أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - الاقتصاد العراقي ... مسيرة بين التنمية والضربات وأوليغارشية المحاصصة الطائفية والقومية














المزيد.....

الاقتصاد العراقي ... مسيرة بين التنمية والضربات وأوليغارشية المحاصصة الطائفية والقومية


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4645 - 2014 / 11 / 27 - 18:56
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تقع على عاتق الاقتصاديين الوطنيين الطموحين ، وقبل غيرهم، مهمة معالجة واقع الاقتصاد العراقي المتدهور من خلال الدراسة المعمَّقة والمستفيضة وألتي على أساسها توضَع الخطط العلمية الشاملة بعيداً عن الارتجاليات وتأثيرات القوى السياسية المهيمنة على السلطة.
إنَّ التنمية الشاملة بالنسبة لبلد مثل العراق تعني العدالة الاجتماعية والبناء المتناسق لكل فروع الاقتصاد الوطني الذي بدوره يلعب الدور الرئيس في التنمية البشرية. والتناسق الانمائي يتطلب ويشترط التحرر من هيمنة وتأثير القوى السياسية المتنفذة بادارة الدولة.
لقد كان من بين أهداف ثورة 14 تموز/يوليو عام 1958 هو التركيز على النهوض بالواقعين الصناعي والزراعي، فعلى صعيد الصناعة تمّ بناء مصانع القطاع العام والمختلط الكبيرة. هنالك سببان دفعا وحفّزا الدولة على قيام القطاعين العام والمختلط:- أولهما هو أنّ القطاع الخاص القائم آنذاك كان لايُلبي لوحده طموحات التنمية الصناعية، إضافةً إلى عدم قدرته على امتصاص البطالة، وثانيهما يتمثل بعدم إمكانية رأس المال الخاص، الضعيف، لبناء منشآت صناعية عملاقة. أما على الصعيد الزراعي فقد تأسست التعاونيات الزراعية بعد تشريع قانون الاصلاح الزراعي الذي حرّرَ الفلاحين بعد أنْ كانوا (أقنان) بيَد الاقطاع، ووزّع عليهم الأراضي الزراعية بصورة عادلة. لذا فقد إتَسَمَ الاقتصاد الوطني خلال الأربع سنوات والنصف من عمر الثورة بأنه إقتصاد متعدد الأنماط (القطاع العام، المختلط، الخاص، التعاوني)، وتلك سِمة إيجابية تعكس الصورة الأمثل للاقتصاد العراقي. لكن بعد ذلك النهوض، تعرّضَت مسيرة الاقتصاد العراقي إلى ثلاث ضربات قاصمة حَدَّتْ من تطوره لاحقاً... الضربة الأولى حدثَت عندما وقع الانقلاب الدموي لحزب البعث في 8 شباط من عام 1963 الذي أوقفَ مسيرة التنمية، ثمَّ جاء الحكم العارفي العسكرتاري الطائفي الوراثي الذي بدوره قام بهدم أحد أركان الاقتصاد الوطني، عندما جاء عبد السلام عارف بالوصفة الاقتصادية الناصرية (جمال عبد الناصر) لتطبيقها على الاقتصاد العراقي، إذ جرى تأميم مصانع القطاع الخاص، بحيث أدى ذلك الاجراء إلى عزوف الكثير من الصناعيين عن إقامة مشاريع صناعية خاصة. والضربة الثانية كانت تتمثل بعسكرة الاقتصاد العراقي في فترة حكم الطاغية صدام لاشباع نزواته العدوانية بخوض الحروب من خلال تحويل القسم الأكبر من الصناعات المدنية إلى عسكرية لتلبية حاجات الجيش العراقي، وفي الجانب الزراعي أحيى (القائد الضرورة) طبقة الاقطاع ثانيةً باعادة الأراضي لهم. أما الضربة الثالثة فقد حصلت بعد سقوط نظام الاستبداد البعثي في عام 2003، حيث كان ولايزال المخطط جاري التنفيذ والذي يتركز بتصفية مصانع القطاع العام من خلال إهمال تحديث تكنولوجيتها ومن ثمّ بيعها برخص التراب للمستثمرين بعد طَرد وتسريح آلاف العاملين فيها، لأنّ المستثمر لايسير بالمعايير الأخلاقية والانسانية، بَل إنّ معياره الأول والأخير هو الحصول على أقصى الأرباح، ويجب ألاّ ننسى أنّ تلك الصروح الصناعية تمثل منجزات ثورة 14 تموز.
إنّ الأوليغارشية التقليدية تمثل هيمنة أحزاب سياسية على السلطة تدعمها الطغمة الصناعية – المصرفية، وهي منغلقة على نفسها لاتسمح باختراقها من قِبَل أية قوة سياسية جماهيرية تمثل مطاليب وطموحات الكادحين والفقراء لكون توجهات تلك الجهة السياسية الشعبية تتعارض مع الاحتكارات العملاقة وتضُر بمصالحها ( وهذا ما هو حاصل في الولايات المتحدة الأمريكية).
الأوليغارشية العراقية تمثل حالة غريبة وفريدة من نوعها، إذ أنها تعكس رغبات وتوجهات أدعياء الطائفية والمذهبية والقومية (يسمّون أنفسهم أحزاباً سياسية)، فلا شأن لهم بأمور التنمية الاقتصادية ولا تعنيهم مسألة إغراق الأسواق العراقية بالمنتوجات الأجنبية الاستهلاكية التي وصلت قيمتها إلى 80 مليار دولار هذا العام 2014. ويعود سبب ذلك إلى أنّ تلك الأوليغارشية الطائفية – القومية تسيطر على قطاع التجارة الطفيلية المتسببة بعدم بروز وظهور المنتوج الوطني في الأسواق العراقية.



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم تحَقَق حلمنا ... نهضَ العراق كما نهضَت ألمانيا
- بئسَ التشكيلة الوزارية
- الفرصة الأخيرة
- إستبعاد تسع وزارات من المحاصصة ... شرط أساسي للنهوض بالعراق
- غلواء الزيارات المليونية والتمدّد الداعشي ... معادلة متكافئة
- هل سيتحلّى البرلمان العراقي الجديد بالمواطنة وخالٍ من الطائف ...
- حكومة الانقاذ الوطني كما تُفسّرها وتريدها أقطاب جريمة المحاص ...
- ما أعلنته وزارة التخطيط ... يكشف عن أمور كثيرة
- العامل الاقتصادي هو الحاسم لإنهاء الصراع بين روسيا من جهة وأ ...
- الهدف الحقيقي من وراء إجراء الإنتخابات
- صدور كتاب / التنبؤ والتخطيط الإقتصادي
- مَن ينتخب النواب الحاليين مرةً أخرى ... هو على شاكلتهم!
- الذاتية الفاضحة... والمسؤولية الوطنية
- رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء ووزير التعليم العالي ووزير الخ ...
- العراق متعدد الثقافات ... وليس إسلامي الثقافة!
- أوكرانيا والعراق ... تماثليات
- تقويض تعددية الأحزاب السياسية وأهدافها
- مصفاة ميسان وتبريرات الدكتور الشهرستاني
- رسالة مفتوحة إلى المحكمة الإتحادية العليا ... قبل فوات الأوا ...
- تشكيل إئتلاف مدني ديمقراطي... خطوة متقدمة ولكن!


المزيد.....




- حقيقة إصدار عملات بلاستيكيه فئة الـ 50 جنيه بعد الـ 10 و 20. ...
- الدبلوماسية الأفغانية الوحيدة تقدم استقالتها بعد احتجازها في ...
- 25 كيلوغرام من الذهب تطيح -آخر دبلوماسية أفغانية-
- تطبيق واتساب بلس الذهبي WhatsApp Gold حدثّ نسختك الآن واستمت ...
- فرنسا تفتح تحقيقا بحق -توتال إنيرجي- على خلفية مجزرة مارس 20 ...
- كيف سيؤثر تباطؤ الوظائف الأميركية على قرار الاحتياطي الفدرال ...
- تقرير عبري: صادرات النفط من أذربيجان إلى إسرائيل عبر تركيا م ...
- السعودية تستورد 160 ألف سيارة عامي 2022 و2023
- معهد -موسكو- للطاقة يطوّر تكنولوجيا جديدة لإنتاج الهيدروجين ...
- رئيس وزراء فيتنام يجدد دعوته للإسراع بصرف الأموال العامة لدع ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - الاقتصاد العراقي ... مسيرة بين التنمية والضربات وأوليغارشية المحاصصة الطائفية والقومية