أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - عين الحسود فيها عود














المزيد.....

عين الحسود فيها عود


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 30 - 12:28
المحور: المجتمع المدني
    


حين ازور أحد الميسورين وأول ما أشاهد بعد أن يفتح الباب (سبع عيون) أو ( نصف نعل قديم يكرم القارئ)، أو أي قطعة تنتمي لمجوعة مضادات الحسد- بحسب رأي واضعها- معلقة، فأنها تثير دهشتي، لكني دهشتي تكبر حين اراها معلقة على منزل طين أو كوخ قصب، أقف حائرا وابحث عن تفسير منطقي لهذا السلوك الذي أضحى شائعا حتى عند المتعلمين.
أشكال والوان متعددة اجتمعت أكثرها في محل صديقي محمود صاحب احد محال بيع اسماك الزينة الذي اتعامل معه باستمرار كوني موزع لها، أن محمود مهووس بالخوف من الحسد ويشغل حيزا غير قليل من تفكيره، عند زيارتي له قبل يومين استأذنته في ان يكون بطل هذا المقال فلم يمانع بل واصر على ذكر اسمه الصريح، فما مر به محمود من أحداث سلبية متلاحقة -عايشت بعضا منها- وما سببته له من خسائر فادحة جعلته يطرق هذا الباب أملا في وقف تداعيات الحسد – بحسب ما يقول- جلب محمود لمحله كل ما هو متوارث من اشياء يعتقد بانها تبعد عنه الحسد وتقييه ضرره، لم يكتف بما هو شائع عندنا في العراق، بل تعداه لبلدان اخرى، حتى أضحى معرضه تشكيلة متنوعة ومزركشة من ( صرة غزال، قرنا كبش، سبع عيون ، كفوف بأشكال متنوعة ، واحجار متنوعة، كثرتها يثير تساؤلات لدى مرتادي معرضه عن سبب أيمانه المفرط بجدوى هذه الاشياء، سيما أن عددها أضحى مقاربا لعدد اسماكه التي يبيعها.
تحدثت عنه يوما امام اصدقائي فوجدت ان عددا غير قليل منهم يحملون نفس هواجسه ومفاهيمه، وان كان بعضهم يعتقد ان قطعة واحدة تكفي، بشرط أن يكون لونها ازرق لتكون ملفتة لنظر الحاسد-هكذا يقولون- لإيمانهم بان هذا اللون يمتص ويشتت الطاقة الناجمة عنه .
ما دمت اتحدث عن هذا الموضوع لابد لي من التحدث عن حادثة مرت بي مر قبل اعوام، زارتنا احدى النساء التي طالما حذرتني والدتي من قدرتها على ايقاع الفعل السلبي، لم آبه بما قالته امي لكن ماذا حصل لي بعدما أطلقت عبارة وكلنت من العيار الثقيل فقالت لي شاهقة : " ( هاي شوكت اشتريت سيارة، كلش حلوة منيلك الفلوس)، ما ان انهت عبارتها حتى انهالت علي ثلاث مصائب متلاحقة، أولها: صدمت باب المراب لدى خروجي ما احدث ضررا بالغا بالسيارة والباب، وبعد خروجي بدقيقة اتصلت بي زوجتي وهي تبكي وتقول بان التلفاز وقع على قدم ولدي الصغير، وانا استدير جاءني اتصال من اخي الكبير وهو يقول بانه تعرض لحادث سيارة ما ادى لأصابته بجروح بليغة في الراس وهو في أحدى المستشفيات .أن الحوادث الثلاث المتلاحقة لم تغير كثيرا من قناعاتي وحاولت أقناع نفسي أن الامر قد يكون مصادفة، رغم اني لم استبعد الحسد، وردت فعلي لم تتعد قراءة المعوذات والاكثار من الصلاة على محمد وال محمد، وقد يكون السبب هو البيئة التي نشأت بها فمذ طفولتي لم يكن والدي رحمه الله من المفرطين في مخاوفه ولم اجد في بيتنا منذ طفولتي أيا من الاشياء التي تنتشر في معرض صديقي محمود .
في الانتخابات الفائتة راجت مهنة العرافات والعاملين في هذا المجال بسبب اقبال المرشحين الشديد عليهم، حتى صار من الصعوبة ان يجد البعض من البسطاء موعدا معهم لحل مشكلاتهم، واذكر اني قرات مقالا للكاتب مصطفى غازي حول هذا الموضوع بعنوان( اموال مهدورة بين العرافات والانتخابات) اجاد فيه وصف ما جرى، حتى اني تمنيت ان لا يصل أيا من هؤلاء البرلمان فليس بالأمر الغريب ان يقترح أحدهم ان توضع تلك الاشياء في المطارات والموانئ لتشتت الطاقة المنبعثة من الحساد حين تطأ أقدامهم ارض الوطن مدعيا ان قرار تعليقها يمثل أحد أشكال حب الوطن والحفاظ عليه .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاج متولي والتدهور الاقتصادي
- مسؤولونا ونظرية حجي شامل
- زنود الست
- لماذا الزمان؟
- شعيط ومعيط فرسان الفضائيات
- احتضار روافد وحيرة مازن معتوق
- جذب المصفط وصدك المخربط
- حقائق مهمة يكشفها الصندوق الاسود
- نوم العوافي
- متحف مرتضى كامل يرحب بكم
- ياسين صالح عبود معلم الاجيال
- اعترافات مؤلمة ليلة العيد
- دمعة تزن أطنانا
- مقالات بالصاص والعنبة
- حكمة بَدال التي غابت عنا
- الى قادتنا الامنين مع التحية
- صبري الاعمى تاريخ وحكايات
- مراهقة السياسيين وسياسة المراهقين
- عباس شعيّع يمتلك مفاتيح الحل
- كصة بكصة


المزيد.....




- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مفيد بدر عبدالله - عين الحسود فيها عود