أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قراءة فى أحاديث (نبى) العرب محمد (1)















المزيد.....


قراءة فى أحاديث (نبى) العرب محمد (1)


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4600 - 2014 / 10 / 11 - 00:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قراءة فى أحاديث (نبى) العرب محمد (1)
طلعت رضوان
يُثيرموضوع الأحاديث المنسوبة ل (نبى) العرب محمد الكثير من الجدل والخلاف ، بين الفقهاء والدارسين للتاريخ العربى/ الإسلامى . وتركــّز الخلاف حول أنّ أغلب الأحاديث تمّ جمعها بعد وفاة محمد بحوالى 200سنة. إذْ أنّ محمد (570- 632م) بينما أحد أشهر رواة الأحاديث البخارى (809- 869م) وأبو الحسن الحجاج الشهير باسم مسلم (817- 875م) وأبو حنيفة النعمان (699- 767م) وأحمد بن حنبل (780- م855) ومحمد إدريس الشافعى (767- 819م) ومالك ابن أنس توفى سنة795م . وهكذا يُلاحظ العقل الحر أنّ أشهر الرواة كتبوا أحاديثهم بعد حوالىْ من 200سنة من وفاة محمد (632م) ولعلّ هذا يُفسر أنهم دأبوا على تلك الصيغة العربية المُملة (عن فلان عن فلان) الأمر الذى يجعل القراءة أشبه بعملية تعذيب.
الجانب الآخر من المشكلة أنّ الرواة جمعوا الأحاديث من أفواه المعاصرين لهم (أى أنهم لم يسمعوا الأحاديث من محمد وإنما نقلا عن غيرهم) لذلك فإنّ بعض الرواة تشكــّــكوا فيما جمعوه ومزقوا ما كتبوه (بعد مشقة الجمع) مثلما حدث مع البخارى الذى اكتفى بسبعة آلاف حديث (بالضبط 7397 حديث) من أصل سبعمائة حديث بعد أنْ اكتشف ما لا يقل عن ستمائة ألف حديث كاذب .
الجانب الثالث من المشكلة أنّ الأحاديث المنسوبة لمحمد تمّ توظيفها لأغراض سياسية، مثلما حدث فى الصراع بين الأمويين والعباسيين ثمّ بين السنة والشيعة الخ. وكما تمّ توظيف الأحاديث لأغراض السياسة تمّ توظيفها (كذلك) لصالح تيار التشدد (فى تصور غبى من ذاك التيار أنهم يُعظمون الإسلام) ولعلّ أشهر مثال لذلك هو الاستشهاد بحديث لمحمد قال فيه ((من ترك الصلاة متعمدّا فقد برئتْ منه ذمة الله)) (رواه ابن ماجه والبيهقى) وقال أيضًا ((أمرتُ أنْ أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم.. الخ)) (رواه عمر) أى أنّ الصلاة بالإجبار والتهديد . وفى حديث آخر قال ((من جمع بين صلاتيْن من غير عذر فقد أتى بابًا عظيمًا من أبواب الكبائر)) (رواه الحاكم)
ونظرًا للتشكك فى صحة الأحاديث ، وأنّ معظمها منحول ولم يقله محمد ، لذلك فإنّ مسلمين موحدين رفضوا اعتماد الأحاديث كمصدر من مصادر الفقه الإسلامى أو حتى التشريع ، وهم الجماعة الذين أطلقوا على أنفسهم (القرآنيين) فى تأكيد على أنهم لا يعتمدون إلاّ على القرآن فقط وكان منهم د. أحمد صبحى منصور (يعيش فى أميركا هو وعدد من جماعته منذ عدة سنوات)

قال د. منصور إنّ الشهادة للرسول أثناء الصلاة نوع من الشرك لأنّ الصلاة يجب أنْ تـُقام لله وحده. وكذلك ذِكر النبى إبراهيم فى التشهد نوع من الشرك . واختلف مع السنة فى ذِكر اسم النبى محمد فى الأذان وهذا نوع من الشرك . وقال إنّ النبى (محمد) ليس أفضل الأنبياء لنهى القرآن عن التفريق بين الأنبياء . وهو هنا استند إلى الآية التى تكلمتْ عن الأنبياء من إبراهيم إلى عيسى وفى ختامها ((لا نـُفرّق بين أحد منهم)) (البقرة/136) وكرّرها فى آل عمران/84 بنفس الألفاظ ولكنه رغم أنه (قرآنى) تجاهل آيتيْن نفتْ ما سبق ((تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلــّم الله ورفع بعضهم درجات)) (البقرة/ 253) و((ولقد فضّـلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زابورًا)) (الإسراء/55) وأعتقد أنّ طغيان اللغة الدينية على تفكيره جعلته يتحرّج من الإشارة إلى رأييْن متعارضيْن . ولكن يُحمد له شجاعته عندما كتب أنّ ((الفتوحات الإسلامية عبارة عن استعمار من أجل المصالح المادية)) ومن آرائه الجريئة المُخالفة لأهل السنة أنه يمكن الحج خلال أشهر الحرم وليس شهر ذى الحجة فقط .
د. منصور أحد رموز تيار(القرآنيين) وهو مصطلح أطلقه عليهم خصومهم ، فكان رد فعل (القرآنيين) أنه لا بأس من نسبتهم للقرآن بل إنه تشريف لهم وأطلقوا على أنفسهم (أهل القرآن) لأنّ القرآن هو ما أجمع المسلمون على صحته ، بينما اختلفوا حول صحة الأحاديث النبوية ليس بين المذاهب والفرق فقط ، وإنما داخل المذهب الواحد والفرقة الواحدة . ورغم أنّ (القرآنيين) على حق فيما ذهبوا إليه ، فإنّ المرجعية الدينية أوقعتهم فى مغالطات لا يمكن للعقل الحر الدفاع عنها ، مثال ذلك رأيهم فى أنّ ((الإسلام يدعو للدولة العلمانية التى لا تـُفرّق بين المواطنين على أساس عرقى أو دينى ، كما أنها دولة ديمقراطية وتضمن حرية الرأى وحقوق الإنسان وليست مسئولة عن دخول المواطنين الجنة)) والجملة الأخيرة صحيحة. ويُحمد لهم ذكرها ويؤيدها العقل الحر. ولكن هل الإسلام يدعو للعلمانية ؟ إنّ التعريف العلمى (للعالمانية) أنّ البشر هم الذين يضعون التشريعات التى تحكم علاقاتهم بعضهم ببعض كمحكومين وعلاقاتهم بالحكام . ومعناها فى اللغات الأوروبية (الزمانكية) فى إشارة واضحة للزمان والبيئة لكل مجتمع ، وأهمية (حرف الألف) فى اللغة العربية حتى يكون المعنى نسبة إلى العالم الذى يعيش البشر على أرضه. بينما الفقه الإسلامى (سنى بكل فرقه وشيعى بكل طوائفه) يرى أنّ المشرّع هو الله . فلماذا تجاهل القرآنيون هذه البديهيات ؟ أما مسألة الديمقراطية وحرية الرأى وعدم التفرقة بين المواطنين على أساس دينى ، فإنّ القرآن صريح فى تمييز الرجل عن المرأة وتمييز (الحر) عن (العبد) ووضع أسس منظومة (ملك اليمين) والأساس (الإيمانى) لقتل المُختلفين الذين أطلق عليهم القرآن (الكفار) مع ملاحظة أنّ قتلهم أخذ شكل المتوالية الدائمة ، أى ليس له أى ارتباط بفترة زمنية معينة مثل الآيات التى تناولتْ مشركى وكفار قريش ، وهذه المتوالية نصّتْ عليها آية ((يا أيها الذين آمنوا اقتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة)) (التوبة/ 123)
ويُحمد للقرآنيين قولهم أنه لا عصمة للنبى وأنّ الصحابة اكتسبوا العصمة لمجرد رؤيتهم للرسول بينما ((كان منهم المنافق والفاسق)) وهو رأى مخالف لرأى أهل السنة.
تعرّض القرآنيون للهجوم الشديد من الثقافة المصرية السائدة لدرجة اتهامهم بالكفر وإقامة حد الردة عليهم . وأما الذين رفضوا استخدام لغة التكفير، فقد لجأوا إلى القرآن لنفى مزاعم القرآنيين الرافضين الأحاديث النبوية مثلما ورد فى سورة الحشر/ 7 والعلاقة العضوية بين الله والرسول وكأنهما شىء واحد ((من يطع الرسول فقد أطاع الله)) و((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولوا الأمر منكم فإنْ تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول)) (النساء/59، 80) والأحزاب /71 وآل عمران/32. ومن الذين هاجموا الرافضين للأحاديث النبوية ابن حزم الأندلسى (994- 1064م) الذى قال ((لو أنّ أحدًا قال لا نأخذ إلاّ ما وجدنا فى القرآن لكان كافرًا بإجماع الأمة. ومن قال بالقرآن فقط كافر حلال الدم والمال)) وذكر الشاطبى ( ت 1388م) أنّ من يرون الاقتصار على القرآن فقط قوم لا خلاق لهم ومن الخارجين عن أهل السنة (الموافقات فى أصول الشريعة- ج4ص17) لعلّ هذا الهجوم سببه أنّ القرآنيين لا يعتبرون أقوال السلف أو إجماع (العلماء) أو القياس وغيرها من مصادر التشريع الإسلامى (سنية وشيعية) أو غيرها من الفرق التى أطلق القرآنيون عليها (الأديان الأرضية) ومن هذا المنطلق فهم (فى نظر منتقديهم) يُخالفون الفكر الإسلامى السائد منذ عصر الإمام الشافعى ، وهو فكر يعتبره القرآنيون متطرفـًا ومخالفـًا للإسلام الصحيح . ويعتقد البعض أنّ إنكار السنة بدأ مع الخوارج الذين رفضوا إقامة حد رجم (الزانى) ومسح الخـُفيْن وغيرها من التشريعات عبر الروايات المنقولة عن الرسول وليس لها وجود فى القرآن . وفى العصر الحديث ظهر القرآنيون فى الهند على يد أحمد خان وجاء بعده (عبد الله جكرالوى) فى باكستان.
000
أعترف بحق القرآنيين فى الاجتهاد. واعترف بوجهة نظرهم لأسباب رفض الأحاديث التى تم تدوينها بعد وفاة الرسول بحوالى 200سنة. وأعترف أنّ معظمها مشكوك فى صحتها وأنها ليست من أقوال الرسول . وكتب أبو حنيفة النعمان ((هناك أحاديث كثيرة موضوعة : تـُفرّق وتـُشتــّتْ . وأخطر ما فى الدين النقل . والأحاديث التى وضعها الوضّاعون هى التى تـُفرّقنا وتـُضعفنا . وما جاء به الرسول فعلى العين والرأس – لأنه معصوم- وما جاء به أصحاب الرسول اخترنا لأنهم غير معصومين فنحن رجال وهم رجال)) كذلك فإننى أؤيد ما قاله د. منصور من أنّ (الأمويين عملوا على ترسيخ حكمهم من خلال تلفيق أحاديث ترفع من شأن معاوية بن أبى سفيان جد الأمويين للتقليل من شأن على بن إلى طالب وذريته. ثم فعل العباسيون مثلهم فى تمجيد ابن عباس والتعظيم من شأنه. وعمل الكهنوت فى الدولتيْن على خلق أحاديث ونسبتها للنبى تـُساعد على تثبيت حكمهم . وأحاديث أخرى للتخلص من معارضيهم مثل حديث قتل المرتد . وأحاديث عن (الجبرية) فى العصر الأموى التى اعتبرتْ أنّ كل شىء مُقرّر على الإنسان ، وبالتالى فإنّ (القدر) مع وجود الحاكم فى السلطة)) ومن رأى د. منصور أنّ هذه الأحاديث من أجل إلهاء الناس بأمور فرعية حتى لا يُطالبوا بحقوقهم وكذلك من أجل تقييد حرية الرأى . كل هذا أعترف به وأقره ، ولكن غاب عنه (وعن كل القرآنيين) دراسة الأحاديث وتحليل مضمونها بغض النظر عن (اسم) قائلها سواء كان محمد أو (الوضـّاعون)
وعند تلك المسألة يتوقف العقل الحر ليسأل السؤال المسكوت عنه فى الثقافة المصرية السائدة : هل العبرة (باسم) صاحب الحديث أم العبرة بموقفه من الآخر المختلف معه؟ وهل هو مع الإنسانية بمعناها الرحب والنبيل ، أم مع التعصب العرقى والدينى ؟
فمثلا حديث ((لا تكون العرب كفؤًا لقريش والموالى لا يكونون كفؤًا للعرب)) (شمس الدين السرخسى الذى نسب هذا الحديث لمحمد فى (المبسوط) طبعة دار المعرفة ببيروت عام 86- ج3 ص24) فهذا الحديث - بغض النظر عن قائله - تعبير عن نزعة العرب العنصرية. وهى نزعة كتب عنها كثيرون سواء فى العصر الوسيط ، أو فى العصر الحديث ، فهل يمكن فصل هذا الحديث عن كلام معاوية بن أبى سفيان الذى قال ((وجدتُ أهل مصر ثلاثة أصناف فثلث ناس وثلث يُشبه الناس وثلث لا ناس . فأما الثلث الذين هم الناس فالعرب . والثلث الذين يُشبهون الناس فالموالى والثلث الذين لا ناس المُسالمة يعنى القبط)) (المقريزى- المواعظ والاعتبار- ج1ص50 وابن إيّاس فى بدائع الزهور- ص 48، 49) وذكر كعب الأحبار أنّ شرّ نساء على وجه الأرض نساء مصر. ومصر أرض نجسة)) (المقريزى- المصدر السابق- ص50) وذكر الطبرى أنّ النعمان كان يفتخر بالعرب ((وفضلهم على جميع الأمم ، لا يستثنى فارس ولا غيرها)) (ج4ص25) وذكر أ. أحمد أمين ((افتخرتْ نزار على اليمن . وافتخرتْ اليمن على نزار. وثارتْ العصبية فى البدو والحضر. وفى العصر العباسى لما تولى معن بن زائدة الشيبانى اليمن قتل من أهلها تعصبًا لقومه من ربيعة)) وبعد احتلال العرب لفارس والشام ومصر ((شعروا أنّ الدم الذى يجرى فى عروقهم دم ممتاز. ليس من جنسه دم الروم والفرس وأشباههم . وتملكهم هذا الشعور بالسيادة والعظمة فنظروا إلى غيرهم من الأمم نظرة السيد إلى المسود)) ضحى الإسلام – ص40)
أما الموقف من الزراعة فقد نصّ الحديث على ((إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)) (محمد عبد الرؤوف المناوى فى فيض القدير شرح الجامع الصغير- دار النهضة الحديثة- عام 71 وكذلك رواه أحمد وصحّحه الحاكم) فهذان الحديثان (العنصرية العرقية ومعاداة الزراعة) أدق تعبير عن الذهنية العربية ، وتبعًا لذلك فإنّ العقل الحر لا يتوقف أمام (اسم) قائل الحديث ، وإنما يتأكد لديه (= العقل الحر) أنّ هذه الأحاديث وغيرها قالها شخص (عربى) مُـعادى للزراع سواء كان محمد أو غيره. وهكذا فى باقى الأحاديث المنافية للعقل وللإنسانية مثل الموقف من المرأة أو الأحاديث التى يتجنبها الأصوليون مثل ((أراد رسول الله أنْ يبعث معاذا بن جبل إلى اليمن قال ((كيف تقضى إذا عرض لك قضاء ؟ قال بكتاب الله . قال فإنْ لم تجد فى كتاب الله ؟ قال : فبسنة رسول الله . قال : فإنْ لم تجد فى سنة رسول الله ؟ قال أجتهد رأيى ولا آلو. فقال الرسول : الحمد لله الذى وفق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله)) (سنن أبى داود ومسند الإمام أحمد وسنن الترمذى) وكذلك الحديث الذى وجّهه الرسول ل (بـُريدة) عندما أرسله فى غزوة من الغزوات فقال له ((إذا حاصرتَ أهل حصن فأرادوك أنْ تـُنزلهم على حكم الله فلا تـُنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدرى أتصيب حكم الله فيهم أم لا)) (صحيح مسلم) فى الحديث الأول فإنّ (محمد/ النبى) يُقر بأنّ القرآن ليس فيه (كل شىء) كما يزعم الأصوليون استنادًا إلى آية ((ما فرطنا فى الكتاب من شىء)) (الأنعام/38) وفى الحديث الثانى يأمر (بـُريده) عندما يغزو ويحاصر أهل أى حصن بأنْ لا يحكمهم بحكم الله حتى لو طلبوا منه ذلك ، ونظرًا لأهمية وخطورة هذيْن الحديثيْن فإنّ الأصوليين يتحنـّبون – ولو- الإشارة إليهما . وطالما أنّ (القرآنيين) يرفضون الأحاديث ، فكان المفترض إجراء دراسة تهتم بتحليل مضمون الأحاديث والتركيز على المعنى وعلى البنية العقلية للعرب ، بغض النظر عن (اسم) قائل الحديث ، فلا يُعقل أنْ يكتب أى مواطن تم احتلال أرضه من العرب حديثــًا يُمجد فيه العرب قائلا أنهم أفضل شعوب الأمم . ولا يُعقل أنْ يكتب مواطن ابن لثقافة النهر والزرع حديثــًا يحتقر فيه الزراعة.
000
وإذا كان أصحاب تيار (تجديد الفكر الدينى) أو من أطلقوا على أنفسهم (يسار الإسلام) كتبوا كثيرًا بأنّ الإسلام لم يأمر بقتل المرتد ، فإنّ الأصوليين يستشهدون بحديث محمد ((من بدل دينه فاقتلوه)) (رواه أحمد والبخارى) وكما كان رجال الكهنوت الكنسى فى أوروبا العصور الوسطى يقتلون مخالفيهم بحجة السحر، نفس الشىء جاء فى الأحاديث مثل (حد الساحر ضربه بالسيف) (كتاب الكبائر- شمس الدين الذهبى- دار الغد العربى- ص16) ونصّ القرآن على أنه ((بلسان عربى مبين. وإنه لفى زبر الأولين)) (الشعراء/195، 196) وبوضوح أكثر قال القرآن ((ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أنّ الأرض يرثها عبادى الصالحون)) (الأنبياء/ 105) وأنّ (الله) هو الذى أنزل الزابور على داود (الإسراء/55) ومع ذلك جاء فى الأحاديث ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ الله بعثنى رحمة وهدى للعالمين . وبعثنى أمحق المعارف والمزامير)) (شمس الدين الذهبى- مصدر سابق- ص 90)
وعن الموقف من المرأة ورد فى الصحيحيْن أنّ (محمد) قال ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته لعنتها الملائكة حتى تـُصبح)) وأيضًا ((إذا باتتْ امرأة هاجرة فراش زوجها فتأبى عليه إلاّ كان الذى فى السماء ساخطــًا عليها حتى يرضى عنها زوجها)) (رواهما أبو هريرة وأبو داود والنسائى فى الترغيب) والأكثر فداحة حديث ((لو كنتُ آمرًا أحدًا أنْ يسجد لأحد لأمرتُ المرأة أنْ تسجد لزوجها)) (رواه الترمذى) ورِضا الزوج عن زوجته يضمن لها دخول الجنة فى حديث ((أيما امرأة ماتتْ وزوجها راضٍ عنها دخلتْ الجنة)) وأيضًا ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتأته وإنْ كانت على التنور)) وفى رواية أخرى ولو على ظهر بعير. وخفــّــف الفقهاء من صرامة الحديث فقالوا ((إلاّ أنْ يكون لها عذر من حيض أو نفاس)) (شمس الدين الذهبى) الذى أضاف ((وينبغى للمرأة أنْ تعرف أنها كالمملوك للزوج فلا تتصرف فى نفسها ولا فى ماله إلاّ بإذنه وتـُقدم حقه على حقها وحقوق أقاربه على حقوق أقاربها وتكون مستعدة لتمتعه بها)) (189) ويصل الانحياز للرجل لدرجة أنْ قال محمد ((يُستغفر للمرأة المطيعة لزوجها الطير فى الهواء والحيتان فى الماء والملائكة فى السماء والشمس والقمر ما دامتْ فى رضا زوجها. وإيما امرأة عصتْ زوجها فعليها لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . وأيما امرأة كلحتْ فى وجه زوجها فهى فى سخط الله إلى أنْ تـُضاحكه وتسترضيه. وأيما امرأة خرجتْ من دارها بغير إذن زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع)) وأيضًا ((المرأة عورة فإذا خرجتْ من بيتها استشرفها الشيطان)) وفى الحديث أيضًا أنّ المرأة عورة فاحبسوها فى البيوت. وكانت عائشة وحفصة عند النبى فدخل ابن مكتوم وكان أعمى فقال النبى لهما : احتجبا منه. فقالتا : يا رسول الله أليس هو أعمى لا يُبصرنا ولا يعرفنا ، فقال محمد : أفعمياوان أنتما ؟ ألستما تـُبصرانه؟)) وإذا اضطرتْ الزوجة لزيارة والديها فبإذن زوجها ((غير مُـتبرجة فى ملحفة وسخة. وتنظر إلى الأرض لا يمينـًا ولا شمالا فإنْ لم تفعل ذلك كانت عاصية))
وقال على بن أبى طالب دخلتُ على النبى أنا وفاطمة فوجدناه يبكى فقلتُ له : ما أبكاك؟ قال يا على ليلة أسرى بى إلى السماء رأيتُ نساءً من أمتى يُعذبنَ أنواع العذاب فبكيتُ لما رأيتُ من شدة عذابهنّ. رأيتُ امرأة معلقة بشعرها يغلى دماغها ورأيتُ امرأة معلقة بلسانها والحميم يصب فى حلقها ورأيتُ امرأة قد شدتْ رجلاها إلى ثديها ويداها إلى ناصيتها وامرأة معلقة بثديها وامرأة رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمارعليها ألف ألف لون من العذاب ورأيتُ امرأة على صورة الكلاب والنار تدخل من فيها (أى فمها) وتخرج من دبرها (أى مؤخرتها) والملائكة يضربون رأسها بمقامع من نار. فلما سألته فاطمة عن السبب قال : أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تـُغطى شعرها من الرجال . وأما التى كانت معلقة بلسانها فإنها كانت تؤذى زوجها. وأما المعلقة بثديها فإنها كانت تـُفسد فراش زوجها. وأما التى تشد رجلاها إلى ثديها ويدها إلى ناصيتها وقد سلط عليها الحيات والعقارب فإنها كانت لا تـُنظف بدنها من الجنابة والحيض وتستهزىء بالصلاة . وأما التى رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار فإنها كانت نمّامة كذابة. وأما التى على صورة الكلب والنار تدخل من فمها وتخرج من دبرها فإنها كانت منـّانة حسّادة. وعن معاذ بن جبل أنّ (محمد) قال ((لا تؤذى المرأة زوجها فى الدنيا إلاّ قالت لها زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله. ويا بنبة الويل لامرأة تعصى زوجها)) (شمس الدينى الذهبى- مصدر سابق من ص186- 194)
يتضح من تلك الأمثلة (القليلة جدًا) النظرة الدونية للمرأة ، بغض النظر عن اسم قائلها ، سواء كان محمد أو من نـَسَبَ إليه الأحاديث ، وأنّ النتيجة التى لا تقبل الشك أنّ (مؤلفى) تلك الأحاديث (عرب) وأنّ من دوّنوها من الأجانب لا ذنب لهم أمثال البخارى ومسلم (من نيسابور) أو أبو حنيفة (فارسى الأصل ومولود بالكوفة) ويؤكد ذلك أنّ التراث العربى ، لا يذكر الزوجة بصفتها إنسانة وإنما هى ((تحت زوجها)) أو ((تحت بعلها)) الخ حتى فى مفردات اللغة العربية يجد القارىء الكثير من الألفاظ والتعبيرات التى تحط من شأن المرأة ، وكان المرحوم خليل عبد الكريم له فضل تخصيص أحد كتبه لهذا الموضوع بعنوان (العرب والمرأة- حفرية فى الإسطير المُخيّم) صدر عن دار الانتشار العربى وسينا للنشر- عام 98. وأكــّد من خلال قراءته لكتب التراث العربى/ الإسلامى أنّ المرأة ((كلها عورة بما فى ذلك صوتها)) وليس شعرها فقط (ص203، 231) وفى كتاب آخر ذكر أنّ (أبوهريرة) راوى الأحاديث عن محمد انتقل من مجرد خادم إلى أحد أكبر الأثرياء واشترى قصرًا ((فى العقيق ليليق بسكنى بُسرة بنت غزوان أخت الأمير عتبة بن غزوان بعد أنْ كان أجيرًا لديهم)) (الصحابة والصحابة- السفر الثانى- سينا للنشر- عام 97- ص192) والموقف العربى من المرأة عبّر عنه حديث عن محمد قال فيه ((اطلعتُ فى النار فرأيتُ أكثر أهلها النساء)) (أسد الغابة فى معرفة الصحابة – عز الدين بن الأثير- كتاب الشعب بمصر- عام 1970- ج1- ص122) فبغض النظر عن ميتافيزيقا رؤية (نار جهنم) قبل حلول (يوم القيامة وفق الديانة العبرية) فلماذا رأى (نبى العرب) أنّ أكثر أهل النار من النساء ؟ ولماذا تلك النظرة الدونية للمرأة؟ وهكذا فإنّ الأحاديث (سواء قالها محمد أم لم يقلها) فهى تعبير عن العقلية العربية/ الإسلامية المعادية للبشر، وكانت النساء (حتى العربيات/ المسلمات) ضمن ذلك العداء الغير مُبرّر على المستوييْن الإنسانى والتاريخى .
***






#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغزى تعدد أسماء الآلهة
- الجسد بين الإنسان والوطن إبداعيًا
- العلاقة بين الواقعى والغرائبى فى (ماكينة الأحلام)
- حنان الشيخ وروايتها البديعة مسك الغزال
- ذيح الابن فى تراث الشعوب القديمة
- الأدب الإسرائيلى ومجابهة الصهيونية
- الخيال والواقع فى الأسطورة الأوزيرية
- القومية العربية والقومية المصرية : نقيضان
- الهجرة والعودة للوطن الأم
- الوحدة العربية والوحدة الأوروبية : مفارقات
- الجوائز الدولية والأغراض السياسية
- اعتذار وتوضيح
- الوسطية الدينية : وهم أم حقيقة
- المعامل الأمريكية لتفريخ الإرهابيين
- أينشتاين عضو فخرى بنقابة السباكين
- عندما يكون الصحافى مجرد بوق للنظام
- الناصرية ومتوالية الكوارث
- لماذا كان الصراع بين (حور) و(ست) ؟
- العروبيون ورفض الاعتراف بالشعر المصرى
- الشعر فلسفيًا والفلسفة شعرًا


المزيد.....




- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - قراءة فى أحاديث (نبى) العرب محمد (1)