أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن العاني - بيوتات بغداد و بيوت «العراق الجديد»














المزيد.....

بيوتات بغداد و بيوت «العراق الجديد»


مازن العاني

الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 23:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى اليوم لا يزال «صدى السنين الحاكي» يقص علينا حكايا عن بيوتات بغدادية ومن مدن عراقية كثيرة أخرى، ظهرت في الولايات العثمانية الثلاث التي شكلت العراق الحديث، ويحكي لنا عن اسهام هذه البيوتات في الحراك الاجتماعي و المعرفي و الاداري في العراق خلال الحقب الاخيرة. بيوتات كثيرة إرتبطت اسماء بعضها بأصولها و أنسابها، و اسماء اخرى بمهنها و وظائفها، واخذت بيوتات ثالثة أسماءها من الولايات العثمانية البعيدة التي انحدرت منها الى العراق. بيوتات النقيب، الجادرجي، الجواهري، النقشبندي، بابان، الجلبي، الزهاوي، الالوسي، الشاوي، الخليلي، الجليلي، الصائغ، سرسم، باش أعيان، الاورفلي، الداغستاني وغيرها الكثير.
و تتحدث اغلب الكتب و الوثائق والمخطوطات والوقفيات المحفوظة في ارشيف الاوقاف في بغداد، وربما بشيء من المباهاة و المبالغة، عن الدور الاجتماعي و الثقافي و الاداري الذي نهض به ابناء و رجالات من هذه الاسر في العلوم اللغوية و الدينية؛ في الترجمة و الشعر و الادب و المنطق والتاريخ والعقائد، الى جانب دورها في ادارة شؤون الولايات وفق النظم الادارية التي سادت آنذاك.
تلك كانت بيوتات بغداد و العراق التي ارتبط ظهورها و دورها الايجابي بطبيعة مرحلة تاريخية ماضية و بظروف تلك المرحلة، و مهد دورها هذا في وقت لاحق، الى جانب عوامل موضوعية و ذاتية اخرى، الى ظهور ارهاصات قيام الدولة العراقية الحديثة، الباحثة عن مسارات تفضي بها الى التجديد و العصرنة و التحضر.
في عراق اليوم وبعد ان استورثه حكام يؤكد الكثير منهم في كل يوم انهم مناطقيون جهويون، استورثوه من حكم دكتاتوري شوفيني طائفي، كان حكم القبيلة و العائلة المنحدرة من قرى متناثرة على مضارب الصحراء، في عراق اليوم بدأنا نتحدث من جديد عن بيوتات العراق ..! لكن من منطق مخالف لمنطق التاريخ و منطلقاته. بدأنا نرطن بـ «البيت الشيعي» و «البيت السني» و «البيت الكردي»، وبيوت اخرى، ربما اصغر مساحة، للتركمان و الكلدان الاشوريين السريان و الازديين و المندائيين وغيرهم. وحلت هذه البيوتات، التي يراد لها ان تصبح غيتوات معزولة عن بعضها، محل الخيمة الوطنية العراقية، التي ينبغي ان تظلل الجميع .
و من سخريات القدر انه في حين ارتبط ظهور البيوتات العراقية القديمة بالفقه و العلم و المعرفة، و ساهم مع عوامل اخرى في توحيد الولايات العراقية الثلاث في اطار دولة واحدة، فان شيوع التسميات الجديدة لبيوتات العراق، ارتبط بانتشار المفاهيم الطائفية و العرقية و القتل على الهوية و بضبابية الهوية الوطنية، مثلما ارتبط هذا الظهور باستباحة المال العام و شيوع الفساد في ظل شبح دولة تقف عاجزة أمام استباحة ساستها لثراواتها و وأدهم لاحلام ناسها.
ترى هل كتب لتاريخنا الحديث ان يعيد نفسه على شكل ملهاة لنردد من جديد مع الجواهري الكبير ما قاله قبل أكثر من ستين عاما:
أيْ طرطرا تطرطري, تقدَّمي تأخَّري. تَشيَّعي تسنَّني, تَهوَّدي تَنصَّري. تكرَّدي تَعرَّبي, تهاتري بالعُنصرِ...؟



#مازن_العاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أمريكا شيكا بيكا-
- -وسيم بغداد الازل- بين الجد والهزل..!
- إصلاح الفكر الديني
- بانتظار تشكيل الحكومة -جيبْ ليلْ وأُخذْ عَتابة -
- «أزمة الولاية الثالثة»
- «زمن حاتم زهران» و «فضة المعداوي»
- «أَلعَبْ و أَخَربْ المَلعبْ»
- «معاً» ياحبيبي «معاً»
- «شَتانه بين آنه و آنه»..!
- ازدواجية الحكومة ...ولعبة الارنب والغزال ...!
- الجوية العراقية .. و الجواهري الكبير ..!
- «الجوكر» نقيب النُقَباء ..!
- أمانة بغداد وخطيب جامع عنه...!


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن العاني - بيوتات بغداد و بيوت «العراق الجديد»