أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرحيم التوراني - مصطفى النهيري.. كاتب من زمن آخر














المزيد.....

مصطفى النهيري.. كاتب من زمن آخر


عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب

(Abderrahim Tourani)


الحوار المتمدن-العدد: 4622 - 2014 / 11 / 2 - 00:21
المحور: سيرة ذاتية
    


قبل أسابيع على أعمدة إحدى اليوميات المغربية، تساءل الصحفي محمد الأشهب قائلا: وأين ذهب مصطفى النهيري؟
كانت التفاتة جميلة حدثنا فيها الأشهب عن ذكريات من زمن الصحافة المغربية، حين كانت تزينها مجموعة من الأقلام المضيئة، منهم عبد الجبار السحيمي وإدريس الخوري ومصطفى النهيري، هذا الأخير الذي وصفه الأشهب ب"وجودي وقومي وماركسي وفوضوي وتنويري في آن واحد".
كما أتى الأشهب على ذكر اسم صديقنا عبد الصمد محيي الدين، الذي قال عنه إن عبد الصمد محيي الدين " يجمع بين مغامرات الكتابة والحياة. يحتسي قهوته في الرباط، وسرعان ما يحدثك من مكتبه في باريس. يصبو دائما إلى الجديد، إنه من النوع الذي يتكلم فيراه الجميع".

مساء اليوم وأنا قادم من الرباط عبر محطة "الدار البيضاء- الميناء"، التقيت بمصطفى النهيري وهو يتأبط مجموعة من المجلات والجرائد، كعادته دائما، أوقفت الرجل وسلمت عليه. فحكى لي عن سؤال محمد الأشهب عنه، وقال لي إنه اتصل بالأشهب وعرض عليه اقتراح أن يكتب مقالاته بالمقابل معهم في "الأخبار"، لكنه قوبل بالسلب. ثم أضاف إنه اكتشف أن الأشهب لم يكن سؤاله عنه حقيقيا، بل كان "مجرد ذريعة ليلتقي بصديقه عبد الصمد محيي الدين لينادمه". وأضاف: "عبد الصمد ابني.. أنا من علمته...".
وسألته عن مشاريعه الجديدة في الكتابة فرد بسخرية وامتعاض واضحين: "لمن سأكتب؟ وعلاش؟".

لم يكمل مصطفى النهيري كلامه معي، كما رفض أن يعطيني رقم هاتفه لأحاوره حول مساره الثقافي والفكري. قال: "خليها للصدفة"، ومضى ليكمل جولته المسائية بشوارع وسط المدينة، لا أحد يعرفه. لم تعد صورته والغليون بيده تظهر في "العلم" والمرحومة "الميثاق الوطني"، ولا أي جريدة أخرى.

كان النهيري في السبعينيات من القرن الماضي "يعد ظاهرة أدبية كبرى" كما وصفه صاحب "المغتربون" الكاتب الروائي محمد الاحسايني. وقد نشر النهيري أزيد من خمسة عشر كتابا على نفقته الخاصة، منها كتاب "أزمة الفكر العربي"، وكتاب "محنة العقل المبدع". ومما أذكره عن كتابات النهيري أنها مليئة بالكلمات والمصطلحات الغريبة. أو كما نعتها أحد الكتاب ب"المفرقعات اللفظية".
وقد استشهد بكتابات مصطفى النهيري الدكتور غالي شكري، حين أثبت عنوان كتاب ""أزمة الفكر العربي" ضمن لائحة مراجع أحد مؤلفاته النقدية.
ويعتبر آخرون مصطفى النهيري من الأسماء الوازنة في الحقلين الأدبي والفكري التي أهملت، بل "حوربت في بدايتها الكتابية، لكنها مع مرور الوقت، أثبتت أنها أسماء لديها ما تقول"، ووصف أحد النقاد مصطفى النهيري ب "الكاتب المغبون الذي لديه في سوق الكتاب مجموعة أعمال لكن النقد لأسباب متعددة لم يوله الاهتمام الذي يستحقه".

في السابق، كنت أصادف النهيري في وسط مدينة الدار البيضاء، يتجول مع كلبه، من نوع الكلاب البوليسية، وغالبا ما كان يجمع حوله الفتيات. وأذكر مرة أنه كتب في أحد مؤلفاته أوصاف الفتاة التي يمكن له الارتباط معها بالزواج، وفي هامش الصفحة كتب "من كانت تتوفر فيها المواصفات المذكورة عليها الاتصال بالكاتب". ويظهر أنه لا زال عازبا وقد ناهز السبعين من العمر.

عندما أنهيت هذه السطور بحثت عن صورة لمصطفى النهيري في محرك البحث "غوغل"، فجاءت نتائج البحث سلبية. كما لم أجد أي مقال أو موضوع بقلم مصطفى النهيري، وهو الذي كان غزير الإنتاج. فأدركت أن كاتبنا صار محسوبا على زمن آخر. زمن ما قبل الشبكة العنكبوتية.



#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)       Abderrahim_Tourani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوحمارة في -درب مولاي الشريف-
- النمرة غلط
- قصة نادرة عن البلاد الممسوخة لم يكتبها فرانز كافكا
- رحيل الفنان التشكيلي المغربي فريد بلكاهية: جنازة صغيرة لفنان ...
- المشنوق يشرب القهوة في السقف
- فتاة -النيكريسكو- وإدريس الخوري
- البيروقراطي والأرستقراطية
- ثلاث أقاصيص كاذبة
- القيامة فاتت من هنا
- لا عراء للوحيد
- أحلام مليئة بالأخطاء
- كلاب الأوطوروت
- عندما تمردت شخصيات الكاتب ضده
- عطلة استجمام في الوليدية
- المسطولون يتحدون التاريخ
- زمن بين رحلتين
- زمن بين رحلتين
- كلام كثير
- القبر الأخير
- حفلة بالطربوش الأحمر


المزيد.....




- في ظل الحرب.. النفايات مصدر طاقة لطهي الطعام بغزة
- احتجاجات طلابية بجامعة أسترالية ضد حرب غزة وحماس تتهم واشنطن ...
- -تعدد المهام-.. مهارة ضرورية أم مجرد خدعة ضارة؟
- لماذا يسعى اللوبي الإسرائيلي لإسقاط رئيس الشرطة البريطانية؟ ...
- بايدن بعد توقيع مساعدات أوكرانيا وإسرائيل: القرار يحفظ أمن أ ...
- حراك طلابي أميركي دعما لغزة.. ما تداعياته؟ ولماذا يثير قلق ن ...
- المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية هجومية بالمسيرا ...
- برسالة لنتنياهو.. حماس تنشر مقطعا مصورا لرهينة في غزة
- عملية رفح.. -كتائب حماس- رهان إسرائيل في المعركة
- بطريقة سرية.. أميركا منحت أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الرحيم التوراني - مصطفى النهيري.. كاتب من زمن آخر