محمد عبد الله دالي
الحوار المتمدن-العدد: 4552 - 2014 / 8 / 23 - 18:52
المحور:
الادب والفن
التكبيرة الأولى
سمع المنادي يقول أيها الناس انفروا خفافاً أو ثقالاً ،جاءكم الموت .
جمع ما خف حمله وامرأته حملة طفلها بين ذراعيها وأثقلت رأسها بصرة ملابس ،وهو حمل طفليه على كتفيه وخطى عتبة الدار ،التفت إلى الخلف وتنهد رجع مسرعا ينادي أمي ؟ أين أنت ؟ ترجل طفليه من على كتفه .وطلب من والدته أن تركب على ظهره ،أبت قائلةً :ـــ
ــ يا ولدي ربيتك وفديتك صغيراً والآن أفديك وعائلتك وأنت كبيراً..أصر أن يحملها ،رفضت قائلةً :ــ
ــ ابعد أنت وعائلتك عن الخطر ،وإذا سنحت لك الفرصة ارجع لمساعدتي وبين شد وجذب ،أقترب صوت المنادي وصراخ الأطفال الخطر قادم أسرعوا ؟قالت له أمه ,استحلفك بالله انجوا بعائلتك ..ليحفظك الله .ـــ سأرجع يا أمي .. سأرجع .بعد إبعاد العائلة عن الخطر .
هرول مسرعا ,حاملا هموم الدنيا ودعاء أمه يرافقه ،ابعد عائلته ،حيث كانت تنتظرهم حافلات لإخلائهم إلى مناطق أمنه .رجع بلهفة إلى أمه لإنقاذها وعندما اقترب سمع صوتا قادما من البيت ..تكبير وأصوات أخرى تردد الله اكبر ،دوت صرخة اخترقت الفضاء كأن سهماً مزقَ قلبه وأجهش بالبكاء هرول مسرعا هربا من التكبيرة الثانية ، لا حول له ولا قوة له...!
الكاتب والقاص ... محمد عبد الله دالي الرفاعي
#محمد_عبد_الله_دالي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟