أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد ناصر - دساتيرهم..و..دستورنا















المزيد.....

دساتيرهم..و..دستورنا


فهد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1300 - 2005 / 8 / 28 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أنهيارالنظام العراقي السابق وكل من وصل الى كرسي الحكم او بالقرب منه،وكلما جاء الحديث عن النظام السياسي والاداري المرتقب في العراق او عن الدستور والقوانين والحقوق والواجبات،بات،يمتلك سرعة البديهية والقدرة على أحالة العراقيين الى أماكن وبلدان اخرى،عله ينجح في الهرب من هذا الالحاح المزعج والاسئلة المكرورة لأناس عاشوا وطأة عذاب القمع والاذلال والحرمان لعقود طويلة من السنين،أسئلة عن مستقبل بلدهم ومصيرهم او عن طبيعة وشكل النظام السياسي الذي يمكنه ان يسود في العراق او النظام الذي يمكنه ان يحفظ حقوق وحريات واستقرار أناس كانت هذه المفردات مجرد اوهام بالنسبة لهم او هكذا أرادت طغمة البعث ان تصورها لهم طوال فترات حكمها الاسود،وان يكون،اي النظام، مساعدا في تحقيق آمالهم التي وبفعل توحش الانظمة الحاكمة وبفعل سطوة ونفوذ القيم الاجتماعية البالية قد أصبحت قاب قوسين او ادنى من التلاشي واصبحت كذلك أضغاث آمالِ لاتعبر الا عن رغبات بالتبطر و التطلع والتمني الزائد عن الحد.او لعله كذلك يتمكن من جعل اولئك الناس يهرعون بحثا عن المراجع الدستورية والقانونية والمصادر التي تبحث في الحكم وطبيعة الانظمة السياسية وأشكالها والتمايزات بينها لعلهم يجدون العلة وعلاجها او حتى يقتنعوا بنظام ما كالذي يوصفه لهم او ينصحهم ساستنا بالبحث عنه.
أن اي أنسان يتحدث عن النظام الديمقراطي فأنه يواجه بأحالات وتماثلات وأستعارات وتشبيهات فورية وحاسمة للنظام الديمقراطي في أمريكا وبريطانيا او السويد والدول الاسكندنافية إإإ على الرغم من وجود تمايزات وفوارق كثيرة بين النظامين،وما ان يفتح هذا الانسان فمه ليقول الفدرالية حتى يجد سرعة الرد...سويسرا والمانيا وبلجيكا ...وأمريكا أيضا فالمحرر يجب ان يبقى المثال الابرز والاهم.
اليوم وكلما تسائل الناس الذين يعيشون مرارة الارهاب والقتل والمفخخات،او الذين يعيشون حياة معدومة الملامح من شدة الحرمان من كل ما يساعد على ان تكون حياة أنسانية ومعاصرة،الذين تحولوا من أدوات للتنفيس عن الرغبات المتوحشة للقتل والاستبداد وأذلال الانسان التي ميزت حكم صدام حسين وأجهزته القمعية والبوليسية المرعبة،الى أدوات لتجريب وأستنساخ حكم ولاية الفقيه الايراني او حكم عصابات طالبان وسلطة المليشيات المسلحة او الوصايا الصارمة لجماعات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر،الناس الذين عليهم الركون للطاعة والسكينة كونهم مسالمين وطيبين يريدون العيش بامن وسلام إإإ ،اما مصيرهم ومستقبلهم فهو امر يجب ان لايتدخلوا به فقد أوكل أمره الى الاحزاب القومية والاسلامية والعشائرية التي ترسمه وتحدده بما يتلائم ومصالحها الحزبية،مصير هؤلاء القوم أصبح رهينة المحاصصات والمزايدات بين القوى المتصارعة من اجل السلطة في العراق.كلما تسائل هؤلاء الناس عن الدستور وعملية صياغته كتابته وعن الوقت الذي تمر به هذه الولادة العسيرة،حتى يحيلهم ساسة كالجعفري والحسني ...وغيرهم الى أمريكا ،طبعا التي قضت 13 سنة حتى اكتمل دستورها والى المانيا واليابان ولكل واحدة منهم حزمة من السنين ايضا،فلماذا العجلة التي ستقودنا الى الندامة وان كل ما علينا هو التأني في كتابة الدستور ...دستور السلامة او المستقبل الزاهر حسب توصيفات الحسني او الدستور الذي( سنباهي به العربان) على حد قول كاتب عراقي أخرإإإ.
أن قيام نظام سياسي واداري في العراق على غرار أحدى الدول التي كثيرا ما يتم ذكرها، كأمثلة، لهو امر في غاية الاهمية،فأنظمة كهذه يمكن للانسان فيها ان يجد معالم وماهية حقوقه او هو قادر على المطالبة بها ويمكنه كذلك ان يجد امكانات واسعة للتعبير عن أراءه وحرياته والتمتع بها خصوصا بوجود قانون يحفظ للانسان كرامته ولا يفسح مجالاَ للتطاول عليها او الانتقاص منها او أستلابها على طريقة الانظمة الشمولية والدكتاتورية في العراق وأيران او دول العالم العربي ..او على طريقة الاحزاب والمليشيات المسلحة في عراق اليوم.
أن ساسة كالذين ذكرناهم وعندما يتحدثون عن أمريكا واليابان والمانيا ودول أخرى يرد ذكرها كلما تم الحديث عن الدستور العراقي ،لايريدون من امثلتهم هذه الا اشغال المتلقي العراقي بأحلات وتماثلات تبعده عن مأسي حياته اليومية وقضاياه العصية على الحل.ان المانيا واليبان عندما كتبوا دساتيرهم كانت النقطة الاساس فيها كيفية الارتقاء بالانسان،الارتقاء بوعيه وطموحاته وقدراته وابداعاته الخلاقة والانتقال به من عهد الى أخرأكثر عقلانية ووضوحا من مراحل سابقة في تاريخ تلك البلدان،عندما كتبت دساتير هذه البلدان فأنها وبقدر ما كانت قطيعة تامة مع الارث البشع للانظمة العسكرتارية والفاشية والنازية التي حكمت اليابان والمانياو ايطاليا وحولت الانسان في هذه البلدان الى مسخ مشوه،فانها كانت كذلك قطيعة شديدة الوضوح مع كل التقاليد والقيم الدينية والاجتماعية والثقافية التي يمكنها ان تحد من قدرات الانسان وتكون عوائق شائكة امام مساعيه للارتقاء بأوضاعه وفاعليته في التدخل والمشاركة في مصير المجتمع الذي يعيش فيه،بمعنى انهم لم يتقاتلوا لأشهر طويلة كي يثبتوا في دساتيرهم مكانة خاصة لطائفة او قومية او مرجعية دينية محددة ولم يذكروا من اي الاقوام تتكون هذه البلدان ولا من اي الطوائف والفرق الدينية ولا سحقوا حقوق المراة او جعلوا مصيرها رهنا بتفاسير النصوص الدينية،لم يتصارعوا حتى تكون لعشائرهم ولطوائفهم وقتلاهم فقرات او بنودا خاصة في الدستور.كانوا يعون تماما ان انجرارهم وراء امور كهذه لن تنتج يابانا او المانيا كالتي نشاهدها اليوم.وان تركيزهم على امور كهذه ايضا فأنما يوجد محددات كثيرة وقنابل موقوتة وحقول الغام وربما عبوات ناسفة وسيارات مفخخة في طريق تقدم بلدانهم ولن تكون قادرة على أستيعاب حركة المجتمع وتطورات العصر وتفهم حرية الانسان وحقوقه.كتبوا دساتيرهم حتى تكون بلدانهم قادرة على التطلع الى الامام ولا تتكأ على ماضي كل ما فيه قتل ودمار ونواح وصراع طوائف وتقاتل قوميات ،عرفوا أنسانهم كانسان بلا زوائد.كتبوا دساتيرهم ليكونوا شركاء في البلاد.
ان دستورا جديدا يكتب للعراق عليه ان يتجاوز تماما الفاشية البعثية ودكتاتورية صدام حسين وان يتجاوز صراع الطوائف او حصص القوميات وتضحياتها وان يكون كذلك قادرا على تجاوز لغة الثأر والتهميش والاقصاء.الارتقاء بالمجتمع وبالانسان العراقي لن يكون الا بوجود دولة مدنية معاصرة مجردة من كل الارث الذي يعيد خطوات بناءها الى الوراء.دولة يكون الارتقاء بالانسان وامكاناته وابداعاته هدفها الاساس كونه العنصر الفاعل والمحرك لأرتقاءها وافولها. اما أقرار دستور كالذي يريدون تمريره الان فأنه لايعني الا ان يكون العراق ساحة للنزاعات وتقاسم مناطق السلطة والنفوذ وان يقف المجتمع بأكمله على حافة الهاوية.



#فهد_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور العراقي ...أنتكاسة مشروع الاصلاح الامريكي
- تحية للنساء المعتصمات في ساحة الفردوس
- أنهيار القيم الانسانية في فرض الشريعة الاسلامية
- العراق من دستور الدكتاتورية ...الى دستور الدولة الاسلامية
- شرطة وطلاب وجينز
- ويحدثونك عن الاصلاح في مصر - الله مش هي دي الديمقراطية
- نادية محمود للحوار المتمدن...ما يجري في العراق بعيد كل البعد ...
- نادية محمود للحوار المتمدن...ما يجري في العراق بعيد كل البعد ...
- الاول من آيار، صرخة العامل والبشرية الحرة ضد العبودية والاست ...
- مدن لا يراد لها أن تكون خارج أسوار السجون،الناصرية نموذجاَ
- نتائج الانتخابات في العراق،أحلام السلطة وأحلام الناس
- الأبناء البررة
- لا لأيران أخرى،لا لسعودية أخرى،لا لأفغانستان أخرى... لا لحكو ...
- السيستاني... طريق الى الجحيم
- السعودية... حينما يعود الارهاب الى موطنه
- الحوار المتمدن...حوارنا العزيز
- الارهاب الاسود لن يصادر حق سكان المقدادية في محاكمة اللصوص
- الحوار المتمدن...على مشارف الالفية الاولى
- السعودية، الاصلاح وحقوق المرأة
- وردة وكميلة... وجوه من رحلة الجحيم


المزيد.....




- اخترقت جدار منزل واستقرت في -غرفة نوم-.. شاهد مصير مركبة بعد ...
- مصر تعلن اعتزامها التدخل لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أ ...
- -القسام- تفجر عبوة -رعدية- بقوة إسرائيلية خاصة وتستهدف ناقلة ...
- قصة الصراع في مضيق هرمز منذ الاحتلال البرتغالي وحتى الحرس ال ...
- هولشتاين كيل يصعد للبوندسليغا للمرة الأولى في تاريخه
- البحرين تدعو للتدخل الفوري لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة ومن ...
- طلبت منه البلدية إخفاء قاربه خلف السياج.. فكان رده إبداعيا و ...
- استطلاع: نصف الأمريكيين يعتبرون الإنفاق على مساعدات أوكرانيا ...
- حاكم بيلغورود: 19 شخصا بينهم طفلان أصيبوا بالقصف الأوكراني ل ...
- مشاهد جديدة لسقوط حافلة ركاب في نهر ببطرسبورغ


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد ناصر - دساتيرهم..و..دستورنا