أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم العايف - في الذكرى ال(11 )لسقوط نظام عصابات حزب البعث الفاشي (1 -2 )















المزيد.....

في الذكرى ال(11 )لسقوط نظام عصابات حزب البعث الفاشي (1 -2 )


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 4419 - 2014 / 4 / 9 - 03:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاسم العايف
في التاسع من نيسان 2003، تحل الذكرى الـ(11) على السقوط المهين والمذل لعصابات حزب البعث- الفاشي ، عبر احتلال العراق و((تحريره)) ، من نظام مارس ، ببشاعةٍ لا مثيل لها ، شتى أنواع الانتهاكات، ضد شعبه ، وقواه الوطنية ، وكل مكوناته الاجتماعية ، ولعله أول نظام استخدم الأسلحة المحرمة دولياً ضد أبناء بلده ، وظل يرعب بها دول الجوار، وشعوب المنطقة ، ومسح دولة ،عضو في الأمم المتحدة والجامعة العربية ، وحولها عبر اجتياحه العسكري الهمجي ، إلى (محافظة). ومن السخريات المريرة ، انه كان يؤكد على احتفاظه ، فقط ، بحق تصدير حصتها، المقررة،من نفط منظمة الأوبك ، وليضع العالم والمنطقة، في أتون أزمة عالمية، بعد ثمان سنوات من الحرب المدمرة العبثية مع إيران. وكان النظام وممارساته ، سببا جوهرياً في تواجد القوات الأمريكية في المنطقة بكثافة، و(غزو) العراق من قبلها وحلفائها. أدت الفوضى التي سادت البلاد بعد الاحتلال ، إلى حصاد مرٍّ ، لم يخطر ببال العراقيين .. وأصبح العراق بكامله،عرضة للتخريب والنهب، ولتدخل مباشر، من قبل دول الجوار،وغيرها، ومن ينوب عنها ، وأعقب تلك الكارثة، قرارات غير صائبة ، ما زلنا ندفع أثمانها من الدماء والقوت والمستقبل، وكان يمكن في الأقل تحاشي الأخطاء التي أعقبتها، من قبل النخب السياسية العراقية،التي قادتها رياح التغيير العاصف ، للجلوس على هرم السلطة، وبعضها،تعامل مع العراق،غنيمة معروضة، في أسواق الجزارة والنخاسة السياسيتين، فأنشبوا سكاكينهم فيه ، كل يقتطع ما يشاء، ويسدد ما عليه من فاتورات ، أو يعوض سنوات الحرمانات . وتحول العراق إلى ساحة صراع وتصفية حسابات بين قوى محلية و إقليمية ودولية ، متضاربة ، فاجتذب هذا المناخ قوى الإرهاب العالمي، وتشكلت الميليشيات الطائفية ، والعصابات والمافيات، وتم اختلاس وتبديد مليارات الدولارات. عمدت سياسة الاحتلال ، إلى إرساء قواعد الطائفية سياسياً ، من خلال آلية تشكيل (مجلس الحكم) وعمله المتدني*، الذي أورث الشعب العراقي مصاعب ومصائب لا يمكن تخطيها بسهولة . بعد سنوات على الغزو الأمريكي للعراق، لم تكن صورة واضحة- علنية ، لما تريده أمريكا للعراق ومنه.فالوقائع اليومية تكشف الدمار الواسع الذي لحق بالعراقيين ،حيث قتل منهم أكثر من 950 ألف لغاية 2013، وتذهب بعض الإحصاءات الدولية،المدنية، إلى أن في العراق مليون ونصف أرملة،دون حساب أرامل الحروب،نصفهن في العقد الثلاثيني من أعمارهن، كما تم تهجير مئات الألوف من منازلهم ومدنهم وقراهم، في عمليات فرز طائفي مقيت ، و لجأ بحدود مليون عراقي ، إلى دول الجوار. مع قتل وتصفيات يومية مذهبية- طائفية ، تعود لتاريخ وأزمنة الصراع التركي- الفارسي ، على الأرض العراقية ، وفرق جوالة للموت تصطاد الكفاءات والعقول العراقية، مهما كانت .. مع تدمير شامل للمنشآت والبنى الاقتصادية ، وسعى الإرهاب الدولي ، إلى الهيمنة على جزء، من ارض العراق.مع فساد الذمم والفوضى التي اتسمت بها الساحة الرسمية - الوظيفية العراقية، وضعف المنظومة الأمنية للدولة، التي تعنى بالتعامل مع العراقيين ، وفق حق المواطنة فقط. لقد تم تكريس سيطرة القوى السياسية (الدينية- الطائفية- القومية) على مفاصل الحياة في الشارع العراقي ، عبر انتخابات جرت في غير اوانها ، وبأجواء شحن وغليان ديني- طائفي- قومي ، وبات على إثرها العراقي ، يخضع لتمييز يقع في مقدمته اشتراطات ، هي في واقعها استنساخ فج، لما عمد إليه النظام البائد ، من خلال احتكار فرص العمل والوظائف ، وبذا يتم بعد كل الكوارث الاجتماعية التي عاشها العراقي، طيلة ثلاثة عقود وأكثر، العودة إلى إلغاء حق المواطنة ، وجعله حكرا،على من يتحكم في مفاصل تلك الوزارة أو هذه المؤسسة. يمكن الوثوق بأن الدولة الوطنية العراقية ، لم تؤسس حتى الآن، بعد انهيارها التام في 9 /4 /2003 ، على الأسس الصحيحة ، وإن هناك محاولات مستميتة لعرقلة تأسيسها ، على وفق القانون ، وما يترتب عليه من حقوق وواجبات،من قبل بعض القوى في داخل العملية السياسية العراقية الحالية ، الموزعة على الشكل الحالي للمئوسسات، التي يمكن عبرها أن تنهض الدولة: دستور بمثابة عقد اجتماعي بين العراقيين ،رئاسة، مجلس وزراء، برلمان ،قضاء مستقل، مجتمع مدني فاعل، إعلام حر مستقل...الخ. بقيت أزمات الخدمات العامة وارتفاع مستوى البطالة يؤرق العراقيين، ويضعف الاستقرار الاجتماعي فيه ، وبدا الطيف السياسي العراقي ، خاصة في مجلس النواب ، عبر دورتين، نائياً عن مشاكل ومصاعب الحياة اليومية ومحنها . ويمكن للقوى العراقية الوطنية ، بكل مسمياتها وتنوعاتها، أن تقدم برامج مرحلية، واقعية قابلة للتنفيذ، فالعراقي (اتخم) بالوعود البراقة والشعارات. ويقع الأمن والسلم الاجتماعي في مركز اهتمام العراقيين، دون أن تعبأ غالبيتهم ، بمشاريع الحرب الأهلية ، التي تعمل عليها بعض القوى، وتفعلها بخطابات مشحونة،بما هو خلف العراقي نفسياً وفعلياً. وللخلاص من الأوضاع الراهنة ، وبناء العراق، على طريق التنمية والرقي الحضاري والاجتماعي ، لا بد من بناء الدولة الحديثة، باعتماد المواطنة والكفاءة والنزاهة والحقوق والواجبات، فأسس دولة العشرينات، لن تعود قطعاً، ناهيك عن عدم صلاحيتها، والدولة لن تبنى أيضاً، بالثأر من العراقيين ، ولا على أوهام الكثرة ، واحتكار الهوية، أو المظلومة التاريخية، واستغلال هشاشة سلطة المركز، وتعدد وتعارض مصادر قراراته ، وعدم انسجامها، لحصاد مكتسبات ، على حساب العراق الكل ، فالتوافق القانوني المؤسساتي ، المعني بالمواطنة دون تمييز، هو قدر العراقيين ، طال بهم الزمن أم قصر. بعد كل هذا التدمير والموت والخراب ، يلاحظ إن الروح العراقية ، لم تستجب لدعوى تفتيت العراق ، ولابد من فتح أفق جديد في العلاقات السياسية-الاجتماعية عبر الحوار، وتفعيل المصالحة الوطنية ، لا بين المتصالحين ، فالإجراءات والبرامج التصالحية- العشائرية، والخطط العسكرية والأمنية والمكرمية ، غير كافية وممكنة، للاستقرار الاجتماعي.
*عام قضيته في العراق/النضال من اجل غد مرجو/ بول بريمر- بالاشتراك مع ما لكولم ماك- كونل. ترجمة عمر الأيوبي، بيروت 2006.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربات في الشعر والسرد..شهادة عن الإبداع العراقي الحديث
- في الذكرى الثمانين لأضواء: ( 31 آذار 1934)
- كنت ألمحه..؟!
- جاسم العايف.. و( مقارباته في الشعر والسرد )
- التجمع الثقافي الحديث في البصرة يضّيف الكاتب جاسم العايف
- التجمع الثقافي الحديث في البصرة يخص الكاتب جاسم العايف وكتاب ...
- جريدة( الأديب الثقافية):..عدد جديد
- سالم علوان الجلبي.. و مجرى الاوشال*
- رواية (أفراس الأعوام) لزيد الشهيد:تاريخ وطن..تحولات مدينة*
- قصائد أربع للشاعر: أماجيت شاندان
- شيء عن ( 8) شباط الدامي*
- من الأشرعة يتدفق النهر.. للناقد- مقداد مسعود-..وبعض الملاحظا ...
- تتبع الأثر وملامح المكان في:- ذاكرة الزمن-للقاص رمزي حسن
- جاسم العايف يدخل أفق المعاينة الثقافية
- في ذكرى محمود عبد الوهاب.. الشاعر كاظم اللايذ يصدر: (دفتر عل ...
- نزعة التجديد والتجريب في السرد العراقي القصير.. للناقد جميل ...
- هموم العراقيين ومصائبهم
- مروءات الوائلي: صدمة العنوان .. وضوح المتن
- أدباء البصرة يعاودون نشاطهم الثقافي
- عبد الكريم كاصد: هل للمثقف العراقي دور سياسي في الجغرافيا ال ...


المزيد.....




- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...
- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم العايف - في الذكرى ال(11 )لسقوط نظام عصابات حزب البعث الفاشي (1 -2 )