أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - وليد يوسف عطو - بناء الذات بين النجاح والفشل














المزيد.....

بناء الذات بين النجاح والفشل


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 11:06
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    




بناء الهوية الشخصية يتم باكتشاف الذات

ان البحث عن الذات وبناء الهوية المستقلة هو( خروج ) على مسطرة التقليد والانماط الفكرية السائدة في المجتمع من فكر عشائري وديني وايديولوجي .

ان ( الذات هي الخروج على العقلية الجاهزة ,والبحث عن منافذ في جدران الواقع الاسمنتي ) بحسب قول الباحث جمال علي الحلاق في كتابه الجديد:
( فن الاصغاء للذات : قراءة في قلق المنفتح ) .ان مجتمعاتنا العربية وخصوصا المجتمع العراقي لاتتسم بظاهرة الذات المستقلة الا نادرا . فالطفل يرضع من ثقافة وتقاليد والديه ومدرسته ومن عشيرته ومنطقته . ويتم تلقين الطفل بالفكر العشائري والديني والمذهبي منذ صغره .

الانسان في العالم العربي مستلب الهوية تماما بفعل الانظمة الشمولية والعشائرية والدينية. ان هوية الانسان في العالم العربي هي هوية قسرية يتم تلقينها للانسان .ان مجتمعاتنا خاضعة كلية للوصاية الابوية ,ابوة الاب وابوة شيخ القبيلة وزعيم الحزب ورئيس الدولة , وابوة فقيه وشيخ الجامع .
انها الوصاية على الفكر والهوية .لذا فان اولى خطوات بناء الهوية والذات الشخصية هي الخروج عن الوصاية .
على الانسان تحديد اهدافه مسبقا , مثل تحديد ثقافته , كتبه التي يطالعها ,مستقبله والكلية التي يرغب في الدراسة فيها . التوفيق بين الشهادة التي حصل عليها في الجامعة بحكم درجاته وبين عمل او اختصاص اخر يجيده .

من سمات الذات الناجحة هي تحقيق الاهداف والاصرار على تحقيقها وعدم الاحباط والشعور بالياس .
من سمات الشخصية الناجحة ..الامل والتفاؤل . فالانسان الناجح ليس هو الانسان المشبع بثقافة الموت , بل هو الانسان المؤمن بالتفاؤل والفرح وبالمستقبل .ان مجتمعاتنا وخصوصا المجتمع العراقي مشبع بثقافة الموت والعيش في العالم الاخر ,في حين كان الانسان السومري والبابلي مشبعا بثقافة الحياة والفرح .لذا قالت صاحبة الحانة لكلكامش :
كن فرحا مبتهجا مساء ..

واقم الافراح في كل يوم من ايامك

على الانسان الذي يبغي بناء هوية ناجحة وفاعلة ان يتسم بالبساطة وبالتواضع , وبقبول النقد الموجه اليه ,وان يراجع افكاره باستمرار , ويتسم بالعقل النقدي .
ان الايمان الاعمى والغيبي القائم على الغاء العقل هو ايمان يلغي خصوصية وفاعلية الانسان ويلغي هويته , ويجعله انسانا بلا هوية , وبلا تاثير او فعالية .انه انسان سلبي غير فاعل اجتماعيا ان تفعيل الذات هي تفعيل للعقل وللعقل النقدي .

من سمات الذات الناجحة هي المبادرة في العمل وفي الفكر , والانصات الى الاخرين والاستماع اكثر من التكلم . مشكلة الانسان في مجتمعاتنا العربية الثرثرة وقلة الانصات الى الاخرين .فتجدالناس في اعمالها البسيطة وحتى في اوقات الفجر يتحدثون ويثرثرون في السياسة اليومية وفي جرائم الخطف والقتل وفي نتائج مباريات دوري كرة القدم ونتائج فريقي ريال مدريد وبرشلونة .

لقداستعار العراقيون , نتيجة خيباتهم الكثيرة ,هوية غربية وانقسم العراقيون الى قسمين ,احدهما يشجع فريق ريال مدريد والاخر يشجع فريق لشبونة . والسبب هو الشعور بالاحباط نتيجة فشل الحكومات العراقية المتعاقبة في تحقيق التنمية البشرية والاقتصادية والشعور بالخواء الفكري .

على صاحب الذات الناجحة والفاعلة ان يشجع الاخرين على مبادراتهم , وان يمنحهم الثقة وان يمتدح اعمالهم الايجابية . فالانسان الناجح هو من يتمنى للاخرين مثلما يتمنى لنفسه . ان بناء الذات الواقعية والناجحة والفاعلة تقوم على العقل النقدي والذي يقوم على ( الاحتمالية ) وليس على اليقين و ( الحتمية ) .

الانسان في عالمنا العربي يقدس افكاره , والذات الناجحة تحتاج الى ان لاتقدس افكارها بل تخضعها للنقد ,لان الحياة هي صيروة دائمة , اي انها في حالة تغير وتبدل مستمرين .
مشكلة الذات التابعة غير المستقلة انها لاتحرر عقلها من وصاية الاخرين , ولا تحرر عقلها من اوهامها وخرافاتها واساطيرها . لذا على الذات الفاعلة والناجحة ان تعمل على التحاور والتشارك والقبول بالاختلاف .

تتميز شخصية الانسان في العالم العربي وفي العراق بالادلجة . فالانسان مشبع عقائديا وايديولوجيا بالفكر الديني والمذهبي او بالفكر القومي او الماركسي او الليبرالي . لذا فان الخروج من العقائد المسبقة شرط من شروط تحرر الذات وانعتاقها .

لقد تراجع الانسان العراقي وتحولت هويته من هوية مدنية الى هوية ماقبل الدولة ,اي الى عصر دويلات المدن قبل ان يوحدها الملك (سرجون الاكدي ) في دولة كبرى .
لقد تراجع الانسان العراقي الى ثقافة العشيرة والطائفة والمناطقية , واصبحت ثقافة الانسان العراقي ثقافة غير قائمة على الاخلاق العربية والاسلامية بل على ثقافة الغزو والغنيمة والسبي . ثقافة تنظر الى الاخر باعتباره كافرا او مرتدا او نجسا او عميلا او رجعيا ,بحسب فكر الشخص ,سواء اكان فكرا دينيا ام قوميا ام ماركسيا وفق المدرسة الشمولية – السوفيتية . لقد كان الشقي في بغداد يحمي محلته من اعتداء الاخرين ويسرق اغنياء المحلات الاخرى .

اليوم يقوم العراقي بسرقة شقيقه وجاره ويعتبرها غنيمة ومكسبا حلالا . انها ثقافة مجتمع الرثاثة .

خاتمة القول:
لقد كان عيسى(يسوع)هو ( كلمة الله), كلمة فاعلة , حية , خلاقة , ولا اقصد هنا الجانب اللاهوتي في التجسد وطبيعة المسيح .
ان الكلمة الحرةوالفاعلة والحية هي الكلمة القادرة على التاثير في المجتمع والقادرة على التغيير وليست مجرد حكي جرائد .

ان الذات الناجحة هي من تقوم بتطبيق اقوالها وتحويلها الى فعل خلاق .ومن هنا تبرز الصفات القيادية للذات الفاعلة , انها تقدم للاخرين النموذج الملهم .
المسيح يسوع (عيسى )والحسين بن علي بن ابي طالب ...شهيدا درب الالام ومعركة الطف انموذجا على الذات الفاعلة والحية .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلق وجدل فكري
- تشابك الازمات وتعقيداتها
- العبودية في بابل واشور
- الحياة الاجتماعية والاقتصادية في بابل
- الملك حمورابي وعلمانية الدولة البابلية
- قراءة في كتاب ( فن الاصغاء للذات )
- تحقيق التنمية والاصلاح والديمقراطية والحداثة
- تطور دماغ الانسان
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 5
- الازمة البنيوية للاحزاب الشيوعية في العالم العربي - ج 2
- الازمة البنيوية للاحزاب الشيوعية في العالم العربي - ج 1
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 4
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح - ج 3
- لننتصر للشاعرة ميثاق كريم الركابي - ج 2
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح -ج 2
- لننتصر للشاعرة ميثاق كريم الركابي
- الشخصية التاريخية ليسوع المسيح
- انغلاق الايديولوجيا
- في نقد الحقيقة
- جذور المعجزة اليابانية - ج 2


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - وليد يوسف عطو - بناء الذات بين النجاح والفشل