أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مغزى تعدد أسماء الآلهة















المزيد.....

مغزى تعدد أسماء الآلهة


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 13:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان أول ظهور للميتافيزيقا عندما تصوّر الإنسان الأول أنّ الظواهر الطبيعية (من رعد وأمطار وعواصف وبراكين الخ) قوى خارقة للطبيعة ، وتمتلك القدرة على إيذاء البشر، أو منحهم بركتها. وبعد آلاف السنين أخذتْ الميتافيزيقا بُـعدًا آخر تمثل فى الاعتقاد بأنّ الكون لابد أنْ يكون له (خالق) وأخذ اسمًا عامًا أو شاملا بمعنى (الرب أو الإله) وذكر العالم جيمس فريزر أنّ شعب تاهيتى أطلق على اسم الإله (تاروا) وأنه هو الذى خلق أول زوجيْن . بينما أطلق شعب (ماليكولا) إحدى جزر المحيط الهادى اسم (بوكور) على الخالق الذى خلق أول رجل وامرأة من الطين . وأطلق شعب إقليم (نو- هو- روا) أحد الجزر الأندنوسية على اسم الإله (داودليرا) وأنه خلق جدودهم من الطين.. وهكذا تعدّدتْ أسماء الآلهة لدى الشعوب مثل الإله (سالا مبانديا) والإله (ليوزاهو) ويوجد إجماع بين علماء الأنثروبولوجيا على فكرة خلق البشر من طين، بل فى إحدى قصص سكان منطقة (الكوميكون) فى الهند الشرقية أنّ الرب خلق العالم والأشجار والحيوانات الزاحفة فى بداية الخلق . وبعد ذلك شكــّـل رجلا واحدًا وامرأة واحدة . ثمّ جاءتْ حية ليلا بعد أنْ فرغ الرب من عمله وابتلعتْ النموذجيْن ، فأعاد الرب صنع النموذجيْن من جديد أكثر من مرة ، وفى كل مرة تأتى الحية وتبتلعهما . فشكــّـل الرب نموذجًا لكلب وبثّ فيه الحياة وعيّنه حارسًا على نموذجىْ الرجل والمرأة . فلما تسللتْ الحية نبح الكلب فهربتْ الحية فزعًا. وبغض النظر عن باقى تفاصيل تلك الحكاية ، فإنّ الملاحظ فيها وجود دور للحية كما جاء فى التراث العبرى بعد ذلك. وذكر فريزر العديد من أساطير الشعوب القديمة عن قصة الخلق وأسماء الآلهة ، فى أفريقيا والإسكيمو والهنود الخ (الفولكلور فى العهد القديم- ترجمة د. نبيلة إبراهيم- ج1- هيئة قصور الثقافة- عام 98- من ص107- 138)
وفى ملحمة جلجامش التى ذكرتْ قصة الطوفان السابقة على نفس القصة فى سفر التكوين فى العهد القديم والقرآن ، ما يؤكد على أصلها البابلى . وفى الأناضول ظهرتْ نصوص لمحمة جلجامش بلغة الحيثيين . ونظرًا لسيطرة الميتافيزيقا على كاتب الملحمة ، لذلك فإنّ أول سطر فيها (( هو الذى رأى كل شىء)) إشارة إلى الخالق . كما أنّ جذور الملحمة البابلية تعود إلى أصل سومرى ، مما يدل على التلاقح وانتقال الأساطير من شعب لآخر. وأنّ جلجامش فى الأسطورة السومرية جمع بين السلطة الدينية والسلطة الدنيوية. ورفعه الكهنوت الدينى إلى مصاف الآلهة بعد موته وتنصيبه قاضيًا لأرواح الموتى فى العالم السفلى، وهو نفس الدور الذى أداه الإله أوزير فى الأسطورة المصرية. وكما كان (رع) فى الأساطير المصرية يرمز للشمس ، كذلك جاء اسم (أوتو) فى ملحمة جلجامش ليكون هو إله الشمس والعدل البالبلى (شمش) وكذلك نجد اسم الإله (أنليل) إله العواصف الغضوب ((ورب مدينة نيبور أو نفرو السومرية القديمة التى عثر فيها على بعض ألواح الملحمة)) وفى الملحمة البابلية نجد اسم (إينانا) ربة الحب والحرب ، وهى نفسها ربة الحب السومرية التى أطلق عليها البابليون – فيما بعد – عشتار. أما إله السماء فاسمه (آنو) وكما فصل (شو) إله الهواء بين (جب) الأرض و(نوت) السماء فى الأسطورة المصرية ، كذلك تمّ فصل السماء عن الأرض فى الملحمة البابلية بقوة إله الرياح (أنليل) وكما أطلق القرآن على الإله صفتىْ (الحكيم الخبير) كذلك وردتْ هاتان الصفتان على جلجامش فى اللوح الأول من الملحمة.
ومن الأمور المُـلفتة للانتباه أنه داخل الحضارة الواحدة تعدّدتْ أسماء الآلهة ، ففى الحضارة المصرية عشرات (وبعض العلماء ذكر المئات) الآلهة مثل إيزيس، أوزير، حورس، رع ، آتوم (ومعناه التام أو الكامل) خنوم (صانع الإنسان على عجلة الفخار) جب (إله الأرض) نوت (إلهة السماء) ، شو (إله الهواء) ، تفنوت (ربة الرطوبة) ، جحوتى (رب الحكمة والكتابة والمعرفة) ، آتون ، وهو الاسم الذى أطلقه أخناتون (أمنحتب الرابع) على الشمس ، بعد أنْ كان (رع) هو رمز الشمس . والمعنى الحرفى لاسم أمنحتب ((آمون راضى)) ومجموعة الأناشيد التى كتبها انتقل بعضها إلى العهد القديم خاصة المزمور رقم 104. ومن بين الآله المصرية (بتاح) إله (منف) الذى خلق العالم بواسطة (الخلق بالنطق) وفى قصة الخلق وفقــًا لأسطورة هيرموبوليس (الأشمونين) ثمانية آلهة (الثامون) وهم نون ونونيت (الماء الأزلى) وحح وححت (اللانهائية) وكك وككت (الظلام) وآمون وآمونت (الفضاء اللانهائى) وكذلك الإلهة حتحور فى (منف) التى أخذها الإغريق باسم (أفروديت) والإله (مين) الذى هو رمز الخصوبة ، وأخذه الإغريق باسم الإله (بان) Pan والإلهة (نخبيت) ربة مدينة الكاب بمصر العليا. والإلهة (نيت) ربة قديمة فى منطقة (صا الحجر- سايس) والإله (حعبى) Hapy رمز للنيل . ومن أهم الآلهة (ماعت) رمز العدل والحق والصدق والاعتدال ، وحسب النصوص المصرية هى ابنة الإله (رع)
وفى اللغة اليونانية لفظ ثميس themis وكانت تـُطلق على الآلهة التى يتمثل فيها النظام الأخلاقى (ول ديورانت- قصة الحضارة- المجلد الرابع- ترجمة محمد بدران- مكتبة الأسرة- عام 2001- ص27) وكما تعدّدتْ الآلهة وأسماؤها فى الأساطير المصرية ، حدث نفس الشىء فى اليونان ، ولكن مع ملاحظة أنّ الآلهة المصرية انتقلتْ صفاتها وخصائصها إلى الآلهة اليونانية ، وتلك الحقيقة اعترف بها كثيرون من علماء علم المصريات ، أمثال العالم الألمانى أدولف إرمان الذى كتب أنّ ((الآلهة اليونانية تمصّرت)) وذلك فى كتابه (ديانة مصر القديمة- ص437) وكان الحكم بإعدام الفيلسوف سقراط بسبب ((إفساد الشباب والازدراء من الآلهة اليونانية وإدخال آلهة أجنبية لليونان)) وكان المقصود بالآلهة الأجنبية الآلهة المصرية ، وإنْ كان سقراط هو الذى تم إعدامه فإنّ نفس التهمة تمّ توجيهها لفلاسفة آخرين أمثال أنكساجوراس وأرسطو. وكتب العالم الأمريكى (جورج جى- إم- جيمس) أنّ الإغريق أخذوا اسم الإله المصرى (آتوم) وصفاته. وأنه نظرًا لأنّ الإغريق لم يكن لديهم دراية باللغة المصرية خلال الفترة التاريخية الخاصة بما يُسمى الفلسفة اليونانية والتى يرجع تاريخها إلى القرن السادس ق.م ونتيجة لذلك فقد نقلوا منطوق أحرف الكلمات المصرية دون اعتبار لمشتقاتها ، ومن أمثلة ذلك ما ذكره الشاعر هوميروس من أنّ بروتيوس كان إلهًا بحريًا ، بينما صاحب الاسم (بروتيوس) معبودًا فى ممفيس . وأنّ الإغريق لم يكتفوا بترجمة منطوق أحرف الاسم المصرى بل انتحلوه فى الأسطورة . أما (سوينبورن كليمر) فى كتابه (فلسفة النار) فقد ذكر أنّ دراسة أسرار الإلهيْن المصرييْن إيزيس وأوزير حملها زرادشت إلى اليونان القديمة. وحملها أورفيوس إلى تراقيا . والملاحظ أنّ نظم الأسرار المصرية فى كل من هذيْن المكانيْن اتخذتْ أسماء لآلهة مختلفة لملاءمتها مع الظروف المحلية. ولهذا أخذتْ فى آسيا صورة الإله (ميترا) وفى ساموتراقيا صورة أم الآلهة. وفى بيوتا صورة (باخوس) وفى كريت صورة (جوبيتر) وفى أثينا صورتىْ (كيريس) و(بروزيربين)
ويؤكد ذلك ما ذكره العالم مارتن برنال من أنّ وثائق ألواح المجموعة الخطية B من القرنيْن 14، 15 ق.م مكتوبة باللغة اليونانية ولكنها تحتوى على الكثير من الكلمات المصرية. وعن اللغة كتب أنّ أكثر- إنْ لم يكن أغلب العناصر غير الهند / أوروبية فى اللغة اليونانية يمكن تفسيرها على أساس مصرى أو سامى / غربى كما أشار إلى المحاولة التى قام بها بارتليمى لاستخلاص الكلمات اليونانية من جذور قبطية. وعن أسماء الأماكن أكد على أنّ الأسماء المصرية تغلب على أسماء المدن اليونانية مع الاستشهاد بالعديد من الأمثلة مثل اسم أفروديت المشتق من اسم (بروجيت) المصرية. وكتب أيضًا عن تأثير اللغة المصرية على أسماء الآلهة اليونانية (كأحد الأدلة) أنّ من 20- 25% من الألفاظ اليونانية مشتقة من ألفاظ مصرية (أثينا أفريقية سوداء- المجلس الأعلى للثقافة- عام 97- ص683) وعن أسماء الآلهة فإنّ هيرودوت يُقرّر بوضوح أنّ ((جميع الآلهة تقريبًا جاءتْ إلى اليونان من مصر)) (هيرودوت فى مصر- ترجمة د. محمد صقر خفاجة- هيئة الكتاب المصرية- عام 87- ص150، 289) وذكر عالم المصريات فرنسوا دوما أنّ الإغريق دمجوا منذ وقت مبكر جدًا الإله المصرى (آمون) فى إلههم زيوس . وكان آمون يبلغ الوحى فى واحة سيوه ، وكان أهل قورينائية يتوجهون إليه لاستشارته. ولكنهم كانوا يُطلقون عليه اسم (زيوس/ آمون) (حضارة مصر الفرعونية- ترجمة ماهر جويجاتى- المجلس الأعلى للثقافة- عام 98- ص761)
وكما تعدّدتْ أسماء الآلهة فى مصر واليونان تعدّدتْ فى روما. وعند العبريين تعدّدتْ أسماء الآلهة أيضًا : يهوه ، إيل (بمعنى يسمع) (جواد على – تاريخ العرب قبل الإسم- ج1- ص390) ، اليوهيم ، اللات والله. وأنّ حرف التاء تحول إلى هاء . وبعل الذى كان معبودًا فى مدينة بنفس الاسم ومعناه الرب أو السيد (جواد على- المصدر السابق- ج2- ص216) وهو ما أقره القرآن عندما ذمّ غير المؤمنين بالإسلام ويتمسكون بعبادة الآلهة السابقة على دعوة محمد فخاطبهم قائلا ((أتدْعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين)) (الصافات/ 125) وفى الديانة الهندوسية أطلق الشعب على اسم الإله (راما) وهو الأكثر شيوعًا نظرًا لتعدد أسماء الآلهة والديانات ، وأحيانـًا (كريشنا) الخ. وفى الصين القديمة كان اسم الإله (شانج دى) ويستعمله الصينيون المسيحيون فى العصر الحديث. ويستعمله المسيحيون الكوريون والفيتناميون . أما السيخ فمن أشهر أسماء الآلهة لديهم (أكال بوركا) ومعناه الكائن الأزلى/ الأبدى . وكذلك (إيك أونكار) بمعنى الخالق الواحد و(سانتام) بمعنى الحق . وفى الزرادشتية (أهورا ماردا) ومعناه (الرب نور) وفى اللغة الفارسية فإنّ اسم الإله (خدا) ولا يزال الشعب الإيرانى (رغم إسلامه يستخدم نفس الاسم) وينطقون الرحمان (بخشا ينده) والرحيم (مهربان) وفى البابلية كان عندهم (تموز) الإله الراعى (دوموزى) السومرى ، و(مردوخ) أحد آلهة بلاد ما بين النهريْن.
وفى العصر الحديث تتعدّد أسماء الآلهة بتعدد لغات الشعوب ، فيكون اسم الإله فى الإنجليزية God وفى الإسبانية Dios وفى الفرنسية Dieu وبعد هذا العرض الموجز، يطرح العقل الحر السؤال الذى يتجنـّبه كل المؤمنين بالميتافيزيقا : ما مغزى ذاك التعدد؟
الإجابة واضحة من خلال العرض السابق ، حيث أنّ الشعوب (والأدق مؤلفى أساطير الخلق) هم الذين اختاروا أسماء الآلهة ، ومن هنا ارتبط اسم كل إله بلغة شعبه. وهو ما يؤكد الحقيقة التى ذكرها أكثر علماء الأنثروبولوجيا ، وهى أنّ البشر هم الذيم خلقوا الآلهة وليس العكس. وفى دليل آخر أشاروا إلى أنه إذا كانت بعض الشعوب تعيش بدون آلهة ، فإنّ (الآلهة) لا توجد بدون شعوب تؤمن بها. ورغم تلك الحقيقة اللغوية والأنثروبولوجية ، فإنّ العديد من البشر لازالوا يؤمنون بميتافيزيقا (إله واحد للكون) خصوصًا أتباع الديانة العبرية (اليهودية/ المسيحية/ الإسلام) ويصل غياب التفكير العلمى عند أغلب المُـترجمين المصريين (والعرب) أنهم يُترجمون لفظ (الرب أو الإله) من اللغات الأوروبية إلى العربية بالاسم العربى للإله. وكان المرحوم بيومى قنديل (وفق قراءاتى فى الثقافة المصرية والعربية) هو الوحيد الذى تناول هذا الموضوع فى كتابه (حاضر الثقافة فى مصر) فخصّص له فصلا بعنوان (الله- لفظ الجلالة عربيًا) أثبت فيه أنّ (الله) هو الاسم العربى للإله. وأنّ هذا الاسم يوازى (كيريا) عند اليونانيين القدماء وDeus عند الرومان القدماء وGotte عند الألمان المعاصرين الخ وانتقد واضعى قاموس اكسفورد الذى جاء به أنّ ((الله هو الاسم الإسلامى للإله)) والسبب أنّ من كتب ذلك تجاهل أنّ الإسلام دين وليس لغة. وأنّ اللغات هى التى تضع الأسماء وليس الأديان . وبالتالى كان يتوجّب على واضعى قاموس اكسفورد أنْ يكتبوا أنّ (الله) هو الاسم العربى للإله. وأخطأ المقريزى عندما كتب عن ثوار جدودنا فى البشمور ((وأذل الله القبط فى جميع أرض مصر)) بينما الحقيقة أنّ الجملة يجب أنْ تكون هكذا ((وأذل العرب- الساميون- المصريين فى أرض كيمى)) ولأنّ الشعب الإيرانى لم يتنازل عن لغته القومية لذلك يكتبون وينطقون (باسم الله الرحمن الرحيم) هكذا (بنام خدا باخشونده مهربان) واسم (الله) عند الأفغان الباشتون (خداى) والأتراك المسلمون يرفعون الأذان هكذا ((تاكرى أولودر) أى (الله) أكبر. والقرآن قال (الله نور السموات والأرض) فلو كان الاسم هو (رع) لوردتْ الصورة الشعرية هكذا (رع ضوء السماوات والأرض) ونقل عن الرحالة الإنجليزى (ليدر) الذى زار مصر فى القرن 19 أنّ المصريين مشوا فى مواكب يطلبون من السماء سقوط المطر بعد انخفاض الفيضان ، وكان الدعاء بلغتيْن أجنبيتيْن : قسم يقول (كيريا لسون) بمعنى (يارب ارحم) وقسم يقول (لا إله إلا الله) ونقل عن العالم الفرنسى (دوسو) قوله ((أخبرتنا النصوص – وهى نصوص عربية شمالية وبدليل لا يقبل الشك كيف أنّ (الله) كان معروفـًا لدى العرب وكان مقدسًا خاصة فى المجمع الإلهى العربى الشمالى قبل أنْ يُبشر الإسلام به كإله للتوحيد)) ودليل آخر ذكره قنديل من شعر (أوس بن حجر) الذى قال ((باللات والعزى ومن دان دينهم/ وبالله إنّ الله منهنّ أكبر)) (الطبعة الرابعة- على نفقة المرحوم قنديل- من ص93- 104)
وبينما أتباع الديانة العبرية فى الألفية الثالثة بعد ميلاد المسيح غرقى الميتافيزيقا فإنّ إبيقور الفيلسوف اليونانى (340- 270ق.م) رفض الميتافيزيقا ورفض الدين وكانت حجته (أننا عاجزون عن معرفة شىء عن العالم الذى لا تدركه الحواس ولذلك يجب ألا نشغل عقولنا بغير التجارب التى تدركها الحواس)) (ول ديورانت- مصدر سابق- المجلد الثامن- ص169) وبسبب تلك الميتافيزيقا قتل مسلمون موحدون مسلمين موحدين مثلهم فى العديد من المعارك التى دارتْ بين عرب الجزيرة العربية لعلّ أشهرها (معركة الحرة) عام 60هـ وراح ضحيتها 4500 إنسان (عربى/ مسلم) وتمّ فض بكارة ألف فتاة بكر (عربية/ مسلمة) على أيدى عرب/ مسلمين وكلهم من أتباع ديانة (التوحيد) الإسلامية. وبسبب الميتافيزيقا قتل مسيحيون مؤمنون مسيحيين مؤمنين مثلهم فى وقائع عديدة لعلّ أشهرها ما حدث بين الكاثوليك والبروتستانت فى حرب الثلاثين عامًا التى اجتاحتْ ألمانيا من عام 1618- 1648. وحكى الأديب الروسى دوستويفسكى فى كتابه (ذكريات من منزل الأموات) عن تجربة شخصية فترة اعتقاله فى سيبيريا عن واقعة حكاها له أحد المسجونين معه ، أنّ بعض المسيحيين المتعصبين دينيًا أحرقوا كنيسة أرثوذكسية ، لأنهم على مذهب مسيحى آخر. وعندما سأله دوستويفسكى هل يشعر بالندم بعد أنْ شارك فى حرق الكنيسة قال بأنّ ((جريمته / استشهاده – على حد تعبيره- هما من الأعمال المجيدة التى تستحق أنْ يفخر بها)) فكان تعليق دوستويفسكى ((كانوا يتبعون عقيدة ملتهم اتباعًا أعمى)) ودعا المؤرخ الفرنسى أرنست رينان (1823- 1892) فى كتابه عن حياة يسوع إلى نقد المصادر الدينية نقدًا تاريخيًا علميًا والتمييز بين العناصر التاريخية والعناصر الأسطورية فى الكتاب (المقدس) وذكر مارتن برنال أنّ رينان واخوته ((كان لهم موقف من الديانة اليهودية. وأنها هى والمسيحية خرافات عفى عليها الزمن)) (مصدر سابق- ص542) ورغم أنّ الأساطير تدخل فى باب الميتافيزيقا- مثلها مثل الدين- فإنّ البعض يُفضل الميتافيزيقا التى لم تدع القداسة ولا هى مرسلة من إله (أوحد) وكان الروائى الإنجليزى (وليام جولدنج) الفائز بجائزة نوبل للأدب عام 1983من بين الذين انحازوا للأساطير المصرية فكتب ((كنتُ أعتقد فى رع وإيزيس وأوزير أكثر من الثالوث الأقدس)) كتب ذلك لأنه اقتنع بأنّ التعددية فى الديانة المصرية (قبل كارثة أخناتون الذى دعا لإله واحد " آتون") أفضل من التوحيد ، إذْ أنّ الأولى تعترف بالآخر المختلف ، بينما الثانية لا تكتفى برفض المختلف وإنما تـُطلق عليه (كافر) أو (وثنى) إلى آخر تلك المصطلحات غير العلمية.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجسد بين الإنسان والوطن إبداعيًا
- العلاقة بين الواقعى والغرائبى فى (ماكينة الأحلام)
- حنان الشيخ وروايتها البديعة مسك الغزال
- ذيح الابن فى تراث الشعوب القديمة
- الأدب الإسرائيلى ومجابهة الصهيونية
- الخيال والواقع فى الأسطورة الأوزيرية
- القومية العربية والقومية المصرية : نقيضان
- الهجرة والعودة للوطن الأم
- الوحدة العربية والوحدة الأوروبية : مفارقات
- الجوائز الدولية والأغراض السياسية
- اعتذار وتوضيح
- الوسطية الدينية : وهم أم حقيقة
- المعامل الأمريكية لتفريخ الإرهابيين
- أينشتاين عضو فخرى بنقابة السباكين
- عندما يكون الصحافى مجرد بوق للنظام
- الناصرية ومتوالية الكوارث
- لماذا كان الصراع بين (حور) و(ست) ؟
- العروبيون ورفض الاعتراف بالشعر المصرى
- الشعر فلسفيًا والفلسفة شعرًا
- السنة المصرية وجذور التقويم العالمى


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مغزى تعدد أسماء الآلهة