أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البهائي - سيناريو داعش..دراماتورجيا















المزيد.....

سيناريو داعش..دراماتورجيا


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 4574 - 2014 / 9 / 14 - 17:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في القاهرة وقبل مغادرته ، قال جون كيري وزير خارجية امريكا" إن مصر تقف في الخطوط الأمامية لمواجهة التطرف، لا سيما في سيناء، حيث تنشط جماعات جهادية تستلهم فكر تنظيم القاعدة " مستخدما اسلوب المراوغة والمساومة عندما استخدم لفظ (التطرف) وليس الارهاب قبل كلمة سيناء ، وايضا عندما قال " لذلك قررت واشنطن تسليم طائرات أباتشي للقوات المسلحة المصرية " ولكنه ربط ذلك بحضور مصر تجمُع باريس ، لينصب فقط على مواجهة ارهاب تنظيم داعش ، وإنه لا علاقة بين تنظيم داعش الذي يصر كيري على تسميته
تنظيم الدولة الإسلامية !! ، وجماعات متطرفة تنشط في بلدان أخرى في المنطقة، ليكون تحرك دولي لمواجهة هذا التهديد ، فالكلام عن داعش امتلأت به بطون وسائل الاعلام ، وقتل بحثا وتحليلا من قبل المحللين والمتابعين ، فداعش صنيعة مخابراتيه امريكية بإمتياز ، وجدت لتزرع في منطقتنا ، اصل تربتها سوريا ، ثم امتدت الى العراق ، لتكون ذريعة لعودة امريكا الى المنطقة ، تحت مسمى محاربة ارهاب داعش ، لنعود الى نقطة الصفر من جديد ، كما حدث عقب احداث 11 من سبتمبر 2001 ، ودخولها منطقتنا بحجة محاربة ارهاب تنظيم القاعدة .
ومن هنا نقول اين كانت امريكا ، عندما كانت مصر ومازالت تتعرض لارهاب جماعة الاخوان المسلمين ومن ينتمي اليها ، اين كانت امريكا عندما كان يقتل ابناءنا من جنود وقوات الامن ويذبحون بدما بارد ، ويبث شرائط القتل والوعيد والتهديد ، اين كانت امريكا عندما خرج في وسائل الاعلام احد قادة تنظيم الاخوان الذي كان دائم الزيارة لها ، علنا وهو يهدد ويتوعد بحرق مصر اذا لم يعد مرسي في التو والساعة ، الان جاءت امريكا على استحياء ، لتقول ان ما يحدث في مصر تطرف من جماعات لا تنتمي لارهاب داعش ، ياللعجب ..

فامريكا الان تتبع سياسة جديدة ، ابتدعها البيت الابيض بقيادة اوباما تجاه الحالة المصرية ، الا وهي سياسة " الدبلوماسك " حيت تبادل الادوار والاقول وايضا الاقنعة ، فمنذ احداث 30 يونيو 2013 وما اتبعها من تصريحات للمسئولين الامريكيين تبين ذلك ، والتي بدأت بتصريحات السفيرة آنا باترسون ، ثم جون كيري ووليام بيرنز ، لتأتي تصريحات السيناتور جون ماكين وليندسي جراهام لتصف ما حدث بأنه " انقلاب عسكري" ، ليأتي دور وزير الخارجية جون كيري بعدها ويقول إن "الجيش المصري تدخل لاستعادة الديمقراطية " ، بينما نجد اوباما يتحدث عن الديمقراطية والانتخابات والشرعية ، ومايؤكد ذلك ، ان من المفارقات العجيبة ، ان جون كيري وزير خارجية امريكا في زيارة رسمية للمرة الخامسة في مصر ، مع العلم ان رأس هرم البيت الابيض الرئيس باراك اوباما لم يعترف بالنظام المصري رسميا حتى الان ، ومن عجب العجاب ان النظام المصري نفسه وافق على الانضمام للتحالف الامريكي الذي اعلن عنه اوباما ضد ارهاب داعش لتحقيق المصالح الامريكية ، وما نخشاه ان يكون ذلك بدون مقابل ، والاخطاء تتكرر، هذه هي سياسة امريكا تجاه ما يحدث في مصر الان.

فمن الخطأ الكبير،ان تشارك مصر في المسرحية الهزلية المسماه " التحالف الدولي ضد الارهاب " بقيادة امريكا ، فبعد فشل تركيا وقطر في اتمام المخطط لزعزعة امن واستقرار المنطقة عامة ومصر خاصة ، على الوجه الذي حددته امريكا،ارادت امريكا الظهور بنفسها باعادة سيناريو حرب الخليج ، ولكن هذه المرة العرض سوف يكون مستمر على مسرح مفتوح ، حيث المشاهد التى تتخللها العديد من المواقف الدراماتيكية ، وتارة تكون تراجيدية وقد تكون كوميدية سوداء بامتياز ، فكاتب السيناريو يفاجئنا كل مرة بحدث او موقف لاقناع المشاهد برؤيتة الجديدة ، والان يريد ان يثبت لنا انه عبقري في مهنته وليس دخيل عليها ، بان يحولنا الى قمة الاقناع بمشهد قطع الرؤوس ، هذا هو جديد الوحشية ، باعتماده على الاشتباك الساخن بين الاطار الفكري والاطار التاريخي والانساني والايديولوجي والديني والمذهبي للواقع "الشرق الاوسط" ليسخره لتحقيق هدفه ،وكما فعل في حرب الخليج حيث اطلق فيها العنان لرؤيتة لتحمل هوية خطاب الاخراج ، ولكن في هذا العرض الجديد تكون رؤيته أن تثبت وجهة نظره وصحة توجهاتها من خلال تفكيك أنساق النص ذاته والعبث ببنيته ليقدم مشهد ويؤخر اخر او يحذف مشهد ليأتي باحداث تكون في شكل (دراماتورجي) ، وهذا ما شهدناه بالامس في خطاب اوباما ومؤتمر جده وقريبا تجمع باريس ، فالاحداث متسارعة وحركية بشكل تعدى المعهود ، تنبئ بان المشاهد القادمة سوف تكون اكثر سخونة وما نخشاه ان نجد مصر قد شاركت بدورها وانغمست انغماسا في وحل المخطط وهو تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ ، فاوباما في خطاباته الاخيرة استخدم لفظين جديدين على المستمع والمتابع وهما *لفظ الدول السنية ،*ولفظ سايكس-بيكو ،وهذ يكفي .

فخلاصة القول نعيدها ونكررها ، هي ان اوباما وبوش الابن وجهان لعملة واحدة ، فاوباما جميع قراراته ومواقفه في فترت رئاسته الاولى والثانية تبين لنا ذلك ، فما يحدث على الارض هو تطبيق عملي لمخطط شرق اوسط جديد الذي وضع نواته في حقبة بوش الاب الرئاسية ، فبعد انهيارالاتحاد السوفيتي وتفكيكه اصبحت امريكا هي القطب الاوحد المهيمن والمسيطرعلى مفاصل القرارالعالمى ، فمنطقة الشرق الاوسط احتلت مكانة الاتحاد السوفيتي واصبحت من اولويات الامريكان ، والتي بدأت بحرب النفط (الخليج)الاولى التي خلفت ورائها أثار سياسيه واقتصاديه وأمنيه واجتماعيه كبيرة طالت منطقة الشرق الاوسط كلها باثارها السلبية والتي كان لها الدورالبارز بالاضافة الى دوراسرائيل في توفير الارضية الخصبة والصالحة لظهور ""الارهاب" الذي هو في حقيقته صنيعة الامريكان وجهازه المخابراتي هو القائد الفعلي لهذا المخطط ، فأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ليست ببعيدة التي جاءت كخريطة لتقسم المنطقة برمتها ،عنوانها "الحرب على الإرهاب "الذي اشعل منطقتنا بحرب الخليج الثانية وحرب افغانستان ،ومنذ ذلك التاريخ ومنطقة الشرق الاوسط ما ان يطفئ نار بها حتى تشتعل أخرى ، فسواء كان الرئيس جمهوريا او ديمقراطيا فهناك سياسة ثابته لا تتغير تجاه منطقتنا لابد من تطبيقها مهما كان الثمن ، وهي الحفاظ على امن اسرائيل ، الهيمنة والسيطرة الكاملة على اوطاننا واذلال شعوبها ،وسلب ثرواتها .



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر..هل لها من حرب؟ (جعجعة بلا طحن)
- غزة..قربان على مذبح التهدئة
- السيسي رفض الموازنة..أين الحل ؟
- تساؤلات المشهد العراقي..فالمخطط دائما وابدا يبدأ من العراق
- بعيدا عن السياسة - قصة في سطور -
- حسابات الديمقراطية = 35مليون ناخب
- السيسي.. عودة الروح..هل قرأها ؟
- الحركة العمالية المصرية من المادية الى الفلسفة الاجتماعية
- حسم السباق الرئاسي..متى المشهد الاخير؟
- إمارة قطر..المخطط له اوجه كثيرة
- إمارة قطر..والي عكا يعود
- روسيا..مشهد جورجيا،اوكرانيا،وسايكس بيكو
- مصر الثورة لا تصالح .. محاكم ثورية لا جنائية
- الاخوان..يرقصون على انغام قطبية قرضاوية
- مصر..بين الجلاء الاقتصادي والاحتكارات الكبرى
- هل اخطأ عمر موسى ؟
- الدستور.. تكريس البورجوازية والبيروقراطية لبقاء السيطرة الاح ...
- الدستور.. والجهل بمفهوم الاقتصاد
- سقف الدين الامريكي.. معركة كسرعظم
- حكومة الببلاوي..بين القدرة والرؤية والحلول


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البهائي - سيناريو داعش..دراماتورجيا