أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - د. سلمان كاصد:..و -صنعة السرد-















المزيد.....

د. سلمان كاصد:..و -صنعة السرد-


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 22:36
المحور: الادب والفن
    


نلاحظ أن المتون السردية عامة، وفي الراوية الجديدة، بالذات، تجذب مختلف الاهتمامات لموقعها السحري- الفني والمترابط بإمكانيات كتابها وقدراتهم على استجلاء الظواهر الشخصية و التاريخية واليومية الاجتماعية.فالرواية جنس سردي بات منفتحاً على الحياة وتغيراتها وديناميكيتها ، ولها القدرة على الاستعانة بكثير من المكونات الفنية والأدبية والثقافية المتعددة و التي تقع في منطقة موازية لها، ودمجها في متنها ، وهذا ما جعلها في كل الآداب القومية - المحلية و العالمية جالبة للاهتمام ، فالرواية بالذات وكما تؤكد ،الأمريكية، سوزان سونتاج: "تكافح الجفاف الذي يشعر به ويواجهه البشر في حياتهم ، بغض النظر عن زمانه ومكانه وأنواعه". في مجال دراسة الرواية العربية الحديثة ،تحديداً، صدر للدكتور "سلمان كاصد" كتابه الجديد ، والمعنون" صنعة السرد" / دار الروسم- اتحاد أدباء وكتاب البصرة - ط1 / 2014. وقد وقع " صنعة السرد" على( 163 ) صفحة- قطع متوسط . ويذكر انه سبق و أصدر الناقد د. "سلمان كاصد" عدداً من الكتب النقدية منها:" الموضوع والسرد" مقاربة بنيوية تكوينية في الأدب القصصي للقاص والروائي" مهدي عيسى الصقر"،و"عالم النص" قدم فيه دراسة بنيوية انحصرت في الأساليب السردية لعالم الروائي والقاص" فؤاد التكرلي"، و"قصيدة النثر" دراسات في الشعر العربي الحديث، و" الجذر والهوية" رؤى و دراسات في الرواية العربية، و"الكتابة على الطين" مجموعة دراسات نقدية في النثر والشعر، إضافة لما صدر له من مجاميع قصصية و روايات منذ مساهمته الأولى في (12 قصة بصرية) بحلقتها الثانية1971 -1972 ، كما عمل في "الملحق الثقافي" لجريدة الاتحاد الإماراتية وقدم عبره عدداً لا يمكن إحصاؤها من الدراسات و المتابعات للفعاليات الثقافية عن السينما والمسرح والتشكيل والعمارة والموسيقى والتراث والحداثة وقراءات نقدية وحوارات متعددة مع شخصيات عربية معروفة ، خاصة في الشأن الثقافي- الفني. تألف" صنعة السرد" إضافة للمقدمة من الفصول التالية: الرمز..اختزال الحكاية/دراسة في رواية" نساء البساتين" للحبيب السالمي،حكايات زمن الموت عن رواية " دروز بلغراد" لربيع جابر، نظام..الباحث عن الهوية / حول رواية جبر الدويهي" شريد المنازل" ، المثقف وفقدان الروح/ دراسة لرواية "دمية النار" تأليف بشير المفتي، سبعة طرق للموت/ عن رواية عز الدين شكري فشير - عناق عند جسر بروكلين، البطل يكتب روايته/ دراسة تخص رواية "العاطل" لناصر عراق ، تنوع سردي لعلاقات مرتبكة/ عن روايتي أحمد عبد الملك " القنبلة" و" الأقنعة"، ماذا أراد الروائي أن يقول؟ تناول فيها رواية عبدة خال" ترمي بشرر"، رواية تبحث عن اسم دراسة تناولت رواية إبراهيم الكوني" مَنْ أنت أيها الملاك؟"، ثنائيات الاغتراب دراسة حول رواية" حليب التين" لسامية عيسى، مجنون زينب الاكتمال في الآخر عن رواية لـ " جمعة اللامي" حملت اسم" مجنون زينب" ، رحلة في العقل الجمعي حول رواية "أم الدويس.." لعلي أبو الريش، وهذه الدراسات المتعددة في كتاب" د. كاصد" ، وبحدود إطلاعنا المتواضع، نرى أنها تميزت في تغطية النتاج الروائي العربي الراهن ، شرقاً و غرباً ، وهو ما يحسب لـه في "صنعة السرد". نرى أن المشهد الروائي العربي، حالياً، يتشكل من جديد في إطار الجهد الثقافي الذي اخذ يتجمع في عوامل ومجموعة من التمظهرات والمؤتمرات الثقافية العربية التي أخذت، نتيجة تعدد الرؤى وانتشار تبادل المعلومات والتواصل (العنكبوتي)، وسمة عالم العولمة الذي يميز عصرنا، ،دون الأخذ بأهدافها الخفية أو المعلنة،وانطلاقاً من قبلنا بحسن النوايا، نرى أنها ترعى تجمعات اجناسية عربية تحديداً، لكنها، مختلفة ثقافياً. والسؤال هو: كيف ذلك؟. هذا يجري من خلال إطلاق منافسات إبداعية تختص بنوع وجنس أدبي- ثقافي بعينه، ومثاله في الجوائز الثقافية التي تعنى بالشعر والرواية والمسرح وأدب الرحلات والنقد ، بشكل عام ومنفرد، ولابد للنقد العربي أن يتتبع هذه التجمعات الاجناسية التي بدأت تقدم له بانوراما متسعة وكون كتاب "د. كاصد" معني بالرواية العربية فسيكون الحديث عنها تخصيصاً، نلاحظ إن رواية المشرق العربي تحاذي ،بل، تنافس رواية المغرب العربي ولهذا ، كان لابد لـ"صنعة السرد" من التمتع بقراءات واعية ودقيقة مع التزام الحيادية لواقع الرواية العربية وأشكالها وثيماتها والعناصر التي تلتقي عندها، ومن المدهش ،حد الغرابة، أنّ ثمة عناصر كثيرة ومتشابهات متطابقة، بدأت تتفتح في الرواية العربية ،بالرغم من اختلاف الظروف الاجتماعية، والأجواء والعناصر اللغوية- إلى حد ما- والتشكلات الثقافية التي تحكم المنتج الروائي كلاً على حدة. في هذا الإطار يتتبع د." كاصد"، الرواية العربية عبر ومن خلال نماذج عرفها المتلقي ، واطلع عليها ، كلها أو بعضها ،كونها تمثل خلاصة ما قدمه الروائيون العرب، خاصة أصحاب الخبرة و ضمنهم الأقلام الجديدة، ومن خلالها يمكن للنقد رصد هذه الملامح وتلك التحولات، ومن الغرابة أن هذه التحولات الفنية الروائية جاءت من خلال أولاً الكتابة اللاقصدية، وثانياً التداول والمشابهة القصدية، ويمكننا أن نؤكد إن العنصر الأول أكثر تحكماً في هذا المنتج بعيداً عن" الميتافكشن" الذي يعد النقاد أكثر تمثلاً لنزعة أو وظيفة الخروج على حدود السرد، والتخلي عن تقاليد الواقعية بإنشاء تعارض بين المُتخيّل والسرد، وخلق تضاد بين الوهم والواقع عن طريق بناء وهم قصصي- روائي، ثم الكشف عن هذا الوهم ، أو ما يحاول بعضهم طرحه تحت مسمى" السرد المفتون بذاته"، وهو خلق حالة من التداخل والتشابك الروائي بين رواية وأخرى،داخل الرواية الكبرى ومسرودها، وهو ما ذهبت إليه النظرية "البنائية" من خلال "التضمين"، منذ أراء " تودوروف" وحتى "الشكلانيين" الجدد وحركة وتوجهات ما بعد الحداثة التي لم تأتِ- من خلال المصطلح- بما هو جديد فيه. هاتان المحاولتان، ما هو تلقائي، عفوي، بارع، يحاول أن يشكل ذاته بذاته، مقابل، ما هو قصدي، تقليدي، عبر تتبع النص الأقدم في مشابهة لا تقدم جديداً بل هو سقوط في المماثلة والتكيف الذاتي ، باتجاه العمل بذاته، هنا كان لـ(د. سلمان كاصد) أن يبحث لا عن هذه المشابهة أو اللامشابهة ، بل ذهب نحو العناصر المشتركة التي يرى أنها تربط هذه الأعمال الروائية مع بعضها، ونقصد بالمشابهة المتغايرة، بصورته الأدق، أي البحث عن جواب لسؤال مهم هو: ما الذي يجمع هذه الأعمال الروائية العربية مع بعضها ، بالرغم من أنها نتاج بيئات وملامح، وقيم اجتماعية- تاريخية قد تكون متنافرة هنا وقارة هناك لحد ما ، كما هي نتاج رؤى ومفاهيم وثقافات متعددة ومختلفة، بعيداً عن كونها " رواية عربية"؟.ولابد من طرح السؤال التالي: هل بدأت الرواية في العالم العربي تتجمع كجنس أدبي واحد غير متعدد، أي ما ينطبق على الروائي المصري من مفاهيم تحاكم المضمونية فيه، هي ذاتها المفاهيم والقوانين التي تحاكم المضمونية في الروية العراقية و الخليجية، السعودية والقطرية والإماراتية مثلاً ، و المغاربية و اللبنانية والسورية ، حسب الدراسات التي قدمها " د. سلمان" في كتابه ؟. نرى إن الجواب على هذا الأمر يكمن في القوانين التي بدأت تتشكل وتتشابه في العالم الروائي، كون الرواية العربية، بالذات، أخذت تتشكل وتتشابه لا في الأشكال الفنية فيها فقط ، بل بالبنى الموضوعاتية فيها أساساً، ذلك ما نجده في " صنعة السرد" من خلال دراسات تناولت المنجز الروائي العربي بالنقد والتحليل في تونس ولبنان والمغرب ومصر وقطر والسعودية والأمارات وليبيا وفلسطين والعراق. "صنعة السرد" يقدم كشفاً نقدياً دؤباً لواقع الرواية العربية الراهنة ويذهب فيه د." كاصد" ، من خلال دراسات تطبيقية ومهاد نظرية متماسكة، إلى أن الرواية العربية، لم تجترح لنفسها شكلا جديداً بما قدمت من اطر تقليدية لأشكال مختلفة فيها، إذ بقيت موضوعاتها تدور في أشكال متشابهة، إلا ما عده في كتابه انجازاً جديداً، لكنه يقر بأنه قليل، حيث يرى إن البحث عن الهياكل المعمارية الروائية الجديدة العربية ، يعد أمراً شاقاً، لكنه يستدرك في المقدمة بأن هذا لا يعني إن الأعمال الروائية التي لم يتناولها، لا تمتلك صدمتها،وميزتها، فربما العكس تماماً، فثمة روايات عربية صادمة النهايات، مفزعة الإيحاء والتصور والدلالة، غير إن كل ذلك يجري ضمن إطار الموضوعة لا الشكل الروائي المنجز.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنيان صالح :.. رحلة الحياة والمسرح
- الماضي وسطوة الحاضر في:-عندما خرجتُ من الحلم-
- استهداف القارئ في ..-مقاربات في الشعر والسرد-
- الشاعر فوزي السعد ومراثي (الريشة والطائر)
- ما وراء السحب.. إدانة للحروب وخساراتها
- -ممر الضوء-.. البعد عن الخسائر الفائضة
- عبد الكريم كاصد .. (45 ) كتاباً وأكثر
- رسوم على ورق..المعرض التشكيلي الثامن للفنان:.. هاشم تايه
- في رثاء العراق .. ؟!
- المحنة العراقية
- النفط في العراق:.. التاريخ.. والراهن.. و المستقبل
- عاصفة أوراق: ماركيز.. وعواصف: العراق
- (أردابيولا) ل(يفتوشينكو):..استشراف لمجتمع في طريقه إلى الانه ...
- عن: قراءة في السَّردِ النّسوي العربي - للناقد العراقي: عبد ا ...
- رحلة علي عيدان مع قصيدة النثر:.. و(هنالك.. وأبعد)
- الأول من أيار..وبناة الحياة..صناع المستقبل
- الشاعر منذر خضير:.. ورحلته إلى السماء السابعة
- قدرات الدماغ البشري الفائقة:.. و علم (الباراسيكولوجي)
- في الذكرى ال(11 )لسقوط نظام عصابات حزب البعث الفاشي (2 -2 )
- في الذكرى ال(11 )لسقوط نظام عصابات حزب البعث الفاشي (1 -2 )


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - د. سلمان كاصد:..و -صنعة السرد-