أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - يوميات موظف














المزيد.....

يوميات موظف


سمير هزيم

الحوار المتمدن-العدد: 4693 - 2015 / 1 / 16 - 08:41
المحور: الادب والفن
    


يوميات موظف بسيط
كان المدير ينتمي الى الحزب الحاكم وكنت يومها انتمي الى حزب الطريق القويم .. كان المدير كلما رآني يرمقني بنظرة ملؤها الحقد والكراهية ... كان كل اسبوع او اسبوعين ينقلني من مكان الى اخر .. تحت حجة المصلحة العامة ..
كان أصدقائي الموظفين يتعاطفون معي مع انهم كانو من حزب المدير ..
كنت اعمل كثيرا ولا أتأفف من اي امر .. لانني فقير ومتمسك بعملي .. واخشى على لقمة عيشي وعيش اولادي ..
لقد اصبحت بطاقتي الذاتية مليئة بالعقوبات .. نادرا ما قبضت راتبي الشهري كاملاً ..
كان أصدقائي يستهجنون تعامل المدير معي .. فكانو يشتمونه ويلعنونه .. وانا لا اعير ذلك اي اهتمام .. بل كنت اثني على المدير عندما يسألني احدا منهم عنه ..
وفي يوم كانو يتحدثون عنه بالسوء .. قلت لهم .. هل عاقب المدير احدا منكم ..؟
اجابو : لا احد فهو لم يعاقب احد منا ..
قلت لهم اذاً اتركوه وشأنه طالما لم يظلم احداً منكم ..
قالو : انه يظلمك دائماً ويقلل من شأنك .. وانت لا تحرك ساكناً .. بل ترضخ دائماً لأوامره .. لم نراك مرة واحدة تعترض .. لماذا الخنوع له .. ؟
التزمت الصمت .. وحركت برأسي .. وذهب انكبّ على الأوراق التي على مكتبي .. اقرأها بإمعان وأعالجها بدقة .. فلا اترك مجالا لاحد يضع اي ملاحظة علي باني لا اتقن عملي ..
اعمل بصمت والدموع تملأ عيوني .. أعد الايام متى استطيع الحصول الى التقاعد .. كنت اشعر ان الأصدقاء ينظرون الي .. نظرة عطف فألقي بنكتة أغير من الأجواء التي تكون سائدة ..
في احد الايام بينما كنت خلف خزائن الارشيف .. سمعت حديثا .. ان ثمة محاولة ومؤامرة كبيرة الهدف منها الايقاع بالمدير ..
جفلت من ذاك الحديث .. تابعت التنصت .. وعرفت ما يكيد به بعض اعداء المدير الذين يرغبون بإزالته من اجل تعين اخر من جانبهم بدلاً عنه ..
ماذا افعل .. بالرغم من كرهه لي وظلمه المتواصل .. لكن لن يطاوعني قلبي ان اقبل بما سيحصل ..
يا الله .. ماذا افعل .. انه يكره الارض التي امشي عليها .. انه يعاملني معاملة سيئة دائماً .. وانا ايضا لا ارغب برؤيته .. لكن يجب ان أحذره ..
ذهبت مباشرة الى مكتبه .. دخلت الى السكرتيرة .. وطلبت الدخول ... قالت نعتذر منك .. المدير مجتمع مع رؤساء الأقسام ..
قلت لها سأنتظره .. لم تعيرني اي اهتمام .. انتظرت طويلا .. وانا واقف عند باب المدير .. انظر في ساعتي .. اخرجت موبايلي وصرت العب السوليتير .. ما كان هذالاجتماع ان ينتهي .. ولا اسمع اي حس بالداخل .. جاء احد روساء الأقسام وضع بريده وخرج ..
قلت لها كيف قلت لي انه اجتماع مع روساء الأقسام .. ؟ لماذا هذا الرحل ليس بالاجتماع .. قالت وما شانك .. ان لم يعجبك .. فلترحل من هنا ..
نظرت الى السكرتيرة بحنق شديد .. ودفعت الباب بقوة .. اصبحت داخل مكتب المدير .... أمامه مباشرة .. كان يحدث احدى السيدات على الهاتف .. ويتغمى لها ...
نظر الي نظرة غضب واستنكار .. أغلق الهاتف والشرر يتطاير من عينيه .. قائلا : من سمح لك بدخول مكتبي ..
أجبته وقلبي يضطرب بين ضلوعي ..
انا سمحت لنفسي ..
قال : اخرج يا تافه يا عديم اللياقة ..
قلت له : موضوع شخصي في غاية الأهمية .. يجب ان أحدثك عنه .. اذا سمحت يا سيادة المدير ..
لا لن اسمح .. هيا اخرج من مكتبي فوراً .. وبدون أية كلمة .. وغداًسافصلك من العمل .. انت لا تنفعنا بشيء ..
يا سيادة المدير .. فقط هذه المرة اسمعني وبعدها أفصلني من العمل ..
قال لا لن اسمعك انت واحد وقح وعديم الزوق .. ولستَ من المستوى الذي يُسمع منه .. هيا انصرف ايها الخبيث .. قبل ان اتصرف معك تصرفاً اخر ..
في نهاية الدوام .. ذهب المدير الى سيارته حيث قادها من دون ان يأخذ معه السائق .. كما يفعل في بعض الأحيان ..
قبل ان ينعطف الى الجهة التي اعتادها شاهدني .. لوحت له بيدي وأشرت له بأصبعي الى داخل السيارة ..
مط المدير شفتيه ساخراً مني ومستهجناً ..
شاهدته وقد لمح بطرف عينه شيئاً داخل السيارة .. ورقة التقطها .. قرأها .. كتبتها له ..من دون ذكر اسمي عليها
سيادة المدير .. عبوة ناسفة في سيارتك .. ارجو ترك السيارة بالحال .. وان سلمت منها .. سأخبرك عن الفاعل ..
اطلق المدير صرخة دوت في كل المكان .. عانقت صوت الانفجار الكبير .. تابعته أزيز الشظايا التي تناثرت مزدحمة في كل الارجاء



#سمير_هزيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد الغياب ..
- التوبة
- جنية على الطريق
- ،قمر وثلاث نجوم
- الجدران الصامتة
- الشمس تغرب باكية
- في عيوني
- قصة قصيرة جدا ... احبك كثيرا
- في الانتظار
- اللقاء الاخير
- الثوري العربي
- نبذة عن اعمال الكاتب والأديب علم عبد اللطيف
- الروائي الأديب علم عبد اللطيف
- سكين ام خالد
- لا عزاء في حارتنا
- صحتك بالدنيا
- وبالوالدين إحسانا
- اللحن الساحر
- حب دامي
- المكافأة الكبرى


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - يوميات موظف