أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الله دالي - التكبيرة الثالثه قصة قصيره














المزيد.....

التكبيرة الثالثه قصة قصيره


محمد عبد الله دالي

الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 10:40
المحور: الادب والفن
    


التكبيرة الثالثة
حملت بندقيتها ،وربطة جعبة العتاد على صدرها وتوجهت الى جيرانها تحثهم للدفاع عن أنفسهنً ضد العدو الغادر القادم من الخارج .
وقف شيخ العشيرة بوجهها قائلاً : ــ
ـــ أليس في الناحية رجال يدافعون عنها ؟ وأنت تحملين السلاح ،و تحثين النساء للدفاع عنها ؟ أجابته : ــ
ــ هل الدفاع عن النفس يحتاج لنخوة يا شيخ ؟ وهل الدفاع عن الشرف يحتاج الى رجال فقط ؟ ربيت أبنائي لهذا اليوم .
وقف الرجل مذهولاً لجرأتها وشدة بأسها وعزيمتها . خاطبها بهدوء بعد أن راى إصرارها وشهامتها : ــ
ـــ اختي الشباب بهم الكفاية ، ولك الحق إذا قَصر أحدٌ منهم ، أو تخاذل في الدفاع عن الناحية . أجابته قائلةً : ــ
ــ يظهر الشيخ لم يقرأ التاريخ جيدا ، نحن أبناء اللواتي جاهدنً وكافحنَ وصبرَنَ في زمن الطغاة وناضلنَ مع الأنصار مع أزواجهنً وأبنائهنً في الجبال ،دعنا يا شيخ نشدُ من عزم ازواجنا وأولادنا .
بعد سماعه ردها لاذ بالصمت ثم نظر اليها قائلاً : ـــ
ــ حيّك الله يا بنت الصول .
غادرهنً والعزيمة تملأ كيانه عنفواناً وزهواً وهو يقرا شريط التاريخ بكل تفاصيله ، نادى رجاله للاجتماع في ديوانه هذه الليلة .
استعان بمن لديه خبرة ومعرفه بالقتال ، والذين خدموا بالجيش ، وضعوا خطة محكمه ، للدفاع عن ناحيتهم ، جمعوا عدتهم وعتادهم واستعدوا للقاء العدو ،من بناء مواضع ومؤمن . تفاجئوا عندما شاهدوا مجموعة من النساء ، وهنً يحملن السلاح ويرافقهنً أزواجهن وأولادهن متجهين إلى الساتر الأمامي ، أستقبلهم المسئول عن الرجال مرحباً .
ـــ مُرحباً بهم .. أهلاً وسهلاً بالنشامى ..أجابته :: ـ
ــ أهلاً بالمهلين ؟
تفرقنَ بين مواضع الرجال ، وحفرن موضعا شقيه ، وأعددنَ أنفسهنَ لملاقات العدو ،وهنَ يشحذن همم الرجال ، نظر الشيخ لكبيرتهنَ وهي تُعد شاجور البندقية( المخزن ) وأبقت رصاصة واحدة وأخفتها في جيبها . سألها الشيخ : ـــ
ـــ يا بنت الحلال ، لماذا أخفيت رصاصة واحده في جيبك ؟ لدينا ما من العتاد ما يكفي ؟ أجابته : ـــ
ـــ هذه الرصاصة لي ، لن أسمح لأحد أن يأسرني ويمس شرفي ،ويبيعني كسلعة في سوق النخاسة كما باعوا البعض ، عندما ينفذ عتادي سأضعها في البندقية وأوجهها نحو صدري ، وأنام في هذا الموضع .ووصيتي لكم إن استشهدت فموضعي قبري ،وهذه ذمة في أعناقكم .
وقف الشيخ مذهولاً يملأه الفخر لشجاعتها وانحنى إجلالا لهذه القامة الشامخة كشموخ باسقات العراق وبالهمة التي لا تتوفر عند العض ،حياها وقبل جبينها غادرها وهو مطمئن على الرجال .
نظر إلى الأفق ،رأى الساتر يعج بالحركة ، والترقب والهدوء والعيون لن تغفوا يتبادل أصحابها النظر لخط التماس بين العدو الوحشي القادر .
وفي هدأت من الليل ، ضج الساتر على طوله بكلمة واحده وبخط نار كثيف ( الله اكبر ) زلزلت الأرض واشتعل الساتر ناراً بوجه من يدعون ــ دولة الإسلام تكفيري العصر ووحوش الكهوف.. دواعش الظلام ، وفي الضياء الأول من الفجر هدأت جبهة القتال بعد أن أجبر الدواعش على الانسحاب مخلفين قتلاهم وهم يجرون ذيول الخيبة .
تفقد الشيخ ومن معه مواضع القتال . وقف صامتاً ولمعة عيناه وانحنى إجلالا وإكراما للمرأة المخضبة بدمائها وهي تتوسد سلاحها ،والرصاصة بيدها ، دعا الشيخ أخواتها قائلاً : ــ نفذوا وصيتها ، وليكن هذا الشق الصغير ، مثواها الأخير إنها أم المناضلين ، أخذ الرصاصة من يدها وهو يهزج ويؤشر بيده الى الشباب والى الرايات التي ترفرف في فضاء الناحية ( ربيتي ولوليتي اذوله )
الكاتب والقاص ــ محمد عبد الله دالي ـــ 10 /9/ 2014
************************************************



#محمد_عبد_الله_دالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بماذا يفكر اوباما وحلف الناتو
- التكبيرة الثانيه قصة قصيره
- التكبيرة الاولى
- مأساتنا وعباءة التخلف
- ذكرى الشهادة وألم العراق
- الفلاح والحمام قصة قصيرة للفتيان
- داعش للتصدير
- الشاهد والشهيد
- نكسة حزيران العراق
- مواقف قصة قصيرة
- اخر النذور قصة قصيرة
- شيء من الماضي قصة قصيرة
- حبات من تمر قصة قصيرة
- الزائر الصغير قصة قصيرة
- احلام ربيعيه قصة قصيرة
- الحجاب قصة قصيرة
- عربة الاسعاف قصة قصيره
- داعش وتدعيات الوضع الامني في العراق
- قصة قصيره الكتابة على الرصيف
- الاصرار على الحريه قصة قصيره


المزيد.....




- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الله دالي - التكبيرة الثالثه قصة قصيره