أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم حسن محاجنة - ذكريات من زمن فات














المزيد.....

ذكريات من زمن فات


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 16:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ذكريات من زمن فات
قناة الرحمة الفضائية السلفية الحوينية الحسانية ، وعلى نمط برنامج أفلام الزمن الجميل التي تُقدمها روتانا زمان ، تُقدم الرحمة برنامجا بعنوان "ذكريات من زمن فات " ، وهي تُوحي للمشاهد بهذا بأنها تُقدم له أجمل ما أبدعه الزمن اللذي فات .. ومن " واسطة عقد " ذلك الزمان وجوهرته المكنونة ، خطبة لأبي إسحاق الحويني ، الذي عاش في القرن التاسع الميلادي بعقله ولكنه ما زال حيا بيننا يشتُم ويتناول الطعام في القرن الحادي والعشرين . وربما خطبة أخرى للإمام الحافظ محمد بن حسان ، الذي عاش في القرن الثامن ولم يُعمّر إلى القرن التاسع بعقله طبعا ، لكنه ما زال يتملق الحكام ويأكل من خبز السلطان في هذا الزمان .
وقد أتحفتنا الفضائية الحوينية وشاركتنا بذكرياتها مع فارس الأحلام ، أبي إسحاق عليه السلام ، وعرضت على مسامعنا ومشاهدنا مُحاضرة ، لم يُسعفني حظي العاثر إلا بالجزء الأخير منها ...فقد فاتتني الفائدة ، وخسرت البدايات المباركة، والتي هي النهايات ذاتها ، التي شرُفتُ بمتابعتها .
وقد قُعّد الحويني في محاضرته لقاعدة هي " كالخازوق" لتقعد عليه النساء، وتنص هذه القاعدة على أن ما أجمع عليه الجمهور ( وليس عبر الصناديق الإنتخابية طبعا، فالجمهور في عُرف أصحاب القواعد "الضخمة " هم رجال عاشوا في القرن الثامن الميلادي وعرفوا القراءة والكتابة ) لا يجوز نقضه ، فقد أصبح حكما نافذا ساري المفعول إلى أخر الزمان .
وسبب تقعيده لهذه القاعدة "الخازوق " للنساء ، هو أن أحدهم ممن يعيش في القرن الحادي والعشرين بعقله وجسده قد قرر ، وأرجو إنتباهكم وتمالك أنفسكم ، قرر بأن : ديّة المرأة كدية الرجل ، في هذا العصر طبعا وفي أيامنا هذه . ويسخر أبو إسحاق من هذا الواحد وتسويغه للمساواة في الدية بين الرجل والمرأة ، وذلك لأن هذا الواحد يقول بأن المرأة أصبحت تخرج للعمل وتُعيل عائلتها ولربما تكون مُعيلة وحيدة ، لذا يجب إعتبار ديتها كدية الرجل .. بينما الجمهور قرر قاعدة لا يمكن نقضها أبد الأبدين ، وحتى يرث الله الأرض وما عليها .
وهذا الكلام مُناقض لما أجمع عليه "الجمهور " (ليس أنتم جمهور القراء ) ، بل جمهور الذين اجادوا القراءة والكتابة في القرن الثامن الميلادي ، ما علينا ، فقد أجمع الجمهور على أن دية المرأة نصف دية الرجل ... ولا تبديل لإجماع الجمهووووووووور ..!! وهل علينا أن نترك شيئا من ديننا بدواعي الأهداف السياسية وتحت ضغوط ظرفية ؟؟ يتسائل ، لعقله الرحمة ولكم من بعده طول البقاء ، أبو إسحاق .. فحتى ولو أصبحت الحركات النسائية المُطالبة بالمُساواة قوية جدا من ناحية تأثيرها السياسي ، فلن نتنازل عن معلوم من الدين بالضرورة ..وهذا المعلوم هو إجماع الجمهور ، الذي هو ، ليس أنتم .. بطبيعة الحال !!
وإذا تنازلنا في موضوع الدية ، فسيجُرنا هذا التنازل الى تنازل أخر في موضوع الميراث ..!! هكذا يقول ابو إسحاق ، لعقله الرحمة ... وحيث إنني لم أُؤبن عقلي بعد ، فقد قررتُ التوجه للنص المؤسس والسؤال عن حكم الميراث ،وهل هو حكم الحد الأدنى أم هو حُكم مُلزم مثلا ؟؟
لم أجد في النص المؤسس ما يُشير إلى أنني ( وغيري طبعا ) سأدخل جهنم خالدا فيها أبدا ، إذا ما ساويت في الميراث بين الذكر والأُنثى ، بل وجدت ُ أنه بإمكاني أن أُوصي بميراثي لمن أشاء إذا أردتُ ذلك ، دون أن أعرض جلدي للحرق في جهنم وبئس المصير ... طبعا هذا حديث نظري لأن أبنائي لن يختلفوا على الميراث ، لأنهم لن يجدوا شيئا كهذا أصلا ..!!
وسمعتُ من أبي إسحاق "تجديدات " لا بأس بها ، كقوله بأن الدين " جاء على خلاف أهواء الناس " هكذا ... جاء الدين لنكدهم .. وأين مكارم الأخلاق التي جاء الرسول ليتممها !! الله أعلم .
أما الإبداع المُنير فقوله ( أي أبو إسحاق ) بأن الشدة عين اليُسر ، فالتشدد في جوهره هو تيسير ..!! كيف يكون ذلك ؟؟ لستُ أدري ...
وبما أن النصب والإحتيال ليست قصرا على أحد دون غيره ، فقد قرر أحد النصابين شرعنة مهنته ، فقرأ أية من القرأن، بتغيير الفتحة فوق حرف الصاد في الأية إلى ضمة فقط ، لتُصبح الاية " فإذا فرغتَ فأنصُب ... وإلى ربك فأرغب "...!!
وهكذا ينصب أبو إسحاق "خازوقا " أبديا للنساء .. بعد أن يُدخل تعديلا طفيفا ... هنا وهناك !! والذكريات من زمن فات ، تُطارد أبناء هذا الزمن ....الذي لم يفُت بعدُ ...!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار ماركسي ..؟؟!!
- النيابة والاعتداء..
- استاذة فاطمة ناعوت : زودتيها شوي ..أبجديات الحياة أولا !!
- إعدام أم دفاع عن النفس ؟؟ وكوفية ..!!
- ألغني والفقير ..
- ألروبوتات القاتلة ..
- واحة الديموقراطية تغرق في وحل العنصرية ..
- نتالي فاكسبيرغ تذبح الأبقار المقدسة ، أو لم يعُد العَلَمُ رم ...
- عاشوراء وتغييب الحقيقة ..
- الحوار وراشد الغنوشي :جدلية التمدن والشعبوية ..
- بين ألنظرية والتطبيق.. .
- ألعلوم بأثر رجعي ..
- ريحانة كوباني ..
- ألروح ألحائرة .. مهداة بحب للزميل وليم نصار
- ألله معك يا كحلون ..!!
- وفي الليلة ألظلماء ..
- ريحانة وبيسان محكومتان بالإعدام ..
- ألحقيقة وثقافة التشاتم ..
- إبن رشد قبل وبعد .
- مثل البنات ..!!


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم حسن محاجنة - ذكريات من زمن فات