أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - حرج مشروع














المزيد.....

حرج مشروع


مزوار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 10:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



حرج مشروع

يبني الفرد الإنساني مآسيه على رقعة ضيقة للغاية، أين تولد المأساة مضطرة من رحم البهجة والرأفة، وعلى أساس التماهي يموت التناهي، لتبدأ الصفحة الجديدة عنوانها بأقرب مساءلة روحية، حيث يكون للإنسان لسانه الخاص، وتعود الأمور إلى قضاياها المألوفة، فيكون كل فرد على هواه، ويكون الهوى لكل فرد.
لطالما كنت ألوم نفسي عندما أنظر إلى مشهد التآلف الذي يسلب المجتمع شرعية وجوده، تحت عنوان الأخلاق في أغلب الأحيان، وعلى فترات أخرى يكون السبب والحجة هو الدين أو التحريم، لكن على الرغم من هذا كله، وعلى حسب اعتقادي لقد أصبحت الضرورة البيولوجية محرمة في نظر هذا الطرح، ما السبب وما الدافع؟
كلما نظرتُ إلى ذاك الثنائي المتجانس في احدى محطات القطارات بالجزائر، رأيت التراجيديا على وزن نتشه حاضرة، ابتسامات وعيون تتحدث بهجة ومودة، وألم يصاحب كليهما وهما يفترقان أمام محطة الوصول، لينسحب الحب أمام القسوة الاجتماعية، هذا ما أثارني للتعبير عن الروح أمام كلياتها المتبوعة بأغراض الثقافة المستوحاة من تشبيه المقال للمآل.
لا تملك لحظات الطيش مشروعية في نظر المسؤول عن الضياع، لكن الأمر يكاد متروكا للقدر، إنه قدر ظالم إن ما تعامل الفرد الإنساني مع لغته المعهودة، فتسير العلامات على وزن الأيقونات بتوازن، فيكون الإنسان هو الضحية الوحيدة من هذه الحفلة الاجتماعية المتخبطة بين الوجود والتعدي، أي كل ما هو ضروري لصفاء الروح يبقى بعيد المنال في عالم يشعر بانفصام الكينونة الفردية عن كليتها العامة، فتبدأ المأساة بالترجيح ما بين ما هو مستور وما هو مُساء.
كثيرة هي أوقات الضعف بالنسبة للإنسان، وكون أن التأثير الذي يواجه الفرد هو متدخل في حياته بلا استئذان، فإن العملية الشعورية هي أدرى بما يحتويها الفعل المنطقي اللا-واعي لدا كل ممارس لحياته في مواجهة عالم يلفظه بلا هوادة، إن المعلم الذي يسير عليه الفرد في استرداد حقوقه الطبيعية قد يُغضب المجتمع، لدا يعمد هذا الأخير إلى معاقبته بلا رحمة، وهذا ما هو حاصل ويحصل لكل مغامر يسعى لإدراك ما يعتبره من حقه بكافة المقاييس.
ما يجعل الروح الإنسانية تعبر عن مقتضياتها بمخالفة أحكام المجتمع البشري هي حاجاتها التي تستسيغ الظالم الاجتماعي دون رجعة أو تراجع، ليس من حق مجتمع أن يظلم أفراده سوى لأنهم خالفوا ما اشتهاه هو من عادات مستهلكة وتقاليد بالية ومثقوبة، ما لا يقبله العقل عبر آلياته المحددة والواضحة يبقى من غير صلاحيات التدخل الاجتماعي.

"... لذلك أنتم كالأولاد الذين يلعبون على الشاطئ: يبنون أبراجا عظيمة من الرمل بصبر وثبات، ثم لا يلبثون أن يهدموها ضاحكين صاخبين... "
(جبران خليل جبران، النبي، دار تلانتيقيت-بجاية، 2003م، ص: 63)

عندما تختل الموازين وتصب في اتجاه وحيد، فإن ذلك يدفع بالمخالفين إلى الانفجار، هذا ما يشكل هوسا يتعاظم مع الوقت، مما يؤدي بالعملية النفسية إلى السير بمحاذاة الهاوية، هاوية ثقافية-دينية-اجتماعية، ليتأسس على اثر ذلك حب وانجذاب شديد لكل ما هو غير مباح، لتنفجر القيم من الداخل، وتعالج الأمور بأضدادها.



#مزوار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خذ دولارا واترك الميدان
- مأتم العيد
- الايروسية والفردوسية 2
- الايروسية والفردوسية 1
- أَخْشَى عَلَيْكِ مِنْ كَلِمَاتِي
- فلسفة كالخاس الجزائري 12
- فلسفة كالخاس الجزائري 11
- فلسفة كالخاس الجزائري 10
- فلسفة كالخاس الجزائري 9
- فلسفة كالخاس الجزائري 7
- فيلسوف بعقل البيشمركة
- نابليون إسلامي، فمن أنتم أيها الإسلاميون؟
- العالم كهدية إلى كونثيا
- باسم يوسف و فلسفة الضحك
- الجزائر، المقبرة الفلسفية
- المسلمَة الأخلاقية
- البراءة من الاعتداء للإدانة بالقتل
- الفلسفة البورانية، عقلانية النص العقلي
- فيلسوف جزائري: بين الألف و الألف
- المينوتور لثقافة الحضارة


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مزوار محمد سعيد - حرج مشروع