب. وتجلى في مقاومة الهجرة الصهيونية منذ عشرينات القرن الماضي ومكافحة توجه الصهيونية العنصري لطرد الفلاحين من الأراضي التي ابتاعتها من الإقطاعيين العرب ومنع الشغيلة من العمل في المشاريع اليهودية انطلاقا من المبدأ الذي سنه بن غوريون – العمل العبري ، إلى جانب الملكية العبرية والدفاع العبري. وفي أربعينات القرن الماضي نشطت عصبة التحرر الوطني. وقدمت عصبة التحرر الوطني حلا ديمقراطيا لمشكلة الوجود اليهودي بفلسطين يجنب التقسيم ويجنب تعقيد المشكلة لدرجة الحرب التي استهدفت التطهير العرقي.وعلى رأس العصبة برز فؤاد نصار وإميل توما وكوكبة مناضلة من المثقفين الّذين أسهموا بدور تنويري معترف به؛ ولا زال تراثهم الفكري صالحا يضوي الطريق.
ونظرا لكون اليسار تيارا حداثيا هدفه في هذه المرحلة إنصاف المحرومين وإنجاز تحول وطني ديمقراطي وتقدمي كان من الأنسب منذ البداية ان تنحت له تسمية تحظى بالموافقة الإجماعية من قبل قوى التغيير التقدمي العرب. ونظرا لطبيعته الحداثية فإن اليسار لا يتعايش مع النماذج الاجتماعية والفكرية المرتبطة بالعصر الوسيط. وانتعاش اليسار مقرون بتصفية مخلفات العصر الوسيط في الحياة الاجتماعية، واجتثاث علاقاتها الاجتماعية القائمة على القهر، ومن ثم إدخال إصلاحات حداثية على الاقتصاد والسياسة والثقافة والتراكيب الاجتماعية.
بنى الباحث مادته على معطيات باحثين من اليسار (تيسير)محيسن 2007، زكرياء الفاضل 2014، جميل هلال 2014، وميشال شحاده2012. ثم استند إلى كتابات كل من كريم مروة والدكتور جلبير الأشقر ونصار إبراهيم.
نقل الباحث تعريفا قدمه كريم مروة بناء على تجارب ستينات القرن الماضي يعكس جوهر رسالة اليسار: "ذلك التيار العام، السياسي والفكري، الذي يولي قضية العدالة الاجتماعية موقعاً مركزياً في نضاله، والذي يقف الموقف المعاكس للرأسمالية وطرائق حكمها، ويعادي الاستعمار والإمبريالية والرجعية وينخرط انخراطاً عضوياً في العمل في سبيل السلم العالمي، ويتضامن بقوة مع نضال الشعوب الأخرى من أجل تحررها الوطني والطبقي"[7].
وكذلك أستاذ الفلسفة والعلوم السياسية الدكتور جلبير الأشقر،استحسن تعريفه لليسار بأنه "جميعُ الذين يَحملون برنامجَ تغييرٍ اجتماعيّ في اتجاه قيَمٍ تُصنّف بأنها قيَمٌ يساريّة، ومنها العلمانيّة طبعاً، لكنْ ليس حصراً وانفراداً، بل منها أيضاً وبالضرورة قيَمُ العدالة الاجتماعيّة والمساواة والتحرّر من كافّة أشكال الاضطهاد: الوطنيّ والعرقيّ والجنسيّ والطبقيّ، الخ"[7].
التعريفان يسقطان أحد البنود الأساس للنضال الثوري الذي يخوضه اليسار مع الجماهير وليس نيابة عنها، لإنجاز مهام اليسار التحررية. وسبق ان ركز عليه لينين، وأشار إليه مرارا ، وكذلك غرامشي، يتمثل في تشكيل حركة شعبية ثورية مستقلة، تكافح استلاب العصر الوسيط وأنماط هدره الموروثة وقيمه المختلة . اليسار يناضل مع الجموع ولا يحل محلها؛ واليسار يملك الوعي بالهدف والوسيلة، وينقلهما إلى الجماهير الشعبية؛ فموقفه النخبوي مبرر وضروري . يتميز اليسار عن بقية أطراف الحركة الوطنية في اعتماده المباشر على الحركة الشعبية تمارس تحت قيادته وبترشيد منه النشاط الثوري وبناء المنظمات الأهلية ، النقابية وهيئات المعونة المتبادلة، وتجني لصالحها بعض منجزات نضالها وتقوم على حراستها من استباحة الرجعية والثورة المضادة. وإلا فإن الحركات السلفية توسع قاعدتها الشعبية وكذلك الأحزاب المحافظة . اليمين يحرص على الجماهير قاعدة شعبية وقوة يحتجزها كي لا تنطلق في رحاب التغيير الاجتماعي. يمتلك اليسار الوعي بطبيعة العدو وأساليبه ووسائله، وسبل التحرر من قيود التخلف ومن روابط الهيمنة الامبريالية ويلهم الوعي الطبقي للجماهير المتحفزة للانطلاق إلى الحياة السياسية، مقرونا بتربية سياسية وثقافية. وحين يقصر حزب او حركة في هذا المجال ينحاز بلا إرادة لمعسكر اليمين او يتذيل له. ولا شك إن قصور اليسار في إنجاز تشكيل الحركة الشعبية المستقلة وتصفية مخلفات العصر الوسيط في وعيها وفك قيود العلاقات الاجتماعية المتخلفة .. إن قصور اليسار في تنفيذ مهام التحرر الإنساني كان أحد العوامل الأساس في عمق انتكاسة اليسار العربي والفلسطيني بوجه خاص، وتهميش دوره للمدى الذي يؤرق الباحث وكل الغيورين على التحرر الوطني الديمقراطي. وهذا يدل على أن فترات نهوض اليسار المقترن بنهوض النضال الوطني التحرري، والتضحيات الجسام لعناصر اليسار لم يرسب في الثقافة الوطنية قيم الديمقراطية ولم ينجز التحرر الإنساني من استلاب العصور .
ظاهرتان لهما نفوذ قوي في حياتنا الاجتماعية تشدان وعي الجماهير الشعبية إلى قيم العصر الوسيط ، وتعززان النفوذ المحافظ في أوساط الجماهير، ألمح اليهما التعريفان السابق ذكرهما؛ والضرورة تملي إبرازهما والتركيز عليهما. من الناحية العملية تجاوزهما اليسار في أنشطته العملية، الأمر الذي حرم اليسار من أن يشكل تيارا متجذرا داخل أغلبية المجتمعات العربية . ومن ثم فقد اغفلهما الباحث: تمييز الدين الإسلامي عن التدين السلفي ومكافحة الأخير باعتباره امية دينية وتشويها لحقيقة الدين وطمسا لجوهره الإنساني ينبغي الثورة عليها كما يتردد الآن كثيرا في الكتابات النقدية. التدين السائد نقيض لجوهر الدين ، ويحمل قيم العصر الوسيط بعلاقاته القهرية. تشكل في فترة تردي المجتمعات العربية الإسلامية وفي ظل الاستبداد السياسي ولخدمته. وقد شاع واشتد عوده بعد أن احتكر حكم الاستبداد لنفسه الخوض في شئون الفقه وأدخل التكفير في الحياة الثقافية العربية – الإسلامية. وبهذ التحول النكوصي تم الانقطاع عن جهود استمرت قرنين من الزمان لمحاولة تفسير المتشابه من آيات القران تفسيرا عقلانيا. الفقه المعاصر المواصل لفقه العصر الوسيط يغفل هذه الجهود وكفر حداتها من أمثال علي عبد الرازق وفرج فوده ونصر حامد ابو زيد .
اما الظاهرة الثانية فتتمثل في نظم التربية القائمة على التلقين وواد التفكير النقدي في سن مبكرة وتغييب منهج البحث في الواقع الملموس.
وهناك عامل مشترك يجمع الظاهرتين ويتغلغل في كل الظواهر المسببة لعثرات التنوير و التحرر الوطني والتنمية والديمقراطية، تمثل في الأبوية – إرث العصر الوسيط واستبداد الحكم بوجه خاص. يتغلغل النظام الأبوي في مسامات الحياة اجتماعية ، السياسية والتعليمية – الثقافية وفي عمل المؤسسات والهيئات الاجتماعية. وإلى الأبوية يعزى فقر الديمقراطية في المجتمعات العربية –الإسلامية وفي حياة احزاب اليسار وكذلك الاختلالات التنظيمية في أحزاب اليسار.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل الإرهاب والعنصرية والحرب
- خالد الذكر فؤاد نصار في ذكراه المئوية
- حرب على عدة محاور يخوضها نتنياهو
- العاهة بنيوية في تركيبة النظام الرأسمالي
- الشعب الأسود وشعب فلسطين يصليان جحيم العنصرية
- لامصلحة لإسرائيل في الاتفاق مع العرب
- في ذكرى أكتوبر-3
- في ذكرى اكتوبر - المآثر التاريخية لثورة اكتوبر الاشتراكية ال ...
- في ذكرى أكتوبر - الهيمنة المطلقة لدولة الاحتكارات
- ثنائية القوي - الضعيف في صراعات المنطقة
- التنوير المجهض - امتهان الديمقراطية
- التنوير المجهض-3
- التنوير المجهض - تحديث زائف
- التنوير المجهض
- من أحشاء نظم الاستبداد السياسي 4من4 -ابن تيمية
- من أحشاء نظم الاستبداد السياسي 3من4 شهادتان
- طرد العقلانية من الفقه الإسلامي
- من أحشاء نظم الاستبداد السياسي
- متاهة الحلول المنفردة في استراتيجية الخداع والتمويه
- همجية المحارق.. الدلالات والمخاطر


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد مضيه - بصدد ازمة اليسار