أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - لماذا هذا الموقف من تركيا تجاه مصر














المزيد.....

لماذا هذا الموقف من تركيا تجاه مصر


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4590 - 2014 / 10 / 1 - 19:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو للوهلة الاولى و تعتقد بانه من المستغرب ان تتصرف تركيا بهذا الاسلوب و السلوك الى حد يمكن ان نعتبره غير دبلوماسي و خارج حدود العلاقات السياسية العصرية و المبالغ في ردود افعالها تجاه ما يحدث في مصر و هو شان داخلي لها كما هو المعلوم، وانما كما يُقال عندما عُرف السبب بُطل العجب، فان هذه التصرفات التركية دخلت خانة التدخل الفضيح في الشؤون الداخلية لبلد بعيد عنها بالالاف من الكيلومترات و لها خصوصية و تاريخ وحضارة و عمق و موقع لا يمكن ان ينافسها اي بلد اخر في المنطقة كما هي عليه مصر، و هي ام الدنيا حقا من النواحي العديدة و في مقدمة الدول العربية من الجوانب كافة و لها كلمتها و دورها في اي امر يخص المنطقة و العالم العربي . لو اعدنا النظر في التاريخ فان عراقة و قدم دولة المصر لا يمكن مقارنتها ببلد كتركيا التي دخلت الشعب التركي اليها وفق حسابات التاريخ بالامس القريب آتين من الشرق الاقصى و هم من المغول الصفر اساسا، و احتلوا الارض و بقوا و تعدوا كثيرا على اهل الارض الاصليين الى ان وصلوا الى امبراطورية بقوة السلاح و التعدي و الاحتلال باسم الاسلام متخذين من المذهب طرقا و اسلوبا و حجة للسياسة و التوسع لحد مجيء الاستعمار البريطاني و الفرنسي اللذان سحبا من تحت ارجل تركيا البساط و اعاداها الى حجمها الاصلي و مكانتها المفروضة التي امتدت كثيرا دون استحقاق من اي جانب كان .
الفترة الذهبية لتركيا هي عهد الامبراطورية العثمانية التي ركزت على الدين و المذهب كسيف و وسيلة لفرض ارادتها و امتدت في غيها في اي مكان وصلت اليه .
اليوم هي في موقف كل احلامها و امنياتها الضائعة هي اعادة دورها و ما تعتقد بانها تتمكن ان تحكم العالم الاسلامية كما كانت في غضون تلك المرحلة، و لكنها مخطئة فليس القرن الواحد و العشرين كالقرون التي حكمت العالم او بالاحرى مساحة شاسعة من العالم الاسلامية و العربي بالاخص و سيطرت على ثروات و ممتلكات و مصالح الكيانات التي سيطرت عليها بفتوحاتها و قسمتها ولايات تابعة للسلطنة و فسادها المشهور . و كانت مصر الحصن القوي رغم احتلالها و كانت لها الخصوصية و دور بارز يختلف عن المناطق الاخرى التي كانت تحت سيطرتها، لانها كانت لها شعب عريق صاحب الحضارة التي تميز بها و ابقت تاثيراتها على العقلية المصرية و تعاملها مع الحياة، و لم تخضع بشكل قاطع للارادة العثمانية لانها فرضت خصوصياتها حتى على سلاطينها و لم تقف مصر مكتوفة الايدي حتى في تلك الحقبة من تاريخ الامبراطورية العثمانية و ما اتخذته من الدين و المذهب حجة للاحتلال .
ان تركيا اعتقدت بان مجيء الاخوان المسلمون و اعتلائهم السلطة سيساعدهم لتحقيق احلامهم القديمة الحديثة و نواياهم في اعادة العهد العثماني بشكل و طبعة اخرى، و ارادت للسلطة الاخوانية ان تكون تابعة لها لكي تتعاونا في التواصل من اجل التدخل في بلدان اخرى و تحقيق تلك الاهداف بين مصر و تركيا لفرض هيمنتها بشكل و اخر في المستقبل المنظور، و هذه المرة سياسيا و ليس عسكريا كما فعلت الامبراطورية العثمانية من قبل، لان العصر اختلف و لا يمكن ان يُسمح لتركيا بهذه الحال ان تمد من يدها و حتى سياسيا دون اية ردود . الا ان انتخاب السيد السيسي رئيسا خلط الاوراق و قطع الطريق عن تلك الاحلام الوردية، و تيقنت تركيا بانها لم تقدر ان تسير بخطواتها ولن تتمكن من تحقيق اهدافها السرية و اضاعت بهذا الامر الاخضر و اليابس و خرجت من مولد الاخوان بلا حمص، لانها ركزت جهودها على منطقة الشرق الاوسط، و منذ تمثيلية اردوغان و كان مكشوفا جدا في دافيوس امام بيريس لكسب عاطفة الشعوب العربية والاسلامية معتبرة نفسها قائدا اسلاميا مدافعا عن القدس، ولكنها بقت على سفارتها و سفقاتها التجارية و علاقاتها الاقتصادية مع اسرائيل في السر و العلن و لم يكن ذلك لسواد عيون الفلسطينيين بل من اجل كسب ود و عاطفة العالم الاسلامية و تمهيد الطريق لتنفيذ مخططاتها الاستراتجية و توجهها نحو الشرق بعدما ياست من الغرب او بالاحرى من الاتحاد الاوربي وما تلاقيه من رده الدائم بالرفض عن دخول تركيا فيه لاسباب مقنعة للجميع، و منها، انها لم تصل لحد الان من الديموقراطية و الحرية و احترامها لحقوق الانسان لمستوى ان تقبل في الاتحاد الاوربي، لذلك خسرت تركيا اوربا و لم تنجح في توجهها نحو الشرق ايضا و قُطعت الطريق عن نواياها و استراتيجيتها و احلامها، و عليه تريد ان تعوض الخسارة السياسية التي لحقت بها بعد تهميش الاخوان المسلمين في مصر الذي اعتبرته تركيا اقوى سند لها في تحقيق مخططاتها و لم تنجح في ذلك، و طبيعي ان تبدي من ردود الفعل كما نراها اليوم امام مصر، و لكنها لا تعلم انها تخسر اكثر لو استمرت في هذه السلوكيات غير المقبولة سياسيا و دبلوماسيا في هذا القرن، و خير لها ان تهتم بشانها الداخلي و تنفح و تعتمد الديموقراطية و تنفذ شروط الاتحاد الاوربي لتامين دخولها الى الاتحاد الاوربي و ليس الاعتماد على سياسات مغايرة تماما و تخسر الاول و التالي .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لدينا عقدة التقليد في غير محله
- من آمن بالاستقلال و عمل بالفدرالية
- أغدر التاريخ ام جهل القيادة ؟
- لماذا اوصلوا كوردستان لما نحن فيه
- قراءة في ما يؤول اليه الوضع في منطقتنا
- ماوراء تخبطات تركيا السياسية
- مثقفو العتبات واعتقادهم بان النَعَم يُزيد النِعَم
- يا له من تضليل سياسي
- 49 دبابة مقابل 49 رهينة
- انعدام دور المثقف التنويري في العراق
- هل تعيد امريكا سمعتها الدولية
- تاثير مجيء داعش على المعادلات السياسية في كوردستان
- بانت خيوط اللعبة في المنطقة
- هل يتمكن العبادي لوحده محاربة الفساد المستشري
- حلم المواطنة في الشرق الاوسط
- خانقين دون غيرها
- الخمول يعقد الامور اكثر
- هل المطالبة بانبثاق دولة كوردستان، شوفينية؟
- ما هي الحياة و كيف نفهمها
- تركيا تلعبها على المكشوف


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - لماذا هذا الموقف من تركيا تجاه مصر