أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - قراءة أخرى لخطاب الملك محمد 6 بتاريخ 10--10--14














المزيد.....

قراءة أخرى لخطاب الملك محمد 6 بتاريخ 10--10--14


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4600 - 2014 / 10 / 11 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التزاما بمضمون العبارة التي جاءت على لسان الملك في خطبته اليوم 10--10--14 ، بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الجديدة ، وهي : إننا لسنا ضد حرية التعبير ، والنقد البناء ، وإنما ضد العدمية والتنكر للوطن . سأعمل بدءا في التدقيق وفحص هذه المقولة التي تعتبر عند الباحثين في أصول الخطاب النقدي احدى أهم ركائز فلسفة النقد السياسي والاجتماعي ، بل فلسفة النقد عامة . وكان قبل أيام تابعت حوارا هادفا لمدير المعهد العربي الاسباني السابق على احدى القنوات الأردنية 7Stars ، وما انطبع في ذهني كثيرا هو تأكيده على انزلاق لغة السياسيين نحو الهاوية كثيرا .
طبعا لن أتخذ سبيل السوداوية والعدمية طريقا في تحليلي وقراءتي لخطاب الملك اليوم . فهذا ما لم أعود نفسي عليه . لكن الاشتغال على قراءة الخطابات في تماسها ومحايثتها لواقع الأمر يطرح على الناقد الحصيف جملة من المسؤوليات ، لن أقول الأخلاقية ، بالمعنى الديني ، وانما الأخلاقية بالمعنى التداولي .
ولكي تكون القراءة مؤسسة على قواعد مشتركة في التصور والشعار ، ومفترقة في التطبيق والمعايشة ، دعوني أناقش أرضية العبارة المثبتة أعلاه ، من منطلق علمي ومنطقي بحث . فكما يقول المفكر اللبناني علي حرب كل خطاب يخفي وجهه الحقيقي ، ويغيب ما أمكنه عمق القشرة اللغوية .
إننا لسنا ضد حرية التعبير ، والنقد البناء ، وإنما ضد العدمية والتنكر للوطن. لقد اصبحت خطب الملك خلال الثلاثة أشهر الأخيرة تثير من التساؤلات أكثر ما تمنحه من الطمأنينة والارتياح .أو من اللامبالاة التي كانت غالبا ما ترافق خطبه الا من قلة قليلة تحاول وضع النقط فوق وتحت الحروف .جميل أن يتموقف الانسان الى جانب حرية التعبير ويتبنى دون تحفظ النقد البناء ، والأجمل أن ينبذ العدمية والتنكر للوطن ، لكن السؤال وقد اصبحت في كتاباتي الأخيرة أثير كثيرا من الأسئلة ، ما هو مفهوم الملك للعدمية ؟ ، ومن يقصد بالمتنكرين للوطن ؟ . ان الخطابات ذات المستويات السلطانية والملكية لاتلقى على عواهنها ، ولاتقذف في المجهول ، بل تبنى على معطيات وهواجس قائمة ، لأنها رسائل مباشرة لمن يهمهم الأمر . فمن هم هؤلاء المتنكرون للوطن ؟ وكم عددهم ؟ وما هي تمظهرات نكرانهم ؟ وهل يمكن لهم أن يهددوا الأمن القومي المغربي ؟ أو بمعنى دقيق هل يشكلون ازعاجا ما أو تهديدا للنظام المغربي الى درجة تبني طرحهم خطابيا ولغويا في خطاب الملك ؟ . ثم ألم يكن حريا بالخطاب أن يعمل على ارساء تصور ومشروع قابل للتحقق لاخراج المجتمع المغربي من عدميته التي يعيشها ، عوض التركيز على موضوعة ثانوية ؟ .
ربما كان الجواب من جملة المغيبات في مرجعية خطاب اليوم . فبقراءة مستفيضة لمجمل الصراعات السياسية التي تنوء بها قشرة السياسة المغربية ، أجدني لا أقف الا على أسماء تعد على رأس الأصابع فيما خص المتنكرين للوطن والعدميين ، بل ان هناك نقاشا مفتوحا حول لفظ المتنكرين للوطن والعدميين . وبخصوص لفظة العدميين فهي تعود تحديدا الى سنوات الستينيات وهي لغة يسارية لكنها أصبحت متداولة بين الفرقاء السياسيين جميعا .
وقد وقع الخطاب في تعارض ديمقراطي كبير مع فلسفة الدستور الجديد رغم علاته ، حين اوكل مهمة حماية مؤسسات الدولة الى السلطات الحاكمة ، في تعطيل تام للفصول 12-- 13 و14 من نفس الدستور فالفصل 13 يقول بالحرف " تعمل السلطات العمومية على احداث هيآت للتشاور ، قصد اشراك مختلف الفاعلين الاجتماعيين في اعداد السياسات العمومية وتفعيلها وتنفيذها وتقييمها . انتهى نص الفصل ، وابتدأت فقرة الخطاب الملكي بتخصيص حماية مؤسسات الدولة للسلطات الحكومية ، غافلا هذا الخطاب لمؤسسة المجتمع التي تعتبر شريكا عضويا لجميع المؤسسات التي تنبع منها وتصب فيها .
وحين يطرح الخطاب وجوب احترام الموطنين لمؤسسات الدولة ، كان حريا عكس العبارات قليلا واحداث خلطة في تركيبة العبارة ، لتتداعى على جوهر المواطنة وتحترم مؤسسات الدولة وطنية المواطن المغربي .
لكن السؤال الذي يفث في عضد الأحزاب المغربية جميعها هو سؤال اعداد البرامج والنخب ، وهو سؤال مردود ومقبول . أما من ناحية رده ، فاننا فلو سلمنا أن هذه الأحزاب فعلا اجتهدت وكابدت ووضعت برنامجا وأطرت نخبا ، من سيسمح بتطبيق برنامجها ؟ . ومقبول لأن جميع الأحزاب تنطعت لموضوع البرنامج ولتربية وتكوين الأطر ، وكأننا ندور حول طاحونة جحا التي تفتقد للقمح ، ولا يتم الا طحن الهواء بين دفتي الطاحونة . ولا يفوتني هنا الاشارة الى جواب أمين عام حزب الاستقلال وأحد قياديي حزب الأصالة والمعاصرة الذي كان مباشرا ومحينا .
ان خطاب اليوم خطاب مغلف بمسحة أخلاقية مغرقة في المثالية واليوتوبيا ، يصادر المطلوب ، ويناقش البدهي والمسلم به ، خاصة فيما تعلق بمسألة الوطنية التي أخذت حيزا لايستهان به من زمنية الخطاب ، والخطاب أيضا يستغرق دلالاته في لغة قروسطوية تلعب على وتر العاطفة والوطنية ، دون تقديم أرقام وأعمال الدورة السابقة للبرلمان . في زمن سمته الأساسية البحث عن وفي أدراج العقلانية المعاصرة ، لاخراج المجتمع المغربي من مقاربات تقليدية تعتمد على اللغة والخطاب فقط ، وترهنه لنمطية العلاقة بين الحاكم والمحكوم التقليدية.
ويبدو أن كاتب الخطاب ، وهذا ما لاحظته كثيرا ، لايدقق في لغته وفي رسائله الانية وفي الاشكالات التي يطرحها في خطابات الملك والأسلوب أو المنهجية التي يجب أن ينهجها نص الخطاب عامة .
أتمنى أن تكون القراءة أو النقد ، قراءة بناءة ونقد واع ، ولا تنحو منحى عدميا ، رغم المسحة العقلانية التي ناقشت فيها بعض تيمات الخطاب الملكي .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -6-
- أمريكا تطيل عمر داعش
- عالم من الألوان
- كيف نستثمر ردع المقاومة لاسرائيل
- في الرد على الشيخين
- من يفرض شروطه هو المنتصر
- هل يموت المطر
- اسرائيل وشرط الردع
- غبار ولا ريح
- التطرف الأوروبي يهدد المغرب
- الانتصار لارادة المجتمع -1-
- هيا نرقص على وقع الفساد
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-5-
- ثقافة الانهزام -1-
- فقه الأولويات يارجال الدين قبل فقه العشوائيات يا رجال الفكر
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -رواية-4-
- محمد الصبار بين المناضل الحقوقي والموظف العمومي
- جرائد ليست للقراءة -3-
- قراءة فنية لقصيدة - مري بذاكرتي -
- برلمان او بر أمان


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - قراءة أخرى لخطاب الملك محمد 6 بتاريخ 10--10--14