أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - حول 18 شهرا من حكم المجلس العسكرى















المزيد.....

حول 18 شهرا من حكم المجلس العسكرى


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد خلع مبارك تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحكم لفترة عام ونصف تقريبا، تلك الفترة ما زال يكتنفها الغموض وتحيطها غلالة سوداء من الأسرار وعلينا ان نحاول فك بعض طلاسمها وفهم ما استغلق من اسرارها، ومن المعلوم أن المجلس يتكون من 18 عسكريا يمثلون قادة الأسلحة برئاسة رئيس الجمهورية، وقد تم بروز اسم ودور المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى أحداث ثورة يناير وما بعدها رغم أن تشكيله أقدم من ذلك بكثير، وإقصرت إختصاصاته قبل الثورة بحماية حدود البلاد وقيادة غرفة العمليات للقوات المسلحة فى حالات الحروب، وقد إنتهز المجلس ظروف الثورة للقفز على السلطة وإزاحة مبارك عن الحكم منفذا رغبة "رددها أعضاؤه فيما بعد" أنهم كانوا يعارضون توريث الحكم فى البلاد الى الإبن "جمال مبارك" بصفته مدنى!، واتخذ المجلس العسكرى عدة تكتيكات إبتداءا من يوم 28 يناير "بعد إنسحاب الداخلية" بتوليه عملية التأمين الداخلى ودخول الدبابات لميدان التحرير فى طابع إحتفالى "شاركتهم فيه جماهير المعتصمين" وبث حالة من الطمأنينة بين الجماهير إختلطت بصود البعض على الدبابات ورفع الأعلام المصرية وكتابة الشعارات الثورية عليها.
سبق الاعلان عن تنحى مبارك أن إجتمع المجلس العسكرى "بدون مبارك"بكامل أعضائه وبرئاسة المشير محمد حسين طنطاوى يوم 10 فبرايرليعلن فى نهاية الإجتماع (البيان رقم واحد) "ككل بيانات الإنقلاب" متضمنا "إجتمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى إطار الإلتزام بحماية البلاد والحفاظ على مكتسبات الوطن وتأييدا لمطالب الشعب المشروعة وقرر الإستمرار فى الإنعقاد بشكل متواصل لبحث ما يمكن إتخاذه من تدابير وإجراءات لحماية البلاد" كان ذلك عقب خطاب مبارك الذى قرر فيه تفويض معظم صلاحياته لنائبه عمر سليمان، ليلتها كنا معتصمين فى ميدان سيدى جابر وحضر الينا آخر الليل رتبة من القوات المسلحة "لم يفصح عن إسمه" وطلب منا تصعيد الثورة لأن هناك مؤامرة عليها من بعض الأسلحة وخصوصا من سلاحى الشرطة العسكرية والحرس الجمهورى.
بتنحى مبارك عمّت ربوع مصر فرحة عارمة وساد جو احتفالى كرنفالى ميدان التحرير وعاد الثوار الى منازلهم بعد شعورهم بالانتصار وتحقيق ما كانوا يهدفون اليه، بعدها ثار تساؤل حول مدى صواب إخلاء الميادين وترك السلطة بأيدى العسكر وأعتقد أنه لم يكن لدى الثوار خيارات أخرى متاحة للأسباب التالية:
1- لم تكن هناك قيادة واضحة للجماهير ولا طليعة ثورية واعية لتوجيه حركتها وقيادتها بحيث يمكن أن تسبق الجماهير بخطوة ولكن لا تنفصل عنها.
2- كان الوضع الميدانى يميل بإتجاه الإخوان المسلمين وحلفائهم من السلفيين والجهاديين بعد لحاقهم بركب الثورة ومحاولتهم الركوب عليها.
3- لم يكن لليسار وجود قوى ولا تأثير ملموس "رغم أن شعاراته كانت الغالبة على الثورة بوجه عام" وحتى حزب التجمع رغم التحاقه بالثورة بعد يوم 25 كان فى أضعف حالاته بعد سلسلة التنازلات التى قدمتها قيادته اليمينية وليس آخرها استمراره فى جولة الإعادة فى انتخابات 2010 المزورة وعدم انسحابه منها كما قامت بذلك جميع أحزاب المعارضة.
4- كانت الجماهير قد أرهقت بعد الثمانية عشر يوما المجيدة من الإحتجاجات المتواصلة والصدام مع قوى الأمن وخصوصا أن القوى الفاعلة للثورة فى معظمها من شرائح الطلاب والمثقفين وسكان المدن وأن الظهير الشعبى فى أغلبه من الفقراء وساكنى العشوائيات وأحزمة المدن الذين يغلب عليهم طابع العنف بلا تنظيم أو رؤية.
عقب تنحى مبارك عاد المجلس العسكرى الى صدارة المشهد منفردا بالسلطة فى ظل حالة من السيولة والصراع بين مليونيات متعارضة وإحتقان سياسى حاد، تلفت المجلس العسكرى حوله فلم يجد الاّ الإخوان المسلمين وعدة مئات من إئتلافات الشباب المتناحرة ويسار عاجز ومنقسم، كان الإخوان يتميزون بتنظيم هيراركى قوى ومتغلغل فى خريطة القطر المصرى وخصوصا فى الدساكر والقرى والنجوع والأحياء الشعبية والعشوائيات والنقابات المهنية وبنسبة أقل فى الجامعات وداخل الحركة العمالية، وبرغم أن نزوع العسكر كان يميل للمعسكر الوطنى الديموقراطى كما ظهر من نوعية الحكومات التى عينها وتوجهات وزرائها كحكومة عصام شرف الأولى والثانية وحكومة الجنزورى، ولكن أمام إلحاح الواقع وجد نفسه مضطرا لتعيين لجنة مراجعة دستور 1971 برئاسة مستشار ذو اتجاه إسلامى "رغم خلفيته العلمانية" وعضوية محام من أقطاب الإخوان لتنتهى بتعديل 9 مواد وعرضها للإستفتاء حيث تحصّل التيار الدينى على أكثر من ثلاثة أرباع الأصوات بعد غزوة الصناديق والتحريض بالجنة والنار ولم تبتعد نتائج الإنتخابات البرلمانية عن ذلك كثيرا كما تم اختيار اللجنة التأسيسية لوضع الدستور بنسبة 50% للإسلاميين و 50% لغيرهم، حقا لقد أدار المجلس البلاد بطريقة مليئة بالثغور وقاد الوطن بطريقة عصبية حمقاء كلفتنا الكثير فإن فوائد القمع تفوق ببساطة سياسات الإستيعاب والإحتواء فى حسابات الجنرالات، ولكن القوى الثورية والتيار المدنى الديموقراطى لم يساعداه كثيرا على تصحيح سلوكه وتقويم خطواته رغم أنه طوال الوقت كان حريصا على عقد العديد من الحوارات والإجتماعات مع إئتلافات الشباب والقوى السياسية، وأهم ما صنعه ذلك المجلس من أفعال وممارسات لطخت صفحته ورفعت شعار "يسقط حكم العسكر" فى مواجهته:
1- العمل على إنهاء الحالة الثورية والوقوف بهمجية ضد التظاهر وفضّه لميدان التحرير بالقوة.
2- سحل وتعرية المتظاهرات وإهدار كرامتهن فيما عرف بكشوف العذرية بحجج واهية.
3- اطلاق العنان للمحاكمات العسكرية وإعتقال المئات فى معسكرات الأمن المركزى والإنتقام من أسر الشهداء فيما عرف بأحداث مسرح البالون.
4- التورط فى مواقف وأحداث طائفية ضد المسيحيين وارتكاب مجزرة ضدهم فى ماسبيرو وممالأة التيار السلفى بالتراجع عن تعيين محافظ مسيحى لمحافظة قنا.
5- عدم القدرة على التحكم فى الانفلات الأمنى وأعمال البلطجة والعنف بحيث لم يبق مواطن آمن على نفسه أو ماله أو أسرته وبلوغ الحالة ذروتها بحدوث مجزرة استاد بور سعيد.
6- فقدان التحكم فى عجلة الإقتصاد القومى والتدهور السريع والحاد فى الاوضاع الاقتصادية وتفاقم مشاكل البطالة والتضخم وارتفاع الأسعار مع زيادة الدين الخارجى والداخلى بصورة غير مسبوقة.
مع الاقرار بحدوث ثورة على مرحلة طويلة من حكم نظام قمعى مرتبط بالنظام الرأسمالى العالمى والخاضع لتحكم المؤسسة العسكرية الأمريكية وسيطرة الكيان الصهيونى منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد فى 1979فقد إستمرت تلك السياسات وتدعمّت خلال فترة سيطرة المجلس العسكرى على الحكم واستمرار قناة الإتصال مفتوحة بين البنتاجون والنظام العسكرى فى مصر وتمتين العلاقات الاستراتيجية المتميزة بينهما من خلال استمرار برامج التدريب والتسليح والمناورات المشتركة وبقاء العقيدة العسكرية للجيش المصرى ومهامه واستراتيجيته ومجمل خططه التى تقوم على أن إسرائيل لا تشكل تهديدا له ولم تعد هدفا للصراع، كما حرص المجلس العسكرى على إستمرار حماية نظامه المغلق الذى لا يدفع من خلاله الضرائب ويستولى على الاراضى العامة ولا يكشف عن ميزانيته أمام البرلمان "الاّ رقما واحدا فى أحسن الاحوال" بما يعنى عدم خضوعه لأى رقابة مدنية واستمرار امبراطوريته العسكرية الاقتصادية مع دوام المساعدات العسكرية الامريكية التى تفتح ابوابا واسعة للفساد والتربح وتوزيع الصفقات على شريحة ضئيلة من قادته الفاسدين.
ليس مؤكدا الدور المباشر للمجلس العسكرى فى وصول الإخوان للحكم ولكنه لم يكن قادرا على منعهم من القفز عليه برغم بعض محاولات غير مجدية لوصول الفريق أحمد شفيق "أحد رجالهم والأقرب اليهم" ولكنهم عموما كانوا فاشلين فى إدارة حكم البلاد ومعظم قراراتهم كانت تتم تحت ضغوط الشارع والقوى السياسية يمينا أو يسارا والضغوط الخارجية.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجاهل إضراب الحديد والصلب..جريمة
- الحركات اليسارية فى الخليج العربى
- ذكر ما جرى ل-ألان جريش- فى القاهرة
- هل تكون حلب بوابة الخروج من الأزمة فى سوريا
- صفقة -أوراسكوم- تكشف عمق علاقة النظام برجال الأعمال
- الحراك الثورى وإنسداد الأفق
- كوبانى وحزب العمال الكردستانى pkk--
- الصين..الإنتقال السلمى للرأسمالية
- ذكريات الهزيمة وعبد الناصر
- اليسار المصرى ..الجذور..الواقع..الآفاق (الأخيرة)
- اليسار المصرى..الجذور..الواقع..الآفاق (4)
- اليسار المصرى ..الجذور..الواقع الآفاق (3)
- اليسار المصرى..الجذور..الواقع..الآفاق (2)
- جذور اليسار المصرى وواقعه وآفاقه (1)
- ملاحظات سريعة حول مسودة مشروع قانون العمل الجديد
- الحوثيون ..المزج بين الزيدية والإثنى عشرية
- إدارة التوحش ..دليل عمل القاعدة وداعش لدولة الخلافة
- قراءة جديدة للثورة العرابية
- الأزيديون فى العراق ومعضلة الحفاظ على الهوية
- مصر بين ثورتين


المزيد.....




- كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية
- باستخدام العصي..الشرطة الهولندية تفض اعتصام جامعة أمستردام ...
- حريق في منطقة سكنية بخاركيف إثر غارة روسية على أوكرانيا
- ألمانيا تعد بالتغلب على ظاهرة التشرد بحلول 2030.. هل هذا ممك ...
- في ألمانيا الغنية.. نحو نصف مليون مُشّرد بعضهم يفترش الشارع! ...
- -الدوما- الروسي يقبل إعادة تنصيب ميخائيل ميشوستين رئيسا للوز ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود إضافيين في صفوفه
- مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي يقرر توسيع هجوم الجيش على رفح
- امنحوا الحرب فرصة في السودان
- فورين أفيرز: الرهان على تشظي المجتمع الروسي غير مُجدٍ


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - حول 18 شهرا من حكم المجلس العسكرى