أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - لماذا إختفى مهرجان المسرح الكردي من مدينة السليمانية؟














المزيد.....

لماذا إختفى مهرجان المسرح الكردي من مدينة السليمانية؟


عصمان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 12:36
المحور: الادب والفن
    


لماذا إختفى مهرجان المسرح الكردي من مدينة السليمانية؟
السليمانية مدينة ساحرة في كردستان مدينة الحب والفن والثقافة. كنا محكومين بالحب رغم اننا كنا طيور تغرد من داخل أقفاصها ،وكنا محكومين بالسجن الانفرادي والجماعي مدى الحياة داخل جلودنا ومع ذلك كنا نقيم سنويآ مهرجان مسرحي يرعاه معهد الفنون الجميلة في السليمانية وكان له أثر كبير على الحركة المسرحية في كردستان والسليمانية بشكل خاص ويتجدد سنويآ وعامل مجدد ومؤثر في تطوير المسرح الكردي في الثمانينات وكل العروض المسرحية كانت تعرض في أماكن مختلفة دون التقيد بخشبة المسرح لذلك أصبح المعمار المسرحي لايشكل عقبة في تقديم العروض المسرحية، وكانت البداية الاولى لمسرح تجريبي حمل الشعلة الاولى للتنوير في حركة المسرح الكردي في كردستان ويبقى العمل الثقافي يأتي بالتراكم ورؤى وأفكار يتناولها الناس والنقاد وحماس مخرجي المسرح وظهور تيارات وإتجاهات مختلفة . وكنا مطالبين بتوفير أماكن السكن والمأكل والنقل لكل الضيوف من النقاد والصحفيين وكذلك الفرق المسرحية القادمة من المحافظات الاخرى. والجمهور المذهل الذي كان يحضر للمهرجان متنوع وليس فقط من جمهور النخبة جمهور من عامة الناس حتى الجلسات النقدية والمحاضرات والتعقيبات المسرحية لقد أسسنا لطقس مسرحي سليم وبنينا أركان ورممنا مسرحنا الكردي على مدار أعوام وكانت عروض مسرح الربرتوار وحققنا مكاسب فنية مهمة وتحول نقاشنا المسرحي عن التجريب وتجاوز حدود الاخراج النمطي والتقليدي وخلق مسرح تجريبي وكان المهرجان يعني مساحة ثقافية تجاوز رداءة المألوف في ظل ظروف سياسية وحروب ووضع مسرحي لايمكن أن نتباهى به، كنا نعيش واقع سياسي وبنية إجتماعية وفق خلفية ثقافية تحاول الاتصال والارتباط بالناس في الشارع ومع ذلك كنا نعمل وفق منهجية وألية معينة وكان الهدف هو الناس وخلق هوية وتأسيس لمسرحنا أي كنا نطمح ونعني التواصل مع المجتمع وخلق جمهور يبحث بنفسه عن مسرحه والذي يتواصل معه وكنا نحاول ان نرمي حجر في المياه الراكدة والتقى الفنان بجمهوره وبشكل مباشر هذا الجمهور المذهل والمتعطش لمشاهدة عروض المسرح الجاد وكان الجمهور أكثر عناصر المهرجان إثارة فكانت الناس تبحث عن الجديد وكان جمهورنا المسرحي يشكل دعامة مهمة وقوية لنا وكل هذه السنين في السويد لن أجد مثيل مثل جمهور المسرح الكردي المبهر في الثمانينات في مدينة السليمانية جمهور محترم يحترم كل التقاليد المسرحية
وظهرت علامات بارزة من الشباب المسرحيين والرواد لهم تجارب اخراجية واهتمامات أكاديمية المهرجان أتاح لنا فرصة الجرأة وإقتحام مجالات ابداعية وتجاوز التابو للمسرحيين من قبل قبيلة بني رقيب وبدأنا ببناء كيان مسرحي صحي وسليم ومعافى من فايروسات ووباء التخلف ورسخنا القيم الصحيحة لمسرحنا الكردي يتذوقه الجمهور. وبعدها حصلت متغيرات جديدة اجتماعيآ وسياسيآ وفكريآ وإقتصاديآ في كردستان وأصبحت حرية التعبير والتفكير أكثر إنفتاحآ في ظل حكم إقليم كردستان مع ذلك توقفت هذه الانشطة المسرحية وحتى الجمهور المسرحي تضاءل واختفى عن المسرح وعاش مسرحنا في جفوة مع جمهوره. لقد خلقنا طوق من علاقة حميمية مع جمهورنا المسرحي في الثمانينات والتواصل معه يبقى المسرح هو أداة من أدوات تحرير الوعي الانساني والوطني. تغيرت الامور وبدأنا نخصص ميزانيات ضخمة وكبيرة من الاموال لغرض إحتفالات الترف الوقتية حتى إن بعض العروض المسرحية وصلت الى مرحلة الهبوط الفكري والفني ونفور الجمهور كإننا نسفنا كل التقاليد المسرحية والعمل طوال تلك السنين بعد ان كان مسرحنا مركز إشعاع مفتوح للتواصل مع الناس واختفت عناصر الدهشة والابهار من مسرحنا الكردي وبدأنا نستهلك عناصر الابداع رغم كل الدعم المالي والاعلامي هنا فجوة جفاء وخصام مابين العاملين في حقل الثقافة المسرحية والجمهور وضياع محصلة الابداع المسرحي بعد أن كنا في نشوة الاحساس والنضوج الفني في التعامل مع الجمهور عن قرب . وكانت الغاية من مسرحنا جعله واحة لليمقراطية في خدمة مجتمعنا الكردي وكنا نهرب من فخ ومصيدة الحزبية الضيقة والعقائدية الجامدة وكان مسرحنا ينبت وينبع من جدور الوعي للواقع الاجتماعي وهموم الناس في البيت والشارع كنا نجاهد كي نجذب ثقة الجمهور وإنتباهه وندفعه الى تصديقنا
لذلك كانت مسرحياتنا وعروضنا تحظى باهتمام كبير وتعرض على مدى شهر يوميآ وبدون إنقطاع إلا إذا تدخلت سلطة عشيرة الرقيب واوعزت بايقاف العرض كما حصل معي في عدة مسرحيات ويبقى النجاح الجماهيري لعروضنا المسرحية يعود الفضل فيه الى الاستقبال النقدي الحافل الذي لاقاه في الصحافة وحيوية موضوع العرض وإلتحامه بقضايا اللحظة الراهنة.

عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي السويد



#عصمان_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل السينما والمسرح والفنان ممكن ان يؤسس للحب والفرح؟
- السويد وطن حر وشعب سعيد
- عادل إمام يصنع السعادة في مسلسل صاحب السعادة
- غياب وعزوف الجمهور في المسرح العراقي والمسرح والكردي
- مسرحية سنمار يواجه النار والحصار بغداد
- المسرح والثقافة وجمهور المسرح والسينما في السبعينات
- مسرحية مصير الانسان ولعنة الحرب في السليمانية
- شاهد على المسرح العراقي في الثمانينات وطنه المسرح
- المسرح الكردي الى أين بعد هجرة الكفاءات المسرحية؟
- المنفى القسري وأمطار ألرصاص
- مسرحية انا دعوة للحب والسلام والتأخي
- السليمانية ومسرحية مصير إنسان
- بغداد إنشودة القلب وسجن ذاكرتي
- رواية إمرأة الحلم وبغداد سيدة الدنيا
- مهرجان بغداد المسرحي وزوبعة التعري
- جماعة العقول المنوية والاسهال الطائفي
- ألاغتراب وأوطان مفخخة في مسرحية جئت لأراك
- كربلاء كان ياما كان ونديمكم هذا المساء
- بغداد السبعينات مدينة لاتنام ولاتعرف الخصام
- بغداد السبعينات المسرح والكتاب والموسيقى والسينما حياتنا


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - لماذا إختفى مهرجان المسرح الكردي من مدينة السليمانية؟