أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواد الكنجي - كردستان ليست قردستان .. يا .. سعدي يوسف...!















المزيد.....


كردستان ليست قردستان .. يا .. سعدي يوسف...!


فواد الكنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4643 - 2014 / 11 / 25 - 08:41
المحور: الادب والفن
    


في ديوان (الشيوعي الاخير) لسعدي يوسف الصادر عام 2007 يرسم نهايته كشاعر، اذ لم نقراء بعد هذا الديوان اي عمل جاد له الا ما ندر، فالشاعر يلمح في الشيوعي الاخير بيقينه باللاجدوى من الحياة، فهو يرى بان حياته تسير في وجهات متباينه متعارضة مع ما كان يؤمن به وما سيقوده الزمن الى المجهول هذا المجهول هو قدر الشاعر بستفلاسه شعريا ، فلم يعد كما كان لا في العطاء ولا في تقديم ما هو جديد، فما بعد الشيوعي الاخير الشاعر يموت بقرار نفسة وفي عمق ذاته بعد ان انتحرت شاعريته وانتهت كما هو قال عن نفسة بكونه غير قادر على السيطرة على غرائزة وهفواته، فالديون الشيوعي الاخير هو اقرب الى السيرة الذاتية ، بعد ان احس باللاجدوى من المضي قدما ، فيرسم هامشه بتقاطعات مع هذا وذاك، وهو يحكم على نفسة قبل حكمنا علية ان سعدي يوسف الشاعر الذي شخفنا بشعره لم يعد بعد هذا الديوان الرائع (الشيوعي الاخير) الذي كثيرا ما اقتربنا ونحن نطلع على ما كتبه من صورة ديوانه (الاخضر بن يوسف ومشاغله)، شاعر رسم ضياعه ونهايته كشاعر ، فهو من نقد ذاته قبل نقده الاخرين له وكانه يشير الى لحظة الوداع، وهكذا نراه تائها في مازق الاغتراب، فقد وعيه وسلوكه وانضباطه والتزامه الادبي في ظل خيمة العراق الوطن لينحدر به الاغتراب متسكعا فاقد ذاكرة الوطن بعيدا عن هموم اناس بلاده البسطاء، مسلوب الارادة والوعي ليس له ملامح سعدي يوسف الذي عرفناه في القرصان (1952) و أغنيات ليست للآخرين (1955) و قصيدة (1959) و النجم والرماد (1960) و قصائد مرئية (1965) و بعيداً عن السماء الأولى (1970) و نهايات الشمال الإفريقي (1972 ) و الأخضر بن يوسف ومشاغله (1972) و تحت جدارية فائق حسن (1974) و الليالي كلها (1976) و الساعة الاخيرة (1977) و كيف كتب الأخضر بن يوسف قصيدته الجديدة (1977) و قصائد اقل صمتاً (1979) و من يعرف الوردة (1981) و يوميات الجنوب يوميات الجنون (1981) و مريم تأتي (1983) و الينبوع (1983) و خذ وردة الثلج ، خذ القيراونية (1987) و محاولات (1990) و قصائد باريس, شجر ايثاكا (1992) و جنة المنسيات (1993) و الوحيد يستيقظ (1993) و ايروتيكا (1994) و كل حانات العالم (1995) و قصائد ساذجة ( 1996) و قصائد العاصمة القديمة (2001) و يوميات اسير القلعة (2000) و حياة صريحة (2001 ) و صلاة الوثـني (2004 ) ومن كتبه المترجمه اوراق العشب والت ويتمان و الاغاني وما بعدها لوركا وغيرها...
وكل هذه الاعمال ستبقى في ذاكرتنا لانها كانت ثمرة لعقولنا استنارينا بها ، فننا اليوم اكيد لن نقف بجانب سعدي يوسف بعد تصريحاته وكتاباته الغير المسؤولة، اكانت بحق الشعب العراقي او بالشعب الكردي ام باساءته لرسول الاسلام او بحق الشعب الاماراتي ..الى اخره من اقول وتصريحات بحق هذه جهة اوتلك ونحن قلنا منذ البدأ بان بعد ديوان ( الشيوعي الاخير) انتهى سعدي يوسف كشاعر ، ومع ذلك فان دعوة بعض الادباء و المثقفين العراقيين من أجل إحراق كتب الشاعر العراقي سعدي يوسف، في شارع المتنبي ، ردا على اساءاته للعراق وللاطراف اخرى لا اجد تصرف سليم ، لا دفاعا عن الشاعر، بل دفاعا عن اخلاقنا وقيمنا ومبادئنا.. لان فعل احراق كتب بحد ذاته جريمة لا تقل عن جرائم قتل الابرياء اليومية وكما تشهدها الساحة العراقية ، لإن فكرة حرق كتب لا تمت بصلة للثقافة والمثقف، لان اسلم طريق يلتجا الية المثقفون - في نظري- هي مواجهة الشاعر عن طريق الثقافة والنقد، دون رد فعل سلبية تعيدنا إلى ما كان يفعله النظام المباد بالمبدعين العراقيين في حرق منجزاتهم الإبداعية ومنع تداولها او بيعها ، فنحن نرفض جملة وتفصيلا ونستنكر على ما جاء في قصيدته التي وصف فيها العراق بـ "عراق العجم...وقردستان ...." واننا نختلف مع سعدي يوسف في الكثير من اطروحاته، إن كانت نصوصا أو مقالات يكتبها هنا وهناك وتحديدا في هذه الايام ، وهو حر بما يكتب وليس من حق أحد أن يحاكمه على ما يكتبه، فكل حرف يكتبه يمثل تاريخه الشخصي، والتاريخ هو الذي سيحاكمه لانه ليس مطلوب منا ان نملأ عليه ما يحلو لنا ، ولا نريد أن يكتب وفق مقاساتنا وما نرغب أن يكتبه سعدي يوسف وما لا نرغب .. علينا أن نتعلم احترام وجهة نظرا مختلف حتى وإن كانت شتائم.. علينا أن نشيع هذه الثقافة، ثقافة الرأى والرأى الاخر، وعلينا ان نتعلم ثقافة قبول الآخر، فسعدي يوسف اولا واخيرا هو شاعر عراقي يعبر عن رأيه ولا يمكن أن نحاكم هذا الرأي بحرق الكتب لان هذا أمر غير لائق بالثقافة العراقية، يمكن أن نكتب مقال نقد ضده ، أو مقالة ننتقده ونعبر فيها عن رأينا بطريقة حضارية لا شتائم فيها ولا حرق لكتب.. وعلينا ان نعترف باننا في ذات يوم قراءنا كتبة وتعلمنا منها بهذا الشكل او ذاك .
ومن هنا نقول : لا يمكن محاكمة اناس على افكارهم هكذا ومهما إختلفنا .. ليس فحسب مع سعدي يوسف فهناك كثير من كتاب وادباء نختلف مع اراءهم وافكارهم ، فكم من كتاب نقدوا سياسة العراق ورموزها ما بعد 2003 ....!
فهل يحق لنا وفق هذا القياس احراق كتب ومقالات ونصدر قرارات بمنع النشر وتداول كتباتهم و مؤلفاتهم ..؟
فسعدي يوسف ،كسواهم هو شاعر من شعراء العراق، ان شئنا ام ابينا ، ولا يحق لنا غض النظر عن تراث سعدي يوسف الذي تربت اجيال كثيرة على قصائده حتى أصبحت أناشيد واغان يتغنى بها الناس ا كانوا في السجون اوالمعتقلات او في فضاء الحرية ...!
وعلينا ان نتحكم التصرف لكي لا نتحول الى ادوات لتحطيم الثقافية العراقية والنيل منهم، لان مثل هكذا تصرف سيفتح لنا باب جهنم في متابعة كل من كان له مواقف مع هذا النظام او ذلك وبتالي سندمر تراثنا وحضارتنا بانفسنا .
ومن هنا يجب ان لا تاخذنا الحمية ونندفع بدون تعقل لتصرف قد نسيء لانفسنا قبل ان نسيء الى الشاعر الذي اوقع نفسه في هوة لا يحسد عليها ،ولا ننسى بان سعدي يوسف اليوم هو تحت تأثير العمر الكبير،لا يحسب الاشياء بالدقة اللازمة، فالنضوب والجفاف حالة طبيعية لا يستثنى منها احد، كحال اية شجرة حينما تكبر ، وعلينا ان نرحمه كانسانا ساخطا ومغتربا يعاني،هو في الرمق الاخير من جنونه وبعدها ينطفيء ، وعلينا ان لا ناخذ قول او لفظة او جملة نثرية يقولها هنا وهناك.. نقطة لمحاكمته فالشاعر سعدي وكما ذكرت في المقدمة بعد ديوانه (الشيوعي الاخير) نفذت ذخيرته الجمالية والابداعية و خاصة في قصائده الاخيرة - والتي سانشرها هنا - لنجد ذلك واضحا وجليا لمن تابع وقراء قصائده القديمة ، حيث اضمحلال صور الشعرية وتسطير مفردات بدون معنى وبغير جدوى وكانه فقد التركيز و كتب بعشوائية غير معقوله يتضح منها بان الشاعر مع الاسف يهذي ويخرف دون ادراك منه وربما احساسة يجعله يظن بانه يكتب شيئ رائع كون شاعر مرموق وحصل على الكثر من جوائز، هذا الاحساس لم يستطع سعدي يوسف ، وحسب تقدير، التخلص منه وهو واقع تحت تاثير الشيخوخة التي حكمها اقوى من كل شئ ، فأين قصائده في (الأخضر ابن يوسف ومشاغله ) من قصيدة ( مصرُالعروبةِ... عراقُ العجَم ) و ( عيشة بنت الباشا ) على سبل المثال وليس الحصر، وهذا التخبط و الإسفاف والانحطاط الذي نأسف له والذي هبط إليه الشاعر الذي لا يحسد علية هو الذي جعل كل المحافل الثقافية تنتزع الاوسمة التقديرية عنه فمجلس أمناء جائزة (العويس )الثقافية تعلن قررا " بسحب الجائزة التي قدمت للشاعر العراقي سعدي يوسف إثر تعرضه للشيخ (زايد بن سلطان آل نهيان ) رحمه الله في أحد مقالاته بألفاظ غير لائقة وصفها البيان بـ «الإساءة البليغة واللغة المنحطة» وكان الشاعر سعدي يوسف قد حصل على جائزة العويس الثقافية عام 1990 تقديراً لريادته الشعرية ولدوره الإبداعي في النهوض بالقصيدة العربية الحديثة إلا أن المقال الذي نشره وتعرض فيه للراحل الشيخ زايد حدا بالكثير من الأدباء والمثقفين خاصة في دولة (الإمارات) بالمطالبة بسحب جائزة العويس الثقافية منه وهو ما استجاب له مجلس الأمناء الذي قرر سحب الجائزة و اعتبار فوز سعدي يوسف كأن لم يكن وشطب اسمه من سجل الفائزين بها.."
ولم يكتفي الامر بسحب جائزة (العويس) من سعدي يوسف بعد اساءته لدولة (الامارات)الشقيقه ، فان منظمة (شعراء بلا حدود) إزالة اسم سعدي يوسف من قائمتها لأفضل مائة شاعر عربي، وذلك لنشره قصيدة ( عيشة بنت الباشا ) التي أحدثت ضجة وقررت منظمة بعد ورود ردود ساخطة وغاضبه لعدد كبير من المثقفين ورجال الدين على سعدي يوسف معتبرين قصيدته (مسيئة) للإسلام، وبعد استمرار ردود الفعل على قصيدة الشاعر العراقي، سعدي يوسف، التي هاجم بسخرية من النبي محمد وزوجته السيدة عائشة وزواجه منها وهي في التاسعة من العمر، وتصاعد الامر لتطالب (جامعة الازهر) الدولة المصرية بسحب كل جوائز التي منحت له كونه كتب قصيدة أساء فيها للنبي الكريم ولزوجته السيدة عائشة وعتبر قصيدة سعدي يوسف "إساءة هابطة وأذية بغيضة", وهذا ما اكدة متوعدا (خالد الشايع) الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للدفاع عن النبي، بان سعدي يوسف كما قال الشايع" كانت له سقطات مرَّت بسلام على سقطاته، بمحاسبته ولكن تجاوزاته الأخيرة لن تكون كما سبقها، فإنها إفكٌ وافتراءٌ وأذيةٌ لأشرف الخلق وأفضل الرسل..
علاوةً على الاستخفاف (بأمِّ المؤمنين) وقالت أن موقف الشاعر العراقي من السيدة عائشة موقف خِزي وإفكٍ لا يبعد عن أخيه من قبل ابن سلول، الذي كان يتزعم النفاق في المدينة المنورة".
وقد اثاره هذه القصيدة ردود فعل صاخبة في مصر اكثر مما هو الحال في العراق ، واتى ذلك بكون الشاعر سعدي يوسف كتب "قصيدة رخيصة فنيا وأخلاقيا، يسيء فيها لأم المؤمنين عائشة إساءات بالغة". القصيدة التي كتبها يوسف تناولت حوارا بينه وبين السيدة عائشة تشتكي فيه من زواجها في سن مبكر لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام وهي حافلة بازدراء من الدين الاسلامي ونبيه الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم .وقد توالت التعقيبات الغاضبة من الشعراء بعد نشر الشاعر سعدي يوسف لقصيدته على صدر موقعه، ومن ذلك ناخذ ما تم تعليق على قصيدة سعدي يوسف: "سعدي يوسف، عجوز مخرف فاقد للعقل قبل الشعر ونسيه الشعر فظل يبحث في الإثارة بأنواعها عن منفذ ينقذه من النسيان كمخمور في قاع كأسه كان ولا يزال متشاعرا مصنوعا من تمجيد...". "...فيما رأى البعض ان القصيدة مباشرة وخالية من أي نفس ابداعي"
وهنا سنطرح القصيدة التي اثارت ضجة وردودا كثيرة ليستطلع عليها القاري :

قصيدة (عيشة بنت الباشا) الشاعر العراقي سعدي يوسف سعدي يوسف
(عيشة بنت الباشا(

طِلْعَت الشُمّيسهْ
على شَعَرْ عيشهْ
عيشه بنت الباشا
تِلْعَبْ بالخرْخاشةْ

لَكأنّ عائشةَ الجميلةَ تستجيرُ . تقولُ لي : سعدي... !
أوَلستَ مَن يهوى الجميلاتِ ؟ الحرائرَ … والصبايا ؟
كيفَ تخذلُني ، إذاً ؟
أنتَ العليمُ بأنني ، بنتٌ لتاسعةٍ ، وأني كنتُ ألعبُ بالدُّمى.
لكنهم
جاؤوا
وقالوا: ثَمَّ تطْريةٌ لوجهِكِ …
(كان وجهي وجهَ طفلتكم ، وليس من معنىً لتطريةٍ … )
أجابوني:
النبيُّ أرادكِ.. !



طِلْعَت الشمّيسةْ
على شعَر عَيشة
عيشة بنت الياشا
تلعبْ بالخرخاشة ْ

وعائشةُ، الحـُـمَيراءُ …
الجميلةُ مثل إيرلنديّةٍ ، والشَّعْرُ أحمرُ .
يا عطاءَ الله... !
كان محمّدٌ ، ما بين رُكعته ، وتالي رُكعةٍ ،ينوي يُباشرُها
وأحياناً يرى ما بين ساقَيها ، صلاةً …
هكذا
ذاقتْ عُسَيلَتَهُ
وذاقَ محمدٌ ، دبِقاً ، عُسَيلَتَها …
هيَ مَنْ هيَ : الـحَوّاءُ
عائشةُ الحـُمَيراءُ ،
الجميلةُمثل إيرلنديّةٍ …
صنمُ النبي ..!


طِلْعَت الشمّيسة
على شَعَر عيشة
عيشة بنت الباشا
تلعبْ بالخرخاشة …



لكنّ عائشةَ الجميلةَ ، سوفُ تُعْلي أن ناعمَ شَعرِها سيظلُّ أحمرَ
سوف تُعْلِنُ أنها ، أبداً ، محاربةٌ …
لقد قهرتْ نبيّاً في السريرِ
وهاهي ذي ، على جملٍ ، تقاتلُ .
إن عائشةَ الـحُمَيراءَ
النبيّةُ
بعدَ أن ذهبَ الذكورُ الأنبياءُ إلى الهباء …



طِلعت الشمّيسة
على شعَر عَيشةْ
عيشةبنت الباشا
تِلْعَبْ بالخرخاشة... !

لندن 16/11/2013

اما القصيدة التي اثارت غضب البعض في العراق والتي تطالب اليوم باحراق كتبه وكان الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق قد ادانه بقوة التصريحات غير المقبولة للشاعر سعدي يوسف والتي أساء فيها للعراق ورموزه وجاء في بيان الاتحاد "..تابع الادباء والكتاب والمثقفون العراقيون بغضب واستياء ما نشره الشاعر سعدي يوسف على موقعه الشخصي من تخريفات واساءات غير مسؤولة للعراق ورموزه السياسية والوطنية والقومية، ووصفه المهين للعراق بـ (عراق العجم) وتعريضه برموز سيادية وسياسية وطنية عراقية بطريقة غير مسؤولة، ودفاعه المخزي عن الدواعش في الفلوجة الذين استباحوا حرمة هذه المدينة العراقية البطلة وفرضوا عليهم نظامهم الارهابي التكفيري الفاشي المعادي للحياة الانسانية والكرامة ولكل القيم النبيلة السامية التي جاء بها الدين الاسلامي الحنيف، دين التسامح والمحبة، والذي استغل ارهابيو داعش والقاعدة اسمه - زورا وظلما - لاضفاء شرعية مزورة على احتلالهم وتسلطهم واعمالهم الاجرامية التي يندى لها الجبين..".وتضمن البيان ايضاً "..نقول لسعدي يوسف أن ييأس هنا في العراق من يصفق لتخريفاته وتصريحاته وكتاباته، وانها لن تقيم له مجداً، بل ستهدم وللأسف مجده الشعري والوطني وتسيء الى الثقافة العراقية وستجعله محط ازدراء واحتقار وادانة جميع الشرفاء في العراق".

والقصيدة هذه لم تسيء الى العراقيين فحسب بل ايضا تسيء الى الاخوة الاكراد فقد ادانه الادباء والمثقفين الكرد ما ورد في قصيدة سعدي يوسف والمشورة على صفحته وصف فيه (كوردستان ) بـ( قردستان) ، حيث اعتبروا "النص المنشور ليس قصيدة، و إنما مقال سياسي كُتب بلغة مبتذلة و ركيكة، فالنص مبتذل لأن في توجيه الشتائم لشعب ليس إلا تعبيرا عن عنصرية مقيتة".

ومن تداعيات ذلك، فقد قررت وزارة التربية في حكومة اقليم كوردستان حذف اشعار وترجمة حياة الشاعر العراقي سعدي يوسف لقيامه بالتجاوز على الكورد وكوردستان، وقال مدير عام المناهج بوزارة تربية كوردستان‎ آراس نجم الدين ان وزارة التربية وبأمر مباشر من الوزير قررت حذف قصائد الشاعر وما ورد من ترجمة لحياته في مناهج الوزارة بعد قيامه بوصف الكورد بالقرود وكوردستان بقردستان.
واضافة الى ذلك فان هناك تصريح اخر غير مسؤول لشاعر سعدي يوسف فقد تمادى وتطاول ايضا على الكرد وذلك من خلال حديث ادلاه لصحفين حين ابدى رفضه بان يشغل منصب وزارة الثقافة العراقية شخصية كردية بغض النظر عمن يشغل هذا المنصب وهنا نقول لسعدي : لماذا كل هذا الحقد ضد شعب لم تلتمس منه سوا خيرا ... بكون اشعارك كانت تدرس في مناهج الدراسيه وهناك اكثر من منشور ومطبوع كتب عنك في جرائد ومجلات وتم ترجمة دواوينك الى اللغة الكردية والى اخره وهل تعم لماذا ...؟ ساجيب لانهم كانو يحبونك ويحترمونك ولكن للاسف لم تكن بمستوى ذلك الاحترام لانك لست اهله ..... !
وهنا اريد ان اشير بان مثل هكذا تصرف من قبل الشاعر سعدي يوسف ، لا ينم الا على عقلية متخلفة واقعة تحت تاثيرات اطراف معادية لكل ما هو كردي دون الرجوع الى وقائع واثباتات ،واقول : ما الذي التمسه سعدي يوسف لكي يطلق مثل هكذا تصريح ضد اقليم وهو مقيم في لندن هل زار اقليم كردستان ..؟ هل اطلع وشاهد الحركة العمرانية والانشطة الثقافية والاجتماعية وكيف تسير حركة الحياة بنشاط وحيوية وعلى قدم وساق على كل اراضي الاقليم، الارض التي تركتها الانظمة السابقة وهمشتها وحولتها الى خراب ودمار وساحة مفتوحة للمعارك والاسلحة الكيماوية والتخلف والجهل والفقر، الم تهز مشاعر سعدي يوسف الضربة الكيماوية في الحلبجة وابادة الاف من الابرياء من ابناء شعبه في وقت الذي كتب عن الحلبجة الجريحة كبار الشعراء العرب لماذا..؟ فكردستان اليوم ليست كردستان الامس ، كردستان اليوم كرستان العلم والمعرفة والثقافة والفنون والعلوم والتكنولوجيا والسياسة وقبول الاخر ، وما هي علية اليوم اربيل وسليمانية ودهوك يوازي ان لم نقل يفوق بعشرات المرات على ما هو قائم اليوم في العاصمة البريطانية التي تقيم فيها ، من الشوارع ومن السيارات والمواصلات الحديثة والمنازل والعمارت والفنادق والساحات والحدائق العامة والمطاعم والاندية الاجتماعية والترفهية والمولات وحركة الاسواق النشطة والبضائع والشركات الاجنبية المستثمره في الاقليم وحركة السياحة والاجانب العاملين في الاقليم والزائرين، ما هو عليه اليوم اقليم كردستان شئ ينبهر بها اي زائر لها ، وحبذا لو انك ذهبت زائرا الى الاقليم وشاهدت بام عينيك ما هو علية مدن الاقليم اظن بانك ما كنت اطلقت عليها (قردستان) التي هي شتيمة اكثر مما هي تصغير لشان الاقليم والتي لا يختفر اساءتك للاقليم ، وستظل هذه لعنة تلاحقك الى الابد... لقد اسئت لنفسك يا سعدي قبل اساءتك للاخرين وهذا الكلام لا نقول لاننا ابناء اقليم ، بل لان كل المؤشرات التي تتوالى عليك تقول ذلك ها انظر بام عينك كيف تسحب الجوائز منك واحدة تلوى الاخرى ....! وكيف يشطب اسمك من سجلاتهم ...! وكيف سينتهي بك الامر الى مزبلة التاريخ ما لم تتراجع وتعتذر وتصحح مسيرتك التي اليوم تقودك الى الهاوية عبر تصريحات وكتابات غير مسؤولة .
وهنا ساطرح القصيدة التي اثارت غضب بعض العراقين والاقليم والمعنونه :
"مصرُالعروبةِ... عراقُ العجَم... !"
شعر : سعدي يوسف
من مصر تأتيني الحقائقُ ملموسةً. أصدقائي من أهل الثقافةِ الحقّ، يأخذون مكانَهم ومكانتَهم:
محمد بدوي، في " فصول ".
محمد شُعَير، في " عالَم الكتُب ".
سعد القرش، في " الهلال ".
إبراهيم داود، في " الأهرام ".
رفعت سلام، في دائرة الترجمة بالهيأة المصرية العامة للكتاب.
أحمد مجاهد، يدير الهيأة المصرية العامة للكتاب...
جمال الغيطاني، يتفضّلُ على " الأخبار " بفيضٍ منه.
أحمدعبد المعطي حجازي يغرِّدُ طليقاً !
(لستُ مؤرِّخاً لأحصي ! )
لكنّ عليّ القول إني ابتهجتُ بجابر عصفور وزيراً للثقافة في جمهورية مصر العربية.
*
كلما دخلتُ مصرَ أحسسْتُ بالعروبة، دافقةً...
ليس في الأفكار.
العروبةُ في المسْلكِ اليوميّ.
أنت في مصرَ، عربيٌّ... هكذا، أنت في مصر عربيٌّ، لأن مصر عربيةٌ. ولأنّ أي سؤالٍ عن هذا غير واردٍ.
الأمرُ مختلفٌ في أراضٍ أخرى.
السؤالُ يَرِدُ في بلدانٍ مثل الجزائر والمملكة المغربية وموريتانيا، والسودان، ولبنان أيضاً، على اختلافٍ في المستوى.
لكن هذا السؤال، في هذه البلدان، ذو مستوىً ثقافيّ أركيولوجيّ. هو سؤالُ هويّةٍ وتاريخٍ.
في العراق اختلفَ الأمرُ.
وربّتما كان مختلفاً منذ دهرِ الدهاريرِ.
هل العراق عربيٌّ ؟
يرِدُ تعبير "شيخ العراقَين" عن فقهاء أجمعَ الناسُ عليهم.
يعنون: عراق العرب
وعراق العجم.
*
الدولة الحديثة، بتأسيسِها الأوربي، الاستعماري، ليست دولة الفقيه.
هي دولة ٌ لإدارة كيانٍ جغرافيّ ( قد يكون متعددَ الإثنيّات، وقد لايكون ).
لكن العراق ليس مستحدَثاً.
اسمُ العراق آتٍ من أوروك !
إذاً...
مامعنى السؤال الآن عن أحقيّة العراقِ في دولةٍ جامعةٍ ؟
مامعنى أن يتولّى التحكُّمَ في البلدِ، أكرادٌ و فُرْسٌ ؟
مامعنى أن تُنْفى الأغلبية العربية عن الفاعلية في أرضها التاريخية ؟
مامعنى أن تُستقدَم جيوشٌ من أقاصي الكوكبِ لتقتلَ عرباً عراقيّين ؟
ما معنى أن تكون اللغة العربية ممنوعةً في إمارة قردستان عيراق البارزانية بأربيل ؟
*
إذاً:
نحن في عراق العجم !
*
سأسكن في مصر العربية !
لندن 15 / 11 / 2014

واخيرا اقول مهما كان موقنا مع الشاعر سلبا او ايجابا ..ومهما كتب الشاعر ويكتب انما كل دلك مردوده يعكس اليه وليس سواه هذه الحقيقة التي يجب ان نعيها، لان مبادئ النزاهة وإعلاء شأن الإبداع تعود بالاساس الى درجة وعي الجماهير واننا على ثقة تامة بأن الساحة الثقافية و بما تملكه من وعي ونضج تتفهم الإجراء في إطاره الصحيح، حفاظاً على صورة الثقافة في بلدنا في نقائها وإيجابياتها ودورها في بناء شخصية الإنسان .
ومن هنا نقول بان سعدي يوسف رغم كل اخطاءه هو انسان قبل اي شئ اخر يخطيء ويصيب لكننا نريد منه ان يستيقظ من سباته ويعود الى رشده ويعي ان العراق وطن جميل.. ورائع بفسيفسائه العربي والكردي والاشوري والتركماني والصابئي والايزيدي وجل ما نتمناه ان لا يكون ما وراء هذه الحملة لاحراق كتبه بدافع طائفي لان احراق الكتب بهذا الخط سياخذ بالامتداد لا محال بما يصعب السيطرة عليه وعلينا ان ترك التأريخ هو من يحاسبه .



#فواد_الكنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سنشهد احتلال لعواصم عربية مجددا ...؟
- لا امن للعرب والمسلمين دون اعتراف باسرائيل ..!
- الاشوريون بين مطرقة الدواعش وسندانة الحكومة
- في خارطة الوطن
- و تصرخ نساء العراق ...!
- هل للمتطرفين حصة في جوائز ابن الرشد...؟
- الصناعة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية
- اساطير
- مواقف و تأملات في فن الحداثة الشعرية
- هنا دمشق
- مخاطر تجنيد النساء في المنظمات الارهابية
- شعبي .. شعب العراق
- سوق السبايا في العراق
- النهر الثالث
- حب لا يسمح طبعه في العراق
- بغداد
- اليسار، ما له وما عليه
- داعش تزحف نحو القرى الأشورية وهم يناشدون الأمم المتحدة
- ليطلع داعش ومن لف لفهم على وثيقة الرسول محمد (ص) للنصارى، وع ...
- تنظيم داعش الارهابي يطارد اشوريو نينوى و يخلي المدينة من وجو ...


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواد الكنجي - كردستان ليست قردستان .. يا .. سعدي يوسف...!